أشهر أمراض الفم والأسنان: أنواعها، ومدى خطورتها، وعلاجها، وعلاقتها بالأورام الخبيثة

Spread the love

إن أمراض الفم والأسنان من الأمراض التي يتهاون بها الكثير ولا يعلم مدى خطورتها وأبعادها ونادرًا ما يتخيل المصاب أن الفم قد يحمل بداخله أدلة طبية قاطعة على أمراض خطيرة وفتاكة وهذه الأدلة هي الأمل الوحيد في اكتشاف هذه الأمراض في مراحلها الأولى وتجاهل هذه الأدلة واعتبارها بالأمر الهين الذي لا يدعو إلى القلق هو فقدان تام للأمل في النجاة من هذه الأمراض وعلاجها.

Table of Contents

أنواع أمراض الفم والأسنان

إن الأمراض التي تصيب الفم والأسنان عديدة ولا يمكن حصرها في عدد من النقاط ولكن سنتطرق في هذا المقال إلى أشهر الأمراض الفموية والأكثر انتشارًا والأدعى لسرعة التوجه للفحص والمتابعة الطبية.

تصبغات الأسنان

تصبغات الأسنان هي من الأمور الشائعة حيث أنها لا تعد مرضًا بالمعنى الحرفي للكلمة فهي اختلاف عن لون الأسنان الطبيعي وذلك لعدد من الأسباب منها:

الطعام والشراب

فبعض المأكولات والمشروبات تحمل ألوانًا تؤدي إلى تصبغ الأسنان ومن أشهر هذه التصبغات تلك الناتجة عن شرب الشاي والقهوة.

التدخين

يعد التدخين من أشهر مسببات تصبغات الأسنان خاصة إن كان المدخن غير مهتم بتنظيف أسنانه بشكل منتظم فتترسب مادتي النيكوتين والقطران على الأسنان مما يؤدي إلى تصبغ الأسنان باللون الأصفر أو البني.

بعض الحالات المرضية

هناك عدد من الأمراض التي تصيب مينا الأسنان والتي تعد من التشوهات الخلقية في تكوين الأسنان وتؤدي إلى تغيير لون الأسنان.

وعلاج تصبغات الأسنان يختلف باختلاف درجة التصبغ ويتراوح بين غسيل الأسنان بالفرشاة بشكل منتظم إلى الحاجة إلى التركيبات التجميلية.

تسوس الأسنان

يعد تسوس الأسنان من أشهر أمراض الفم والأسنان حيث أنه يصيب الصغار والكبار وكذلك الرضع ويحدث دون الشعور به فتسوس الأسنان لا يسبب ألمًا في بدايته إنما يتم اكتشافه بالفحص الروتيني للأسنان ولكن إذا لم يتم علاجه فإنه يستمر في تآكله للأسنان وينتقل بين طبقاتها إلى أن يدمرها تمامًا ويفقدها وظيفتها ويسبب آلامًا شديدة لا يمكن تحملها.

يمكن علاج تسوس الأسنان أيضًا حسب درجة تآكل السن فيبدأ العلاج من الإجراءات التحفظية من حشوات بسيطة إلى حشوات العصب والدعامات الجذرية والتركيبات التعويضية وزراعة الأسنان.

العادات الفموية الخاطئة

هناك عدد كبير من العادات الفموية الخاطئة التي يجب الإقلاع عنها لما لها من أضرار خطيرة على تكوين الفك والأسنان ويجب التوجه للطبيب في حالة عدم القدرة على منعها للتدخل الطبي المانع لاستمرارها ومن أشهر وأخطر هذه العادات

مص إصبع الإبهام

مص إصبع الإبهام من أشهر العادات الفموية التي تبدأ من داخل رحم الأم فهي من أكثر الأوضاع المريحة نفسيًا للطفل والتي تبقى آمنة إلى عمر الخمس سنوات حيث بداية بزوغ الأسنان الدائمة. فإن كانت هذه العادة مستمرة مع الطفل عند هذا العمر فيجب التوجه للطبيب للتدخل الطبي المانع لها حيث أن استمرارها بعد هذا العمر يؤدي إلى تشوه الفك العلوي للطفل.

قضم الأظافر

قضم الأظافر من العادات الفموية التي تجلب عددًا كبيرًا من الأمراض المعوية، والجلدية، والفموية وهي من العادات التي تحتاج إلى تدخل مركب حيث أن سبب هذه العادة غير معلوم فقد يمارسها المصاب نتيجة مشاكل نفسية تواجهه أو مجرد سلوك يسلكه في أوقات الملل ولكن أيًا كان السبب فلا بد من معالجة هذه العادة بعلاج السبب واستخدام الموانع الطبية مثل طلاء الأظافر الطبي الذي يتميز بطعمه اللاذع الذي ينفر المصاب من هذه العادة السيئة.

صرير الأسنان

صرير الأسنان من العادات الفموية التي تتراوح في شدتها وينتج عنها تدميرًا للأسنان وتلفًا لمفصل الفك كما تؤدي إلى أعراض عضوية أخرى منها الصداع واضطراب النوم لذلك يجب التوجه للطبيب في حالة ملاحظة هذه العادة لمعرفة سبب حدوثها فقد يكون نفسيًا أو عَرَضًا لمرض آخر أو عَرَضًا جانبيًا لعلاج دوائي وفي كل الأحوال على الطبيب تحديد السبب وعلاجه لتجنب مخاطر هذه العادة.

التهابات اللثة

التهابات اللثة هي عدوى لثوية شديدة تصيب الأنسجة المحيطة بالأسنان والعظام الداعمة لها فتدمرها وتسبب فقدانًا للأسنان.

وتعد التهابات اللثة من أكثر الأمراض الفموية التي تحتاج إلى الحذر والرعاية الطبية حيث أنها شديدة الارتباط بعدد من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب فقد أثبتت الدراسات أن ٩١٪؜ من المصابين بأمراض القلب مصابين بالتهابات اللثة.

وعلى الرغم من خطورة هذا المرض إلا أنه من الممكن الوقاية منه بالاهتمام بالأسنان بغسلها بالفرشاة بصورة منتظمة واستخدام خيط الأسنان والفحص الدوري للأسنان بصورة مستمرة.

القرح الفموية

القرح الفموية مرض ذاتي الالتئام يُشفى من تلقاء نفسه دون تدخل علاجي خلال ١٤ يومًا كحد أقصى.

ولكن القرح الفموية تعد من أخطر أمراض الفم لأنها تعد دليلًا طبيًا قاطعًا على الإصابة بورم فموي خطير إذا تجاوزت ١٤ يومًا (ثلاث أسابيع كحد أقصى) دون التئام ذاتي.

ومع ذلك فإن أكثر القرح الفموية ذاتية الشفاء وغير مُعدية لا تنتقل عن طريق الأدوات وليس لها سببًا معلومًا قد تصيب الشفاه أو اللسان أو اللثة مسببةً ألمًا شديدًا خاصةً عند تناول بعض المأكولات كالحمضيات والموالح والتوابل الحارة.

قرح البرد (الهربس الفموي Herpes Labialis )

قرح البرد هي أشهر الأمراض الڤيروسية شديدة وسريعة العدوى التي تصيب الفم ويبقى الڤيروس كامنًا في الجسم بعد أول إصابة وتتجدد أعراضه لتصاحب أي حالة مرضية تصيب الجسم وتضعف مناعته.

قرح البرد ذاتية الشفاء أيضًا ولكن قد تحتاج لتدخل علاجي فقط لتقليل حدة الألم الناتج عن الإصابة بها (مضاد ڤيروسات- دهان موضعي) ولكن لا يمكن استخدام هذا العلاج إلا في المرحلة الأولى والثانية من قرح البرد حيث بداية الشعور بوخز وحرقان حول مكان الإصابة وظهور فقاعات مغلقة على السطح المصاب؛ أما إذا تطورت للمرحلة الثالثة وهي انفجار الفقاعات وتعري السطح المصاب فإن استخدام العلاج في هذه الحالة يُزيد من انتشار الفقاعات في أماكن أخرى.

رائحة الفم الكريهة

إن رائحة الفم الكريهة من أكثر أمراض الفم والأسنان انتشارًا ومن الأمراض التي تُحدث حرجًا شديدًا للمصاب بها وتمثل رهابًا لعدد كبير من الأشخاص خوفًا من الإصابة بها، ولكنها تُعد في الحقيقة عَرَضًا وليست مرضًا.

تُعد رائحة الفم الكريهة إنذارًا مهمًا لاكتشاف مجموعة من الأمراض الفموية والعضوية منها

تسوس الأسنان والتهابات اللثة.
جفاف الفم.
العدوى البكتيرية التنفسية.
الارتجاع المعدي المريئي.
مرض السكري.
أمراض الكبد والكلى.
أورام الرأس والعنق.

وحسب ذلك فإن علاج رائحة الفم الكريهة يتوقف على السبب الذي أدى إلى حدوثها فعلاج السبب هو علاج لهذه الرائحة.

وللتأكد من الإصابة برائحة فم كريهة يمكن لعق معصم اليد من الداخل وتركه قليلًا حتى يجف، ثم نشتم رائحته تكون هي تمامًا رائحة الفم.

بعد عرض هذه المجموعة من أمراض الفم والأسنان نستنتج ضرورة المتابعة الدورية للفحص الفموي وأهمية العناية بنظافة الفم والأسنان واتباع نظام غذائي صحي وضرورة الإسراع للفحص الطبي عند ظهور أعراض مرضية واستشارة طبيب الأسنان دون تهاون أو تكاسل فالفم مدخل كبير وواسع للجسم بكافة أعضائه وأجهزته.