in أمراض

بكتيريا المعدة (H. Pylori): أهم 4 أسباب للعدوى، والأعراض، وطرق العلاج الفعالة

by د صلاح الزقرد نوفمبر 26, 2025, 11:05 ص 311 Views

دليل شامل حول بكتيريا المعدة الحلزونية (H. Pylori). تعرف على الأعراض، وكيفية انتقال العدوى، وخيارات العلاج الثلاثي، ومضاعفات الإهمال.

Table of Contents

بكتيريا المعدة: دليلك الكامل لمكافحة جرثومة المعدة الحلزونية

تُعد مشاكل الجهاز الهضمي من أكثر الشكاوى الصحية شيوعاً، وفي قلب الكثير منها يقبع كائن دقيق لكنه قوي الأثر: بكتيريا المعدة، أو ما تُعرف علمياً باسم Helicobacter pylori (أو H. pylori).

هذه الجرثومة هي السبب الرئيسي في معظم حالات القرحة والتهابات المعدة المزمنة حول العالم.

على الرغم من شيوع الإصابة بها، إلا أن فهم طبيعتها، وطريقة انتقالها، وخيارات العلاج المتاحة هو مفتاح التخلص منها واستعادة صحة الجهاز الهضمي.

1. ما هي بكتيريا المعدة؟ (جرثومة المعدة الحلزونية)

بكتيريا المعدة (جرثومة المعدة الحلزونية) كما تُعرف، هي نوع من البكتيريا التي تتمتع بتركيب فريد يسمح لها بالبقاء على قيد الحياة والازدهار في البيئة الحمضية القاسية للمعدة. تفعل ذلك عن طريق إفراز إنزيم (يُسمى يورياز) يحول اليوريا إلى أمونيا، مما يخلق سحابة واقية قاعدية (قلوية) حولها.

تستوطن هذه البكتيريا بطانة المعدة وتسبب التهاباً مزمناً، وقد تؤدي إلى تآكل الغشاء المخاطي للمعدة والاثنى عشر، وهو ما ينتج عنه قرحة المعدة.

2. كيفية انتقال بكتيريا المعدة (مصادر العدوى)

تُعد معرفة كيفية انتقال بكتيريا المعدة خطوة أساسية للوقاية.

على الرغم من أن الطريق الدقيق للعدوى ليس مفهوماً بالكامل، إلا أن الطرق الرئيسية تشمل:

* الطريق الفموي-البرازي (Fecal-Oral Route): وهو الأكثر شيوعاً، ويحدث عبر الطعام أو الماء الملوثين ببقايا برازية تحتوي على البكتيريا.

* الطريق الفموي-الفموي (Oral-Oral Route): من المحتمل أن تنتقل البكتيريا عن طريق اللعاب أو القيء، خاصة عند مشاركة أدوات الطعام أو القبلات بين أفراد الأسرة.

* عدم النظافة: سوء النظافة الشخصية وقلة غسل الأيدي، خاصة بعد استخدام المرحاض.

* مصادر المياه غير النظيفة: تناول مياه ملوثة بـ بكتيريا المعدة.

3. اعراض بكتيريا المعدة (متى يجب إجراء الفحص؟)

قد يعيش معظم المصابين بـ بكتيريا المعدة دون ظهور أي أعراض ملحوظة (حوالي 80% من الحالات). لكن عندما تبدأ البكتيريا في إحداث تلف بالبطانة، تظهر مجموعة من اعراض بكتيريا المعدة، والتي غالباً ما ترتبط بقرحة المعدة أو الالتهاب المزمن:

أ. الأعراض الشائعة:

* ألم وحرقة في البطن: خاصة في الجزء العلوي، وقد يزداد الألم عندما تكون المعدة فارغة، ويخف مؤقتاً بعد الأكل أو تناول مضادات الحموضة.

* الانتفاخ والتجشؤ المتكرر.

* الغثيان أو القيء غير المبرر.

* فقدان الشهية أو الشعور بالامتلاء السريع.

ب. أعراض القرحة الخطيرة (تستدعي تدخلاً عاجلاً):

* ألم شديد ومفاجئ ومستمر في البطن.

* قيء دموي أو قيء يشبه “حبوب القهوة” (دليل على نزيف داخلي).

* براز أسود لزج (دليل على نزيف الجهاز الهضمي العلوي).

* فقر الدم (الأنيميا) الناتج عن النزيف الداخلي.

* فقدان الوزن غير المبرر.

اقرأ عن: عسر الهضم وعلاقته ب بكتيريا المعدة.

4. تشخيص وعلاج بكتيريا المعدة (خطة الإزالة)

يعتمد علاج بكتيريا المعدة على تأكيد وجودها من خلال اختبارات بسيطة وغير جراحية في الغالب.

أ. طرق التشخيص:

* اختبار التنفس بـ اليوريا (Urea Breath Test): اختبار شائع وسهل يقيس ثاني أكسيد الكربون الناتج عن نشاط البكتيريا.

* اختبار البراز: البحث عن مستضدات البكتيريا في عينة البراز.

* التنظير الداخلي (Endoscopy): إدخال أنبوب صغير عبر الفم لرؤية بطانة المعدة وأخذ عينة (خزعة) لتحليلها.

ب. علاج بكتيريا المعدة (العلاج الثلاثي أو الرباعي)

الهدف الأساسي من العلاج هو القضاء على البكتيريا تماماً ومنع عودتها. يتضمن العلاج عادةً خطة مدتها 10 إلى 14 يوماً تُعرف بـ “العلاج الثلاثي” أو “العلاج الرباعي”:

* مثبطات مضخة البروتون (PPIs): لتقليل إنتاج حمض المعدة والسماح للأدوية الأخرى بالعمل، وكذلك لمساعدة القرحة على الشفاء.

* نوعان مختلفان من المضادات الحيوية: مثل كلاريثروميسين وأموكسيسيلين (أو مترونيدازول)، للقضاء على البكتيريا.

* قد يُضاف البزموث (في العلاج الرباعي) للمساعدة في حماية البطانة والقضاء على البكتيريا.

من الضروري الالتزام بالخطة العلاجية كاملة، حتى بعد اختفاء الأعراض، لتجنب مقاومة المضادات الحيوية.

5. مضاعفات بكتيريا المعدة (ماذا يحدث إذا أهملت؟)

إذا تُركت بكتيريا المعدة دون علاج، فإنها يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة تتجاوز مجرد عسر الهضم:

* القرحة المعدية: السبب الأكثر شيوعاً.

* التهاب المعدة المزمن (Gastritis): التهاب طويل الأمد في بطانة المعدة.

* نزيف داخلي: قد تتآكل القرحة وتسبب نزيفاً يستدعي التدخل الطارئ.

* سرطان المعدة (Gastric Cancer): تُعد عدوى H. pylori عامل خطر رئيسي للإصابة بأنواع معينة من سرطان المعدة، وإن كانت هذه المضاعفة نادرة.

إذا كان لديك تاريخ عائلي من سرطان المعدة، يجب عليك مناقشة أهمية الفحوصات الدورية الوقائية مع طبيبك.

6. الحمية الغذائية والوقاية من بكتيريا المعدة

يلعب النظام الغذائي دوراً داعماً في علاج بكتيريا المعدة ويساعد في تهدئة بطانة المعدة الملتهبة.

أ. نصائح غذائية أثناء العلاج:

* التقليل من المهيجات: تجنب الأطعمة الحارة، والكافيين، والمشروبات الحمضية، والمشروبات الكحولية التي تزيد من حموضة المعدة.

* الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك (Probiotics): قد تساعد الأطعمة مثل الزبادي والكِفِير في استعادة التوازن البكتيري الصحي في الأمعاء بعد تناول المضادات الحيوية.

* الألياف: تناول الأطعمة الغنية بالألياف لدعم حركة الأمعاء.

ب. نصائح وقائية:

* النظافة الشخصية: غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل إعداد الطعام.

* نظافة الأغذية والمياه: التأكد من مصدر الماء النظيف وطهي الطعام جيداً.

* تجنب مشاركة الأدوات: عدم مشاركة أدوات المائدة أو الأكواب مع شخص مصاب.

7. دور الأعشاب والمكملات في دعم علاج بكتيريا المعدة

بينما يعتمد العلاج الأساسي على المضادات الحيوية، فقد أظهرت بعض الدراسات أن بعض المكملات والأعشاب يمكن أن تدعم عملية الشفاء:

* عرق السوس: قد يساعد في حماية بطانة المعدة.

* زيت الزيتون: يحتوي على مركبات قد يكون لها خصائص مضادة للبكتيريا.

* الشاي الأخضر: غني بمضادات الأكسدة التي قد تساعد في تقليل التهاب المعدة.

تحذير: يجب عدم الاعتماد على الأعشاب والمكملات كبديل للعلاج الطبي الموصوف، ولكن يمكن استخدامها كمكمل بعد استشارة الطبيب.

8. ماذا بعد العلاج؟ (الاختبار للتأكد)

من الضروري إعادة فحص وجود بكتيريا المعدة بعد 4-6 أسابيع من انتهاء العلاج للتأكد من القضاء عليها نهائياً، وعادةً ما يتم ذلك باستخدام اختبار التنفس أو البراز.

إذا لم يتم القضاء عليها، يصف الطبيب خطة علاجية مختلفة.

إن التعامل مع بكتيريا المعدة ليس مجرد مسألة أدوية، بل هو تغيير في نمط الحياة لضمان صحة الجهاز الهضمي على المدى الطويل.