تعريف التهاب الكبد الفيروسي وأنواعه الرئيسية
التهاب الكبد الفيروسي هو مجموعة من الأمراض المعدية التي تسببها فيروسات مختلفة تهاجم الكبد وتسبب التهابه، هناك خمسة أنواع رئيسية من التهاب الكبد الفيروسي:
التهاب الكبد الفيروسي نوع A (الفيروس HAV): عادةً لا يسبب مضاعفات خطيرة.
التهاب الكبد الفيروسي نوع B (الفيروس HBV): يؤدي إلى التهاب كبدي مزمن، وتليف الكبد، وسرطان الكبد.
التهاب الكبد الفيروسي نوع C (الفيروس HCV): هو سبب شائع لالتهاب الكبد المزمن، والتليف الكبدي، وسرطان الكبد، انتشر في مصر بصورة واسعة بسبب استخدام الإبر غير المعقمة من شخص لآخر.
التهاب الكبد الفيروسي نوع D (الفيروس HDV): يحتاج إلى وجود فيروس التهاب الكبد B للانتشار، وهو يسبب حالات شديدة من التهاب الكبد.
التهاب الكبد الفيروسي نوع E (الفيروس HEV): يؤدي إلى مضاعفات خطيرة للنساء الحوامل.
أهمية الموضوع نظرًا لانتشار هذه الأمراض وتأثيرها الصحي والاقتصادي
التهاب الكبد الفيروسي هو مشكلة صحية عامة كبيرة على مستوى العالم. فحسب منظمة الصحة العالمية، هناك حوالي 325 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بالتهاب الكبد الفيروسي B أو C، وتؤدي هذه الأمراض إلى ما يقرب من 1.4 مليون وفاة سنويًا. التأثير الصحي لهذه الأمراض خطير، فهي تؤدي إلى تليف الكبد والسرطان وغيرها من المضاعفات الخطيرة، وهذا ينتج عنه تكاليف طبية باهظة وفقدان كبير في الإنتاجية الاقتصادية، لذلك فإن التصدي لهذه الأمراض يمثل أولوية صحية عالمية.
اقرأ أيضا: الخشونة… إليك 8 معلومات هامة عنه
طرق انتقال فيروسات التهاب الكبد
في هذه الفقرة سنتعرف على طرق انتقال فيروسات التهاب الكبد وذلك للتمكن من الوقاية منها
فيروس التهاب الكبد A: ينتقل عادةً عن طريق تناول طعام أو شرب ماء ملوث بالفيروس.
أما فيروس التهاب الكبد B والتهاب الكبد C: فينتقلان أساسًا عبر الدم والسوائل الجسدية المتبادلة، مثل الجنس غير المحمي، أو استخدام أدوات حادة مشتركة، أو من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة.
فيروس التهاب الكبد D: يحتاج إلى وجود فيروس HBV لينتشر.
فيروس التهاب الكبد E: ينتقل عادةً عبر الفم من خلال تناول طعام أو شرب ماء ملوث.
عوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي
استخدام المخدرات بالحقن، نقل الدم أو زرع الأعضاء في بيئات طبية غير آمنة، التعرض المتكرر لدم أو سوائل جسدية ملوثة، السفر إلى مناطق متوطنة بالعدوى دون اتخاذ إجراءات وقائية، والعيش في أوضاع صحية ونظافة ضعيفة.
تشمل الوقاية التطعيم، تجنب المشاركة في استخدام أدوات حادة، والحرص على ممارسات طبية آمنة.فيما يتعلق بفيروس التهاب الكبد B، يمكن أن تنتقل العدوى أيضًا من خلال التعرض للدم أثناء الرعاية الصحية، مثل الوخز بإبرة ملوثة أو التعرض للدم أثناء إجراء طبي. كما يُعتبر الحصول على وشم أو ثقب الجسم في بيئات غير آمنة من عوامل الخطر.
أما فيروس التهاب الكبد C فينتشر بشكل كبير عبر استخدام المخدرات بالحقن، حيث يُعتبر هذا السلوك من أهم عوامل الخطر المرتبطة به. بالنسبة لفيروس التهاب الكبد E، فإن انتشاره يرتبط بشكل كبير بالنظافة الصحية والصرف الصحي السيئين، مما يؤدي إلى تلوث المياه والأغذية.
في جميع الحالات، تعد الممارسات الصحية والوقائية السليمة، مثل التطعيم، والنظافة الشخصية، والحفاظ على ممارسات آمنة في الرعاية الصحية، أمرًا حاسمًا للوقاية من هذه الفيروسات والحد من انتشارها.
أعراض التهاب الكبد الفيروسي
تختلف أعراض التهاب الكبد الفيروسي باختلاف نوع الفيروس، ولكن هناك بعض الأعراض المشتركة بينها. في المراحل المبكرة للإصابة، قد يعاني المصاب من أعراض شبيهة بالإنفلونزا مثل: الحمى.
الإرهاق.
الشعور بالغثيان.
القيء.
كما يعاني البعض من آلام في الجسم، والصداع، وفقدان الشهية. وفي حالات كثيرة، قد تظهر أعراض على الكبد مثل تضخمه وآلام في منطقة البطن العليا.
بالنسبة لأنواع التهاب الكبد المختلفة، فإن فيروس التهاب الكبد A عادة ما يسبب أعراضا حادة تظهر بعد 2-6 أسابيع من العدوى وتشمل صفار العينين والجلد والتبول الداكن، أما فيروس التهاب الكبد B فيمكن أن يؤدي إلى إصابة مزمنة تستمر لسنوات مع أعراض متقطعة أو معتدلة، أما فيروس التهاب الكبد C غالبًا ما يسبب إصابة مزمنة أيضًا مع أعراض خفيفة أو معدومة في البداية، بينما يتسبب فيروس التهاب الكبد D في إصابة شديدة عندما يصيب مرضى التهاب الكبد B.
أما فيروس التهاب الكبد E يسبب أعراضًا حادة تشبه فيروس A، ولكنها أكثر خطورة للنساء الحوامل.
اقرأ أيضا: أنيميا الفول
تشخيص التهاب الكبد الفيروسي
تشمل طرق تشخيص التهاب الكبد الفيروسي المعتمدة اختبارات الدم للكشف عن وجود الأجسام المضادة أو الأنتيجينات الخاصة بكل نوع من الفيروسات. كما يمكن إجراء اختبارات تصويرية للكبد مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي لتقييم حجمه وتركيبه، وفي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء بزل كبدي لفحص النسيج.
بالنسبة لفيروس التهاب الكبد B، قد يعاني المرضى المصابون بالعدوى المزمنة من تليف الكبد، وتطور الكبد الدبوسي، أو سرطان الكبد على المدى الطويل. كما أن بعض المرضى قد يعانون من التهاب الكبد الحاد الذي قد يؤدي إلى الفشل الكبدي.
أما بالنسبة لفيروس التهاب الكبد C، فغالبًا ما تكون الأعراض خفيفة في البداية ثم تتطور إلى التهاب كبدي مزمن. وقد يؤدي ذلك على المدى الطويل إلى تليف الكبد وتطور سرطان الكبد. وفي بعض الحالات النادرة، قد يتسبب HCV في إصابة حادة شديدة.بالنسبة لفيروس التهاب الكبد D، فهو يحتاج إلى وجود فيروس HBV في الجسم للتكاثر. لذلك فإن الأعراض تظهر لدى المصابين بالتهاب الكبد B المزمن والذين يصابون بعدوى HDV أيضًا. وغالبًا ما تكون هذه الإصابة أكثر شدة وتؤدي إلى تدهور سريع في وظائف الكبد.
اقرأ أيضا: داء السكري
أما بالنسبة لطرق التشخيص، فإلى جانب الاختبارات المصلية لكشف الأجسام المضادة والأنتيجينات، يمكن أيضًا إجراء اختبارات جزيئية باستخدام تقنية تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) لتحديد وجود الحمض النووي الفيروسي في الدم، كما تعد هذه الاختبارات مهمة في متابعة استجابة المرضى للعلاج.
علاج التهاب الكبد الفيروسي
فيما يتعلق بعلاج التهاب الكبد الفيروسي فهناك العديد من الخيارات المتاحة:
بالنسبة لفيروس التهاب الكبد B، يُعتبر العلاج الأساسي هو الأدوية المضادة للفيروسات مثل الإنترفيرون ألفا والنوكليوزيدات المماثلة. وقد أظهرت هذه العلاجات فعالية في خفض مستويات الفيروس والحد من تطور المضاعفات على المدى الطويل، بالإضافة إلى ذلك، توجد اختبارات لتحديد مدى استجابة المريض للعلاج.
فيما يتعلق بفيروس التهاب الكبد C، فقد شهد علاج هذا النوع تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة مع ظهور أدوية جديدة فعالة وأقل سمية مثل مثبطات البروتياز المباشرة. وتتميز هذه العلاجات بنسب شفاء عالية تصل إلى ٩٥ % في بعض الحالات.
أما فيروس التهاب الكبد D، فلا توجد حتى الآن علاجات معتمدة بشكل واسع، لكن هناك بعض الأدوية في مرحلة الدراسة والتطوير مثل العلاجات المضادة للفيروسات والإنترفيرون.
اقرأ أيضا: الفيبروميالجيا أو الألم العضلي الليفي
الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي
وفيما يخص الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي، تُعد اللقاحات أداة فعالة للوقاية من بعض أنواع التهاب الكبد. على سبيل المثال، يتوفر لقاح فعال ضد التهاب الكبد A وآخر ضد التهاب الكبد B، وتنصح المنظمات الصحية بتطعيم الأطفال والمجموعات الأكثر عرضة للخطر مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية، والمخالطين، وكبار السن، والسيدات الحوامل.
بالإضافة إلى اللقاحات، هناك إجراءات وقائية أخرى مهمة مثل تجنب المخاطر كاستخدام الأدوات الحادة المشتركة، وممارسة النظافة الشخصية الجيدة، واستخدام العاملين في القطاع الصحي لأدوات الحماية الشخصية أثناء العمل، وممارسة بروتوكولات مكافحة العدوى. كما ينصح بإجراء الفحوصات الدورية للتعرف المبكر على أي إصابات.
2.https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/hepatitis-a
GIPHY App Key not set. Please check settings