انيميا الفول

انيميا الفول أو فقر الدم الانحلالي هو مرض وراثي يصيب حوالي من 400 إلى 500 مليون شخص حول العالم ويوجد بنسبة كبيرة في سكان منطقة حوض البحر المتوسط، وأفريقيا، وآسيا، وأمريكا الجنوبية. غالبا يورث من ناحية الأم أكثر من الأب ونلاحظ في كثير من الأوقات عدم ظهور أي أعراض على الشخص الذي يعاني من هذا المرض إلا عند تناول الفول أو بعض الأغذية الأخرى حيث تبدأ أعراض واضحة في الظهور بشكل ملحوظ. لذا سوف نتعرف هنا على انيميا الفول وأعراضها وكيفية تجنب مخاطرها.

ما هي انيميا الفول؟

من أجل معرفة أعراض وأسباب انيميا الفول يجب أن نعرف أولا ما هي انيميا الفول؟

تحدث بسبب نقص إنزيم نازعة هيدروجين الجلوكوز-6 فوسفات (G6PD) وهو إنزيم يعمل على حماية كرات الدم الحمراء من المركبات الضارة التي تؤدي إلى تكسير كرات الدم الحمراء قبل أن يبدأ الجسم في تخليق كرات دم حمراء جديدة فيحدث فقر في الدم مما يؤثر على وظائف الجسم ويؤدي أيضا في بعض الأحيان إلى حدوث الصفراء وتكون أكثر وضوحا في الأطفال، ويكون نقص هذا الإنزيم غالبا له سبب وراثي وهو حدوث طفرة في الكروموسوم x الذي يؤدي إلى نقصان هذا الإنزيم أو عند التعرض لبعض الأدوية والمركبات الكيميائية.

إنزيم نازعة هيدروجين الجلوكوز-6 فوسفات (G6PD)

تستطيع كرات الدم الحمراء تجديد احتياجها من إنزيم نازعة هيدروجين الجلوكوز-6 فوسفات في الوضع الطبيعي للجسم مما يؤدي إلى حمايتها من الإجهاد التأكسدي الذي تتعرض له من كثير من العوامل المحيطة المؤثرة عليها.

يحدث الإجهاد التأكسدي للخلايا في الجسم ومن ضمنها كرات الدم الحمراء من نتيجة قلة وجود مضادات الأكسدة الموجودة في الجسم والتي يتم الحصول عليها من بعض مصادر الأغذية الطبيعية، والذي يسبب الإجهاد التأكسدي للجسم هو الشوارد الحرة الموجودة في العوامل البيئية الملوثة حولنا التي تؤثر على الجسم مثل التدخين وعوادم السيارات.

فعند حدوث نقص لهذا الإنزيم ومضادات الأكسدة التي تمنع سمية الشوارد الحرة وأضرارها في الجسم وتحافظ على كرات الدم الحمراء من الموت المبكر قبل أن يبدأ الجسم في عملية تخليق لكرات دم حمراء جديدة يصبح تكسير كرات الدم الحمراء أكثر سهولة مما يؤدي إلى تكسير وانحلال كرات الدم الحمراء داخل الأوعية الدموية  خاصةً عند تناول أغذية معينة مثل البقوليات وأشهرها: 

•  الفول النابت، والفول السوداني، والعدس، وفول الصويا، والأطعمة التي تحتوي على ألوان صناعية.  
• أخذ بعض المضادات الحيوية مثل أدوية السلفا، والأسبرين، والأدوية المضادة للأورام السرطانية، وأخذ جرعات كبيرة من فيتامين ج.
• بعض الكيماويات مثل النفثالين.
• وأيضا وجود بعض العدوى والأمراض مثل الملاريا، والالتهاب الكبدي، والالتهاب الرئوي.
• تعرض الجسم أيضا إلى الإجهاد أو التوتر.

اعراض انيميا الفول

عند تناول الفول أو تناول الأدوية التي ورد ذكرها أو التعرض لبعض الأمراض يحدث تكسير وانحلال لكرات الدم الحمراء فيؤدي إلى ظهور أعراض مثل:

• حدوث أنيميا (فقر الدم الانحلالي).
• يتغير لون البول للون الغامق.
• حدوث بهتان في الجلد.
• اصفرار الجلد، والعين، واللسان.
• إسهال، وغثيان، وأوجاع في البطن.
• إرهاق.
• زيادة وسرعة ضربات القلب.
• يكون النفس قصيرا.
• تضخم الطحال.

انيميا الفول عند الاطفال 

على الأطفال أن يفهموا أن مرض انيميا الفول ليس بالخطير ولا ينتقل من فرد إلى آخر لأنه مرض وراثي ولا يعيق من نشاطهم اليومي إذا التزموا بالأطعمة والأدوية الممنوعة فقط.  

عادةً لا تظهر أي أعراض على الأطفال إلا إذا تناولوا الفول أو بعض البقوليات أو أخذوا بعض الأدوية التي تجعل أعراض انيميا الفول عند الاطفال أكثر خطورة وقد تهدد حياتهم أيضا. ومن أبرز هذه الأعراض ظهور مرض الصفراء عند الأطفال ويمكن أن يحتاج إلى نقل دم إن زاد الأمر سوءا.

تحليل انيميا الفول  

يُعد أشهر طريقة لمعرفة وتشخيص مرض انيميا الفول هو تحليل انيميا الفول والذي يُعرف من خلاله نقصان إنزيم  نازعة هيدروجين جلوكوز-6 فوسفات (G6PD) عن طريق أخذ عينة دم من المريض.

فعند ظهور أي عرض من أعراض انيميا الفول يكون المطلوب عمل تحليل ليكون التشخيص أكثر دقة حيث لا يتم حدوث تعارض مع أي أمراض أخرى في التشخيص.

ويمكن أيضا عمل تحليل صورة دم كاملة(CBC) للاطمئنان على باقي وظائف الجسم.  

سن الشفاء من انيميا الفول 

حقيقةً لا يوجد شيء يسمى سن الشفاء من انيميا الفول لأنه مرض وراثي ولكنه ليس بالخطير إذا تعامل المريض مع الأغذية بحرص ولم يأخذ أي أدوية بدون استشارة الطبيب فكما قلنا أنه لا يوجد أي أعراض تظهر على المريض إذا لم يقرب ما يؤدي إلى حدوث أي مضاعفات من أدوية أو أغذية أو كيماويات.

هل يمكن التعايش مع انيميا الفول؟

يأتي في ذهن كثير من الناس سؤال عن هل يمكن التعايش مع انيميا الفول؟ بالتأكيد نعم فهو أمر ليس بالخطير إذا ابتعد الإنسان عن الأغذية والأدوية التي تسبب له هذا الأمر مع المحافظة على عدة أشياء منها:

• الإقلاع عن التدخين إذا كنت شخصا مدخنا أو الابتعاد عن المدخنين إذا كنت شخصا غير مدخن، لأن التدخين ينتج عنه الشوارد الحرة التي تؤثر على مناعة الجسم.
• الإقلاع عن شرب الكحوليات لأنها تعمل على زيادة الإجهاد التأكسدي في الجسم.
• النوم بشكل كافٍ وإعطاء الراحة اللازمة للجسم لحمايته من الإجهاد والتوتر الذي يؤثر بشكل سلبي على الجسم.
• ممارسة الرياضة اليومية والابتعاد عما يسبب لك التوتر الذي يؤدي إلى انخفاض المناعة في الجسم.     

 References

1. G6PD deficiency – symptoms, causes, diagnosis and treatment | healthdirect
2. Favism: Clinical Features at Different Ages – PMC (nih.gov)
3. Favism – an overview | ScienceDirect Topics
4. Glucose-6-Phosphate Dehydrogenase Deficiency – Symptoms, Causes, Treatment | NORD (rarediseases.org)
5. Kids Health Information : G6PD deficiency (rch.org.au)
6. G6PD Deficiency: Symptoms, Triggers & Treatment (clevelandclinic.org)