تسمم الدم (باللغة الإنجليزية: Septicemia)، وهو مصطلح يشير إلى العدوى التي تغادر موقع الجرح وتدخل وتنتشر في مجرى الدم، ويؤدي ذلك إلى إنتان أو ما يسمى بتعفن الدم (Sepsis )، عادة ما تكون العدوى البكتيرية هي المسببة لتسمم الدم، ولكن يمكن أن تسبب الفيروسات والفطريات تسمم في الدم أيضا ولكن بشكل أقل شيوعا.
الفرق بين تسمم الدم والإنتان
البعض لا يستطيع التفرقة بين مصطلح تسمم الدم والإنتان أو تعفن الدم، ولكن يمكننا التوضيح بينهما بأن نعرّف تَسمم الدم بالعدوى التي تحدث فور دخول البكتريا أو أي جراثيم أخرى إلى مجرى الدم، وتنتشر في الجسم، وهذه العملية تؤدي إلى الإنتان، والإنتان هو رد فعل الجسم على هذه العدوى.
اسباب تسمم الدم
عند حدوث عدوى في الجسم، يتصدى لها الجهاز المناعي ويحاصرها في مكان واحد وتسمى عدوى موضعية، وينتج الجسم خلالها خلايا الدم البيضاء التي تذهب إلى موقع العدوى لمهاجمة الجراثيم المتسببة في ذلك، وهذا كله يؤدي إلى الانتفاخ وظهور أعراض الالتهاب، هذه العملية تساعد على تحجيم انتشار العدوى.
ولكن عند حدوث خلل مثل أن الجهاز المناعي قد يكون ضعيفا، أو أن شدة العدوى كبيرة، فإن الجراثيم تغادر مكان الجرح الأصلي وتدخل مجرى الدم مسببة تسمما في الدم، لذلك فإن اسباب تسَمم الدم قد ترتبط ببعض الحالات التالية:
- الالتهاب الرئوي.
- التهابات المسالك البولية.
- التهابات الجلد.
- التهابات في الأمعاء أو في المعدة.
- خراج الأسنان.
- استخدام معدات طبية ملوثة بالجراثيم.
بالإضافة إلى ذلك، هنالك جراثيم عادة ما تساهم في أغلب حالات عملية تسمم الدَم وتؤدي إلى الإنتان، مثل:
- المكورات العنقودية الذهبية.
- الإشريكية القولونية.
- بعض أنواع المكورات العقدية.
اقرأ أيضا: الميكروب السبحي والتهاب الحلق وعلاقته بالبنسلين
اعراض تسمم الدم
اعراض تسمم الدم تبدأ سريعا، وعادة ما تكون مسبوقة بجرح أو عملية جراحية أو عدوى في مكان معين في الجسم، وتبدأ الأعراض بـ:
- القشعريرة.
- الحمى.
- التعرق.
- برودة الأطراف.
- زيادة في معدل التنفس.
- زيادة في معدل ضربات القلب.
ومع إهمال العلاج والرعاية الطبية، ومع تقدم تَسمم الدم، تبدأ الأعراض بأن تصبح أكثر خطورة، وتشمل:
- الارتباك والتشتت.
- الغثيان والقيء.
- طفح جلدي يشبه الكدمات.
- انخفاض حجم البول.
- انخفاض كمية تدفق الدم.
- الصدمة.
اقرأ أيضا: الإكزيما وكيفية علاجها
الأكثر عرضة لتسمم الدم
- الأطفال وكبار السن.
- المرأة الحامل.
- عند تركيب قسطرة بولية.
- الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل السكري.
- بعد خوض عملية جراحية.
- الاحتجاز في المستشفى بسبب مرض شديد، أو الاضطرار للمكوث في المستشفى لفترة طويلة.
- المعرضين وراثيا للإصابة بالعدوى.
- من لديهم جروح أو إصابات نتيجة حادث.
- أصحاب الحالات الطبية التي تضعف الجهاز المناعي مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو سرطان الدم.
- تلقي أدوية تقلل استجابة الجهاز المناعي مثل العلاج الكيميائي.
تشخيص تسمم الدم
يُشخص تَسمم الدم على حسب:
- ظهور الأعراض.
- اختبارات الدم لتحديد نوع المسبب (بكتيريا، فيروسات، فطريات).
اقرأ أيضا: أهمية صورة الدم في تقييم الحالة الصحية والتنبؤ بها
هناك بعض الاختبارات التي تساعد في تشخيص تَسمم الدم، كما أنها تحدد موقع العدوى في الجسم، من هذه الاختبارات:
- البول أو البراز.
- زراعة عينة من الجزء المصاب (أنسجة، جلد، سوائل).
- إفرازات الجهاز التنفسي، مثل أخذ عينة من اللعاب، البلغم، المخاط.
- قياس ضغط الدم.
- الأشعة التصويرية، مثل الأشعة السينية، الموجات فوق الصوتية، التصوير المقطعي.
هل يمكن الشفاء من تسمم الدم
بعد معرفة كم أن تَسمم الدم خطيرا، فمن المتوقع أن نتساءل، هل يمكن الشفاء من تسمم الدم؟
بعض الحالات يمكنها أن تتعافى تماما، ولكن تختلف مدة التعافي من حالة إلى أخرى، ويعتمد هذا على:
- شدة العدوى وتسمم الدم.
- صحة المريض ومناعته.
- المدة التي قضاها في المستشفى.
- هل كانت حالته بحاجة إلى العناية المركزة أم لا.
علاج تسمم الدم
تَسمم الدم يتطور سريعا ليشكل خطرا على حياة المريض، وعلاجه يجب أن يكون سريعا في المستشفى حتى يتم تفادي تعفن الدم.
يعتمد علاج تسمم الدم على الأعراض التي ظهرت، وعمر المريض، وحالته الصحية بشكل عام، ويعتمد أيضا على خطورة المرض والجزء المصاب، ويشتمل العلاج على:
- مضادات حيوية.
- تعديل ضغط الدم وكمية الدم المتدفقة للأعضاء.
- معالجة مصدر العدوى الرئيسي.
بعض الحالات قد تكون بحاجة إلى:
- التزويد بالأوكسيجين.
- تركيب محلول وريدي.
- غسيل الكلى.
- إزالة الأنسجة المتضررة من العدوى في العضو المصاب.
هل تسمم الدم معدي
تسمم الدم في حد ذاته ليس معديا، ولكن العدوى التي نتج عنها هذا التسمم قد تنتقل من شخص لآخر في بعض الحالات، لذلك ينصح دائما باتخاذ الإجراءات الاحترازية أثناء الجلوس مع شخص مريض تجنبا لأخذ العدوى، والحرص دائما على غسل اليدين، وارتداء الكمامة.
الوقاية من تسمم الدم
يمكن الوقاية من تسمم الدم عن طريق:
- المتابعة الدورية إن كنت من أصحاب الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري، أمراض الكلى، أمراض الرئة.
- أخذ التحصينات اللازمة -إن كانت متوفرة- لتقليل شدة بعض الأمراض المعدية التي يمكن أن تتسبب في تسمم الدم.
والأهم من ذلك، يجب أن تبني نمط حياة صحي، وتحافظ دائما على:
- نظافة اليدين.
- تغطية الجروح إلى أن تتعافى تماما.
أما عن أصحاب المناعة الضعيفة، فإن الاحتياطات التالية يمكن أن تساعد في الوقاية من تسمم الدم:
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب تناول أدوية لم يصفها الطبيب.
- تناول غذاء صحي وغني بالعناصر الغذائية.
- ممارسة الرياضة.
- الحفاظ على نظافة اليدين، حيث أنها تعتبر ناقلا جيدا للعدوى.
- الحفاظ على جرعات التطعيم، خاصة الأطفال.
- عدم مخالطة المرضى.
اقرأ أيضا: تطعيمات الأطفال والتطعيمات الإجبارية من 0-18شهر
صحتك أمانة، لذلك عند الشك بظهور أعراض غريبة يجب الذهاب إلى الطبيب فورا.
المصادر:
1.https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/septicemia
2. https://www.nhsinform.scot/illnesses-and-conditions/blood-and-lymph/sepsis
3. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21539-septicemia
4. https://www.healthline.com/health/septicemia
5. https://www.cdc.gov/sepsis/prevention/index.html
6. https://www.endsepsis.org/what-is-sepsis/is-sepsis-contagious/
GIPHY App Key not set. Please check settings