وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تم تسجيل 263 مليون حالة من مرض الملاريا في عام 2023 على مستوى العالم، 94٪ منها حدثت في إفريقيا. وسُجلت 597,000 حالة وفاة بسبب الملاريا، وكان 76٪ منها لأطفال تحت سن الخامسة.
في هذا المقال، سنخبركم ما هو مرض الملاريا وأعراضه، وعلاجه، وطرق الوقاية منه. كما سنشرح دورة حياة البلازموديوم، وهو الطفيلي المسبب للملاريا.
ما هو الملاريا؟
الملاريا مرض قاتل ينتقل عبر لدغات البعوض المصاب. والخبر الجيد هو أنه يمكن الوقاية منه وعلاجه. هذا المرض ينتشر غالبًا في المناطق الحارة والرطبة مثل إفريقيا جنوب الصحراء، وبعض دول آسيا، وأجزاء من أمريكا.
في العالم العربي، اليمن هو البلد الوحيد الذي يعاني من معدلات عالية من عدوى هذا المرض. وعلى الحدود الشمالية تقع المملكة العربية السعودية حيث تتزايد حالات الملاريا، معظمها واردة بسبب التدفق الكبير للحجاج إلى البلاد سنويًا.
اقرأ أيضا: حمى الضنك (Dengue fever)
أسباب الملاريا
يحدث هذا المرض بسبب طفيليات البلازموديوم الموجودة في لعاب البعوض المصاب عندما يلدغ الإنسان. هناك خمسة أنواع من البلازموديوم معروفة بأنها تسبب الملاريا عند البشر وهي الفالسيباروم (P. falciparum)، والفيفاكس (P. vivax)، وأوفالي (P. ovale)، وملاريي (P. malariae)، ونوليسي (P. knowlesi). ويوجد العديد من السلالات الأخرى التي تصيب الثدييات، والطيور، والزواحف، إلا أنها لا تنتقل للإنسان.
يُعد الفالسيباروم الأكثر فتكًا وشيوعًا في إفريقيا، في حين أن الفيفاكس هو السلالة الأكثر تواجدا في باقي أنحاء العالم.
اقرأ أيضا: تعرف على الرمان واستخداماته و4 من فوائده
دورة حياة البلازموديوم الملاريا
يمر البلازموديوم بعدة مراحل داخل جسم الإنسان والبعوض أثناء دورة حياته، وتبدأ العملية عندما تلدغ أنثى بعوضة الأنوفيلس المصابة إنسانًا، وتُطلق الطفيليات المعروفة بـ “السبوروزويت” من لعابها إلى مجرى الدم.
تتوجه السبوروزويت مباشرة إلى الكبد حيث تتكاثر لا جنسيًا لمدة تصل إلى 10 أيام. تنضج إلى “شيزونت”، وتتمزق وتطلق “الميروزويت”.
تنتقل الميروزويت إلى الدم حيث تهاجم خلايا الدم الحمراء وتتضاعف حتى تنفجر الخلايا. بعد ذلك، تهاجم المزيد من الكريات الحمراء. هذه هي المرحلة التي يبدأ فيها الشخص المصاب بالشعور بالحمى والرعشة.
ثم تتطور بعض الميروزويت إلى “جاميتوسيت”، وتنقسم إلى خلايا جنسية ذكورية وأنثوية. عندما تلدغ بعوضة شخصًا مصابًا بالملاريا، تبتلع الدم المصاب بجاميتوسيت البلازموديوم.
تتطور الجاميتوسيت إلى خلايا جنسية ناضجة تُسمى “جاميت”، وتتكاثر داخل جسم البعوضة. تنمو الجاميتات المخصبة لتصبح “أوكينيت” وتُشكل “أوكوست” يحتوي على آلاف السبوروزويت.
عندما تتمزق الأوكوست، تُطلق السبوروزويت وتنتقل إلى الغدد اللعابية للبعوضة حيث تصبح جاهزة لإصابة شخص آخر.
اقرأ أيضا: العلاج البيولوجي: أمل واعد في علاج السرطان والأمراض المناعية والجينية
اعراض الملاريا
تبدأ أولى العلامات بعد حوالي أسبوعين من لدغة البعوضة المصابة. تشمل الأعراض الصداع، والارتجاف، والحمى. وبعد يوم أو يومين، تبدأ الأعراض الأكثر شدة في الظهور. ومع ذلك، قد تختلف شدة الأعراض وتوقيتها بناءً على مناعة المريض. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
- صداع.
- تشنجات، خاصة عند الأطفال الصغار.
- حمى.
- قيء.
- إسهال.
- إرهاق.
- دوار.
- بول داكن.
- فقدان الشهية.
- ولادة مبكرة لدى الحوامل، أو أطفال ذوي وزن منخفض عند الولادة.
- آلام في العضلات والمفاصل.
إذا تُركت دون علاج، تظهر أعراض أكثر خطورة، مثل:
- فشل الأعضاء.
- انحلال الدم داخل الأوعية الدموية.
- الصفراء.
- الوفاة.
اقرأ أيضا: تعرّف على الحمى القرمزية (Scarlet fever): الأعراض والأسباب وطرق العلاج
تشخيص الملاريا
في المناطق التي ينتشر فيها الملاريا، يسهل على الأطباء تشخيص المرض، مع إعطاء الأولوية للمرضى الذين يعانون من أعراض خطيرة مثل الحمى، والتشنجات، والقيء. يتم إجراء اختبارين لتأكيد التشخيص: اختبار التشخيص السريع والفحص المجهري.
الاختبار السريع يشبه اختبار الحمل الذي يُباع في الصيدليات، ويحتوي على تعليمات في النشرة المرفقة ويُظهر النتائج خلال 15 دقيقة. ومع ذلك، قد يعطي نتيجة سلبية خاطئة في المراحل المبكرة من العدوى.
أما الفحص المجهري، فرغم أنه يستغرق وقتًا أطول، إلا أنه أكثر دقة. يتم تلوين شريحة الدم بصبغة زرقاء وملاحظتها تحت المجهر. يحدد الفاحص وجود طفيليات البلازموديوم ويحصيها لتحديد شدة العدوى.
علاج الملاريا
من المهم بدء العلاج فور التشخيص لأن الأعراض قد تتفاقم بسرعة. تُستخدم عدة أدوية لعلاج الملاريا عن طريق الفم أو الوريد.
يختار الأطباء الدواء بناءً على وزن الجسم، ومقاومة الدواء، وشدة العدوى، وما إذا كانت المريضة حاملًا. العلاج الأكثر فعالية هو “علاج تركيبة الأرتيميسينين”، مثل أرتيميثير-لوميفانترين وأرتيسونات-ميفلوكين.
تشمل الأدوية الأخرى المستخدمة فوسفات الكلوروكين والبريماكوين. ومع ذلك، قد تكون هذه الأدوية أقل فعالية في بعض المناطق بسبب مقاومة البلازموديوم لها.
اقرأ أيضا: أوراق الجوافة فوائدها وأضرارها واستخداماتها المختلفة
الوقاية من الملاريا
يمكن الوقاية من العدوى باستخدام اللقاحات، وتجنب لدغات البعوض، وقطع دورة حياة البلازموديوم عبر السيطرة على الناقل.
- اللقاحات
يمكن للمسافرين أخذ لقاح الملاريا عند الذهاب إلى المناطق المصابة بالمرض. في أوائل الألفين والعشرينات، تم تطوير لقاح “موسكيريكس” للأطفال، ويُعطى الآن بشكل روتيني في عدة دول إفريقية.
- منع لدغات البعوض
نظرًا لأن البلازموديوم ينتقل عبر البعوض، إليك بعض الطرق لمنع لدغاته:
- ارتداء الملابس الواقية مثل الأكمام الطويلة والسراويل.
- استخدام الناموسيات المُعالجة بالبيرميثرين لصد البعوض أثناء النوم.
- رش أجزاء الجسم المكشوفة بطارد البعوض الذي يحتوي على ثنائي إيثيل تولواميد (ديت).
- تركيب شبكات على الأبواب والنوافذ لمنع دخول البعوض للبيت.
- البقاء في الداخل من الغسق حتى الفجر وإغلاق الأبواب والنوافذ.
- السيطرة على ناقل الملاريا
تقليل عدد البعوض عبر منع تكاثره ينجح في الحد من انتشار الملاريا. يمكن تحقيق ذلك عبر التخلص من المياه الراكدة التي تتجمع في أحواض الزهور على سبيل المثال بعد المطر، حيث تضع البعوضة بيوضها.
كما يمكن وضع بكتيريا تسمى Bacillus Thuringiensis Israelensis على البرك والبحيرات. هذا البكتيريا قاتلة ليرقات البعوض لكنها آمنة للأسماك والكائنات المائية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن إضافة أسماك مثل الكوي والذهبية إلى البحيرات للسيطرة على البعوض لأنها تتغذى على يرقاته.
اقرأ أيضا: مرض المناعة الذاتية (Autoimmune disease) و3 أسبابه
أسئلة شائعة
- كيف ينتقل مرض الملاريا من شخص الى اخر؟
الملاريا لا ينتقل من شخص لآخر. يُصاب به الشخص عند لدغة أنثى بعوضة الأنوفيلس التي تنقل طفيلي البلازموديوم.
- هل مرض الملاريا معدي؟
الملاريا ليست معدية، لذا يمكن للمصابين به البقاء مع عائلاتهم أثناء المرض دون الحاجة إلى العزل. تستغرق دورة حياة البلازموديوم حوالي شهر، مما يجعل من غير المرجح أن تلدغ البعوضة شخصًا مريضًا وتعود لتُصيب شخصًا قريبًا منه.
- من الفئات الأكثر عرضة للملاريا؟
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة الحادة بالملاريا هم: الأطفال دون سن الخامسة، النساء الحوامل، كبار السن، المسافرون الذين يزورون مناطق ينتشر فيها المرض، والأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة أو الإيدز.
References
- https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/malaria
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/malaria/symptoms-causes/syc-20351184
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/15014-malaria
- https://www.malariavaccine.org/tools-resources/malaria-parasite-life-cycle
- https://www.cdc.gov/malaria/hcp/clinical-guidance/treatment-of-severe-malaria.html
- https://www.who.int/news-room/questions-and-answers/item/malaria?gad_source=1&gclid=CjwKCAiApY-7BhBjEiwAQMrrEfwe4bJggCKfu2ZXGy0d959t9abfAOVisVNXhOeE3io2-YQHwHc9IxoClyYQAvD_BwE
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/malaria/symptoms-causes/syc-20351184
https://malariajournal.biomedcentral.com/articles/10.1186/s12936-023-04467-9
GIPHY App Key not set. Please check settings