فرط التصبغ أو ما يسمى باسمرار البشرة، هي حالة تصيب الجلد وتسبب اسمرارا لبعض الأجزاء عن اللون الأساسي للجلد. لا تعتبر هذه الحالة مرضية ولكنها قد تكون عرضا نتيجة لبعض الأمراض مثل مرض أديسون. تسبب هذه الحالة لبعض الناس الاكتئاب خاصة إذا كانت واضحة المظهر وحجمها كبيرا ولذلك أصبحت من أوائل الاهتمامات الطبية التجميلية.
تختلف هذه الحالة عن فرط التصبغ حيث يقل إفراز الميلانين، فتظهر بعض المناطق أفتح من غيرها في الجسم. تلك الحالة تسمى نقص التصبغ ويظهر ذلك في مرض البهاق.
اسباب فرط التصبغ
من أهم أسباب فرط التصبغ:
- السبب الأول هو التعرض للشمس وخاصة في حالة عدم وضع واقي الشمس، يتم تحفيز إنتاج الميلانين بشكل زائد عن الطبيعي وتعتبر الشمس من العوامل الخارجية المؤثرة في عملية إنتاج الميلانين.
- السبب الثاني هو الحمل أو اضطراب هرموني نتيجة طعام ملئ بالزيوت المهدرجة أو تناول الشخص أدوية هرمونية مثل موانع الحمل وتسبب ما يعرف بالكلف.
- السبب الثالث هو التهاب نتيجة التعرض لحرق أو ليزر خاطئ وغيره من مسببات الالتهاب مثل لدغ البعوض أو استخدام خاطئ ومتكرر لبعض المنتجات الخاصة بالبشرة والشعر وأيضا حب الشباب وهذا ما يعرف بفرط التصبغ الناتج عن الالتهاب ويظهر في المكان السابق تأثره بعوامل الالتهاب.
- السبب الرابع هو الإجهاد والتوتر ويظهر في جميع مناطق الجسم وخاصة المنطقة حول العين ويساعده وجود عامل وراثي نتيجة لشكل الهيكل والعظم المكون لهذه المنطقة وما يعرف بفرط التصبغ للعين “periorbital hyperpigmentation”
- السبب الخامس هو العامل الوراثي وتغير في الجينات ومن أشهرها النمش ويزداد وجوده في المناطق المعرضة للشمس.
اقرأ أيضا: العد الوردي
علاج فرط التصبغ:
ينقسم العلاج إلى نوعين، النوع الأول الخاص باستخدام كريمات مخصصة للبشرة وأغلبها مكونات عشبية طبيعية والنوع الآخر الخاص بالعيادات واستخدام المعدات الخاصة للتخلص من فرط التصبغ المزمن والمتكرر.
علاج فرط التصبغ الموضعي(العشبي):
يعتبر أول خط علاجي ويعتمد عليه الكثير من الدكاترة ولكنه يحتاج إلى المثابرة والاستمرار، فقد يفقد الكثيرون الأمل ويرجع ذلك لاعتباره علاجا بعيد المدى. وتعتمد تلك الكريمات على مواد تساعد على التفتيح ومحاربة الالتهاب مثل مستخلص العرقسوس والكركدية والكركم والبابايا والترمس والشاي الأخضر وشجرة الشاي وفيتامين ه وغيرها من مواد محاربة الالتهاب ومضادات الأكسدة.
يوجد أنواع أخرى من العلاجات الموضعية مثل الكريمات التي تحتوي على نسبة قليلة من الأحماض والريتينول وخصوصا لاصحاب البشرة الدهنية والمعرضة للحبوب وكذلك مادة النياسيناميد والكافيين والسيراميد، ومن أمثلة الأحماض التي تم ذكرها من قبل حمض الساليسيليك وحمض اللاكتيك وحمض الكوجيك وحمض الأزاليك وحمض الأسكوربيك أو ما يعرف باسم فيتامين سي.
العلاج الكيميائي لفرط التصبغ (التقشير الكيميائي):
هذا العلاج يعتمد على الأحماض التي تم ذكرها في العلاج السابق ولكن باستخدام تركيز أعلى.
يوجد ثلاثة أنواع من التقشير:
التقشير السطحي مثل حمض الجلايكوليك المستخدم بنسبة ٣٥%، حمض الساليسليك المستخدم بنسبة من ٥ ل ٣٠% في التقشير السطحي الخاص بحب الشباب.
التقشير المتوسط: يعتمد على نوع آخر من الأحماض والمعروف باسم TCA، هذا النوع يستعمل بتركيز أقل من٥٠% ويستخدم مع الكلف الذي يلي الالتهاب ويمكن استخدام حمض الجليكوليك بتركيز ٧٥%.
التقشير العميق: يستخدم هذا النوع مع الأنواع العنيدة مثل الكلف ويعتمد على تركيز عال من ال TCA، يتعدى ال ٥٠% ويتم استعماله في الجسم فقط.
غالبا ما يصاحب التقشير بعض آثار جانبية من ضمنها احمرار شديد والتهاب وإن تم إهماله، فرط التصبغ قد يتفاقم ويظهر ما يسمى فرط تصبغ الجلد بعد الالتهاب.
علاج فرط التصبغ بالميزوثيرابي:
يعتبر من أحدث الوسائل الطبية التجميلية وتعتمد تلك التقنية على حقن المواد الفعالة تحت الجلد ومن أشهرها فيتامين سي وحمض الترانيكساميك للتخلص من فرط التصبغ لكن آثارها الجانبية تشمل الألم والتحسس في منطقة الحقن ولهذا السبب ينصح الأطباء بضرورة اتباع روتين يومي من الكريمات الطبيعية وغيرها من كريمات المضادة للالتهابات لتجنب تفاقم فرط التصبغ نتيجة تحسس البشرة.
علاج فرط التصبغ بالمايكرونيدلنج:
يعتبر المايكرونيدلنج من أشهر الطرق المستعملة لتحفيز إنتاج الكولاجين والحد من فرط التصبغ الناتج عن حب الشباب، باستخدام إبر معقمة بعمق يتراوح ما بين النصف مليمتر إلى اثنين مليمتر، تؤدي إلى حدوث ثقوب طفيفة في طبقة الجلد لتحفيز الكولاجين والإيلاستين لمساعدة البشرة على الشفاء السريع، فيتم التخلص من العلامات والندوب وآثار حب الشباب المسببة لفرط التصبغ العميق.
في الغالب ما تستخدم تلك التقنية مع الميزوثيرابي لتعزيز الكفاءة للتخلص من الكلف.
علاج فرط التصبغ باستخدام الليزر:
يستخدم العديد من أجهزة الليزر لإزالة علامات فرط التصبغ ومن أشهر ما تم استخدامه بأقل آثار جانبية Q switched laser وعند استخدام تلك التقنية لإزالة التصبغات، يجب اختيار درجة ضوء الليزر لتجنب تفاقم الحالة ويفضل تفادي تلك الأجهزة مع درجات اللون الغامقة للجلد حتى لا يتم تحفيز إنتاج الميلانين بكثرة.
قد يلجأ بعض الأطباء إلى استخدام نوعين أو أكثر للتخلص كليا أو جزئيا من فرط التصبغ المتكرر.
فرط التصبغ والحمل:
يؤدي الحمل إلى تغيير في إنتاج الهرمونات مما يحفز إنتاج الميلانين مما يسبب ما يعرف بقناع الحمل أو الكلف، هذا النوع يعتبر من الأنواع العميقة والتخلص منها تماما يحتاج إلى ميزوثيرابي أو مايكرونيدلينج وإذا كانت البشرة فاتحة، يمكن استخدام الليزر أيضا للوصول سريعا إلى درجة الشفاء المطلوبة.
يمنع استخدام أي وسيلة من الوسائل المذكورة قبل انتهاء فترة الحمل والرضاعة.
اقرأ أيضا: تعرف على انواع الفيتامينات وأهميتها ومصادرها
ما هي طرق الوقاية من فرط التصبغ (اسمرار الجلد)؟:
الوقاية من الشمس: الأشعة الفوق البنفسجية هي من أهم أسباب اسمرار الجلد، استعمال واقي الشمس أصبح ضروريا وخاصة لأصحاب البشرة السمراء.
الابتعاد عن الشمس في الفترة ما بين العاشرة صباحا والرابعة عصرا لأصحاب البشرة الحساسة لتجنب التعرض للحروق الشمسية التي قد تتحول إلى تصبغات.
اتباع روتين يومي للبشرة من كريمات وغسولات طبيعية مكونة من مواد مساعدة على التفتيح ومضادات للأكسدة للحد من التصبغ.
اتباع نظام غذائي صحي والاهتمام بممارسة الرياضة للحد من مسببات الالتهاب.
استخدام كريمات الهيدروكينون والريتينول بتوصية من طبيب الجلدية فقط، تم إثبات أن الهيدروكينون يسبب فرط التصبغ عند الاستخدام المستمر والخاطئ.
عدم خدش حبوب لدغ البعوض وعدم لمس حب الشباب: فقد يؤدي إلى ظهور التهابات وحساسية في الجلد مما يحفز زيادة إنتاج الميلانين.
الاهتمام باتباع روتين مضاد للالتهاب عند التعرض لأي من العمليات التالية:
الميزوثيرابي.
الليزر.
المايكرونيدلنج.
References
Laser resurfacing – Mayo Clinic
Skin Pigmentation Types, Causes and Treatment—A Review – PMC (nih.gov)
https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10.1111/jdv.19566
GIPHY App Key not set. Please check settings