ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
اضطراب ثنائي القطب (كان يُسمى سابقاً بالهوس الاكتئابي) (bipolar disorder) هو مرض عقلي، يصيب الإنسان بنوبات من التغير في المزاج، والطاقة، والسلوك.
وفيه تكون هناك نوبات من الاكتئاب حيث يكون الإنسان شديد الحزن، وفاقداً للأمل في الحياة، ولا يشعر بالسعادة لأي سبب، يتبعها نوبات من الهوس وهي تكون على النقيض، ففيه يشعر الإنسان بالفرح الشديد، والإقبال على الحياة، وقد تكون مصحوبة بالعصبية الشديدة، والعنف أو أعراض الذهان مثل الهلاوس السمعية والبصرية.
قد تستمر هذه النوبات لساعات، أو أيام، أو أسابيع، أو شهور. وهذا يعيق الإنسان عن القيام بمهامه اليومية.
معدل الإصابة باضطراب ثنائي القطب
يصيب النوع الأول والثاني حوالي 2% من سكان العالم، أما بقية الأنواع فتصيب حوالي 2%.
حتى مع العلاج تعود أعراض الاكتئاب أو الهوس للمريض خلال سنة في حوالي 37% من المرضى. و60% في خلال سنتين.
أسباب اضطراب ثنائي القطب
أسباب هذا الاضطراب غير معروفة ولكن تزيد فرصة الإصابة بهذا المرض في حالة إصابة قريب الدرجة الأولى، وهذا يُرجح تأثير جينات معينة قد تسبب المرض.
أيضاً تكون هناك تغيرات في تركيب المخ في هؤلاء المرضى، ولكن هذا يستلزم المزيد من الأبحاث للوصول إلى أسباب هذا المرض.
ووُجد أيضاً تغيرات في كيمياء المخ، أي تغيرات في النواقل العصبية مثل الدوبامين، والأدرينالين، والسيروتونين، والأسيتل كولين، و(GABA).
وتحدث هذه التغيرات بوجود مثيرات بيئية في سن الطفولة، مثل التعرض للأذى، أو التعرض للخلافات العائلية، أو أزمة كبيرة مثل فقدان أحد الوالدين.
وتظهر الأعراض بصورة أكبر في فصل الربيع. بسبب فترة إضاءة الشمس.
وتظهر في النساء الأكثر عُرضة للمرض في فترة الحمل أو بعد الولادة.
اقرأ أيضاً: حقائق حول الاكتئاب مرض العصر الحديث و 3 طرق لعلاجه
انواع اضطراب ثنائي القطب
توجد أربعة أنواع من هذا الاضطراب:
- النوع الأول: ويتميز بحدوث نوبة هوس على الأقل مرة واحدة في العمر، وتستمر لمدة أسبوع مع حدوث نوبة اكتئاب أو عدم حدوثها على الإطلاق.
- النوع الثاني: وفيه تكون نوبات الاكتئاب هي الأغلب مع حدوث نوبة واحدة على الأقل من الهوس، وتكون حدة الهوس أقل بكثير من النوع الأول ولا يستمر لفترات طويلة، ولا يعيق المريض عن القيام بأعماله اليومية، ورغم ذلك يكون مريض النوع الثاني أشد تأثراً من حيث الإعاقة عن القيام بمهام حياته وذلك بسبب نوبات الاكتئاب الشديدة طويلة المدة.
- اضطراب دوروية المزاج: وفيه يكون هناك اضطراب مُزمن في المزاج، بين الهوس البسيط والاكتئاب لمدة سنتين على الأقل. وقد يكون المريض في مزاج طبيعي في بعض الأوقات ولكن تستمر هذه الفترات إلى ثماني أسابيع أو أقل.
- اضطراب ثنائي القطب غير المُحدد: وفيه لا يُحقق المريض شروط التشخيص بالنوع الأول، أو الثاني، أو نوع دوروية المزاج. ولكن يُعاني المريض من نوبات تقلب المزاج، وقد يكون المرض بسبب أدوية، أو الكحول، أو بعض الأمراض الأخرى مثل داء كوشينج أو التصلب المتعدد.
اعراض اضطراب ثنائي القطب
يُعاني هؤلاء المرضى من تغير في المزاج يأتي على شكل نوبات، الأولى هي نوبة الهوس وفيها:
- شعور بالسعادة العارمة.
- زيادة مُفرطة في النشاط على غير العادة.
- الكلام الكثير والسريع وتوارد الكثير من الأفكار.
- الإنفاق ببذخ وشراء الكثير من الأشياء.
- العصبية وسرعة الاستثارة.
- قلة النوم.
- تصرفات غير مسؤولة، وتصرفات خطيرة، وغير محسوبة العواقب.
- النشوة.
- في بعض الأحيان تكون هناك أعراض الذهان مثل الهلوسة السمعية أو البصرية وهو ما يجعل التشخيص صعباً لأنه يختلط مع حالات الشيزوفرينيا.
أما الثانية فهي نوبة الاكتئاب وفيها:
- يُعاني المريض من حزن شديد وفقدان الأمل في الحياة.
- النوم الكثير.
- عدم القدرة على القيام بالمهام اليومية أو حتى الاهتمام بالنظافة الشخصية.
- الأكل الكثير أو القليل وفقدان الشهية.
- قلة الكلام والانعزال عن الناس.
- الشعور بالوحدة.
- أفكار انتحارية.
- ويكون الاكتئاب في الأغلب هو المُعيق للمريض عن القيام بأي عمل مهم في حياته.
في بعض الحالات تكون الأعراض مختلطة بين أعراض الهوس وأعراض الاكتئاب في نفس الوقت.
تشخيص اضطراب ثنائي القطب
يعتمد تشخيص هذا المرض أساساً على التاريخ المرضي، التاريخ العائلي للإصابة بالمرض، أخذ تاريخ مُفصل من المريض بالأعراض التي يشكو منها.
وجود تغيرات المزاج، محاولة التفريق بينه وبين الأمراض الأخرى مثل الشيزوفرينيا في حالة وجود أعراض الذهان.
وسائل التشخيص تكون غالباً طبيعية ولا تفيد في التشخيص.
هناك بعض الأمراض التي تتميز بحدوث تغير المزاج والتي تختلط في التشخيص مع اضطراب ثنائي القطب:
- اضطراب فرط الحركة (ADHD).
- إدمان المخدرات.
- بعض أمراض القلق مثل اضطراب ما بعد الصدمة.
- بعض الأمراض غير النفسية مثل أمراض الغدة الدرقية، والذئبة، والإيدز.
اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن الصرع: أسبابه وأعراضه وإمكانية علاجه
علاج اضطراب ثنائي القطب
ينقسم العلاج إلى علاج دوائي وعلاجات أخرى:
العلاج الدوائي:
- مُثبتات المزاج: مثل الليثيوم، والفالبرويت، ولاموتريجين.
- مضادات الاكتئاب مثل: مثبطات استرداد السيريتونين الانتقائية ومضادات الاكتئاب ثلاثي الحلقات .
- مضادات الذهان مثل أولانزابين.
- أدوية مساعدة مثل: البنزوديازيبين، ومضادات الكولين، ومضادات التشنجات، والمهدئات.
علاجات أخرى:
- العلاج بالجلسات الكهربائية.
- العلاج النفسي الاجتماعي.
- جلسات العلاج النفسي الجماعي.
- جلسات العلاج النفسي الفردي.
- العلاج المعرفي السلوكي.
- تغيير نمط الحياة ونمط التغذية.
من أهم المشاكل في علاج هذا المرض هو أن أغلبية المرضى لا يداومون على أخذ العلاج مما يسبب رجوع أعراض المرض مرة أخرى.
الوقاية من اضطراب ثنائي القطب
في حالة وجود تاريخ مرضي في العائلة على أفرادها معرفة الأعراض المرضية، والذهاب للطبيب للعلاج في بداية ظهورها، والبُعد عن استخدام الأدوية المخدرة مثل الكوكايين، والأمفيتامين، والإكستازي.
أيضاً تعلم مواجهة التوتر والأزمات وتنظيم فترات النوم.
مضاعفات اضطراب ثنائي القطب
هؤلاء المرضى عُرضة أكثر من غيرهم لمضاعفات مثل:
- إدمان المخدرات.
- القلق.
- أمراض القلب.
- السكري.
- السمنة.
- الأفكار الانتحارية.
المصادر
- https://www.nimh.nih.gov/health/topics/bipolar-disorder
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9294-bipolar-disorder
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/bipolar-disorder/symptoms-causes/syc-20355955
- https://medlineplus.gov/bipolardisorder.html
- https://www.webmd.com/bipolar-disorder/bipolar-disorder-diagnosis
- https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC3876031/
- https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC5310104/
- https://www.healthdirect.gov.au/bipolar-disorder
GIPHY App Key not set. Please check settings