اعراض حساسية الطعام  وأشهر 9 مسببات، الفرق بينها وبين عدم تحمل الطعام

     تُعرف حساسية الطعام بأنها الاستجابة الضارة من الجهاز المناعي للإنسان لما يتناوله من طعام، حيث يتعامل مع أحد مكونات الطعام كعدو للجسم ويبدأ فى الدفاع عن جسم الإنسان مما يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية وهي تتراوح من الأعراض البسيطة والمتوسطة إلى الأعراض الخطيرة والتي قد تودي بحياة الإنسان في بعض الحالات العنيفة. تصل نسبة انتشار حساسية الطعام بين الأطفال إلى ما يقرب من 8% تحت عمر الخمس سنوات، بينما تنتشر بين البالغين بنسبة 4%. وتنقسم إلى أنواع ما بين السريعة فتظهر أعراضها خلال دقائق قليلة وقد تصل إلى ساعتين بينما تبدأ أعراض عدم تحمل الطعام متأخرة عن ذلك وتصل إلى يومين.

  ما هو الجهاز المناعي للإنسان وما دوره؟

      الجهاز المناعي للإنسان هو جهاز يتكون من شبكة أعضاء مختلفة تتنشر خلال الجسم بالإضافة إلى كرات الدم البيضاء والخلايا المناعية، مسؤوليته الدفاع عن جسم الإنسان ضد أي مكون ضار يدخله عن طريق الطعام أو التنفس أو اللمس بغرض الحفاظ على سلامة الإنسان. في حالة التحسس ضد نوع من الطعام تنشأ معركة بين الجهاز المناعي (خط الدفاع عن الجسم) وبين أحد مكونات الطعام حيث يعتبر هذا المكون كعدو (وهو ما يُسمى البروتين المهاجم للجسم)، خلال هذه المعركة تُفرز بعض المواد الكيميائية داخل  الجسم (منها الهستامين) وهي ما تسبب الأعراض التحسسية المختلفة.

اقرأ أيضا

الأمراض المناعية… أحد أمراض العصر، أنواعها وأسبابها

أشهر أنواع الطعام المسبب لحساسية الطعام

• البيض.
• السمك.
• الألبان ومنتجاتها كالأجبان.
• الفول السوداني.
• المكسرات كالجوز.
• الأسماك والقشريات البحرية.
• القمح ومنتجاته.
• فول الصويا.
• السمسم. 
• الموز والكرز.

اعراض حساسية الطعام

    تختلف صور استجابة كل شخص تبعًا لردة فعل جهازه المناعي للبروتين المسبب للحساسية اختلافًا شديدًا فتتنوع ما بين الأعراض الخفيفة والمتوسطة وقد تصل إلى الأعراض الشديدة الخطورة.

1- الأعراض الخفيفة مثل:

• وخز أو حكة بالجلد أو الفم.
• الاحمرار والطفح الجلدي.
• الغثيان أو القئ، ألم في البطن أو الإسهال.
• الصفير أو احتقان الأنف.
• التهاب ملتحمة العين.

2- الأعراض المتوسطة مثل:

• الأكزيما.
• تورم الشفتين والوجه واللسان.
• تورم الأغشية المبطنة للجهاز التنفسي العلوي وصعوبة التنفس.
• الدوخة وعدم وضوح الرؤية.
• الربو.

3- الأعراض الشديدة المهددة للحياة (الحساسية المفرطة أو صدمة الحساسية المفرطة “Anaphylaxis”):

• تورم وانقباض في مجرى الجهاز التنفسي والشعور بالاختناق.
• انخفاض مفاجئ وشديد في ضغط الدم الشرياني.
• زيادة نبضات القلب. 
• فقدان الوعي المفاجئ وقد تتفاقم الحالة إلى الموت المفاجئ.

انواع حساسية الطعام

بعض أنواع حساسية الطعام

1. متلازمة حساسية حبوب اللقاح والغذاء

    تُعرف بمتلازمة حساسية الفم، وتؤثر على العديد من الأشخاص المصابين بحمى القش، بسبب تناول بعض الفاكهة والخضروات غير مطبوخة. وقد تقل حدة الأعراض بعد طبخها.

2. حساسية الطعام الناتجة عن التمارين الرياضية

   قد يتسبب تناول بعض الأطعمة قبل ممارسة الرياضة بظهور أعراض التحسس، وينصح لتجنبها عدم تناول الطعام لبضع ساعات قبل ممارسة الرياضة كإجراء وقائي.

3. حساسية الطعام عند الرضع والأطفال

   تكمن ضرورة ملاحظة رد فعل الرضع لأي نوع من الطعام يتم إدخاله في فترة الفطام المتدرج للاكتشاف المبكر، مع مراعاة الآتي:

• مراقبة تحسس الرضيع من اللاكتوز سواءٌ للبن الأم أو من الألبان التعويضية منذ الولادة.
• استشارة الطبيب عن جدول الأطعمة المسموح بها خلال عمر الرضيع بالشهور، حيث ينصح أطباء الأطفال بتأجيل بعض الأطعمة والإسراع بغيرها.
• اتباع قاعدة الثلاث أيام: بحيث يتم إدخال نوع طعام واحد لمدة ثلاثة أيام قبل إدخال النوع التالي.
• إخبار الطبيب عند وجود تاريخ مرضي لأحد أفراد العائلة بتحسسه لأي نوع طعام. 
• تحضير الطعام في المنزل طازجًا.
• تجنب الأغذية المحضرة صناعيًا والمنكهات.
• بعض الأطباء ينصحون بتأخير البدء بإدخال الأطعمة الشهيرة بتسبب الحساسية مع ملاحظة رد الفعل بدقة.
• قراءة ملصقات الطعام جيدًا.

4- عدم تحمل الطعام

تندرج حالة عدم تحمل الطعام كنوع فرعي من حساسية الطعام.

•  تتفق مع الأنواع السابقة في كونها: استجابة ضارة من الجسم لتناول بعض أنواع الطعام.
• لكنها تختلف عنهم في أنها:

1. أقل حدة.
2. تأخر ظهور الأعراض: فتبدأ بعد ساعات قليلة من تناول الطعام حتى 48 ساعة.
3. تأثيرها يصيب الجهاز الهضمي أكثر من غيره.
4. لا تسبب فقدان الوعي ولا فرط الحساسية.

أعراض عدم تحمل الطعام

تتركز معظم الأعراض على الجهاز الهضمي مثل:

• الإسهال.
• الانتفاخات وزيادة الغازات بالبطن.
• الغثيان.
• آلام البطن.
• ارتجاع المرئ.
• عسر هضم، القولون العصبي.

أشهر مسببات عدم تحمل الطعام

1. مشتقات الألبان مثل اللاكتوز.
2. الجلوتين (بروتين القمح) ،وهي تختلف كليةً عن مرض السيلياك.
3. القهوة.
4. بعض أنواع الأحماض الأمينية الناتجة عن تخمر الأطعمة خاصة المصنعة.
5. بعض أنواع الكربوهيدرات(FODMAPs )، والألياف.
6. سكر الفاكهة.
7. المواد الحافظة والمنكهات.

     وصعوبة امتصاص هذه الأنواع في الأمعاء الدقيقة قد تكون نتيجة لنقص الإنزيمات المسؤولة عن الهضم أو خلل في توازن البكتيريا الضارة والنافعة الموجودة داخل الأمعاء.

اقرأ أيضا

 دايت البحر الأبيض المتوسط فوائده وتوصيات جمعية القلب الأمريكية

ملصقات تعليمات السلامة على الأغذية

      ألزمت القوانين للعديد من دول العالم شركات المنتجات الغذائية لتوضيح مكونات المنتج وهل يحتوي على أحد المسببات الشهيرة للحساسية، فيتوجب على المستهلك الاطلاع على الملصق جيدا قبل الشراء. تبقى احتمالية حدوث إصابة غير متوقعة لبعض الأنواع غير المشهورة خاصة في ظل الزيادة الحالية في حالات الحساسية بأنواعها المختلفة، لذا يتحمل كل مستهلك مراقبة الأعراض المتوقع حدوثها.

اختبار حساسية الطعام وطرق تشخيصها

      بالرغم من تطور طرق تشخيص حساسية الطعام خاصة في العقد الأخير ووجود اختبارات أكثر دقة في المجال التشخيصي، إلا أن الشخص نفسه هو أول من يستطيع بل ويجب عليه مراقبة أي أعراض غير طبيعية لما يتناوله، واستشارة الطبيب المعالج مباشرة. فعليه أن يتوجه إلى الطبيب العام أو أخصائي الطب الباطني أو طب الأسرة، كما توفر مؤخرًا الطبيب المتخصص فى أمراض الجهاز المناعي والحساسية.

خطوات التشخيص

• تبدأ بتدوين المريض للأعراض وتحديد الفترة ما بين تناول الطعام وظهور الأعراض.
• قد يطلب الطبيب ابتعاد المريض عن نوع أو أكثر لفترة يحددها قبل إجراء الاختبارات.

1- اختبار وخز الجلد

    هو الاختبار الأكثر شيوعًا والأسرع للتشخيص، ويمكن اختبار عدة أطعمة في وقت واحد.

 يتم بوضع السائل الذي يحتوي على الطعام على الجلد ووخزه، ثم مراقبة رد الفعل. 

• فيكون الاختبار إيجابيًا عند  ظهور نتوء صغير يتحول إلى اللون الأحمر، يبدو مثل لدغة البعوض، ويتم قياس قطره وتحديد درجته.
• إذا لم يتم التفاعل فربما لا تكون لديك حساسية منه.

2. فحص الدم

يتم بفحص الدم لبعض المواد الكيميائية التي يفرزها الجسم مثل:

• الأجسام المضادة IgE.
• الأجسام المضادة IgG في حالة عدم تحمل الطعام.

علاج حساسية الطعام

   الوقاية خيرٌ من العلاج  

وهي القاعدة الذهبية للتعامل مع حالات الحساسية بأنواعها ومضاعفاتها المختلفة، فلا بد من تجنب الطعام المسبب للحساسية. فإذا تم التعرض له يجب فورًا وقف تناوله واتباع نوع العلاج الخاص تبعًا لحدة الأعراض.

1. الأعراض الخفيفة:

• بعض العقاقير مثل مضادات الحساسية.
• البخاخات.

2. الأعراض المتوسطة:

• مضادات الحساسية.
• الأدوية الستيرويدية.
• السوائل. 

3. الأعراض الخطيرة وإنقاذ حياة المريض:

لا بد هنا من التدخل الفوري ب: 

•  الإبينيفرين.
• المغذيات الوريدية.
• علاج اضطرابات الجهاز التنفسي وضغط الدم.

4. ملاحظات هامة لحالات حساسية الأطفال

• مراقبة الطفل جيدًا من قبل القائم على رعايته.
• إعطاء المدرسة ودور الرعاية تقرير طبي مفصل بحالته وما يجب تجنبه، وتوفير بعض الأدوية للتدخل السريع.
• يجب مراعاة الأهل لحالة الطفل وعدم الإصرار على تناول بعض  الأطعمة أثناء الرحلات والزيارات العائلية.
• توعية الطفل الكبير بحالته.
  

اقرأ أيضا

الفحوصات الوقائية والرعاية الاستباقية  و4 عناصر لها

توصيات

• تجنب الطعام المسبب للحساسية بأنواعها المختلفة هو العلاج الوحيد.
• سارع لاستشارة الطبيب وتوجه فورًا للمستشفى أو تناول دواءك المحدد مسبقًا ولا تنتظر.

المصادر والمراجع ( References)

1. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/food-allergy/symptoms-causes/syc-20355095
2. https://www.nhsinform.scot/illnesses-and-conditions/nutritional/food-allergy/#:~:text=Food%20allergies%20happen%20when%20the,symptoms%20of%20an%20allergic%20reaction.
3. https://acaai.org/allergies/allergic-conditions/food/
4. https://www.fda.gov/food/nutrition-food-labeling-and-critical-foods/food-allergies
5. https://www.healthline.com/nutrition/common-food-allergies
6. https://www.chla.org/blog/advice-experts/babies-and-food-allergies
7. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/food-allergies-in-children
8. https://www.webmd.com/allergies/food-allergy-test
9. https://emedicine.medscape.com/article/135959-treatment?form=fpf
10. Food Intolerance: Signs, Symptoms and Complications
11. Food Intolerance Versus Food Allergy