تُعد الأمراض المعدية تحديًا صحيًا عالميًا يؤثر على حياة الملايين حول العالم. هذه الأمراض، التي تسببها كائنات دقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات، تنتشر بسرعة ويمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة
إذا لم يتم التعامل معها بفعالية. في هذا المقال، سنتناول تعريف الأمراض المعدية، وأسبابها، وأعراضها الشائعة، وطرق انتقالها،
بالإضافة إلى إستراتيجيات الوقاية الفعالة
التي يمكن أن تساعد في الحد من انتشارها وحماية الصحة العامة.
اقرأ أيضاً: فيروس كورونا
ما هي الأمراض المعدية؟
الأمراض المعدية هي اضطرابات ناجمة عن كائنات حية دقيقة تغزو الجسم وتتكاثر فيه، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرضية. هذه الكائنات قد تكون بكتيريا، أو فيروسات، أو فطريات، أو طفيليات. تعيش العديد من هذه الكائنات
بشكل طبيعي في أجسامنا أو على أسطحها دون أن تسبب ضررًا، ولكن بعضها يمكن أن يصبح ممرضًا تحت ظروف معينة، أو عند الانتقال إلى مضيف جديد.
اقرأ أيضاً: الميكروبيوم
أسباب الأمراض المعدية
تتنوع أسباب الأمراض المعدية بتنوع الكائنات المسببة لها:
- البكتيريا: كائنات حية وحيدة الخلية يمكن أن تسبب أمراضًا
مثل التهاب الحلق، والتهاب المسالك البولية، والسل.
- الفيروسات: كائنات أصغر بكثير من البكتيريا، تحتاج إلى خلايا حية للتكاثر. تسبب أمراضًا مثل الإنفلونزا، ونزلات البرد، والحصبة، وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
- الفطريات: يمكن أن تسبب التهابات جلدية مثل السعفة، أو التهابات داخلية خطيرة في بعض الحالات.
- الطفيليات: كائنات تعيش على أو داخل كائن حي آخر وتتغذى منه.
تشمل أمراضًا مثل الملاريا، والديدان المعوية.
اقرأ أيضاً: من أين يأتي فيروس الروتا؟
أعراض الأمراض المعدية
تختلف أعراض الأمراض المعدية بشكل كبير اعتمادًا على نوع الكائن المسبب للمرض، والجزء المصاب من الجسم. ومع ذلك، هناك بعض الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود عدوى:
- الحمى: ارتفاع درجة حرارة الجسم هو استجابة شائعة للعدوى.
- التعب والإرهاق: الشعور بالتعب الشديد ونقص الطاقة.
- آلام العضلات والجسم: آلام عامة في العضلات والمفاصل.
- السعال والعطس: خاصة في حالات العدوى التنفسية.
- الإسهال والقيء: في حالات العدوى المعوية.
- الطفح الجلدي: قد يظهر في بعض الأمراض المعدية مثل الحصبة،
أو جدري الماء.
طرق انتقال الأمراض المعدية
تنتقل الأمراض المعدية بعدة طرق، مما يجعل الوقاية منها تحديًا:
- الاتصال المباشر: يشمل التلامس الجسدي مع شخص مصاب، مثل المصافحة، أو التقبيل، أو الاتصال الجنسي. كما يمكن أن تنتقل عن طريق سوائل الجسم مثل الدم أو اللعاب.
- الاتصال غير المباشر: يحدث عند لمس الأسطح أو الأشياء الملوثة بالجراثيم، مثل مقابض الأبواب، أو الألعاب، ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين.
- الرذاذ المحمول جواً: تنتشر بعض الأمراض عندما يسعل أو يعطس شخص مصاب، مما ينشر قطرات صغيرة تحتوي على الجراثيم في الهواء، والتي يمكن أن يستنشقها الآخرون.
- الماء والغذاء الملوثان: تناول الطعام أو شرب الماء الملوث بالبكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات يمكن أن يسبب العدوى.
- لدغات الحشرات والحيوانات: يمكن للحشرات مثل البعوض والقراد أن تنقل الأمراض (مثل الملاريا وحمى الضنك)، وكذلك الحيوانات المصابة
(مثل داء الكلب).
إستراتيجيات الوقاية الفعالة من الأمراض المعدية
تعتبر الوقاية حجر الزاوية في مكافحة الأمراض المعدية.
فيما يلي بعض الاستراتيجيات الرئيسية:
- النظافة الشخصية الجيدة: غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام، خاصة بعد السعال، والعطس، وقبل إعداد الطعام وتناوله،
وبعد استخدام المرحاض.
- التطعيم: اللقاحات هي واحدة من أكثر الطرق فعالية للوقاية من العديد من الأمراض المعدية مثل الحصبة، والانفلونزا، وشلل الأطفال.
- تجنب لمس الوجه: تجنب لمس العينين، والأنف، والفم باليدين، حيث يمكن أن تنتقل الجراثيم بهذه الطريقة.
- تغطية الفم، والأنف عند السعال، أوالعطس، أو استخدام منديل ورقي، أو الكوع لتغطية الفم، والأنف لمنع انتشار الجراثيم.
- الطهي الآمن للطعام: طهي الطعام جيدًا، وتجنب تناول اللحوم غير المطبوخة جيدًا، والحليب غير المبستر.
- تجنب مشاركة الأدوات الشخصية: عدم مشاركة الأكواب، والأطباق، وأدوات الطعام، والمناشف.
- البقاء في المنزل عند المرض للمساعدة في منع انتشار العدوى للآخرين.
- مكافحة ناقلات الأمراض عن طريق التحكم في الحشرات مثل البعوض، والقراد التي يمكن أن تنقل الأمراض.
- اقرأ أيضاً: التهاب الدماغ
عوامل الخطر التي تزيد من قابلية الإصابة بالأمراض المعدية
بالإضافة إلى الكائنات المسببة للمرض، هناك عدة عوامل تزيد من قابلية الفرد للإصابة بالأمراض المعدية. فهم هذه العوامل يساعد في اتخاذ تدابير وقائية
أكثر فعالية:

- ضعف الجهاز المناعي: الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، سواء بسبب أمراض مزمنة (مثل الإيدز، أو السرطان،
أو السكري)، أو بسبب تناول أدوية مثبطة للمناعة (مثل الكورتيكوستيرويدات)،
يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الشديدة والمتكررة.
- العمر: الأطفال الصغار وكبار السن غالبًا ما يكون جهازهم المناعي أضعف، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية ومضاعفاتها.
- سوء التغذية: نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية يضعف الجهاز المناعي ويقلل من قدرة الجسم على محاربة العدوى.
- الظروف المعيشية غير الصحية: الاكتظاظ السكاني، أو نقص الصرف الصحي، أو عدم توفر المياه النظيفة تزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية.
- السفر الدولي: السفر إلى مناطق موبوءة، أو ذات مستويات صحية متدنية يمكن أن يعرض الأفراد لأنواع جديدة من العدوى.
- المهن المعرضة للخطر: العاملون في مجال الرعاية الصحية، والمختبرات، والمزارع، والتعامل مع الحيوانات هم أكثر الفئات عرضة للتعرض لمسببات الأمراض.
- الأمراض المزمنة: بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، والرئة، والكلى، والسكري تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، وتجعل التعافي منها أكثر صعوبة.
- التغيرات المناخية والبيئية: التغيرات في درجات الحرارة، وأنماط هطول الأمطار يمكن أن تؤثر على انتشار ناقلات الأمراض (مثل البعوض)، وتزيد من حدوث الأوبئة.
:References
https://ourworldindata.org/grapher/global-case-numbers-of-infectious-diseases
https://www.thelancet.com/clinical/diseases/malaria
https://www.cdc.gov/infection-control/hcp/guidance/index.html
https://www.healthline.com/health/disease-transmission
https://www.healthpartners.com/care/specialty/infectious-disease
GIPHY App Key not set. Please check settings