in

 الارق  Insomnia 

Spread the love


يُعد النوم من الركائز الأساسية للحياة الإنسانية، فهو ليس مجرد حالة من الراحة الجسدية، بل عملية بيولوجية معقدة تساهم في تجديد الخلايا وتنظيم الهرمونات وتعزيز وظائف الدماغ. غير أن كثيرًا من الناس يعانون من اضطراب مزمن يُعرف باسم الأرق (Insomnia) أو اضطرابات النوم وهو صعوبة في بدء النوم أو عدم القدرة على الاستمرار فيه أو الحصول على نوم مريح رغم توافر الظروف المناسبة لذلك، مما يؤدي إلى الإرهاق الجسدي والنفسي وضعف الأداء اليومي.

لقد أصبح الأرق في العصر الحديث أحد أكثر الاضطرابات انتشارًا، متأثرًا بنمط الحياة السريع، والضغوط النفسية، والاستخدام المفرط للتكنولوجيا. ويمثل الأرق اليوم مشكلة صحية عامة تؤثر في جودة الحياة والإنتاجية، بل وترتبط باضطرابات مزمنة مثل الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
ويُصنف ضمن اضطرابات النوم التي تؤثر على الوظائف الحيوية والنفسية للفرد.


اسباب الارق


اسباب الارق عديدة.
هناك ارق حاد (Acute Insomnia) هو صعوبة في النوم تحدث لفترة مؤقتة نتيجة ضغوط أو تغيّرات نفسية أو جسدية، وغالبًا ما تزول عند زوال السبب المسبِّب لها.
اسباب الارق الحاد
الضغوط النفسية (مثل القلق، والحزن، والتوتر أو الأحداث أو فقدان وظيفة أو وفاة شخص عزيز).

تغيّرات في نمط الحياة أو البيئة.

ألم أو مرض مؤقت.
وعادة ما يستمر من أسبوعين لثلاثة أشهر أو بعد زوال السبب.
أما الارق المزمن
فيستمر لعدة أشهر أو سنوات، ويُعتبر اضطرابًا مرضيًّا يحتاج إلى تدخل طبي.
  اسباب الارق النفسية
القلق والتوتر: من أكثر المسببات شيوعًا، إذ تؤدي الأفكار المتراكمة والضغوط اليومية إلى صعوبة في الاسترخاء والنوم.

الاكتئاب: يرتبط باضطراب في كيمياء الدماغ، مما يؤثر على تنظيم دورات النوم.

الاضطرابات العاطفية: مثل الحزن، أو الفقدان، أو الصدمات النفسية.
  اسباب الارق العضوية
الأمراض المزمنة: كآلام الظهر، والتهابات المفاصل.

اضطرابات الغدة الدرقية: خاصة فرط نشاطها الذي يؤدي إلى زيادة معدل الأيض وصعوبة النوم.

الأمراض العصبية: مثل مرض باركنسون والزهايمر.

    هناك أسباب أخرى للارق منها
3. اسباب سلوكية للارق ونمط الحياة:

  • تناول الكافيين والنيكوتين: وهي مواد منبهة تقلل الشعور بالنعاس.
  • الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قبل النوم: إذ تؤثر الإضاءة الزرقاء على إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.
  • عدم انتظام مواعيد النوم: سواء بسبب العمل الليلي أو السهر المتكرر.
  • البيئة غير المناسبة للنوم: كالضوضاء أو الإضاءة الزائدة أو درجة الحرارة المرتفعة.

4. الأدوية:

هناك بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب والمنشطات ومدرات البول يمكن أن تسبب اضطرابات في النوم، وكذلك تعاطي الكحول أو المخدرات.
  اعراض الارق
الارق لا يتمثل فقط في قلة ساعات النوم، بل يمتد تأثيره إلى النهار ويشمل نواحي متعددة من حياة الفرد. ومن أبرز اعراض الارق:

  • الصعوبة في بدء النوم رغم الشعور بالتعب.
  • الاستيقاظ المبكر جدا.
  • الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل.
  • الشعور بعدم الراحة بعد الاستيقاظ حتى بعد النوم لساعات طويلة .
  • التعب والإرهاق خلال النهار.
  • ضعف التركيز والذاكرة.
  • تقلبات مزاجية وعصبية زائدة.
  • انخفاض الإنتاجية في العمل أو الدراسة.
  • الاكتئاب.

أما على المدى البعيد، فإن الأرق المزمن يؤدي إلى تداعيات صحية خطيرة، منها:

  1. اضطرابات القلب والأوعية الدموية: نتيجة ارتفاع ضغط الدم وزيادة التوتر العصبي.
  2. ضعف الجهاز المناعي: مما يجعل الجسم أكثر عرضة للأمراض.
  3. اضطرابات هرمونية: تؤثر على الشهية والتمثيل الغذائي وتزيد من احتمالية السمنة.
  4. مشاكل نفسية: كالاكتئاب والقلق المزمن واضطراب المزاج.
  5. تدهور الأداء الإدراكي: مما قد يزيد من خطر الحوادث أثناء القيادة أو العمل.
    اقرأ أيضاً عن كيف يؤثر الغذاء على الصحة النفسية والمزاجية.

 مضاعفات الأرق

عدم علاج الأرق يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات نفسية وجسدية خطيرة، منها:

1. المضاعفات النفسية

  • القلق والاكتئاب المزمن.
  • العصبية الزائدة وتقلب المزاج.
  • ضعف التركيز والذاكرة.
  • انخفاض القدرة على التحمل العاطفي والاجتماعي.

2. المضاعفات الجسدية

  • ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
  • ضعف المناعة وزيادة التعرض للأمراض.
  • زيادة خطر السمنة والسكري بسبب اضطراب الهرمونات.
  • الصداع المزمن وآلام العضلات.

3. تأثيرات على الحياة اليومية

  • انخفاض الإنتاجية وضعف الأداء في العمل أو الدراسة.
  • زيادة خطر الحوادث المرورية أو المهنية.
  • تدهور جودة الحياة والعلاقات الاجتماعية.

يعتمد علاج الأرق على سبب المشكلة ومدى شدتها، ويتضمن مزيجًا من التغييرات السلوكية والعلاج النفسي والأدوية عند الحاجة.

1. العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I)

  • تعديل الأفكار السلبية المرتبطة بالنوم.
  • تغيير السلوكيات الخاطئة كالبقاء في السرير عند عدم القدرة على النوم.
  • تحسين عادات النوم.

2. تحسين عادات النوم عن طريق

  • الالتزام بمواعيد نوم واستيقاظ ثابتة يوميًا.
  • تجنب الكافيين والنيكوتين قبل النوم بعدة ساعات.
  • الابتعاد عن الشاشات والإضاءة الزرقاء قبل النوم بساعة على الأقل.
  • تهيئة غرفة نوم مظلمة وهادئة ودرجة حرارتها معتدلة.
  • ممارسة نشاط بدني منتظم في النهار، وتجنب المجهود قبل النوم مباشرة.
  • استخدام السرير للنوم فقط، لا للعمل أو تصفح الهاتف.

3. العلاج الدوائي

يُستخدم فقط عند الضرورة وتحت إشراف طبي، ولمدة قصيرة عادةً. ومن الأدوية:

  • المهدئات (مثل الزولبيديم).
  • مضادات الاكتئاب ذات التأثير المهدئ في حال وجود اضطراب نفسي.
  • مكملات الميلاتونين للمساعدة في تنظيم دورة النوم.

ينبغي الحذر من الاعتماد على الأدوية لفترات طويلة، لأن ذلك قد يؤدي إلى التعود أو انخفاض الفعالية مع الوقت.

4. العلاج النفسي والدعم الاجتماعي

إذا كان الأرق مرتبطًا بمشكلة نفسية مثل القلق أو الاكتئاب، فقد يكون العلاج النفسي الفردي أو الجماعي مفيدًا.
كما أن الدعم الاجتماعي من العائلة والأصدقاء يساعد في تخفيف التوتر وتحسين النوم تدريجيًا.

الارق عند الاطفال

الأرق عند الأطفال مشكلة شائعة قد تثير قلق الأهل، لأنها تؤثر على نمو الطفل وصحته النفسية والجسدية.

 ما هو الأرق عند الأطفال؟

الأرق هو صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم، أو الاستيقاظ المتكرر في الليل، مما يؤدي إلى قلة ساعات النوم أو نوم غير مريح.
قد يكون مؤقتًا أو مزمنًا.

الأسباب الشائعة للارق عند الأطفال

1. أسباب سلوكية أو نفسية

  • القلق أو الخوف ( الخوف من الظلام أو الانفصال عن الأهل).
  • التوتر المدرسي أو المشاكل الاجتماعية.
  • عادات نوم غير منتظمة (مثل السهر على الشاشات أو النوم المتأخر).
  • الاعتماد على الأهل أو الرضاعة للنوم (خاصة عند الأطفال الصغار).

2. أسباب بيئية

  • ضوضاء أو إضاءة قوية في الغرفة.
  • حرارة أو برودة غير مناسبة.
  • شاشات التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.

3. أسباب طبية

  • الألم (مثل ألم الأذن، أو الأسنان، أو البطن).
  • أمراض تنفسية مثل الحساسية أو انسداد الأنف.
  • متلازمة تململ الساقين أو توقف التنفس أثناء النوم.
  • تناول أطعمة أو مشروبات تحتوي على الكافيين.

علاج الارق عند الاطفال

  • وضع روتين ثابت للنوم: وقت محدد للنوم والاستيقاظ حتى في عطلة نهاية الأسبوع.
  • تقليل الأنشطة المرهقة أو المحفزة قبل النوم.
  • تهيئة غرفة هادئة، وإضاءة خافتة، ودرجة حرارة معتدلة أثناء النوم.
  • قراءة قصة قصيرة أو تشغيل موسيقى هادئة.
  • تشجيع الطفل على التنفس العميق أو تمارين الاسترخاء البسيطة.
  • منع الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.
  • تقليل السكريات والكافيين في المساء.
  • تجنب الأطعمة الثقيلة قبل النوم مباشر.
  • التحدث مع الطفل عن مخاوفه وطمأنته.
  • تشجيعه على التعبير عن مشاعره بطريقة مريحة.
  • في حال وجود قلق واضح أو مشاكل سلوكية، قد يُستفاد من استشارة أخصائي نفسي للأطفال.

   إذا استمر الأرق رغم تحسين العادات اليومية، أو ترافق مع أعراض مثل الشخير العالي أو التوقف عن التنفس أثناء النوم، يجب مراجعة طبيب الأطفال لاستبعاد الأسباب العضوية أو الحاجة إلى علاج متخصص.

المراجع


https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/insomnia/symptoms-causes/syc-20355167.

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/insomnia/diagnosis-treatment/drc-20355173.
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12119-insomnia#prevention.

https://www.mayoclinic.org/drugs-supplements/zolpidem-oromucosal-route-sublingual-route/description/drg-20068261.

https://www.childrenshospital.org/conditions/insomnia.

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

السمنة: القاتل الصامت الذي يهدد صحتك دون أن تشعر

تعرف على المكملات الغذائية: الفوائد، الأضرار، وهل نحتاجها حقًا أم  مجرد تسويق ذكي؟