in

الاكتئاب(Depression)

Spread the love

يُعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا، ويتميز بحالة مستمرة من المزاج السئ أو فقدان المتعة والاهتمام بالأنشطة اليومية لفترات طويلة. ويختلف الاكتئاب عن تقلبات المزاج العادية التي يمر بها الإنسان في حياته اليومية، فالاكتئاب يؤثر سلبا على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقات الأسرية والاجتماعية. 

يمكن أن يصيب الاكتئاب أي شخص، لكن الأشخاص الذين مروا بتجارب قاسية مثل الإساءة أو الفقد أو التوتر الشديد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال بنسبة تصل إلى 50%. 

وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن حوالي 3.8% من سكان العالم يعانون من الاكتئاب، بما في ذلك 5% من البالغين. ويصاب به ما يقارب 280 مليون شخصا حول العالم.

أكثر من 10% من النساء الحوامل أو بعد الولادة مباشرة يعانين من أعراض الاكتئاب.

يُعد الاكتئاب سببا رئيسيا للانتحار، حيث يسجل أكثر من 700 ألف حالة وفاة سنويا بسبب الانتحار، وهو رابع سبب رئيسي للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 29 عاما. وفي هذا المقال سوف نتعرف أكثر عن مرض الاكتئاب، أعراضه، وأسبابه، وأنواعه، علاجه، وطرق الوقاية منه.

أعراض الاكتئاب

على الرغم من أن نوبات الاكتئاب قد تحدث مرة واحدة فقط خلال الحياة، فإن معظم المصابين يمرون بعدة نوبات. خلال هذه النوبات، تظهر الأعراض معظم ساعات اليوم، وبشكل شبه يومي، وقد تشمل ما يلي:

  • الشعور بالحزن أو الفراغ أو اليأس.
  • نوبات الغضب أو التهيج أو الإحباط حتى لأسباب بسيطة.
  • اضطرابات النوم، سواء الأرق أو النوم المفرط.
  • الشعور بالتعب أو انخفاض الطاقة، لدرجة أن المهام اليومية البسيطة تتطلب مجهودًا كبيرًا.
  • فقدان الشهية ونقص الوزن، أو زيادة الشهية وزيادة الوزن.
  • القلق أو الاضطراب أو التململ.
  • صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات أو تذكر الأمور.
  • أفكار متكررة عن الموت أو الانتحار، أو محاولات انتحار.
  • مشاكل جسدية غير مبررة، مثل آلام الظهر أو الصداع.

تكون هذه الأعراض شديدة في الغالب، لدرجة أنها تؤثر بشكل واضح على الأنشطة اليومية، مثل العمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية. وفي بعض الحالات، يشعر الشخص بالتعاسة العامة دون سبب واضح.

 أسباب الاكتئاب  

لم يتم التعرف على السبب الرئيسي للاكتئاب حتى الآن، لكنه عادة ما ينتج من تفاعل معقد بين عدة عوامل، ومنها: 

  • كيمياء الدماغ: الناقلات العصبية هي مواد كيميائية طبيعية في الدماغ تلعب دورًا هامًا في تنظيم المزاج. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن التغيرات في وظيفة هذه الناقلات العصبية وتأثيرها على الشبكات العصبية المرتبطة بثبات المزاج قد تكون عاملًا رئيسيًا في الإصابة بالاكتئاب وفي استجابة المريض للعلاج.
  • الهرمونات: قد تؤدي التغيرات في توازن الهرمونات بالجسم إلى التسبب أو تحفيز الاكتئاب. وتشمل هذه التغيرات تلك التي تحدث أثناء الحمل أو في الأسابيع أو الأشهر التي تلي الولادة (اكتئاب ما بعد الولادة)، وكذلك مشاكل الغدة الدرقية، وانقطاع الطمث، وحالات أخرى متعددة.
  • العوامل الوراثية: يزداد احتمال الإصابة بالاكتئاب لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى يعانون من نفس الاضطراب. يواصل الباحثون جهودهم لاكتشاف الجينات التي قد تسهم في تطور الاكتئاب.

 أنواع الاكتئاب 

 يشمل الاكتئاب عدة أنواع تختلف في شدتها، ومدتها، والأسباب المرتبطة بها. ومنها:

1. الاكتئاب الشديد 

وهو النوع الأكثر شيوعًا، يتميز بنوبات حادة من الحزن وفقدان الاهتمام أو المتعة، وقد يستمر لأسبوعين أو أكثر.

2. الاضطراب الاكتئابي الموسمي 

يظهر غالبًا خلال فصل الشتاء نتيجة نقص ضوء الشمس، ويتحسن عادةً مع بداية الربيع أو الصيف.

4. اكتئاب الحمل وما بعد الولادة 

يحدث لدى بعض النساء، وقد يتضمن تقلبات مزاجية شديدة، وتعبًا مفرطًا، وصعوبة في التواصل مع الطفل.

6. الاضطراب ثنائي القطب 

يتميز بتناوب بين نوبات اكتئاب ونوبات هوس (ارتفاع في المزاج والطاقة). لا يُصنف اكتئاب بحت، لكنه يتضمن نوبات اكتئابية واضحة.

7. الاكتئاب غير النمطي 

نوع يظهر بأعراض مميزة، مثل زيادة الشهية، وكثرة النوم، وثقل الأطراف، والاستجابة المزاجية الإيجابية للأحداث السعيدة.

8. الاكتئاب الظرفي 

يحدث كرد فعل مباشر لحدث صادم أو مرهق مثل فقدان شخص عزيز. غالبًا ما يكون مؤقتًا ويزول بتحسن الظروف.

9. الاضطراب المزعج السابق للحيض 

نوع من الاكتئاب يرتبط بدورة الطمث، ويظهر قبل الدورة بأيام قليلة، ويتحسن بعدها. 

اقرأ أيضا: الاكتئاب والعلاج السلوكي المعرفي وفقا ل DSM-5

علاج الاكتئاب

يعتمد علاج الاكتئاب على شدة الحالة، وقد يشمل مزيجًا من التغييرات في نمط الحياة، والعلاج النفسي، بالإضافة إلى الأدوية.

1–العلاج النفسي


يمكن استخدام العلاجات النفسية، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، في حالات الاكتئاب الخفيف، كما تُستخدم بشكل أكثر شيوعًا في حالات الاكتئاب المتوسطة والشديدة.

2- علاج الاكتئاب بالأدوية  (Pharmacotherapy)

تُستخدم عدة أنواع من الأدوية المضادة للاكتئاب وتشمل:

1-مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، ومنها:

  • Citalopram 
  • Escitalopram 
  • Fluoxetine 
  • Fluvoxamine 
  • Paroxetine 
  • Sertraline 
  • Vilazodone 
  • Vortioxetine 

2-مثبطات السيروتونين والنورابينفرين (SNRIs)، وتشمل:

  •  Venlafaxine  
  •  Desvenlafaxine  
  •  Duloxetine  
  •  Levomilnacipran 

3-مضادات الاكتئاب غير التقليدية (Atypical Antidepressants)، وتشمل  كلًا من:

  •  Bupropion 
  •  Mirtazapine 
  •  Remeron
  •  Nefazodone
  •  Trazodone  

4- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (Tricyclic Antidepressants – TCAs)،  وتشمل:

  • Amitriptyline
  • Clomipramine 
  • Desipramine 
  • Doxepin
  • Imipramine 
  • Nortriptyline
  • Protriptyline
  • Trimipramine 

تمتلك مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات سجلًا طويلًا من الفعالية في علاج اضطراب الاكتئاب الشديد (Major Depressive Disorder).

رغم فعاليتها، يُستخدم هذا النوع من الأدوية بشكل أقل في الوقت الحالي بسبب:

  • الآثار الجانبية الواسعة مثل:
    • جفاف الفم.
    • الإمساك
    • زيادة الوزن.
    • النعاس.
  • السمية العالية في حال الجرعة الزائدة، مما يجعلها خيارًا خطيرًا للمرضى المعرضين لخطر الانتحار.

5- مثبطات إنزيم أوكسيداز أحادي الأمين (Monoamine Oxidase Inhibitors – MAOIs). وتشمل:

  • Isocarboxazid 
  • Phenelzine 
  • Selegiline
  •  Tranylcypromine

تُعتبر مثبطات MAO فعالة على نطاق واسع في علاج الاضطرابات المزاجية (Affective Disorders) واضطرابات القلق (Anxiety Disorders).

6- مضادات مستقبل NMDA (N-methyl-D-aspartate  Antagonists

  • Esketamine 

وهو بخاخ أنفي (Intranasal) تمت الموافقة عليه في أغسطس 2020 من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج الاكتئاب المقاوم للعلاج (Treatment-Resistant Depression) عند استخدامه بالتزامن مع مضاد اكتئاب فموي.

7-نبتة القديس يوحنا (St. John’s wort)

 علاج عشبي يستخدم في بعض الحالات.

طرق الوقاية من الاكتئاب 

حتى الآن، لا توجد طريقة مضمونة تمامًا للوقاية من الاكتئاب، لكن هناك بعض الإستراتيجيات التي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة أو تكرار الأعراض، وتشمل:

  • السيطرة على التوتر: من خلال تقنيات الاسترخاء، والتأمل، وممارسة الرياضة، مما يعزز المرونة النفسية ويقوي احترام الذات.
  • الاعتماد على الدعم الاجتماعي: كالتواصل مع العائلة والأصدقاء خاصةً في أوقات الأزمات، مما يُخفف الشعور بالوحدة والضغط.
  • العلاج المبكر: طلب المساعدة عند ظهور أولى العلامات يمكن أن يمنع تدهور الحالة النفسية.
  • العلاج الوقائي طويل الأمد: في بعض الحالات، قد يُوصى بالعلاج المستمر حتى بعد التحسن، لتقليل احتمالية الانتكاس وعودة الأعراض.

الاكتئاب مرض نفسي شائع لكنه قابل للعلاج. التوعية، والدعم النفسي، وطلب المساعدة الطبية في الوقت المناسب يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة المصاب. لا تتردد في التواصل مع المختصين إذا شعرت بأي أعراض، فالصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية.

المصادر 

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

حساسية الحليب(Milk Allergy) وأسبابها و3 طرق لتحليلها

أفضل وقت لتناول المكملات الغذائية