الالتهاب السحائي، وأعراضه، و4 طرق للوقاية منه

 يحدث الالتِهاب السحائي في الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي، ومن 

أعراضه الحمى، والصداع، وتصلب الجسم. تتعدد أنواعه طبقًا للأسباب والتي تشمل بعض أنواع البكتريا، والفيروسات، والطفيليات، وكذلك بعض الأمراض والأدوية. 

ما هو الالتهاب السحائي؟ 

هو التهاب يحدث في الأغشية الواقية المحيطة بكل من المخ والحبل الشوكي (السحايا)، ويطلق عليه أيضًا اسم التهاب السحايا الشوكي. 

السحايا هي أغشية تحيط بالمخ والحبل الشوكي تتكون من أغشية، وأوعية دموية، وسوائل تعمل على حماية المخ والحبل الشوكي من الإصابات وتوفر لهما الدعم. 

يُمكن للأمراض المعدية (الفيروسات والبكتريا) والأمراض غير المعدية (السرطان) أن تسبب الالتهاب السحائي. 

ما الفرق بين الالتهاب السحائي (Meningitis) والتهاب الدماغ (Encephalitis)؟

يكمن الفرق بينهما في مكان الالتهاب، يكون الالتهاب السحائي في الأغشية المحيطة بالمخ، لكن يكون التهاب الدماغ في الدماغ ذاته. 

أنواع الالتهاب السحائي 

يصنف الأطباء والخبراء الالتِهاب السحائي طبقًا للسبب فيه، هناك أسباب معدية وغير معدية. من هذه الأنواع ما يلي: 

1. الالتهاب السحائي الفيروسي: هو أكثر الأنواع انتشارًا، وتتسبب الفيروسات المعوية في 51% من حالات الإصابة في البالغين و58% في الرضع. تكون هذه الفيروسات منتشرة بشكل كبير في فصلي الصيف والخريف. من هذه الفيروسات: 

• فيروسات كوكساكي أ وب.
• فيروسات الصدى. 

2. الالتِهاب السحائي البكتيري: معدٍ، وخطير، وينتج عن عدوى بكتيرية معينة. يمكن أن يكون فتاكًا في حالة عدم العلاج. شخص واحد من كل عشرة مصابين يتعرض للوفاة، وشخص واحد من كل خمسة مصابين يتعرض لمضاعفات خطيرة. 
3. الالتِهاب السحائي الفطري: يحدث عندما يدخل الفطر إلى الجسم وينتشر في مجرى الدم ثم يصل إلى الدماغ والنخاع الشوكي. 
4. الالتِهاب السحائي الطفيلي: هو الأقل انتشارًا، يحدث بسبب الطفيليات في الطعام، والتراب، والحيوانات. يمكن أن تحدث العدوى بسبب السباحة في الأنهار والبحيرات.

 من أشهر أنواعه هو التِهاب السحايا الأميبي وهو نوع نادر، ولكنه يتسبب في عدوى خطيرة قد تهدد الحياة. 

5. الالتِهاب السحائي غير المعدي: لا يحدث بسبب العدوى ولكن بأسباب أخرى (بعض الأمراض والأدوية). 
6. الالتِهاب السحائي المزمن: يُسمى الالتهاب السحائي مزمنًا في حالة استمراره لأكثر من 4 أسابيع. 

اعراض الالتهاب السحائى 

قد تظهر الأعراض في خلال ساعات أو أيام، والأعراض الأولى تشبه الإنفلونزا. 

الأعراض في الأشخاص أكبر من عامين: 

1. ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة.
2. تصلب الرقبة.
3. صداع شديد.
4. زغللة وصعوبة في التركيز.
5. غثيان أو قيء. 
6. حساسية الضوء.
7. فقدان الرغبة في الأكل.
8. طفح جلدي.  

الأعراض في الرضع وحديثي الولادة: 

1. ارتفاع درجة الحرارة.
2. بكاء متواصل وانفعالات.
3. سوء التغذية.
4. قيء.
5. انتفاخ في المنطقة الطرية في أعلى رأس الطفل.
6. تصلب الرقبة والجسم. 

اسباب الالتهاب السحائي والعوامل المساعدة له

عادة ما يكون السبب الرئيسي وراء الالتِهاب السحائي هو الفيروسات (الأكثر شيوعًا والأقل خطورة) والبكتيريا (الأقل شيوعًا والأكثر خطورة).

ومن هذه الفيروسات ما يلي:

1. فيروس غرب النيل.
2. الإنفلونزا.
3. الحصبة.
4. النكاف.
5. الهربس.
6. فيروس نقص المناعة البشري.
7. الفيروسات المعوية. 

ومن البكتيريا ما يلي: 

1. بكتيريا الليستيريا: تُنقل بالغذاء.
2. بكتيريا المكورات العنقودية. 
3. العقدية الرئوية: توجد في الجهاز التنفسي والجيوب الأنفية.
4. النيسرية السحائية: تنتشر من خلال اللعاب والسوائل التنفسية الأخرى. 

توجد أسباب غير معدية مثل: 

1. السرطان. 
2. جراحات الدماغ.
3. الذئبة.
4. بعض الأدوية (المضادات الحيوية).  

العوامل المساعدة للإصابة بالالتهاب السحائي 

1. عدم تلقي التطعيمات اللازمة.
2. العمر: عادة ما يحدث الالتهاب السحائي الفيروسي في الأطفال أقل من 5 سنوات، والالتهاب السحائي البكتيري في أعمار أقل من 20 عامًا. 
3. العيش في مجموعات: مساكن الطلاب والقواعد العسكرية تزيد من انتشار البكتيريا والفيروسات.
4. الحمل: تزيد من فرص الإصابة ببكتيريا الليستيريا، وتزيد العدوى من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة أو وفاة الجنين. 
5. ضعف الجهاز المناعي: فيروس نقص المناعة البشري، والكحوليات، وداء السكري، والأدوية المثبطة للمناعة كلها قد تؤدي إلى الإصابة بالالتهاب السحائي. 

هل الالتهاب السحائي معدي؟ وما هي طرق انتشاره؟ 

الالتهاب السحائي نفسه ليس معديًا ولكن أسبابه مثل الفيروسات والبكتيريا معدية. 

ينتشر الالتهاب الفيروسي عن طريق سوائل الجسم أو السعال أو العطس أو التقبيل، كذلك يمكن أن تحدث العدوى دون الاتصال غير المباشر مع الشخص المصاب. الالتهاب البكتيري معدٍ وخطير. 

يمكن أن تحدث الإصابة بالالتهاب السحائي أكثر من مرة للشخص نفسه. 

التشخيص 

يشخص الأطباء الالتهاب السحائي عن طريق الفحص البدني، والسؤال عن الأعراض، وعمل اختبار للسائل النخاعي (CSF). 

الاختبارات اللازمة المساعدة في التشخيص: 

1. مسحة الأنف أو الحلق: باستخدام عصا ناعمة.
2. البزل الشوكي أو القطني: باستخدام إبرة تدخل في أسفل الظهر لأخذ عينة من السائل الشوكي.
3. فحوصات الدم: صورة دم كاملة.
4. التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ (فحص الدماغ).
5. عينة براز: لاكتشاف أي عدوى. 

علاج الالتهاب السحائي  

يوصف العلاج طبقًا للسبب فالمضادات الحيوية للالتهاب البكتيري، وفي الالتهاب السحائي بسبب الأمراض غير المعدية تُعالج هذه الأمراض والأعراض. 

 يمكن للأدوية الموصوفة أن تُقلل الالتهاب وتخفف الأعراض مثل: 

1. المضادات الحيوية: لعلاج الالتهاب السحائي البكتيري.
2. مضادات الفيروسات: لعلاج الالتهاب السحائي الفيروسي.
3. مضادات الفطريات.
4. الكورتيكوستيرويدات: تقلل الالتهاب مثل ديكساميثازون. 
5. السوائل الوريدية: للحماية من الجفاف وسوء التغذية. 

عادة ما تتحسن الأعراض في غضون 3 إلى 10 أيام، وخلال هذه الفترة ينصح الطبيب بما يلي: 

1. قسط من الراحة.
2. مسكنات الألم والصداع.
3. أدوية مضادة للغثيان. 

 طرق الوقاية من الالتهاب السحائي 

تنتشر الجراثيم المسببة للالتهاب السحائي بعدة طرق مثل العطس أو السعال أو مشاركة أدوات الطعام؛ لذا فهناك عدة خطوات يمكن أن تساعد في تقليل فرص الإصابة بالالتهاب السحائي مثل: 

1. غسل اليدين جيدًا: من الضروري تعليم الأطفال خاصةً كيفية وأهمية غسل اليدين قبل الأكل وبعده، وبعد استخدام المرحاض، وبعد التعامل مع الآخرين في الخارج.
2. الاهتمام بالنظافة العامة: عدم مشاركة أدوات الطعام أو فرشاة الأسنان أو مرطبات الشفاة مع أي شخص آخر.
3. الحفاظ على الصحة العامة: اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.
4. تغطية الفم: يُفضل عند العطس استخدام الكتف وتغطية الفم منعًا لانتشار الفيروسات. 

التطعيمات 

يمكن للتطعيمات المساعدة في الحماية من بعض أنواع الالتهاب السحائي الفيروسي أو البكتيري ومنها: 

1. لقاح المكورات الرئوية: PCV15 أو PCV2O مناسب للأطفال أقل من عامين وكذلك من عمر عامين إلى 18 عامًا.
2. لقاح المكورات الرئوية متعدد السكاريد: PPSV23.
3. لقاح المكورات السحائية المترافق.
4. لقاح المكورات السحائية من المجموعة المصلية: Men B. 

من الأعراض الجانبية للتطعيمات:

• ارتفاع الحرارة لمدة يوم أو يومين بعد التطعيم.
• إرهاق. 
• صداع.
• قشعريرة. 

عادة ما تتحسن الأعراض في خلال 5 أيام. 

اقرأ أيضًا: تطعيمات الأطفال والتطعيمات الإجبارية من 0-18شهر 

مضاعفات الالتهاب السحائي 

1. النوبات.
2. فقدان السمع أو البصر.
3. مشاكل في الذاكرة.
4. صداع نصفي.
5. تلف  الدماغ.
6. تراكم السوائل بين الدماغ والجمجمة.

يمكن للالتهاب السحائي أن يسبب العدوى وتنتشر إلى مجرى الدم مما يؤدي إلى إطلاق السموم في الجسم والذي يُعد مهددًا للحياة، وقد تحدث الغرغرينا في الجلد وأجزاء من الجسم والأنسجة مما قد يؤدي إلى البتر. 

المصادر 

1. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/14600-meningitis
2. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/meningitis/symptoms-causes/syc-20350508
3. https://www.nhs.uk/conditions/meningitis/treatment/
4. https://www.healthline.com/health/meningitis#symptoms