in

التجاعيد

Spread the love

Table of Contents

الأسباب، وطرق العلاج

التجاعيد (Wrinkles) هي خطوط وتجاويف تظهر على سطح الجلد نتيجة لفقدانه المرونة والصلابة مع التقدم في العمر. تُعد التجاعيد أحد العلامات الظاهرة لشيخوخة الجلد، والتي تنجم عن تغيّرات بيولوجية معقدة تؤثر على تركيبة الجلد وبنيته الهيكلية. نستعرض في هذا المقال أسباب التجاعيد، وأفضل طرق علاجها. وفي البداية لا بد لنا من معرفة تكوين الجلد، نذكره فيما يلي: 

 تكوين الجلد:

يتكون الجلد من ثلاث طبقات رئيسية، وهي:

البشرة Epidermis: وهي الطبقة الخارجية، مكونة من خلايا كيراتينية التي تمر بمراحل تمايز وتنتقل من الطبقة القاعدية إلى الطبقة القرنية السطحية، كما تحتوي أيضًا على الخلايا الصبغية (المسؤولة عن اللون) وخلايا لانغرهانس (الخلايا المناعية).

الأدمة Dermis: تقع تحت البشرة، وهي الطبقة الداعمة والغنية بالأوعية الدموية والألياف البروتينية مثل الكولاجين والإيلاستين، كما تحتوي على الخلايا الليفية(الفيبروبلاست) المسؤولة عن إنتاج هذه الألياف.

الطبقة تحت الجلدية Hypodermis: تحتوي على الدهون التي توفر العزل والحماية والدعم الهيكلي للجلد.


آلية حدوث التجاعيد:

تظهر التجاعيد في الوجه كتغير فسيولوجي طبيعي، مرتبط بتقدم العمر. فمع مرور الوقت، يقل إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وهما البروتينات المسؤولة عن مرونة الجلد وقوته، حيث يوفر الكولاجين التمدد والمرونة اللازمين للحركة، ومع كثرة التمدد يصبح الكولاجين رخوا غير متماسك، ويفقد القدرة على العودة إلى حجمه وشكله الطبيعيين. كما يقل نشاط الخلايا الليفية التي تُجدد الأنسجة، وتنخفض قدرة الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة. هذه التغيرات تؤدي إلى فقدان سمك الجلد ومرونته، إلى جانب تناقص الدهون بشكل تريجي، فيظهر الانكماش والترهل تدريجيًا على هيئة خطوط وتجاعيد طبيعية. كما أن انخفاض هرمون الإستروجين عند النساء بعد سن اليأس يؤدي إلى فقدان سريع للكولاجين بنسبة تصل لـ 30% خلال أول 5 سنوات بعد انقطاع الطمث.

أهم العوامل التي تحفز من ظهور التجاعيد:

 بالإضافة إلى تقدم العمر، هناك عوامل أخرى تسرع من ظهور التجاعيد وتزيد من حدتها، أهم تلك العوامل:

الإجهاد التأكسدي: وهو حالة يختلّ فيها التوازن بين إنتاج الجذور الحرة (Free Radicals) وآليات الدفاع المضادة للأكسدة في الجسم. تتكوَّن الجذور الحرة بشكل طبيعي داخل الخلايا خلال عملية التمثيل الغذائي الطبيعية، لكنها تزداد بشكل كبير عند التعرض لعوامل ضارة مثل أشعة الشمس فوق البنفسجية، والتلوث، وسوء التغذية. 

تتميز هذه الجزيئات بوجود إلكترون غير مزدوج يجعلها شديدة التفاعل، وتهاجم البروتينات، والدهون، والحمض النووي في الخلايا. تؤدي الجذور الحرة  في البشرة إلى إتلاف ألياف الكولاجين والإيلاستين، وتقليل مرونة الجلد، وزيادة الالتهاب الموضعي، مما يسرّع ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة. كما أنها تضعف قدرة الخلايا على التجدد وإصلاح التلف، وتزيد من التصبغات وفقدان نضارة الجلد.

ويوجد أيضا عوامل بيئية تسرّع من ظهور التجاعيد نذكر منها:

التعرّض المزمن لأشعة الشمس فوق البنفسجية (UV): حيث تؤدي هذه الأشعة إلى إتلاف ألياف الكولاجين والإيلاستين في الأدمة، مما يقلل من مرونة الجلد ويؤدي إلى ترهّله وظهور التجاعيد المبكرة، وهي عملية تُعرف بالـشيخوخة الضوئية (Photoaging)

التلوث البيئي، الذي يتمثل في الجسيمات الدقيقة والمواد الكيميائية الضارة في الهواء، يؤدي إلى زيادة الإجهاد التأكسدي وإنتاج الجذور الحرة التي تُلحق الضرر بخلايا الجلد وتُضعف قدرتها على التجدد.

 التدخين، حيث يقلل من تدفق الدم إلى الجلد، ويُضعف تصنيع الكولاجين، ويزيد من نشاط الإنزيمات المسؤولة عن تكسير أليافه. 

 التغذية غير الصحية، والتي تتمثل في:

  • نقص مضادات الأكسدة الطبيعية في الجسم (مثل الفيتامينات C وE والجلوتاثيون)، فينتج عنه ترسخ أضرار الجذور الحرة، ويظهر على هيئة شيخوخة مبكرة للبشرة.
  •  قلة شرب الماء، الذي يحافظ على نضارة البشرة.
  •  تناول الكثير من  السكريات الأحادية الذي يسبب التسكّر غير الإنزيمي Glycation، وهو ارتباط غير إنزيمي بين جزيئات السكر Glucose أو Fructose وبروتينات الجسم مثل الكولاجين والإيلاستين. هذا الارتباط ينتج عنه تغيّر في البنية الثلاثية للكولاجين، مما يجعله أكثر صلابة وأقل مرونة. كما أن تراكم التسكّر غير الإنزيمي يقلل من قدرة ألياف الكولاجين على التجدد ويزيد من تكسيرها.

 التعرّض المستمر للضغوط النفسية، وقلة النوم يؤثر بشكل غير مباشر على حيوية الجلد وتسريع ظهور الخطوط الدقيقة. حيث يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يسرّع تحلل الكولاجين.

وتختلف حدة ظهور التجاعيد من شخص لآخر باختلاف عوامل فردية مثل:

الوراثة: تؤثر بعض الجينات الوراثية على سرعة فقدان الكولاجين ومرونة الجلد، وبالتالي تلعب دورًا في توقيت وشدة ظهور التجاعيد.

نوع البشرة: حيث تكون البشرة الجافة تكون أكثر عرضة للتجاعيد بسبب قلة الترطيب الطبيعي، أما.البشرة الدهنية، قد تظهر عليها التجاعيد بشكل أبطأ بسبب الزيوت الطبيعية التي تحافظ على ترطيب الجلد.

لون البشرة، حيث أن البشرة الداكنة تحتوي على كمية أكبر من الميلانين، وهو صبغ طبيعي يوفّر حماية أفضل من أشعة الشمس فوق البنفسجية. هذه الحماية تقلل من تلف الكولاجين والإيلاستين، مما يؤخر ظهور التجاعيد ويجعلها أقل وضوحًا.

الصحة العامة للجسم: بعض الأمراض المزمنة مثل السكري والالتهابات المزمنة قد تسرّع من ظهور علامات الشيخوخة الجلدية، حيث تتسبب بعض الالتهابات المزمنة في تلف خلايا الجلد، كما تثبط بعض الأمراض تجدد خلايا الجلد وتجعله أقل مرونة. 

تظهر التجاعيد في الوجه  في المناطق التي تتحرك بشكل مستمر(تعابير الوجه) وهي:

منطقة الجبهة: بسبب حركة عضلات الجبهة المستمرة أثناء رفع الحاجبين أو التعبير عن الدهشة.

حول العينين (خطوط الابتسامة أو “أقدام الغراب”): حيث يكون الجلد أكثر رقة ويتأثر بسهولة بحركة العينين كالضحك أو التحديق.

حول الفم: نتيجة حركة الشفاه المتكررة أثناء الكلام أو الأكل.

بين الحاجبين (خطوط العبوس): بسبب انقباض العضلات في هذه المنطقة عند الغضب أو التركيز.

السبب في ذلك أن هذه المناطق تتحرك بشكل متكرر بسبب تعابير الوجه، ومع ضعف إنتاج الكولاجين والإيلاستين بسبب  التقدم في العمر، تصبح غير قادرة على العودة لنعومتها السابقة، فتتشكل التجاعيد.

طرق علاج التجاعيد:

يتم تصنيفها إلى العلاجات الموضعية، وإجراءات تجميلية غير جراحية، وطرق جراحية.
 


العلاجات الموضعية، مثل:

  • الريتينويدات Retinoids: تعمل على تنشيط مستقبلات حمض الريتينويك في الخلايا الكيراتينية والفيبروبلاست، مما يحفّز تصنيع الكولاجين ويسرّع تجدد الخلايا.
    مضادات الأكسدة Antioxidants (فيتامين C، فيتامين E، النياسيناميد Niacinamide): تقلل الإجهاد التأكسدي وتثبّط الإنزيمات التي تعمل على تحلل الكولاجين.

إجراءات تجميلية غير جراحية، مثل:

 حقن البوتكس  Botox Botulinum: الذي يثبّط إفراز الأسيتيل كولين في الموصل العصبي العضلي، فيمنع انقباض العضلة ويقلل التجاعيد.

الفيلر Dermal Fillers: والذي يتمثل في حمض الهيالورونيك Hyaluronic Acid، ويعمل على ملء التجاعيد وإعادة حجم الوجه، ويحسن ترطيب الأدمة.


العلاجات الضوئية والليزر: ومنها الليزر التجزيئي Fractional Laser، الذي يعمل عن طريق إطلاق حزم دقيقة من أشعة ليزر تخترق طبقات الجلد بعمق محسوب، فتُحدث نقاطًا مجهرية من الإصابة الحرارية، يستجيب الجلد لهذه الإصابات بتحفيز عملية الترميم الطبيعية، مما يؤدي إلى إنتاج كولاجين وإيلاستين جديدين وتقليل التجاعيد، مع الحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة لتسريع الشفاء.


طرق جراحية، ومنها:

  شد الوجه( Face Lift Rhytidectomy): يتم فيها شد طبقات الجلد، في حالات الترهل العميق.

المصادر:

1- https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC3673383/

2- http://dx.doi.org/10.34297/AJBSR.2019.06.001080

3- https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/9114695/

4- https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC5865924/

5- https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC11372738/


What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

تأثير التوتر، وأعراضه، وأسبابه، 5طرق للتخلص منه

التغذية السليمة للأطفال