in

التفكير الزائد (overthinking)، أسبابه، و7 طرق للتخلص منه  

Spread the love
التفكير الزائد

 التفكير الزائد (overthinking) 

 التفكير الزائد هو حالة من الانشغال الذهني المستمر بمواقف أو مشاعر معينة، سواء كانت سلبية أو محايدة. هذه الظاهرة شائعة بين الأفراد وقد تكون غير ضارة في بعض الأحيان، ولكن عندما تصبح متكررة أو مستمرة، قد تترتب عليها العديد من الآثار السلبية على الصحة النفسية والجسدية. في هذا المقال، سنتناول تأثير التفكير الزائد على الإنسان، والأسباب الكامنة وراءه، وكيفية التعامل معه من أجل تحسين جودة ونوعية الحياة.

1. مفهوم التفكير الزائد:

التفكير الزائد يعني العودة المتكررة إلى نفس الأفكار والمشاعر مرارًا وتكرارًا دون التوصل إلى حل أو قرار حاسم. قد يحدث ذلك عندما يشعر الفرد بالقلق، التوتر، أو عدم اليقين، مما يجعله يعيد تقييم الأحداث والأفكار المرتبطة بها بشكل مستمر. قد تشمل المواضيع التي يتم التفكير فيها بشكل زائد: القلق حول المستقبل، الندم على الماضي، أو التفكير المستمر في الأخطاء الشخصية أو القرارات الخاطئة.

التفكير الزائد

2. أسباب التفكير الزائد:

تتعدد الأسباب التي قد تدفع الشخص للتفكير الزائد. فيما يلي بعض العوامل التي يمكن أن تسهم في ظهور هذه الظاهرة:

  • القلق والمخاوف: الأشخاص الذين يعانون من القلق قد يميلون إلى التفكير المفرط لأنهم يشعرون بعدم الأمان تجاه المستقبل أو المواقف المجهولة.
  • الاكتئاب: يميل الأفراد المصابون بالاكتئاب إلى التفكير المستمر في المواقف السلبية أو الأخطاء التي ارتكبوها في الماضي.
  •  الضغط النفسي: ضغوط الحياة اليومية سواء من العمل أو العلاقات الشخصية يمكن أن تؤدي إلى التفكير المفرط كرد فعل لتلك الضغوط. 
  • الشخصيات الحساسة والشخصيات الكمالية: الأشخاص الذين يسعون لتحقيق الكمال أو الذين يشعرون بالحاجة إلى السيطرة على كل شيء قد يكونون عرضة للتفكير الزائد.
  • الصدمات النفسية: الأفراد الذين مروا بتجارب مؤلمة قد يجدون أنفسهم غارقين في الأفكار حول تلك التجارب و التفكير بكيفية تأثيرها على حياتهم.

3. تأثير التفكير الزائد على الصحة النفسية:

التفكير الزائد يمكن أن يتسبب في العديد من المشكلات النفسية منها:

• زيادة مستويات القلق والتوتر:

 التفكير الزائد يعزز مشاعر القلق، حيث إن الشخص لا يتوقف عن التفكير في المستقبل أو المشكلات التي قد تحدث.

• الاكتئاب:

 التفكير المستمر في الأحداث السلبية أو الندم على الماضي يمكن أن يفاقم أعراض الاكتئاب، مما يسبب العزلة والشعور بالعجز.

• صعوبة في اتخاذ القرارات: 

عندما يتم التفكير في كل خيار بشكل مفرط، يصبح من الصعب اتخاذ القرارات. يعاني الأشخاص من حالة من “شلل التحليل”، حيث يصبحون غير قادرين على اتخاذ أي خطوة ويعانون أيضا من الاجترار أو (rumination) وهو التركيز على المشكلات والتفكير في المشكلة بدلاً من التركيز على الحل.

• انخفاض تقدير الذات:

 التركيز المفرط على الأخطاء الماضية واجترار المشاكل يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في مستوى الثقة بالنفس وتقدير الذات.

4. تأثير التفكير الزائد على الصحة الجسدية:

التفكير الزائد لا يؤثر فقط على الصحة النفسية، بل يمكن أن يسبب أيضًا أضرارًا صحية جسدية. بعض التأثيرات الجسدية تشمل:

• زيادة مستويات الإجهاد:

التفكير الزائد يتسبب في تفعيل نظام الاستجابة للتوتر (القتال أو الهروب)، مما يؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات مثل هرمون الكورتيزول مما يؤدي إلى  التشتت وقلة التركيز وزيادة الشعور بالإجهاد والإرهاق والشد العضلي.

• مشاكل في النوم: 

الأشخاص الذين يعانون من التفكير الزائد غالبًا ما يجدون صعوبة في النوم بسبب الانشغال المستمر في أفكارهم، مما يؤدي إلى الأرق والإرهاق.

• مشاكل الجهاز الهضمي:

 القلق المزمن الناتج عن التفكير المفرط قد يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي مثل حرقة المعدة، والتقلصات، أو الإسهال.

• ضعف الجهاز المناعي:

التعرض المستمر للتوتر والقلق نتيجة التفكير الزائد يمكن أن يضعف الجهاز المناعي ويزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض.

5. كيفية التعامل مع التفكير الزائد

هناك العديد من الإستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الأفراد على تقليل التفكير المفرط وتحسين نمط وجودة حياتهم. فيما يلي بعض الطرق الفعالة للتعامل مع هذه الظاهرة:

ممارسة الرياضة:

تعد الرياضة من أبرز وسائل التخفيف من التفكير الزائد. النشاط البدني يساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق والضغط النفسي من خلال إفراز الإندورفين، وهو هرمون يساعد على الشعور بالسعادة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون التمارين الرياضية بمثابة وسيلة للتفريغ العاطفي والذهني.

ممارسة الامتنان:

الامتنان هو استشعار الإيجابيات واستشعار وجود الأشياء الجيدة وتقديرها واستشعار نقاط القوة التي لدينا والإحساس بالشكر لوجودها والتركيز عليها بدلا من التركيز على السلبيات والمشاكل وتساعد ممارسة الامتنان على تحسين الصحة النفسية حيث تساعد على خفض هرمون الكورتيزول وتحسين المزاج وتقليل مستويات القلق والتوتر والمساعدة على تقليل التفكير السلبي والتفكير الزائد والمساعدة على الشعور بالمشاعر الإيجابية، وممارسة التقبل والتسامح تساعد أيضا على ذلك.

التأمل واليقظة وتمارين التنفس وتقنية الاسترخاء:

التأمل وتقنيات اليقظة وتمارين التنفس وتقنية الاسترخاء من الأدوات الفعالة في إدارة التفكير الزائد. تساعد هذه الممارسات على البقاء في اللحظة الحالية وتقليل التشتت الذهني، مما يقلل من فرص الانغماس في الأفكار السلبية والمستمرة.

الاستماع للموسيقي وممارسة الهوايات:

يساعد الاستماع للموسيقى وممارسة الهوايات والترفيه والخروج للطبيعة ونمط الحياة الصحي المتوازن على التخلص من التفكير المفرط.

الكتابة اليومية:

كتابة الأفكار والمشاعر يمكن أن تكون وسيلة فعالة للتعامل مع التفكير الزائد. من خلال الكتابة، يمكن للفرد تصفية ذهنه والتعبير عن مشاعره بشكل منظم، مما يقلل من الضغط النفسي ويقلل من التوتر والقلق ويساعد على رؤية الأمور من منظور مختلف.

وضع وقت محدد للتفكير:

يمكن أن يساعد وضع وقت محدد للتفكير في السيطرة على التفكير الزائد. على سبيل المثال، يمكن تخصيص 10-15 دقيقة يوميًا للتفكير في مشاعر أو مواقف معينة، ثم التوقف عن ذلك بعد مرور الوقت المحدد.

التواصل الاجتماعي:

التحدث مع الأصدقاء أو أفراد العائلة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تقليل التفكير الزائد. يساعد التفاعل مع الآخرين على تخفيف العزلة والشعور بالدعم الاجتماعي، مما يقلل من التوتر. 

العلاج النفسي:

في الحالات التي يصبح فيها التفكير الزائد مفرطًا ويؤثر على جودة الحياة بشكل كبير يجب استشارة الطبيب النفسي والمعالج النفسي. يمكن أن يساعد العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) على التخلص من التفكير المفرط. يركز هذا النوع من العلاج على تغيير الأنماط الفكرية السلبية وتعليم إستراتيجيات للتعامل مع التفكير المفرط والتخلص منه.

التفكير الزائد

   من المهم أن ندرك أن التفكير الزائد ليس عيبًا شخصيًا، بل هو استجابة طبيعية للضغوط والتحديات لكن مع زيادة الوعي بعلم النفس الإيجابي والإرشاد النفسي  من الممكن ممارسة سلوكيات تساعدنا على إدارة أفكارنا بشكل أفضل للوصول للصحة النفسية المتوازنة وتحسين جودة حياتنا.

اقرأ أيضا: حياتك بعد الأربعين: أكثر صحة وسعادة

المصادر:

https://www.verywellmind.com/how-to-know-when-youre-overthinking-5077069

https://www.healthline.com/health/how-to-stop-overthinking

https://health.clevelandclinic.org/how-to-stop-overthinking

https://www.calm.com/blog/how-to-stop-overthinking

https://www.mindhealthgroup.com/blog/how-to-stop-rumination-overthinking

https://www.healthshots.com/mind/mental-health/side-effects-of-overthinking

https://www.psychologs.com/psychology-behind-overthinking/?srsltid=AfmBOooNXMnE8Rcdb_P5EMUj2Dvc5Poptw5eOILNrp_01xBwct-z08T5&amp=1

  
د شرين سعيد

التفكير الزائد

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

65525

خمول الغدة الدرقية و7 أطعمة ينصح المرضى بتناولها

سلسلة مكافحة الشيخوخة: دليلك لشباب دائم – الجزء (1)