
ما هو التهاب الجيوب الأنفية؟
التهاب الجيوب الأنفية هو التِهاب أو تورم في الأنسجة المبطنة للجيوب الأنفية، تُنتج الجيوب الأنفية مخاطًا يُحافظ على رطوبة الجزء الداخلي من الأنف. وهذا بدوره يُساعد على الحماية من الغبار ومسببات الحساسية والملوثات. تمتلئ الجيوب الأنفية السليمة بالهواء. ولكن عندما تمتلئ بالسوائل، قد تنمو الجراثيم وتُسبب العدوى والالتهاب.
أسباب التهاب الجيوب الأنفية
يمكن أن ينشأ التِهاب الجيوب الأنفية عن عوامل مختلفة، ولكنه ينتج دائمًا من احتباس السوائل في الجيوب الأنفية، مما يسمح بنمو الجراثيم. السبب الأكثر شيوعًا هو العدوى الفيروسية، ولكن يمكن أن تؤدي العدوى البكتيرية أيضًا إلى التهاب الجيوب الأنفية. تشمل العوامل المحفزة الحساسية والربو، بالإضافة إلى ملوثات الهواء، مثل المواد الكيميائية أو المهيجات الأخرى. يمكن أن تسبب العدوى الفطرية والعفن التِهاب الجيوب الأنفية الفطري.
عوامل الخطر
قد تزيد العوامل التالية من خطر إصابة الشخص بالتهاب الجيوب الأنفية:
- الإصابة السابقة بعدوى الجهاز التنفسي، مثل نزلات البرد.
- الزوائد الأنفية، وهي أورام حميدة صغيرة في الممر الأنفي يمكن أن تؤدي إلى الانسداد والالتهاب.
- الحساسية الموسمية.
- الحساسية لمواد مثل الغبار وحبوب اللقاح ووبر الحيوانات.
- ضعف جهاز المناعة بسبب تناول دواء أو الأمراض التي تؤثر على الجهاز المناعي، مثل فيروس نقص المناعة البشرية.
- انحراف الحاجز الأنفي.
أنواع التهاب الجيوب الأنفية وأعراض كل منها
هناك عدة أنواع مختلفة من التِهاب الجيوب الأنفية. في كثير من الحالات، يحدد الطبيب نوع التِهاب الجيوب الأنفية بناءً على مدة وسبب ظهور الأعراض.
1. التهاب الجيوب الأنفية الحاد:
ينتج التهاب الجيوب الأنفية الحاد عادةً عن نزلات البرد، وهي عدوى فيروسية. من المفترض أن يشعر المريض بتحسن في غضون 10 أيام، ويعاني المريض من الأعراض التالية:
- انسداد أو احتقان الأنف، مما يجعل التنفس من الأنف صعبًا.
- خروج مخاط سميك أخضر أو أصفر من الأنف أو أسفل الحلق، ويُسمى التنقيط الأنفي الخلفي.
- ألم وضغط وتورم حول الممرات الأنفية، ويزداد الأمر سوءًا عند الانحناء.
- قد يشكو المريض أيضًا من صداع، وضغط في الأذن، وسعال.
2. التهاب الجيوب الأنفية المزمن:
يسبب التِهاب الجيوب الأنفية المزمن نفس أعراض التِهاب الجيوب الأنفية الحاد. لكنها تستمر لفترة أطول بكثير، عادةً ثلاثة أشهر على الأقل من ظهور الأعراض.
3. التهاب الجيوب الأنفية المتكرر:
لدى بعض الأشخاص، يستمر الالتهاب في الاختفاء ثم يعود مرة أخرى. إذا أُصيب المريض بالتهاب الجيوب الأنفية الحاد أربع مرات أو أكثر سنويًا، فيكون مصاباً بما يُسمى التِهاب الجيوب الأنفية المتكرر.
4. التهاب الجيوب الأنفية الفطري:
يمكن استنشاق الفطريات الصغيرة، مما قد يسبب أحيانًا عدوى فطرية في الجيوب الأنفية. هناك فئتان رئيسيتان:
- التِهاب الجيوب الأنفية الفطري الغازي:
يمكن أن تنتشر هذه العدوى النادرة إلى العينين والدماغ وأماكن أخرى، وقد تكون مميتة.
- التِهاب الجيوب الأنفية الفطري غير الغازي:
هذه العدوى أكثر شيوعًا، وتؤثر فقط على الأنف ومنطقة الجيوب الأنفية. ويسمى أيضا التِهاب الجيوب الأنفية الفطري التحسسي حيث أنه يحدث بسبب رد فعل تحسسي للفطريات التي استقرت في الأنف. تتشابه أعراضه مع أعراض أنواع أخرى من التهاب الجيوب الأنفية. ولكن إذا كان لدى المريض ضعف في جهاز المناعة، فقد تكون الأعراض مختلفة وشديدة مثل:
- تغيرات في السلوك ووظائف الدماغ.
- تغيرات في لون الجلد، حيث يصبح شاحبًا جدًا أو أسود.
- بروز مقلتي العينين، وهي حالة تُسمى جحوظ العين.
- تورم شديد في العينين والخدين.
- تغيرات في الرؤية، بما في ذلك فقدان البصر والعمى.
5. التهاب الجيوب الأنفية التحسسي:
يمكن أن يُسبب الغبار وحبوب اللقاح والدخان والمهيجات البيئية الأخرى التي نستنشقها التِهاب الجيوب الأنفية. تتشابه الأعراض في الغالب مع أعراض الأنواع الأخرى من التِهاب الجيوب الأنفية. لكنه يمكن أن يُسبب عرضًا واحدًا: حكة في الأنف والعينين والحلق. قد تظهر الأعراض وتختفي مع تغير الفصول، حيث تتغير كمية مسببات الحساسية في الهواء على مدار العام.
هل التهاب الجيوب الأنفية مُعدٍ؟
لا ينتقل التهاب الجيوب الأنفية بحد ذاته من شخص لآخر، لذا فهو ليس مُعديًا. ولكن من المرجح أن يكون سبب التهاب الجيوب الأنفية مُعديًا. وذلك لأن معظم حالات التِهاب الجيوب الأنفية ناتجة عن نزلات البرد، وهي عدوى فيروسية. يمكن أن ينتشر هذا الفيروس عبر الرذاذ التنفسي. كما أن بعض أنواع العدوى البكتيرية التي تُسبب التِهاب الجيوب الأنفية، مثل العقدية الرئوية، التي تُسبب بعض أشكال الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا وتسمم الدم، يمكن أن تنتشر عن طريق الاتصال المباشر.
تشخيص التهاب الجيوب الأنفية
عادةً ما يسأل الطبيب عن الأعراض ويُجري فحصًا بدنيًا قبل تشخيص الحالة. قد يتحقق من وجود ضغط أو ألم بالضغط بإصبعه على الرأس والخدين. كما يمكنه فحص الجزء الداخلي من الأنف بحثًا عن علامات التِهاب. في معظم الحالات، يستطيع الطبيب تشخيص التِهاب الجيوب الأنفية بناءً على الأعراض ونتائج الفحص البدني.
إذا اشتبه الطبيب في إصابة المريض بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، فقد يوصي بإجراء بعض الفحوصات:

- فحوصات التصوير: يمكن استخدام اختبارات تصويرية مختلفة لتشخيص الحالة.
- الأشعة السينية: توفر صورة للجيوب الأنفية.
- التصوير المقطعي المحوسب: يعطي صورة ثلاثية الأبعاد للجيوب الأنفية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يستخدم لإنشاء صوراً للهياكل الداخلية.
- تنظير الأنف:
قد يستخدم الطبيب أيضًا منظارًا ليفيًا، لتصوير الجزء الداخلي من الممرات الأنفية والجيوب الأنفية مباشرةً. خلال هذا الإجراء، قد يأخذ الطبيب عينة لإجراء اختبار مزرعة، والذي يكشف عن وجود فيروسات أو بكتيريا أو فطريات.
- اختبارات الحساسية:
يحدد اختبار الحساسية العوامل البيئية التي قد تسبب رد فعل تحسسي.
- فحوصات الدم:
يمكن أن تكشف فحوصات الدم عن الحالات التي تُضعف جهاز المناعة، مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
علاج التهاب الجيوب الأنفية
مع أن الأدوية قد تُساعد، إلا أن العديد من حالات التِهاب الجيوب الأنفية تزول من تلقاء نفسها دون أي علاج طبي.
1. أدوية التهاب الجيوب الأنفية:
- المضادات الحيوية:
إذا اعتقد الطبيب أن السبب هو عدوى بكتيرية، فقد يصف المضادات الحيوية. بالنسبة لالتهاب الجيوب الأنفية الحاد، عادةً ما يتناولها المريض لمدة 10-14 يومًا. تُساعد المضادات الحيوية فقط في علاج الالتهابات البكتيرية.
- مسكنات الألم:
يتناول العديد من مرضى التِهاب الجيوب الأنفية مسكنات الألم التي تُصرف دون وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين، لتخفيف الأعراض. يجب اتباع التعليمات الموجودة على الملصق، ولا تؤخذ لأكثر من 10 أيام.
- جهاز الجيوب الأنفية الإلكتروني الحيوي:
يعمل هذا الجهاز عن طريق استخدام تيارات دقيقة لتحفيز الألياف العصبية في الجيوب الأنفية. يُباع هذا الجهاز دون وصفة طبية، ويساعد في تقليل التهاب الجيوب الأنفية والألم والاحتقان.
- مزيلات الاحتقان:
تُقلل هذه الأدوية من كمية المخاط في الجيوب الأنفية. بعضها متوفر على شكل بخاخات أنفية، والبعض الآخر على شكل أقراص.
- أدوية الحساسية:
العديد من حالات التهاب الجيوب الأنفية ناتجة عن حساسية غير مُتحكم بها. في هذه الحالة، يُساعد تناول الأدوية (مثل مضادات الهيستامين).
- الستيرويدات:
في بعض الحالات، قد يصف الطبيب ستيرويدات تُستنشق لتخفيف تورم أغشية الجيوب الأنفية. في الحالات الشديدة من التهاب الجيوب الأنفية المزمن، قد يحتاج المريض إلى تناول الستيرويدات عن طريق الفم.
2. الجراحة:
قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية إذا لم تُجدِ العلاجات الأخرى نفعًا. مع ذلك، قد لا تُعالج الجراحة المشكلة تمامًا. وقد يحتاج المريض إلى مواصلة العلاجات الأخرى بعد الجراحة لمنع عودة التهاب الجيوب الأنفية.
الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية
قد تساعد النصائح التالية في الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية:
- ممارسة نظافة اليدين الجيدة.
- تجنب التدخين والتدخين السلبي.
- الحفاظ على التطعيمات.
- الابتعاد عن الأشخاص المصابين بنزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى.
- استخدام جهاز ترطيب الهواء لترطيب الهواء في المنزل والحفاظ عليه نظيفاً.
- صيانة وحدات تكييف الهواء لمنع تراكم العفن والغبار.
- تجنُب العوامل المسببة للحساسية.
المصادر
https://www.medicalnewstoday.com/articles/149941
https://www.healthline.com/health/sinusitis
https://www.webmd.com/allergies/sinusitis-and-sinus-infection
GIPHY App Key not set. Please check settings