التهاب السحايا عند الأطفال: الأسباب والأعراض وطرق التشخيص المبكر لحماية طفلك

تعرف على أعراض التهاب السحايا عند الأطفال وأسبابه الشائعة، وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه في المراحل المبكرة لتجنب المضاعفات الخطيرة. اكتشف طرق الوقاية والتطعيم لحماية طفلك من هذا المرض الخطير.

يُعد التهاب السحايا من أخطر الأمراض التي يمكن أن تصيب الأطفال، لأنه يؤثر مباشرة على أغشية الدماغ والنخاع الشوكي. تظهر الأعراض غالبًا بشكل مفاجئ وقد تتطور بسرعة، مما يجعل التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية لإنقاذ حياة الطفل والوقاية من المضاعفات الدائمة.

ما هو التهاب السحايا عند الأطفال؟

السحايا هي الأغشية الرقيقة التي تحيط بالدماغ والحبل الشوكي وتحميهما، وتتكون من ثلاث طبقات من الأنسجة: الأم الحنون (الداخلية)، والغشاء العنكبوتي (الوسطى)، والأم الجافية (الخارجية). تحيط بالدماغ والحبل الشوكي وتوفر الحماية لهما. يمكن أن يشير مصطلح السحايا بشكل عام إلى هذه الأغشية نفسها، أو بشكل أكثر شيوعًا إلى التهاب السحايا، وهو حالة طبية طارئة تحدث عندما تصاب هذه الأغشية بالالتهاب بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية أو فطرية. يُعتبر الالتهاب البكتيري هو الأكثر خطورة ومهددًا للحياة. 

أسباب التهاب السحايا عند الأطفال

الأسباب البكتيرية:

تُعد الأسباب الأساسية لالتهاب السحايا البكتيري نتيجة دخول بكتيريا إلى مجرى الدم ووصولها إلى الدماغ، ومن أكثر الأنواع المسببة:

Neisseria meningitidis (المكورات السحائية)، و Streptococcus pneumoniae (المكورات الرئوية)، و 

Haemophilus influenzae (الأنفلونزا المستدمية).

الأسباب الفيروسية:

الفيروسات المسببة لنزلات البرد أو الإنفلونزا قد تمتد لتسبب التهاب السحايا الفيروسي، ويُعد هذا النوع أكثر شيوعًا بين الأطفال، خاصة في الصيف والخريف.

 أسباب غير معدية مثل:

 السرطان، وجراحات الدماغ، و الذئبة، وبعض الأدوية (المضادات الحيوية).

العوامل المساعدة

• ضعف جهاز المناعة.
• عدم تلقي اللقاحات الوقائية.
• الاختلاط بالأشخاص المصابين.
• التهابات الأذن أو الجيوب الأنفية غير المعالجة.

اقرأ ايضاً: الأمراض المناعية الأسباب والأعراض.

أعراض التهاب السحايا عند الأطفال

الأعراض المبكرة

• ارتفاع درجة الحرارة.
• صداع شديد ومستمر.
• تيبس في الرقبة أو ألم عند تحريك الرأس.
• فقدان الشهية والإرهاق العام.

الأعراض المتقدمة

•  حساسية شديدة تجاه الضوء.
•  القيء المتكرر.
•  التشنجات.
•  اضطرابات في الوعي أو النوم.

الأعراض عند الرضع

• بكاء مستمر غير معتاد.
•  انتفاخ اليافوخ (المنطقة الطرية في رأس الرضيع).
• ضعف الرضاعة أو النوم الزائد.
•  صعوبة في التنفس أو الحركات البطيئة.

التشخيص المبكر لالتهاب السحايا

الفحص السريري

يبدأ الطبيب بالفحص الجسدي وملاحظة العلامات المميزة مثل تيبس الرقبة أو الطفح الجلدي.

الفحوص المخبرية 

• تحليل السائل الدماغي الشوكي (البزل القطني): الاختبار الأساسي لتأكيد الإصابة.تُوضع إبرة في أسفل الظهر، في القناة الشوكية. هذه هي المنطقة المحيطة بالحبل الشوكي. يُقاس الضغط في القناة الشوكية والدماغ. تُسحب كمية صغيرة من السائل النخاعي الدماغي (CSF) وتُرسل للفحص لمعرفة ما إذا كانت هناك عدوى أو مشاكل أخرى.

• تحاليل الدم: للكشف عن وجود العدوى البكتيرية.
• الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي: لتحديد مدى تأثر الدماغ أو الأغشية.التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي. هذه اختبارات تُظهر صورًا للدماغ. يُجرى التصوير المقطعي المحوسب أحيانًا للبحث عن حالات أخرى قد تُسبب أعراضًا مشابهة لالتهاب السحايا. قد يُظهر التصوير بالرنين المغناطيسي تغيرات التهابية في السحايا. تُقدم هذه الاختبارات مزيدًا من المعلومات. لكن لا يمكن تشخيص التهاب السحايا بهذه الاختبارات وحدها.
• مسحات الأنف أو الحلق أو المستقيم. تساعد هذه الاختبارات في تشخيص العدوى الفيروسية المسببة لالتهاب السحايا.

أهمية التشخيص السريع

كل ساعة تأخير في علاج التهاب السحايا البكتيري تزيد خطر المضاعفات، مثل فقدان السمع أو تلف الدماغ، لذا فإن الكشف المبكر ينقذ حياة الطفل.

علاج التهاب السحايا عند الاطفال

العلاج في المستشفى

يُنصح بالعلاج في المستشفى في جميع حالات التهاب السحايا البكتيري، لأن هذه الحالة قد تُسبب مشاكل خطيرة وتتطلب مراقبة دقيقة.

تشمل العلاجات ما يلي:

• إعطاء المضادات الحيوية مباشرة في الوريد.
• إعطاء السوائل مباشرة في الوريد لمنع الجفاف.
• إعطاء الأكسجين من خلال قناع للوجه في حال وجود أي صعوبات في التنفس.
• إعطاء أدوية الستيرويد للمساعدة في تقليل أي تورم حول الدماغ، في بعض الحالات.
• قد يحتاج المصابون بالتهاب السحايا إلى البقاء في المستشفى لبضعة أيام، وفي بعض الحالات قد يلزم العلاج لعدة أسابيع.

حتى بعد العودة إلى المنزل، قد يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تشعر بالعودة إلى طبيعتك تمامًا.

قد يلزم أيضًا علاجا إضافيا ودعما طويل الأمد في حال حدوث أي مضاعفات لالتهاب السحايا، مثل فقدان السمع.

يحتاج بعض الأطفال إلى البقاء تحت الملاحظة لمتابعة الضغط داخل الجمجمة وتجنب التشنجات.

العلاج في المنزل

عادةً ما يمكنك العودة إلى المنزل من المستشفى إذا كنت أنت أو طفلك مصابًا بالتهاب السحايا الخفيف وأظهرت الفحوصات أنه ناتج عن عدوى فيروسية.

عادةً ما يتحسن هذا النوع من التهاب السحايا من تلقاء نفسه دون التسبب في أي مشاكل خطيرة. يشعر معظم الناس بتحسن في غضون 7 إلى 10 أيام.

في هذه الأثناء، قد يُنصح بما يلي:

• الحصول على قسط كبير من الراحة.
• تناول مسكنات الألم للصداع أو الآلام العامة.
• تناول دواء مضاد للغثيان لأي غثيان أو قيء.
• إذا شعرت بعدم القدرة على إدارة أعراضك في المنزل أو شعرت بسوء، فاطلب المزيد من المساعدة الطبية.

منع انتشار العدوى

إن خطر نقل شخص مصاب بالتهاب السحايا للعدوى إلى الآخرين منخفض بشكل عام.

ولكن إذا كان يُعتقد أن شخصًا ما معرض لخطر كبير للإصابة بالعدوى، فقد يُعطى جرعة من المضادات الحيوية كإجراء وقائي.

اقرأ أيضا: الأمراض المعدية وكيفية الوقاية منها.

الوقاية من التهاب السحايا

التطعيمات الأساسية

التطعيم هو خط الدفاع الأول ضد المرض، وتشمل اللقاحات المهمة:

•  لقاح المكورات السحائية.
•  لقاح المكورات الرئوية.
•  لقاح المستدمية النزلية (Hib).

النظافة الشخصية والتغذية

 غسل اليدين باستمرار.

 تجنب مشاركة الأدوات الشخصية.

 تناول أغذية غنية بفيتامين c والزنك لتعزيز المناعة.

دور الأهل في الملاحظة المبكرة

يجب مراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة أي حمى شديدة غير مبررة أو تيبس في الرقبة، فالاكتشاف المبكر هو مفتاح النجاة.

الخاتمة

التهاب السحايا عند الأطفال مرض خطير لكنه قابل للعلاج والوقاية.

الوعي بالأعراض المبكرة، والتطعيم المنتظم، والمتابعة الطبية السريعة كلها خطوات أساسية لحماية طفلك.

احرصي دائمًا على مراقبة صحة طفلك، فكل دقيقة تُحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية والعلاج.

References

1-https://www.stanfordchildrens.org/en/topic/default?id=meningitis-in-children-90-P02528

2-https://www.nhs.uk/conditions/meningitis/treatment/

3-https://www.who.int/activities/preventing-and-controlling-meningitis-outbreaks