in

التوتر والقلق وتأثيرهما على جودة الحياة والصحة العامة و3 طرق للعلاج

Spread the love

التوتر والقلق

في عالمنا المعاصر، أصبح التوتر والقلق جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فمع تزايد الضغوط الشخصية والمهنية، والتحديات المستمرة التي نواجهها، يجد الكثيرون أنفسهم محاصرين بين القلق المستمر والتوتر الذي لا يهدأ، وهذه المشاعر ليست مجرد استجابة طبيعية لما نواجهه، بل قد تتحول إلى عائق حقيقي يؤثر على صحتنا النفسية والجسدية، ويمنعنا من التمتع بحياة متوازنة.

لذا، أصبح من الضروري فهم هذه المشاعر والبحث عن طرق فعّالة للتعامل معها، للحفاظ على صحتنا وسلامتنا في هذا العالم المليء بالتحديات، في هذا المقال سنناقش كل ما يتعلق بهذا الموضوع للوصول إلي سبل العلاج الصحيحة والفعالة بإذن الله، في البداية نود أن نتعرف على الفرق بين التوتر والقلق فما هو؟ 

التوتر هو رد فعل طبيعي للجسم تجاه أي تحدٍ أو طلب، سواء كان ذلك تحدياً عقلياً أو جسدياً ويمكن أن يُثار التوتر نتيجة أي حدث أو سيناريو يجعلك تشعر بالإحباط أو القلق.

أما القلق فهو شعور بالخوف أو التوتر، ولفهم واضح للفرق يمكننا القول بأن القلق يمكن أن يحدث كرد فعل طبيعي للتوتر، إلا أنه يمكن أن يحدث أيضًا دون وجود أي محفز واضح.

اعراض التوتر والقلق

يشترك كل من القلق والتوتر في نفس الأعراض التي تتشابه بشكل كبير وقد تشمل:

  • صعوبات في النوم. 
  • مشاكل في الجهاز الهضمي. 
  • صعوبة في التركيز. 
  • توتر العضلات. 
  • التهيج أو الغضب. 

ولأن معظم الناس يعانون من بعض مشاعر التوتر والقلق في مرحلة ما، لذا فإن هذا ليس بالضرورة أن يكون أمراً سيئاً يستدعي التدخل الطبي. فالتوتر والقلق يمكن أن يكونا في بعض الأحيان محفزين مفيدين لإنجاز المهام الصعبة أو القيام بأشياء قد لا ترغب فيها والتي يجب عليك القيام بها لتحسين مستوى الحياة أو المعيشة، لكن لا بد من الانتباه إلى أن التوتر والقلق غير المُدارين يمكن أن يكون لهما تأثيراً فعالاً على حياتك اليومية، مما قد يؤثر سلبًا على صحتك النفسية والجسدية.

اقرأ أيضاً: فقدان الشهية العصبي (anorexia nervosa) و 4 أسباب له

اسباب التوتر والقلق

التوترعادة ما يحدث استجابةً للضغوط الجسدية أو العقلية، وقد تتضمن هذه الضغوط تغيرات كبيرة في الحياة، مثل:

  • الانتقال إلى مكان جديد. 
  • بدء مدرسة أو وظيفة جديدة. 
  • الإصابة بمرض أو التعرض لإصابة جسدية أو نفسية. 
  • إصابة صديق أو فرد من العائلة بمرض أو إصابة جسدية أو نفسية. 
  • فقدان أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء. 
  • الزواج. 
  • إنجاب طفل. 

ولكن يجب التنويه إلي أن محفزات التوتر ليست بالضرورة أن تُحدث تغييرات جذرية في الحياة، فقد تشعر بالتوتر بسبب مثلاً، وجود قائمة مهام طويلة يجب إنجازها خلال عطلة نهاية الأسبوع، حضور اجتماع كبير في العمل، اقتراب موعد نهائي لمشروع ما عليك تسليمه. 

علاج التوتر والقلق

يمكن للعديد من أنواع العلاج أن تساعد في التعامل مع التوتر والقلق، ويمكن لأخصائي الصحة النفسية مساعدتك في العثور على الحل المناسب لأعراضك الخاصة، فمن بين طرق العلاج التي قد يوصون بها:

  • العلاج السلوكي المعرفي: فهذا العلاج يمكنك من خلاله التعرف على الأفكار والسلوكيات القلقة وتحويلها إلى أفكار وسلوكيات أكثر إيجابية.
  • العلاج بالتعرض: يتضمن التعرض التدريجي للأشياء التي تثير القلق لديك.
  • العلاج بالقبول والالتزام: هذا العلاج يعلمك كيفية القبول والتعامل مع المشاعر السلبية.

وبناءً على أعراضك، قد يوصون أيضًا بالأدوية للمساعدة في تخفيف أعراض القلق، وتشمل هذه الأدوية مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل سيرترالين (Zoloft) أو باروكستين (Paxil).

وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب النفسي بمهدئات مثل ديازيبام (Valium) أو لورازيبام (Ativan)، ولكن هذه الأدوية تستخدم عادةً على المدى القصير نظرًا لمخاطر الاعتماد عليها.

اقرأ أيضاً: اضطراب تشتت الانتباه وفرط الحركة (ADHD) وطرق علاجه

هل يوجد علاج للتوتر والقلق بالاعشاب؟ 

بعض الأدوية المستخدمة لتخفيف القلق قد تسبب آثارًا جانبية غير مريحة، لذا، في بعض الأحيان، يفكر الأشخاص الذين يعانون من القلق في استخدام العلاجات العشبية كبدائل، من الأمثلة على ذلك البابونج، وجذور الناردين، وغيرهما، لكن من المهم جداً استشارة الطبيب قبل تقليل أو إيقاف الأدوية الموصوفة أو بدء تناول مكملات عشبية لأن العديد من الأدوية المستمدة من المكونات العشبية يمكن أن تكون قوية، وتسبب آثارًا جانبية، وتتفاعل مع أدوية أخرى.

هل التوتر والقلق يمكن أن يسبب الأمراض المزمنة؟

يمكن أن يؤدي التوتر إلى أمراض مرتبطة به نتيجة لاستجابة الجسم إلى رد الفعل الطبيعي المستمر الناتج عن التوتر، والمسمى بالقتال أو الهروب أو التجمد

(fight-flight-freeze)، هذه الاستجابة تؤدي إلى تغيرات في الهرمونات وكذلك في الدماغ، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يكون لها تأثيرات خطيرة على القلب، وقد تؤدي حتى إلى فشل القلب أو نوبة قلبية.

وبشكل أكثر شيوعًا، يمكن أن يسبب التوتر تغيرات في الجسم كما في:

  • أعراض الجهاز الهضمي: مثل، عسر الهضم أو الإسهال.
  • تغيرات المزاج: مثل، القلق أو الاكتئاب.
  • كما ويمكن أن يسبب للنساء فترات حيض غير منتظمة أو مزعجة.

ويمكن أيضاً أن يكون للتوتر تأثيراً غير مباشر على جوانب أخرى من صحتك، مثل زيادة احتمالية الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مثل التدخين وغيره.

اقرأ أيضاً: اضطراب الوسواس القهري أسبابه وأعراضه و3 طرق للعلاج

هل التدخين يسبب التوتر والقلق؟ 

نعلم جميعًا أن الإقلاع عن التدخين يحسن الصحة البدنية، لكن هل يمكن أن يعزز أيضًا صحتك النفسية ورفاهيتك؟ 

يقول معظم المدخنين إنهم يرغبون في التوقف، لكن البعض يستمر في التدخين لأنهم يعتقدون أنه يساعد في تخفيف التوتر والقلق، كما ويعتقد الكثيرون أن التدخين يساعد على الاسترخاء، لكن التدخين في الواقع يزيد من القلق والتوتر، والدليل على ذلك أن البالغين المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة للتدخين والعكس مقارنةً بالبالغين غير المصابين بالاكتئاب.

هل التوتر والقلق يسبب تساقط الشعر؟ 

نعم بالطبع، فالقلق يُعتبر رفيقًا شائعًا لتساقط الشعر، كما وأظهرت الدراسات أن مستويات القلق تلعب دورًا هاماً في مدى تأثير تساقط الشعر على جودة حياة الشخص، فإذا كان الشخص يعاني من قلق أكبر عندما يحدث تساقط الشعر، فمن المرجح أن يشعر برضا أقل عن حياته بشكل عام.

ومع ذلك، فهذه العلاقة بين العقل والجسم تعمل أيضًا في الاتجاه المعاكس، فيمكن أن يؤدي التوتر والقلق إلى تحفيز أو تفاقم تساقط الشعر.

وأخيراً، نصائح جيدة للتخلص من التوتر والقلق، من الطبيعي لأي إنسان أن يعاني من التوتر والقلق من وقت لآخر، لذا فلحسن الحظ أن هناك إستراتيجيات يمكننا استخدامها لجعلها أكثر قابلية للتحكم فيهما، بدايةً، انتبه إلى كيفية استجابة جسمك وعقلك للمواقف التي تسبب التوتر والقلق، ففي المرة القادمة التي ستواجه فيها تجربة مشابهة، ستكون قادرًا على توقع رد فعلك، وقد يكون رد الفعل هذا أقل تأثيرًا من ذي قبل.

يمكن أيضاً أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة التقليدي في تخفيف أعراض التوتر والقلق، فيمكن استخدام هذه التقنيات جنبًا إلى جنب مع العلاجات الطبية للقلق، تتضمن التقنيات لتقليل التوتر والقلق:

  • الحد من تناول الكافيين والكحول. 
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم. 
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. 
  • التأمل. 
  • تخصيص وقت فراغ للهوايات والأنشطة التي تجلب لك السعادة. 
  • الاحتفاظ بدفتر ملاحظات لمشاعرك والأشياء التي تثير التوتر. 
  • ممارسة تمارين التنفس. 
  • مشاركة مشاعرك وما تحس به تجاه التوتر والقلق مع من تحب.

اقرأ أيضاً: الروماتويد، و4 طرق للعلاج

المراجع:

https://www.healthline.com/health/stress-and-anxiety

https://www.goodrx.com/health-topic/mental-health/stress-sickness

https://www.medicalnewstoday.com/articles/herbs-for-anxiety

https://www.nhs.uk/live-well/quit-smoking/stopping-smoking-mental-health-benefits

https://drbonaros.com/anxiety-and-hair-loss-are-they-related

بقلم: د. مي صلاح

What do you think?

Written by د مي صلاح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

ما هي الإكزيما(Eczema) ..أنواعها وأسبابها وطرق علاجها

اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، و3 طرق لتشخيصه