طيف التوحد أو الطيف التوحدي، هو حالة مرتبطة بنمو الدماغ، يؤثر في طريقة إدراك الشخص للآخرين وتواصله الاجتماعي معهم، حيث يؤدي التوحد إلى وجود صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ويضم التوحد أنماطًا سلوكية محدودة ومتكررة.
يبدأ اضطراب التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة، ومع مرور الوقت يؤدي إلى صعوبة في التكيف داخل المجتمع والتواصل مع الآخرين.

أعراض اضطراب طيف التوحد
يظهر طيف التوحد في بعض الأطفال منذ مرحلة الرضاعة المبكرة، مثل قلة التواصل البصري، أو عدم الاستجابة عند مناداتهم بأسمائهم، أو عدم إبداء أي اهتمام، وبعد ذلك يطرأ تغير مفاجئ على سلوكهم ويصبحون منعزلين أو عدوانيين، وتظهر العلامات عادةً في عمر يتراوح من سنتين إلى ثلاث سنوات، ومن العلامات الشائعة التي تظهر على المصابين بطيف التوحد:
التواصل والتفاعل الاجتماعي:
- لا يستجيب لمناداة اسمه.
- قلة التواصل البصري.
- رفض التواصل الجسدي كالعناق.
- عدم فهم مشاعر الآخرين.
- الانعزال الاجتماعي.
مشاكل في المهارات اللغوية:
- التأخر في الكلام.
- عدم القدرة على قول كلمة أو جملة مفيدة.
- التحدث بنبرة صوت غريبة وإيقاعات مختلفة كتقليد صوت إنسان آلي.
- تكرار الكلمات، أو العبارات، أو المصطلحات دون فهمها.
مشاكل في السلوك:
- تكرار بعض الحركات مثل: الهزاز، أو الدوران حول نفسه، أو التلويح باليدين.
- فرط في الحركة.
- الحساسية بشكل مبالغ فيه للضوء، أو الصوت، أو اللمس.
- سرعة الغضب والانفعال.
- قصور في التواصل مع الآخرين.
- المشي على أطراف الأصابع والرفرفة باليدين.
أسباب اضطراب طيف التوحد
من أهم الأسباب التي قد تُؤدي للتوحد:
العوامل الوراثية: مثل عدة جينات قد تكون لها دور في الإصابة بالتوحد، وبعضها يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب، والأسر التي لديها طفل مصاب بالتوحد لديها احتمالات متزايدة لإنجاب طفل آخر مصاب بالتوحد.
العوامل البيئية: رجح الباحثون في الآونة الأخيرة احتمالية أن يكون السبب وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية لدى الأم أثناء الحمل، وأيضًا التلوث البيئي عاملًا محفزًا لظهور اضطراب طيف التوحد.
الولادة المبكرة: تعد سببًا للإصابة بطيف التوحد.
جنس المولود: حيث تزيد نسبة الإصابة بالتوحد في الذكور عن الإناث.
التوحد الافتراضي
هو حالة تظهر عند الأطفال نتيجة الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية في سن مبكرة، مما يؤدي إلى تأخر في التطور وظهور أعراض تشبه التوحد مثل صعوبات التواصل وضعف التفاعل الاجتماعي.
على عكس اضطراب طيف التوحد الحقيقي، فإن التوحد الافتراضي يعتبر حالة قابلة للانعكاس والتحسن مع تقليل وقت الشاشة وزيادة التفاعل البشري والتكيف مع العالم الواقعي.
التوحد وفرط الحركة (ADHD)
يعد فرط الحركة اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أو قصور الانتباه، وفرط الحركة هو اضطراب نفسي من نوع تأخر النمو العصبي.
يختلف فرط الحركة عن التوحد حيث أن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ليس جزءًا من طيف التوحد بشكل مباشر، ولكنه اضطراب نمائي عصبي شائع جدًا يتواجد لدى العديد من المصابين بالتوحد.
غالبًا ما تتداخل أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه مع التوحد، مما يجعل عملية التشخيص أكثر تعقيدًا.
التوحد والحرمان البيئي
الحرمان البيئي هو تأخر في التطور يحدث نتيجة نقص التحفيز والتفاعل الاجتماعي في البيئة المحيطة بالطفل.
تظهر أعراضه مثل التأخر اللغوي، وتشتت الانتباه، والانشغال بحركات معينة، وتشبه أعراض اضطراب طيف التوحد، لكنه يختلف في سرعة الاستجابة للعلاج.
يتم علاج الحرمان البيئي بتغيير البيئة المحيطة، وزيادة التفاعل واللعب والأنشطة المشتركة مع الطفل، مما يساعد على تحسن قدراته وتطوره.
اقرأ أيضًا: اضطرابات النوم عند الأطفال
أنواع اضطراب طيف التوحد
التوحد أنواع ودرجات مثل:
متلازمة إسبرجر: تبدأ بالظهور للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة وتكون الأعراض كالآتي:
- مشاكل في التواصل البصري مع الآخرين.
- صعوبة في إظهار العواطف.
- عدم فهم لغة الجسد أو تعبيرات الوجه للآخرين.
- صعوبة في التفاعل الاجتماعي.
- تكرار الحركات والسلوكيات.
- تأخر في اللغة والكلام.
التوحد الكلاسيكي: قد يُصاب به الطفل في عمر ثلاث سنوات، وتكون أعراضه:
- تحديات اجتماعية.
- تأخر في اللغة والنطق.
- صعوبة في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
- سلوكيات غير طبيعية.
- إعاقات ذهنية ومشاكل عقلية.
التوحد النمطي أو اضطراب النمو الشامل: هو اضطراب عصبي تنموي يتميز بصعوبات في التواصل الاجتماعي وتفاعل العلاقات، بالإضافة إلى سلوكيات واهتمامات محدودة ومتكررة، وهو أحد أنواع التوحد الذي يصيب الأطفال في سن مبكرة، وتشبه أعراضه إلى حدٍ ما متلازمة اسبرجر.
مضاعفات اضطراب طيف التوحد
ظهور بعض المشكلات كالآتي:
- صعوبة في التعلم والتواصل مع أقرانه في المدارس.
- صعوبة الحصول على وظيفة والتكيف في المجتمع.
- عدم القدرة على العيش باستقلالية.
- العزلة الاجتماعية.
- الوقوع كضحية للإيذاء والتنمر.
اقرأ أيضًا: اضطراب الوسواس القهري أسبابه وأعراضه و3 طرق للعلاج
التشخيص الطبي
يُشخّص اضطراب طيف التوحد بالملاحظة السلوكية الدقيقة للطفل من قبل متخصصين مؤهلين، مثل الأطباء النفسيين وطب الأطفال السلوكي النمائي، وذلك باستخدام معايير قياسية، مثل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، أو من خلال مراقبة سلوك الطفل وتقييم المهارات النمائية، ثم التقييم الشمولي الكامل.
العلاج والتأهيل
لا يوجد علاج دوائي لاضطراب طيف التوحد، لكن العلاج يكون باتباع سلوكيات ونهج تعليمي مخصص، بالإضافة لدور الأسرة والدعم النفسي، ولا بد من البدء بالتدخلات العلاجية في وقت مبكر، خاصة خلال سنوات ما قبل المدرسة، يمكن أن يساعد بشكل كبير في تعلم المهارات الاجتماعية، والتواصلية، والوظيفية، والسلوكية المهمة، ومن طرق العلاج والتأهيل:
من خلال العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الأفراد على فهم مشاعرهم وسلوكياتهم ووضع إستراتيجيات للتأقلم مع المشاعر السلبية، وتحسين الوعي الذاتي، وتنظيم العواطف، وتطوير مهارات التعامل مع الآخرين.
العلاج النفسي: لتحسين حالات الاكتئاب، والقلق إن تطلب الأمر.
التدريب على المهارات الاجتماعية: يهدف إلى تحسين القدرة على بناء الروابط والعلاقات الاجتماعية.
علاج النطق واللغة: يعمل على تطوير المهارات اللغوية وفهم التعبير عن النفس والتواصل بفاعلية في سياقات مختلفة، مثل جلسات التخاطب.
وجود بيئة داعمة: يمكن للعائلة دعم الطفل المصاب بالتوحد من خلال توفير بيئة هادئة ومنظمة، والتحدث معه بلغة واضحة وبسيطة.
Reference
https://my.clevelandclinic.org/health/articles/autism
https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/autism-spectrum-disorders
https://www.nhs.uk/conditions/autism/what-is-autism
https://www.webmd.com/brain/autism/understanding-autism-basics
GIPHY App Key not set. Please check settings