كثر في الآونة الأخيرة حدوث الجلطَة الوريدية العَميقة لكثير من الأشخاص، ولا يرتبط ذلك بكبار السن فقط أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، بل نجد أن أشخاصا في سن الشباب قد يحدث لهم الجلَطة الوريديَة العميقَة. فلنحاول أن نتعرف عليها أكثر.
ما هي الجلطة الوريدية العميقة
تحدث الجلطَة الوريديَة العَميقة عندما تتكون جلطة دموية (خثرة) في واحد أو أكثر من الأوردة العَميقة في الجسم، وعادة ما يكون ذلك في الساقين.
قد تسبب الجلطَة الوريدية العميقة ألما أو تورما في الساق، وفي بعض الأحيان لا تظهر أعراض ملحوظة.
أسباب حدوث الجلطة الوريدية العميقة
قد يصاب الشخص بالجلطَة الوريدية العميقة إذا كان يعاني من أي حالة طبية معينة، تمنع تدفق الدم أو التخثر مما يسبب جلطة دموية.
قد يكون السبب الرئيسي في تكون الجلطَة الوريدية العميَقة، حدوث ضرر في الوريد بسبب عملية جراحية أو التهاب أو حدوث ضرر بسبب عدوى أو جرح.
اقرأ أيضا: أسباب سيولة الدم (Hemophilia) والأعراض وطرق العلاج
عوامل خطورة قد تؤدي إلى الجلطة الوريدية العميقة
هناك الكثير من العوامل التي قد تزيد من خطورة التعرض لحدوث الجلطََة الوريدية العميقة، وكلما كان الشخص لديه عوامل خطورة أكثر، زادت خطورة التعرض لها، وتشمل تلك العوامل:
- السن: الأكبر من 60 عاما أكثر عرضة لتكون الجلطَة الوريدية العميقة، ولكن كم الممكن حدوثها في أي عمر.
- قلة الحركة، عندما لا تتحرك الساقين لفترة طويلة، على سبيل المثال:
- القيادة لمدة طويلة.
- السفر لمسافات طويلة.
- الرقود في الفراش بسبب جراحة أو مرض أو حادث، سواء في المنزل أو بالحجز في المستشفى.
مما يؤدي إلى حدوث تقلص العضلات التي تساعد علي تدفق الدم.
- الحمل، ففي الحمل يزيد من الضغط على منطقة الحوض والساقين، وقد يمتد خطورة ذلك حتى مرور 6 أسابيع من الولادة. الأشخاص المصابون باضطراب تخثر وراثي، معرضون أكثر لخطر تكون الجلطة الوريدية العميقة.
- بعض حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني، كلاهما من الممكن أن يزيد من قابلية الدم للتخثر مع بعض الأشخاص.
- زيادة الوزن أو السمنة، قد تسبب ضغطا على منطقة الحوض والساقين.
- التدخين، فهو يؤثر على تدفق الدم في الجسم.
- الإصابة ببعض أنواع من السرطان، فقد تسبب زيادة مواد في الدم تؤدي إلى تخثر الدم. كما أن بعض علاجات السرطان قد تزيد خطورة تكوين الجلطة الوريدية العميقة.
- قصور القلب، يزيد من خطر الإصابة بالجلطة الوريدية العميقة والانسداد الرئوي، ولأن القلب والرئتين لا يعملان بكفاءة لدى مرضى قصور القلب، فإن الأعراض الناتجة عن الانسداد الرئوي البسيط تكون أكثر وضوحا.
- داء الأمعاء الالتهابي، حيث يزيد داء كرون أن التهاب القولون التقرحي من خطر الإصابة بالجلطة الوريدية العميقة.
اقرأ أيضا: دعامة القلب: آلية عملها، وأنواعها، وفوائدها الصحية
- وجود تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بالجلطة الوريدية العميقة أو الانسداد الرئوي، فإذا كان الشخص أو أحد أفراد عائلته قد أصيب بإحدى الحالتين أو كلتيهما، فقد يكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالجلطة الوريدية العميقة.
- عامل جيني.
- قد تحدث الجلطة الوريدية العميقة دون وجود عامل خطورة، ويسمى الانسداد الخثاري الوريدي غير المستحث (unprovoked VTE).
أعراض الجلطة الوريدية العميقة
يوجد بعض الأعراض المصاحبة لحدوث الجلطة الوريدية العميقة، منها:
- تورم بالساق.
- ألم أو تشنج بالساق.
- تغير لون الجلد للون الأحمر أو الأرجواني اعتمادا على لون البشرة.
- شعور بسخونة أو دفء بالساق المصابة.
- قد تحدث بدون أعراض واضحة.
عند ظهور أي من الأعراض التي تدل على حدوث الجلطة الوريدية العميقة، خاصة مع وجود أحد عوامل الخطورة، فلا بد من استشارة طبيب مختص.
إذا ظهرت أعراض الانسداد الرئوي، وهو أحد مضاعفات الجلطة الوريدية العميقة التي تهدد الحياة، فإنها تستوجب طلب المساعدة الطبية الطارئة.
ومن العلامات والأعراض التحذيرية لحدوث الانسداد الرئوي:
- ضيق مفاجئ في التنفس.
- ألم أو عدم ارتياح في الصدر، والذي يزداد سوءا عند أخذ نفس عميق أو عند السعال.
- الشعور بالدوار أو الدوخة.
- الإغماء.
- سرعة النبض.
- سرعة التنفس.
- قيء دموى.
اقرأ أيضا: تعرف على الذبحة الصدرية واسبابها و4 أنواع لها
مضاعفات الجلطة الوريدية العميقة
- تكمن خطورة الجلطة الوريدية العميقة في أنها من الممكن أن تنفصل، وتتحرك مع مجرى الدم من مكان تكونها وتعلق في الرئتين مما يعيق تدفق الدم مسببة الانسداد الرئوي (Pulmonary embolism). عندما تحدث الجلطة الوريدية العميقة مع الانسداد الرئوي يطلق على ذلك الانسداد الخثاري الوريدي (Venous thromboembolism VTE).
- متلازمة ما بعد التهاب الوريد، حيث يقلل ضرر الأوردة الناتج عن الجلطة الوريدية العميقة من تدفق الدم في الأماكن المصابة، مسببا ألما في الساق، مع حدوث تورم وتغير في لون الجلد وقروح جلدية.
- مضاعفات نتيجة العلاج، حيث أن استخدام مميعات الدم (وهي الأدوية المضادة للتخثر وتعرف أيضا باسم أدوية سيولة الدم)، والمستخدمة في علاج الجلطة الوريدية العميقة، فقد تسبب النزيف (hemorrhage)، ويعد ذلك من الآثار الجانبية للعلاج، لذا فمن الضرورى إجراء فحوصات دم بصورة منتظمة أثناء تناول أدوية سيولة الدم.
كيف يمكن تجنب الجلطة الوريدية العميقة
قد تكون بعض التغيرات البسيطة في نمط الحياة أحد أساليب تجنب حدوث الجلطة الوريدية العميقة، ولذلك ينصح باتباع بعض النصائح:
- تحريك الساقين بصورة دورية وفي أسرع وقت ممكن، خاصة عند الخضوع لعملية جراحية أو مع وجود حالة طبية تستلزم الرقود لفترة طويلة في الفراش.
- تجنب وضع ساق فوق أخرى أثناء الجلوس، فقد يؤدي ذلك إلى إعاقة تدفق الدم.
- عند السفر، يجب أخذ فترات راحة متكررة لتمديد الساقين.
- عند السفر بالطائرة، يفضل الوقوف أو المشي من حين لآخر.
- عند السفر بالسيارة، يمكن التوقف كل ساعة تقريبا والتجول قليلا. إذا كان لا يمكن المشي فمن الأفضل عمل تمارين أسفل الساق (رفع وخفض الكعب مع إبقاء أصابه القدم على الأرض، ثم رفع أصابع القدم مع مع إبقاء الكعب على الأرض).
- الامتناع عن التدخين.
- الحفاظ على الوزن.
- ممارسة الرياضة بانتظام، يفضل ممارسة نشاط بدني معتدل لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميا.
References
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/deep-vein-thrombosis/symptoms-causes/syc-20352557
- https://www.nhs.uk/conditions/deep-vein-thrombosis-dvt/
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16911-deep-vein-thrombosis-dvt
GIPHY App Key not set. Please check settings