in

الجلوكوفاج و3 آليات لخفض السكر في الدم والجلوكوفانس

Spread the love

جلوكوفاج (Glucophage) 

جلوكوفاج

هو أحد الأسماء التجارية المعروفة للدواء الفعّال الميتفورمين، والذي يُستخدم بشكل أساسي لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. يُعتبر الميتفورمين من أكثر الأدوية استخدامًا وشيوعًا نظرًا لقدرته على التحكم في مستويات السكر في الدم بفعالية عالية، بالإضافة إلى قدرته على تحسين حساسية الجسم للأنسولين. 

آلية عمل جلوكوفاج

الميتفورمين، المادة الفعالة في جلوكوفاج، ينتمي إلى فئة البيغوانيدات، وهو يعمل بشكل رئيسي على خفض مستويات السكر في الدم عبر ثلاث آليات:

تقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد: يعمل الميتفورمين على تثبيط عملية تكوين السكر في الكبد، وهي العملية التي تنتج الجلوكوز من مصادر غير الكربوهيدرات. هذا يؤدي إلى خفض مستويات السكر في الدم، خصوصًا أثناء الصيام.

زيادة حساسية الأنسولين في الأنسجة: يعمل الميتفورمين على زيادة حساسية الخلايا للأنسولين، مما يحسن امتصاص الجلوكوز في العضلات والأنسجة الدهنية، وبالتالي تقليل مستوى الجلوكوز في الدم.

تقليل امتصاص الجلوكوز في الأمعاء: يقلل الميتفورمين من كمية الجلوكوز التي يتم امتصاصها من الطعام في الأمعاء، مما يؤدي إلى خفض مستويات السكر بعد تناول الطعام.

الاستخدامات الطبية لجلوكوفاج

علاج مرض السكري من النوع الثاني: يعتبر جلوكوفاج الخيار الأول في علاج السكري من النوع الثاني، وخاصةً في المرضى الذين يعانون من زيادة الوزن. يتم استخدامه وحده أو مع أدوية أخرى مثل السلفونيل يوريا أو الأنسولين.

الوقاية من السكري: أظهرت الأبحاث أن الميتفورمين يمكن أن يُستخدم للوقاية من تطور مرض السكري من النوع الثاني في الأشخاص الذين يعانون من ما قبل السكري (Prediabetes)، خاصةً إذا كانوا يعانون من السمنة.

متلازمة تكيس المبايض (PCOS): يُستخدم جلوكوفاج في بعض الأحيان لتحسين حساسية الأنسولين لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، مما يساعد في تحسين انتظام الدورة الشهرية وتقليل مستويات الأندروجينات.

السمنة ومقاومة الأنسولين: قد يُستخدم الميتفورمين في بعض حالات السمنة لتحسين استجابة الجسم للأنسولين وتقليل الوزن.

الجرعات الموصى بها

تختلف الجرعة المناسبة لجلوكوفاج حسب حالة المريض واستجابة الجسم، ولكن الجرعات الشائعة هي:

جرعة البدء: غالبًا ما يبدأ العلاج بجرعة منخفضة (500 مجم) مرة أو مرتين يوميًا، وذلك لتجنب الآثار الجانبية المرتبطة بالجهاز الهضمي.

زيادة الجرعة: يتم زيادة الجرعة تدريجيًا بناءً على استجابة المريض إلى الجرعة المثلى، والتي قد تصل إلى 2000-2500 مجم يوميًا.

الصيغة طويلة المفعول (XR): هناك أيضًا تركيبة طويلة المفعول من جلوكوفاج تُؤخذ مرة واحدة يوميًا لتقليل الأعراض الجانبية على الجهاز الهضمي.

الآثار الجانبية المحتملة لجلوكوفاج

على الرغم من أن جلوكوفاج يُعتبر آمنًا بشكل عام، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية الشائعة والمحتملة، من بينها:

اضطرابات الجهاز الهضمي: يعد الغثيان والإسهال و الانتفاخ  وآلام المعدة من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا، وتحدث عادة عند بدء العلاج وتقل تدريجيًا مع الوقت.

نقص فيتامين B12: قد يؤدي الاستخدام طويل الأمد للميتفورمين إلى نقص فيتامين B12، مما قد يتطلب مراقبة دورية لمستويات هذا الفيتامين في الدم، خصوصًا في المرضى الذين يتناولون الدواء لفترات طويلة.

الحماض اللاكتيكي (Lactic acidosis): على الرغم من أن هذه الحالة نادرة، إلا أنها تُعدّ من أخطر الآثار الجانبية. تحدث هذه الحالة عندما تتراكم مستويات عالية من حمض اللاكتيك في الدم، وتكون أكثر شيوعًا في الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو الكبد.

فقدان الشهية والصداع: قد يعاني بعض المرضى من فقدان الشهية أو الصداع، لكن هذه الأعراض عادة ما تكون خفيفة ومؤقتة.

موانع استخدام جلوكوفاج

يجب تجنب استخدام جلوكوفاج في بعض الحالات الصحية التي قد تزيد من خطر حدوث مضاعفات، ومنها:

قصور الكلى الحاد: نظرًا لخطر الحماض اللاكتيكي، يُمنع استخدام جلوكوفاج في الأشخاص الذين يعانون من قصور كلوي شديد.

قصور الكبد: حيث أن الكبد يلعب دورًا رئيسيًا في التخلص من الميتفورمين، فإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد يجب أن يتجنبوا تناول هذا الدواء.

الحمل والرضاعة: يجب استشارة الطبيب قبل تناول جلوكوفاج أثناء الحمل أو الرضاعة، حيث تختلف التوصيات حسب حالة كل مريض.

الإجراءات الطبية باستخدام الصبغة: يجب إيقاف استخدام جلوكوفاج قبل وبعد أي إجراء طبي يتطلب استخدام صبغة تحتوي على اليود، لأن هذه الصبغات قد تؤدي إلى تدهور وظائف الكلى.

جلوكوفانس (Glucovance) 

هو دواء مركب يحتوي على مادتين فعالتين هما الميتفورمين وجليبنكلاميد (glyburide أو glibenclamide)، ويُستخدم بشكل رئيسي لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. يجمع هذا الدواء بين تأثير الميتفورمين الذي يعمل على تحسين حساسية الجسم للأنسولين وخفض إنتاج الجلوكوز في الكبد، وتأثير الجليبنكلاميد الذي يُحفز البنكرياس على إفراز المزيد من الأنسولين. هذا المزيج يجعل جلوكوفانس خيارًا علاجيًا فعالًا للأشخاص الذين لا يستطيعون التحكم في مستويات السكر في الدم باستخدام ميتفورمين أو جليبنكلاميد وحدهما.

آلية عمل جلوكوفانس

الميتفورمين

تقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد.

تحسين حساسية الأنسولين.

تقليل امتصاص الجلوكوز في الأمعاء.

جليبنكلاميد

تحفيز إفراز الأنسولين: يعمل الجليبنكلاميد على تحفيز خلايا بيتا في البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين، مما يساعد في خفض مستويات السكر في الدم بعد تناول الطعام. يعتبر هذا التأثير مفيدًا بشكل خاص في المرضى الذين لديهم قدرة على إفراز الأنسولين ولكن يعانون من مقاومة الأنسولين.

استخدامات جلوكوفانس

يُستخدم جلوكوفانس في علاج مرضى السكري من النوع الثاني الذين لا يمكنهم تحقيق التحكم الأمثل في مستويات السكر في الدم باستخدام الميتفورمين أو الجليبنكلاميد وحدهما. الدواء مصمم للأشخاص الذين يعانون من:

1. عدم السيطرة الكافية على سكر الدم باستخدام الميتفورمين وحده.

2. عدم السيطرة الكافية على سكر الدم باستخدام الجليبنكلاميد وحده.

3. حاجة إلى دواء مركب لتبسيط خطة العلاج وتقليل عدد الحبوب اليومية.

الجرعات الموصى بها

تتحدد الجرعات بناءً على حالة المريض، واستجابة الجسم، والتحمل للدواء. يجب دائمًا تعديل الجرعات تدريجيًا تحت إشراف الطبيب لتجنب الآثار الجانبية، خاصةً نقص السكر في الدم.

جرعة البداية: عادةً ما يتم البدء بجرعة منخفضة (مثل 500 مجم ميتفورمين + 2.5 مجم جليبنكلاميد) مع الطعام.

زيادة الجرعة: يمكن زيادة الجرعة تدريجيًا بناءً على مستويات السكر في الدم، مع الالتزام بأقصى جرعة يومية تبلغ 2000 مجم من الميتفورمين و20 مجم من الجليبنكلاميد.

الآثار الجانبية المحتملة

اضطرابات الجهاز الهضمي.

نقص سكر الدم (Hypoglycemia).

زيادة الوزن.

نقص فيتامين B12.

الحماض اللاكتيكي (Lactic acidosis).

التحديثات والأبحاث العلمية حول جلوكوفانس

تحسينات في الوقاية من أمراض القلب: أظهرت بعض الدراسات أن استخدام الميتفورمين مع السلفونيل يوريا، مثل الجليبنكلاميد، قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

البحث عن بدائل أكثر أمانًا: بسبب المخاطر المرتبطة بنقص سكر الدم مع استخدام الجليبنكلاميد، تتزايد الأبحاث حول بدائل أخرى للجليبنكلاميد، مثل الأدوية الجديدة من فئة مثبطات SGLT2 أو ناهضات GLP-1، التي تُظهر فعالية مماثلة مع تقليل خطر نقص السكر في الدم.

استخدام الميتفورمين في الشيخوخة: هناك اهتمام علمي متزايد باستخدام الميتفورمين في إبطاء الشيخوخة وتحسين الصحة العامة، مما يفتح آفاقًا جديدة لاستخدام الميتفورمين خارج نطاق مرض السكري.

اقرأ أيضا: نمط الحياة المتوازن: حقائق علمية حول النظام الغذائي والرياضة نحو صحة أفضل

1-https://www.medicalnewstoday.com/articles/metformin-oral-tablet#side-effects

2-https://www.webmd.com/diabetes/metformin-side-effects

3-https://www.healthline.com/health/does-metformin-cause-hair-loss

4-https://www.mayoclinic.org/drugs-supplements/metformin-oral-route/description/drg-20067074

5-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/mesh/?term=glucophage

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

النرجسي الخفي

النرجسي الخفي و7 علامات لتكشف تخفِّيه

ارتفاع ضغط الدم للحامل: أسبابه، وأعراضه، وأضراره، وعلاجه، والوقاية منه