تُعد الخلايا الجذعية من أهم الاكتشافات الطبية الحديثة، فهي أمل واعد في علاج العديد من الأمراض المستعصية وإصلاح الأنسجة التالفة. يفتح العلاج بهذه الطريقة آفاقا غير مسبوقة في مجال الطب التجديدي والعلاج بالخلايا، فلا يزال التقدم في الطب يحمل الكثير.
مع التقدم المستمر يتوقع العلماء أنه في خلال العشرين سنة القادمة قد يصبح العلاج بهذه الخلايا شائعا، فهي بمثابة زر إعادة ضبط المصنع نظرا لقدرتها على إصلاح الأنسجة التالفة.
ماهي الخلايا الجذعية؟
هي خلايا غير متمايزة تمتلك القدرة على التطور إلى خلايا تؤدي وظائف عديدة في أجزاء مختلفة من الجسم، فهي تقوم بالتجدد الذاتي. مثل خلايا الجلد، والدم، والعضلات، والأعصاب.
تستطيع هذه الخلايا الانقسام إلى عدد غير محدود من النُسخ، على النقيض من خلايا الجسم الأخرى التي تنقسم إلى عدد محدود قبل أن تنهار، كما أنها عندما تنقسم تظل خلية جذعية أو تتحول إلى خلية متمايزة مثل خلايا الدم الحمراء.
أنواع الخلايا الجذعية
يمكن تصنيفها إلى عدة أنواع:
الخلايا الجذعية الجنينية: تأتي من أجنة بشرية أثناء تخصيب الجنين في المختبر، يتراوح عمرها من 3 إلى 5 أيام ، تتميز بأنها متعددة القدرات لقدرتها غير المحدودة على التمايز إلى جميع أنواع الخلايا في الجسم.
الخلايا الجذعية غير الجنينية (البالغة): توجد أيضا عند الرضع والأطفال تأتي من أعضاء وأنسجة متطورة في الجسم، يستخدمها الجسم لإصلاح الأنسجة التالفة في نفس المكان، مثل عمليات زرع نخاع العظام لعلاج أنواع معينة من السرطان حيث يتم استخدام الخلايا الجذعية المكونة للدم.
الخلايا الجذعية المستحثة ( متعددة القدرات iPSCs): يتم إعادة برمجة الخلايا الجسدية العادية إلى خلايا جذعية تشبه الجنينية، تتمكن من التمايز إلى جميع أنواع الخلايا المتخصصة في الجسم، لا تزال هناك أبحاث حول أمان استخدامها في العلاج.
الخلايا الجذعية لدم الحبل السري: تأتي من الحبل السري بعد الولادة، يمكن تجميدها في البنوك لاستخدامها في المستقبل كما يمكن استخدامها في علاج الأطفال المصابين بسرطان الدم.
تمكن العلماء من العثور أيضا عليها في السائل الأمنيوسي المحيط بالطفل في رحم الأم.
استخدامات الخلايا الجذعية
تُستخدم في العديد من المجلات الطبية من أهمها:
- زراعة الأعضاء وإصلاح الأنسجة التالفة.
- زراعة نخاع العظام لعلاج أنواع معينة من السرطان مثل سرطان الدم.
- يمكن استخدامها في اكتشاف العيوب الوراثية في الخلايا وكيفية حدوث الأمراض.
- تطوير أدوية وعلاجات جديدة.
- زراعة الشعر وعلاج الصلع.
- علاجات تجميلية مثل علاج التجاعيد والحروق.
- في إصلاح أنسجة القلب بعد النوبات القلبية.
الخلايا الجذعية للشعر
يُعد تساقط الشعر والصلع الوراثي من أكثر المشكلات شيوعا التي تؤثر على كل من الرجال والنساء، لكن مع تطور الطب التجميلي ظهرت التقنيات الحديثة لعلاج تساقط الشعر بالخلايا الجذعية.
يعتمد علاج الشعر بالخلايا الجذعية على جمع الخلايا الجذعية من جسم الشخص، ثم إعادة حقنها في فروة الرأس لتحفيز نمو بصيلات جديدة وتقوية الشعر الموجود، وأيضا تعزز من إنتاج الكيراتين والكولاجين وهما عنصران أساسيان لصحة الشعر.
لا تتطلب هذه الطريقة أي نوع من الجراحة أو الرعاية الطبية المستمرة فبمجرد حقنها تساعد على إعادة النمو الطبيعي للشعر بمرور الوقت.
أضرار الخلايا الجذعية للشعر
من الممكن أن يحدث التهابات جلدية في فروة الرأس، أو احمرار، أو تهيج في الجلد، وقد يحدث الشعور بالحكة والألم في المنطقة المُعالجة.
اقرأ أيضا: زراعة الشعر
الخلايا الجذعية للبشرة
مع تقدم العمر تفقد البشرة نضارتها وتظهر بعض التجاعيد والتصبغات لكن مع ظهور العلاج بالخلايا الجذعية أصبح من السهل استخدامها في علاج العديد من هذه المشكلات.
يتم استخراج الخلايا من الجسم وإعادة حقنها في الوجه، تعمل هذه الخلايا على تحفيز إنتاج الكولاجين، وتعزيز مرونة الجلد، فهي تقلل من التجاعيد عن طريق إصلاح الخلايا التالفة وتجديد الأنسجة، كما تقلل من تأثير الأشعة فوق البنفسجية التي تتسبب في ظهور التصبغات والبقع الداكنة.
تستخدم أيضا في تحسين قدرة الجلد على الاحتفاظ بالرطوبة وتعزيز التئام الجروح والندبات.
أضرار الخلايا الجذعية للبشرة
- رغم فوائد العلاج بهذه الطريقة إلا أنه قد ينتج عنها بعض الآثار الجانبية مثل:
- حدوث التهاب، احمرار، تورم.
- حساسية تجاه المواد المستخدمة أو طفح جلدي.
- حدوث عدوى عند عدم التعقيم بشكل صحيح.
- اختلاف الاستجابة من شخص لآخر وعدم حدوث النتيجة المرغوب فيها.
أمثلة على أبحاث الخلايا الجذعية
لاتزال الدراسات مستمرة في إمكانية تحويل هذه الخلايا إلى أنواع أخرى من الخلايا لاستخدامها في علاج الكثير من الأمراض مثل:
علاج مرض السكري: تمكن العلماء من إيجاد طريقة لتحويل الخلايا الجذعية الجنينية إلى خلايا منتجة للأنسولين ثم زرع هذه الخلايا في الأشخاص المصابين بمرض السكري.
أمراض القلب: قد يحدث تلف لعضلة القلب نتيجة النوبات القلبية المتكررة، أظهرت الأبحاث أنه من الممكن زراعة هذه الخلايا في عضلة القلب حيث تساعد على تحفيز نمو خلايا قلبية جديدة وبالتالى استعادة قدرة القلب على أداء وظائفه وضخ الدم.
أمراض الأعصاب: يمكن إصلاح الأنسجة العصبية التالفة باستخدام هذه الخلايا وأيضا تعويض الخلايا المفقودة مثل مرض الزهايمر والشلل الرعاش.
علاج أمراض الكبد: مثل التليف الكبدي حيث يتم تحويل هذه الخلايا إلى خلايا كبدية وبالتالي إعادة تنشيط وظائف الكبد.
علاج أمراض العيون: مثل مرض الشبكية حيث يتم زراعتها بدلا من الخلايا التالفة مما يعمل علي تحسين صحة العين.
الأمراض المناعية الذاتية: مثل التصلب المتعدد لإعادة تنشيط جهاز المناعة وتحفيز تجديد الأنسجة التالفة في الدماغ والجهاز العصبي.
اقرأ أيضا: الشلل الرعاش.. أسبابه وأعراضه و 8 طرق للعلاج
اضرار الخلايا الجذعية
قد تنمو الخلايا بشكل غير منتظم وتؤدي إلى ظهور أورام أو تتخصص في أنواع مختلفة من الخلايا.
قد يرفض الجسم الخلايا المزروعة فمن الممكن أن يتعرف عليها جهاز المناعة على أنها أجسام غريبة وبالتالي مهاجمتها وزيادة خطر التعرض لمشكلات صحية أخرى.
يعتبر العلاج بالخلايا الجذعية مكلفا للغاية وفي بعض الأحيان يتطلب العلاج العديد من الجلسات.
هناك بعض الجدل حول استخدام هذه الخلايا الجنينية لأنها تؤدي إلى تدمير الأجنة ولكن يمكن للعلماء من حل هذه المشكلة عن طريق تحويل الخلايا البالغة إلى خلايا متعددة القدرات والابتعاد عن استخدام الخلايا الجنينية.
اللوائح الفيدرالية في أبحاث الخلايا الجذعية
في الولايات المتحدة، لا توجد لائحة تمنع استخدام هذه التقنيات في الأبحاث ولكنها وضعت قيودا على التمويل والاستخدام، كما فرضت بعض الدول حظرا على تدمير الأجنة البشرية لهذا الغرض أو لغرض البحث الطبي.
الاستنساخ العلاجي
يعد الاستنساخ العلاجي وسيلة لإنتاج خلايا جذعية متطابقة وراثيا مع المريض حيث يتم إزالة النواة من بويضة غير مخصبة ثم حقنها في بويضة منزوعة النواة، ثم تنقسم هذه البويضة وتنتج خطاً من الخلايا الجذعية المتطابقة.
يعتقد الباحثون أن هذه الطريقة ذو فائدة أكبر من الخلايا المستمدة من البويضات المخصبة حيث أنها تقلل فرصة الرفض بمجرد زرعها وتتيح رؤية كيفية تطور المرض بالضبط.
الخلاصة
رغم الحلول المبتكرة التي توفرها الخلايا الجذعية في علاج العديد من الأمراض إلا أنه مازال هناك الحاجة لمزيد من الأبحاث لضمان أمان وفعالية هذه العلاجات على المدى الطويل ومازال هناك تحديا أخلاقيا في العلاج بهذه الطريقة.
اقرأ أيضا: سرطان الكبد: كل ما تحتاج معرفته عن هذا المرض الصامت
المصادر
https://www.healthline.com/health/stem-cell-research#uses
https://stemcells.nih.gov/info/basics/stc-basics
https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/bone-marrow-transplant/in-depth/stem-cells/art-20048117
https://my.clevelandclinic.org/health/body/24892-stem-cells#conditions-and-disorders
https://www.chicagostemcells.com/blog/list-of-diseases-treated-by-stem-cells/?bp=3296
GIPHY App Key not set. Please check settings