تُعرف الذئبة الحمراء أو الذئبة بأنها مرض مناعي ذاتي مزمن، تحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي -الذي يحمي الجسم- أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة. تُصيب الذئبة الحمراء الجسم بالتهاب شديد، وفي بعض الحالات تُؤدي إلى تلف الأنسجة الدائم، يُؤثر الالتهاب الناتج عن مرض الذئبة الحمراء على المفاصل والجلد والكليتين وخلايا الدم والقلب والرئتين.
قد يصعب تشخيص مرض الذئبة الحمراء وذلك لأن أعراضه تشبه أعراضاً مميزة لأمراض أخرى. لكن أهم ما يميز الذئبة الحمراء هو ظهور طفح جلدي يشبه جناحي فراشة على الخدين، وقد لا يظهر في بعض الحالات.
تحدث الذئبة الحمراء على شكل نوبات خفيفة أو خطيرة غير متوقعة. حتى الآن لا يوجد علاج يقضي على الذئبة الحمراء، لكن هناك علاج للسيطرة على تلك النوبات.
تصيب الذئبة الحمراء جميع الفئات، حيث تتأثر النساء أكثر 9 مرات من الرجال بالذئبة الحمراء، ومعظم حدوثها للأعمار بين 15 و45 عاماً لكن يمكن أن تحدث الذئبة الحمراء في الطفولة أو في الكبر. تنتشر الذئبة الحمراء في أفريقيا والهند أكثر من آسيا وأوروبا.
اسباب الذئبة الحمراء:
حتى الآن لا يوجد سبب واضح لمرض الذئبة الحمراء. ولكن يمكن تحدث الذئبة الحمراء لوجود عوامل معينة منها:
- العوامل الوراثية.
- العوامل البيئية مثل: العدوى الفيروسية، أشعة الشمس، تناول أدوية معينة، التدخين.
- مشكلات الجهاز المناعي.
- بعض الأدوية مثل: hydralazine, procainamid.
أعراض الذئبة الحمراء:
تظهر أعراض الذئبة الحمراء على الجسم طبقاً للعضو أو الجهاز الذي تصيبه. تظهر وتختفي أعراض الذئبة الحمراء على شكل موجات تعرف بالنوبات، أثناء تلك النوبات قد تكون الأعراض خطيرة تؤثر على المريض يومياً وأحياناً يمر المريض بفترات سكون حيث تختفي خلالها الأعراض أو تكون خفيفة.
تبدأ الأعراض في الظهور ببطء حيث يلاحظ المريض عرضاً واحداً أوعرضين على الأقل في بداية الاصابة بالذئبة الحمراء ثم تبدأ باقي الأعراض بالظهور.
أشهر أعراض الذئبة الحمراء تتمثل في:
- آلام والتهاب المفاصل والوهن العضلي، وآلام الصدر.
- الصداع.
- طفح جلدي (كجناحي فراشة على الخدين).
- الحمى.
- تساقط الشعر.
- الشعور بالتعب.
- قرحة الفم.
- ضيق التنفس.
- انتفاخ الغدد.
- تورم الوجه والذراعين والقدمين.
- ارتباك، وإنهاك، وتشنجات.
- تجلط الدم.
- تغير لون أصابع اليدين والقدمين إلى البنفسجي المزرق أو الأبيض أو الأحمر بسبب البرد والضغط (ظاهرة رينود).
- حساسية ضوء الشمس.
- ألم المعدة.
- طفح جلدي على شكل قشورٍ دائرية في مختلف أنحاء الجسم.
المضاعفات التي تسببها الذئبة الحمراء:
نتيجة للالتهاب الشديد الذي تسببه الذئبة الحمراء؛ تتأثر أعضاء الجسم بشدة، فيحدث ما يلي:
- الفشل الكلوي (التهاب الكلية الذئبي).
- مشكلات القلب.
- التهاب الأوعية الدموية.
- جلطات الدم.
- الالتهاب الرئوي (التهاب النسيج المحيط بالرئتين والذي يسبب ألماً أثناء التنفس).
يمكن لبعض مرضى الذئبة الحمراء الإصابة بمرض الشريان التاجي وتصلب الشرايين.
تشخيص الذئبة الحمراء:
على الرغم من صعوبة تشخيص مرض الذئبة الحمراء بسبب تشابه الأعراض الخاصة بالمرض مع أعراض تخص أمراض أخري، إلا أن جهود الأطباء ما زالت مستمرة للوصول لتشخيص سليم مثل:
- التشخيص الفيزيائي (الأعراض).
- تحليل البول وتحليل الدم الذي يوضح التغيرات التي نتجت عن الإصابة بالذئبة الحمراء.
علاج الذئبة الحمراء:
يعتمد علاج الذئبة الحمراء على عوامل عديدة مثل: العمر، الصحة العامة، التاريخ الطبي، أي جزء من أجزاء الجسم قد تأثر بالمرض، مدى خطورة الحالة.
ولأن مرض الذئبة الحمراء يمكن أن يتغير بمرور الوقت، يجب زيارة الطبيب بانتظام وخصوصاً أخصائي أمراض الروماتيزم، ومن الأدوية التي تعالج الذئبة الحمراء:
المواد البيولوجية:
- Belimumab: وغيرها من المواد البروتينية الطبيعية، تُحقن في الأوردة
- Rituximab: يجب استخدامه إذا لم ينجح النوع الأول من المواد البيولوجية في علاج المرض.
المثبطات المناعية: تساعد على تقليل عمل الجهاز المناعي إذا كان المريض مصاباً بصورة خطيرة من الذئبة الحمراء، ومن تلك المثبطات:
- Saphnelo: قابل للحقن، مخصص للمرضى البالغين.
- Azathioprine: يعالج الأعراض الخطيرة لمرض الذئبة الحمراء وكان يستخدم بعد زراعة الأعضاء.
- CellCept: يستخدم لعلاج الأعراض الخطيرة للذئبة الحمراء وخاصة للمرضى الذين تناولوا دواء Cytoxan.
الكورتيكوستيرويدات:
يمكن للمريض وضع كريمات ستيرويدية مباشرةً علي الطفح الجلدي الذي يسببه مرض الذئبة الحمراء، تلك الكريمات الموضعية تكون آمنةً وفعالةً خاصةً للطفح الجلدي الخفيف. جرعةً صغيرةً من الكريمات الستيرويدية أو أقراص Prednisone تستخدم لتخفيف الأعراض الخفيفة أو الشديدة -إلى حد ما- من مرض الذئبة الحمراء. عند وصول تأثير مرض الذئبة الحمراء لأعضاء الجسم الداخلية يمكن للمريض زيادة جرعة الأدوية الستيرويدية، وذلك باستشارة الطبيب لما لها من آثارٍ جانبية خطيرة.
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDS):
تلك الأدوية يمكنها تخفيف الألم وخفض الحرارة الناتجة عن الذئبة الحمراء مثل: ibuprofen, naproxen.
العلاج الكيميائي:
- Cytoxan: يعمل هذا الدواء على إضعاف جهاز المناعة وبالتالي يقلل خطورة مرض الذئبة الحمراء مثل المشكلات التي تصيب الكلية أو الدماغ.
- Rheumatrex: علاج آخر يعمل على إضعاف جهاز المناعة، ويقلل خطورة الذئبة الحمراء وما لها من أضرارٍ على الجلد والمفاصل.
العلاجات البديلة لمرض الذئبة الحمراء:
هناك علاجات بديلة (مكملات) لتخفيف الآلام الناتجة عن مرض الذئبة الحمراء وليس علاج المرض نفسه، ويجب استخدامها بعد استشارة الطبيب. من هذه العلاجات:
- المكملات الغذائية والفيتامينات: فيتامين سي وفيتامين (د)، ومضادات الأكسدة لما لهم من دورٍ مهمٍ على صحة المريض وتخفيف حدة الأعراض.
- زيت السمك: حيث يحتوي زيت السمك على الأحماض الدهنية (أوميجا 3) والتي لها دورٌ مهمٌ في علاج مرض الذئبة الحمراء.
- هرمون ديهيدرو إيبي أندروستيرون (DHEA): هذا الهرمون يخفف من حدة الأعراض، لكن له آثاراً جانبية مثل: حب الشباب أو نمو الشعر.
- الوخز بالإبر: أشارت بعض الدراسات أن الوخز بالإبر يمكن أن يخفف الألم والتعب الناتجين عن مرض الذئبة الحمراء.
- العلاج العقلي-الجسدي: مثل التأمل والعلاج السلوكي حيث يخففا الألم و مشكلات الصحة العقلية (الاكتئاب والقلق).
كيفية التعايش مع الذئبة الحمراء:
بعض التغيرات والأنشطة اليومية يمكن أن تخفف الأعراض وتحسن حياتك في وجود مرض الذئبة الحمراء:
- ممارسة الرياضة: يمكن أن تساعد التمارين الرياضية الخفيفة مثل: المشي والسباحة وركوب الدراجات في الحفاظ على العضلات وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام، كما تساعد في تحسين المزاج.
- الراحة: الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة ثم إتباعه بفترات نشاط يساعد على التخفيف من حدة المرض.
- النظام الغذائي الصحي.
- تجنب شرب الكحوليات: حيث تتفاعل الكحوليات مع أدوية علاج الذئبة الحمراء وتسبب مشكلات في المعدة والأمعاء، والتي يمكن أن تؤدي إلى قرحة المعدة.
- التوقف عن التدخين: حيث يؤثر التدخين على تدفق الدم مما يزيد من حدة أعراض مرض الذئبة الحمراء، ويؤثر على القلب والمعدة والرئتين.
- عدم التعرض بصورةٍ كبيرةٍ للشمس.
- علاج الحمى: حيث تدل الحرارة المرتفعة على وجود عدوى أو تفاقم مرض الذئبة الحمراء.
- التعرف على المرض.
النظام الغذائي لمرضى الذئبة الحمراء:
لا يوجد نظام غذائي واحد مناسب لجميع مرضى الذئبة الحمراء، لكن تناول الأطعمة المغذية يساعد في التعامل مع أعراض المرض. ومن تلك الأطعمة:
تناول مجموعة متنوعة من الدهون والبروتينات الصحية والحبوب الكاملة والكثير من الفواكه والخضراوات، وذلك للمحافظة على الكليتين.
يجب اتباع نظام غذائي يحتوي على المكملات الغذائية مثل فيتامين ب12 ، ويجب تجنب الأطعمة أو المكملات الغذائية التي تحتوي على البرسيم.
ولأن مرض الذئبة الحمراء يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام، يجب على المريض الحصول على كمية كافية من الكالسيوم والأحماض الدهنية مثل أوميجا 3.
References
(1)https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4875-lupus
(2)https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/lupus/symptoms-causes/syc-20365789
(3)https://www.niams.nih.gov/health-topics/lupus
(4)https://medlineplus.gov/lupus.html
(5)https://www.webmd.com/lupus/arthritis-lupus
GIPHY App Key not set. Please check settings