in

الشيب المبكر: الأسباب والعوامل وطرق الوقاية والعلاج

Spread the love

يُعد الشيب من العلامات الطبيعية التي ترافق التقدم في العمر، إذ يبدأ الشعر بفقدان لونه تدريجيًا ليصبح رماديًا أو أبيضًا مع مرور الوقت. إلا أن ما يثير القلق لدى كثيرين هو ظهور الشيب في سن مبكرة، أي قبل بلوغ الثلاثين عامًا. هذه الظاهرة، المعروفة باسم الشيب المبكر (Premature Greying)، لا ترتبط بالشيخوخة بقدر ما تعكس مجموعة من العوامل الوراثية أو الصحية أو النفسية التي تؤثر في عملية إنتاج الميلانين، الصبغة المسؤولة عن لون الشعر.

الشيب المبكر

ما هو الشيب المبكر؟

الشيب المبكر هو تحول لون الشعر إلى الرمادي أو الأبيض في مرحلة عمرية مبكرة مقارنة بالمعدل الطبيعي.

ويُعد الشعر “أبيضًا” عندما تتوقف خلايا الميلانوسايت الموجودة في بصيلات الشعر عن إنتاج صبغة الميلانين، وهي المادة المسؤولة عن إعطاء اللون الأسود أو البني أو الأشقر للشعر. ومع تراجع نشاط هذه الخلايا، يبدأ الشعر الجديد بالنمو بدون لون.

تُحدد معايير “المبكر” نسبيًا تبعًا للجينات والعرق. فعند:

  • الأشخاص ذوي البشرة البيضاء: يعتبر الشيب قبل سن الثلاثين مبكرًا.
  • ذوي البشرة السمراء: يُعد الشيب قبل سن الخامسة والثلاثين.
  • ذوي البشرة الداكنة جدًا: يُعتبر ظهور الشيب قبل سن الأربعين غير طبيعي.

الأسباب الرئيسية لظهور الشيب المبكر

1. العوامل الوراثية

الوراثة تلعب الدور الأكبر في تحديد موعد ظهور الشيب. فإذا كان أحد الوالدين أو كليهما قد عانى من الشيب المبكر، فغالبًا ما تنتقل هذه الصفة إلى الأبناء. الجينات تتحكم في سرعة ضعف خلايا الميلانوسايت واستجابتها للعوامل البيئية.

2. نقص الفيتامينات والمعادن

يلعب النظام الغذائي دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة الشعر. نقص بعض العناصر الحيوية مثل:

قد يؤدي إلى اضطراب في إنتاج الميلانين، مما يسرّع من ظهور الشعر الأبيض.

3. التوتر والضغط النفسي

الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة بين الإجهاد المزمن وبين ظهور الشيب المبكر. التوتر يرفع من إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول التي تؤثر على بصيلات الشعر وتُضعف الخلايا الصبغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين.

4. اضطرابات الغدة الدرقية

الخلل في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، سواء بفرط النشاط أو قصوره، يمكن أن يؤدي إلى تغير لون الشعر وفقدان لونه الطبيعي في وقت مبكر.

5. التدخين

التدخين يُعد من أهم الأسباب المكتسبة للشيب المبكر، إذ إن النيكوتين والمواد السامة الأخرى تضعف الدورة الدموية في فروة الرأس، وتؤدي إلى تراكم الجذور الحرة التي تهاجم خلايا الميلانوسايت.

6. استخدام المستحضرات الكيميائية

الاستخدام المفرط للصبغات أو منتجات الفرد والتجعيد التي تحتوي على الأمونيا والبيروكسيد قد يسبب تلف بصيلات الشعر ويؤدي إلى فقدان اللون الطبيعي.

7. أمراض المناعة الذاتية

بعض الأمراض مثل البهاق والثعلبة المناعية تؤدي إلى مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الشعر الصبغية، ما يؤدي إلى فقدان اللون بشكل مفاجئ.

العوامل المساعدة على تسريع الشيب المبكر

إلى جانب الأسباب المباشرة، هناك عوامل في نمط الحياة تسهم في تسريع العملية، مثل:

  • قلة النوم المزمنة.
  • النظام الغذائي غير المتوازن الغني بالدهون والمقالي والفقير بالخضروات والفواكه.
  • التعرض المستمر للملوثات البيئية وأشعة الشمس فوق البنفسجية.
  • الإفراط في تناول الكافيين والمشروبات الغازية.

هل يمكن عكس الشيب المبكر؟

السؤال الذي يتكرر كثيرًا هو: هل يمكن إعادة الشعر الأبيض إلى لونه الطبيعي؟

الإجابة تعتمد على السبب.

إذا كان الشيب ناتجًا عن نقص فيتامينات أو اضطراب صحي مؤقت، فمع العلاج الصحيح قد يعود اللون تدريجيًا.

أما إذا كان السبب وراثيًا، فلا يمكن عكسه بشكل طبيعي، ولكن يمكن تأخير انتشاره باستخدام وسائل العناية والتغذية السليمة.

طرق الوقاية والعلاج

1. التغذية المتوازنة

اتباع نظام غذائي غني بالعناصر المضادة للأكسدة والفيتامينات ضروري للحفاظ على لون الشعر. ومن أبرز الأطعمة المفيدة:

السبانخ والبروكلي لاحتوائهما على الحديد وحمض الفوليك.

المكسرات والبذور الغنية بالنحاس والزنك.

السمك والبيض ومنتجات الألبان كمصادر لفيتامين B12.

الفواكه الحمضية والتوت الغنية بفيتامين C لتعزيز امتصاص الحديد.

2. المكملات الغذائية

في بعض الحالات، يمكن للطبيب وصف مكملات تحتوي على فيتامين ب (B Complex)، النحاس أو الزنك لتحسين صحة الشعر ومنع الشيب المبكر.

3. التقليل من التوتر

ممارسة اليوغا أو التأمل أو الرياضة المنتظمة، والنوم الكافي تساعد في خفض مستويات الكورتيزول وتحافظ على توازن الجسم، مما يؤخر ظهور الشيب.

4. تجنب التدخين

الإقلاع عن التدخين لا يحسن فقط صحة الشعر، بل يُعزز الدورة الدموية في فروة الرأس ويقلل من تراكم السموم التي تهاجم الخلايا الصبغية.

5. العناية بالشعر وفروة الرأس

استخدام زيوت طبيعية مثل زيت جوز الهند وزيت السمسم الأسود وزيت الأملَة (Amla) يمكن أن يغذي الجذور ويحفز إنتاج الميلانين. كما يُنصح بتجنب المنتجات الكيميائية القاسية.

6. الصبغات الطبيعية

لمن يرغب في إخفاء الشيب بطريقة آمنة، يمكن استخدام بدائل طبيعية مثل الحناء أو القهوة أو الشاي الأسود لصبغ الشعر دون إلحاق الضرر به.

الشيب المبكر من منظور نفسي واجتماعي

يُنظر إلى الشيب غالبًا كعلامة على الشيخوخة، لذلك يشعر بعض الشباب بالحرج أو القلق عندما يظهر في سن مبكرة. لكن في المقابل، هناك من يعتبره رمزًا للنضج والوقار.

المهم هو تقبل الذات والتعامل مع الشيب كجزء من التنوع الطبيعي في المظهر، مع المحافظة على الثقة بالنفس والعناية بالصحة العامة. فالشعر الأبيض لا يقلل من الجمال أو الجاذبية، بل يمكن أن يصبح سمة مميزة إذا تم الاعتناء به جيدًا.

وإذا لم تحب اللون الرمادي أو الأبيض فهناك العديد من الوسائل لإخفائه مثل:

  • لون شبه دائم: يدوم اللون لبضعة أسابيع، وهو خيار جيد لمن بدأوا برؤية الشيب.
  • خصلات الشعر: يتم تفتيح خصلات الشعر المتناثرة لدمج اللون الرمادي مع باقي الشعر.
  • لون دائم: يُنصح باستخدامه عند ظهور شعر رمادي بنسبة 45% إلى 50%. 
  • منتجات الشعر: مثل مكياج الشعر الذي يتم رشه بالهواء والذي يتم غسله بالشامبو وذلك لهؤلاء الذين لا يرغبون في صبغ الشعر.

هذه النصائح البسيطة تساعد على الظهور بمظهر أنيق مع الشيب:

  • قصّة شعر قصيرة أنيقة.
  • صبغ الشعر لدمج خصلات الشعر.
  • استخدام الشامبو ذو القاعدة الزرقاء واستخدام قناع مرطب مرة واحدة شهريًا.
  • استخدام مكواة فرد الشعر لجعل الشعر يبدو أكثر نعومة ولمعانًا حيث يميل الشعر الرمادي إلى التجعد ومكواة فرد الشعر تُعيد إليه بريقه. 

العلاجات الطبية والتقنيات الحديثة

في السنوات الأخيرة، بدأ الباحثون بتطوير طرق جديدة لإعادة تنشيط الخلايا الصبغية، مثل:

  • العلاج بالليزر منخفض الكثافة لتحفيز بصيلات الشعر.
  • حقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP) التي قد تساعد في تجديد الخلايا وتحفيز نمو الشعر.
  • المستحضرات الموضعية التي تحتوي على مضادات أكسدة قوية أو محفزات الميلانين.

ومع ذلك، ما زالت هذه الأساليب بحاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد فعاليتها على المدى الطويل.

الشيب المبكر ظاهرة شائعة تزداد انتشارًا بسبب أنماط الحياة الحديثة والعوامل البيئية والنفسية. ورغم أنه لا يمثل خطرًا صحيًا بحد ذاته، إلا أنه قد يكون مؤشرًا على نقص غذائي أو توتر مستمر يجب معالجته.

الاهتمام بالتغذية، والراحة النفسية، وتجنب التدخين والمواد الكيميائية، كلها خطوات فعّالة لتأخير ظهوره.

وفي النهاية، يبقى الأهم هو تقبل التغيرات الطبيعية في الجسم باعتبارها جزءًا من مسار الحياة، مع الحفاظ على روح الشباب في الفكر والسلوك.

المصادر

https://www.webmd.com/beauty/features/abcs-premature-graying

https://health.clevelandclinic.org/why-hair-turns-gray

https://www.medicalnewstoday.com/articles/320288#prevention-and-reversal

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

حرارة الأطفال: ٥ أخطاء قاتلة في تخفيف الحمى تجنبيها فوراً

اوتريفين (Otrivin) لاحتقان الأنف، وطرق استخدامه وآثاره الجانبية