ترتبط الصحة النفسية والصحة الجسدية ارتباطا شديدا وهذا الارتباط متبادل فكلما كانت النفسية جيدة أثر ذلك بالإيجاب على صحة الجسد وعندما تسوء النفسية فإن ذلك يؤثر سلبا على صحة الجسد. 

تؤثر النفسية السيئة خاصة الاكتئاب والقلق تأثيرا مباشرا على الصحة الجسدية وتسبب أمراضا عديدة مثل السكري وأمراض القلب والصداع وآلام العضلات.  

ما علاقة الصحة النفسية والصحة الجسمية

الصحة النفسية والجسمية مرتبطتان ترابطا طرديا حيث أن النفسية السليمة تعزز من صحة الجسم وصحة الجسد تؤثر أيضا على نفسية الإنسان.

الأمراض النفسية ربما تسبب السمنة وأمراض القلب والسكري وضعف الجهاز المناعي وتؤثر أيضا على الجلد والشعر وتسبب تغيرا في العادات اليومية مثل النوم فتسبب الأرق.

كما أن الأمراض الجسدية المزمنة وكذلك بعض الأدوية قد تؤدي إلى مشاكل نفسية.

لذلك يجب الأخذ في الاعتبار التكامل بينهما وتأثير كل منهما على الآخر للوصول لأفضل حال.  

الضغوط النفسية والصحة النفسية

يؤثر الضغط النفسي المستمر على الصحة النفسية للفرد مسببا:

 مشاكل عاطفية مثل القلق والتوتر واليأس وفقدان الاهتمام بالأنشطة المختلفة.

مشاكل سلوكية مثل النسيان وصعوبة التركيز والانسحاب الاجتماعي.

مشاكل صحية مثل زيادة معدل ضربات القلب والصداع وآلام العضلات.

لذا يجب تعلم التعامل مع هذه الضغوط وعدم الاستسلام ومحاولة التغلب عليها ببعض الأمور مثل: 

البقاء على تواصل مع العائلة والأصدقاء.

الاسترخاء وتخصيص وقت للأنشطة الممتعة التي تقلل من حدة التوتر.

الرعاية الذاتية بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة وأخذ قسط كافٍ من النوم.

أما في حالة تفاقم الأعراض يجب طلب المساعدة من الطبيب المختص.

الفرق بين الصحة النفسية والصحة العقلية

على الرغم من وجود ارتباط في بعض الحالات بين الصحة النفسية والصحة العقلية إلا أن هناك اختلاف كبير بينهما.

فالصحة النفسية أشمل وأوسع تشمل السلامة العاطفية والاجتماعية للفرد وطريقة تفكيره وسلوكه ومشاعره وكيفية إدارتها كالسعادة والحزن.

أما الصحة العقلية فهي أدق وتعني القدرة على التفكير المنطقي واتخاذ القرارات والعمليات الذهنية.

يمكن أن تؤدي الأمراض النفسية إلى مرض عقلي إذا لم يتلقى المريض العلاج المناسب في الوقت المناسب.

الأمراض النفسية تكون متدرجة من حيث الأعراض كما يمكن معالجتها بصورة نهائية على عكس المرض العقلي لذلك يضع الطبيب برنامجِاً علاجياً مناسباً للحد من أعراض المرض التي تمنع المريض من ممارسة حياته بشكل طبيعي.

بعض الأمراض النفسية والعقلية

• الاكتئاب وهو الشعور بالحزن الشديد وعدم الاهتمام بالأنشطة الممتعة.
• اضطراب ثنائي القطب وهو تناوب في الشعور بالحماس والاكتئاب.

يعد الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب من اضطرابات المزاج.

• اضطرابات القلق وهو الشعور بالقلق المستمر والخوف والتوتر
• الوسواس القهري وهو الأفكار المزعجة والسلوكيات القهرية المتكررة.
• الفصام يخلط المريض بين الواقع والخيال.
• اضطرابات الأكل ويعاني المريض من الشره العصبي أو فقدان الشهية.
• اضطرابات نمو الجهاز العصبي مثل طيف التوحد وفرط النشاط (ADHD) ونقص الانتباه.
• الاضطرابات الوهمية يعتقد المريض اعتقادات خاطئه مثل وهم العظمة ووهم الغيرة.   
• انقطاع النفس أثناء النوم حيث يتوقف النفس ثم يعود أثناء النوم مرات عديدة وتعد السمنة أحد أسباب هذا النوع من الاضطراب ويشعر المريض دوما بالإرهاق نتيجة للنوم المتقطع.
• النوم القهري وهو حالة نادرة للدماغ تسبب النوم المفاجئ في أوقات غير مناسبة.

تأثير النفسية السيئة على البشرة والشعر

تؤثر النفسية السيئة على البشرة والشعر بسبب زيادة هرمونات التوتر (الأدرينالين والكورتيزول).

أولا البشرة:

يظهر حب الشباب والتجاعيد والانتفاخات حول العين وخصوصا مع الأرق وقلة النوم كما يحدث بهتان وجفاف للبشرة حيث يقلل التوتر من تدفق الدم للبشرة مسببا فقدانها لنضارتها كما أن التوتر يسبب ضعف حاجز البشرة ويجعلها أكثر عرضة للالتهابات. 

ثانيا الشعر:

يسبب التوتر تساقط الشعر حيث يدفع بصيلات الشعر للدخول في مرحلة الراحة بسرعة.

كما يسبب التوتر الشيب قبل الأوان حيث أن زيادة الكورتيكوستيرويدات (هرمونات التوتر) تثبط عمل الخلايا الجذعية المسئولة عن لون الشعر.

تلف الشعر نتيجة نتفه أو فركه.  

 تأثير النفسية السيئة على الحامل

تسبب الحالة النفسية السيئة للحامل إلى ارتفاع ضغط الدم للحامل مما يؤثر على تدفق الدم وتغذية الجنين.

كما أن الحالة النفسية السيئة للحامل تزيد من احتمال  الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

الصحة النفسية للطفل

لا تقل الصحة النفسية للأطفال أهمية عن الصحة البدنية لذا يجب على الوالدين الاهتمام بها ومعرفة كيفية تعزيزها لكى يستطيعوا مواجهة التحديات والضغوطات بطريقة سليمة وتعزز القدرة على فهم أنفسهم والعالم من حولهم بلا أي خلل أو خوف أو توتر غير منطقي.

ولكي نعزز الصحة النفسية للطفل لابد من:

 الاستماع الجيد للطفل.

 دعمه وتشجيعه على القيام ببعض المهام لتزداد ثقته بنفسه.

تشجيعه على التواصل مع الآخرين مما يشعره بمكانته في المجتمع. 

تخصيص وقت للقيام بالأنشطة خارج المنزل.

تشجيعه على ممارسة رياضة يحبها.

تخصيص وقت للتحدث مع طفلك.

حل المشكلات بطريقة إيجابية وحل الخلاف بينك وبين الطفل بطريقة عقلانية.  

كيف نحافظ على صحتنا النفسية 

صحتنا النفسية لا تقل أهمية عن صحتنا البدنية لذلك علينا العناية بها والحفاظ عليها من خلال:

ممارسة الرياضة بانتظام كالمشي لفترات طويلة أو الجرى يحسن من صحتنا النفسية حيث يطلق المخ مواد تحسن الحالة المزاجية وتقلل الشعور بالتوتر.

تناول وجبات متوازنة وشرب كمية كافية من الماء.

التواصل مع الأصدقاء والأقارب.

تقليل التعرض للشاشات خاصة قبل النوم.

الحصول على قسط كاف من النوم خاصة أثناء الليل.

التفكير بإيجابية تجاه المشكلات المختلفة.

تخصيص وقت لممارسة الهوايات.

أطعمة تحسن من الحالة المزاجية

تساعد التغذية السليمة والوجبات الصحية المتوازنة في تحسين الحالة المزاجية خاصة التي تحتوي على:

أوميجا 3 كالسلمون والأفوكادو وعين الجمل واللوز.

الخضروات الورقية كالسبانخ  والكرنب والبروكلي حيث تحتوي على الفيتامينات والمعادن كالمغنيسيوم الذي يخفف القلق. 

البيض يحتوي على فيتامين ب تعزز من عمل المخ والبروتينات والحديد.

البقوليات مثل العدس والفول تحتوي على حمض الفوليك وهو ضروري لإنتاج النواقل العصبية التي تحسن المزاج.

الموز والقهوة والشيكولاتة كل منهم يعمل على تحسين المزاج.

المصادر

ٌhttps://thephoenixrc.cohttps://www.psychologytoday.com/us/basics/pregnancy

m/blog/mental-health/mental-healhttps://www.verywellmind.com/what-is-child-psychology-2795067th-vs-psychological-health/

https://www.apa.org/education-career/guide/subfields/health