يُعد الصداع النصفي أحد أنواع الصداع الشائعة التي تحدث بسبب اضطرابات في المخ والجهاز العصبي، والتي تسبب ألماً شديداً قد يؤثر على ممارسة المريض لأنشطة حياته اليومية، ويكون الألم غالباً في جانب واحد من الرأس ونادراً ما يحدث في جانبي الرأس، ويحدث الصداع على هيئة نوبات قد تستمر من عدة ساعات إلى بضعة أيام وتكرر على فترات تختلف من مريض إلى آخر، ويكون الصداع في صورة ألم نبضي شديد يزداد مع الحركة ويُصاحبه حساسية للضوء والأصوات بالإضافة إلى الغثيان والقيء.
اقرأ أيضاً: الأشواجندا: نبتة الطب الهندي القديم للصحة والشفاء والسعادة والطاقة.
اسباب الصداع النصفي
لا تزال اسباب الصداع النصفي مجهولة إلى الآن، ولكن يعتقد الأطباء أن السبب قد يكون مرتبطاً بالجينات حيث أن التغيرات الجينية قد تحفز حدوث نوبة الصداع.
تحدث نوبات الصداع النصفي بسبب زيادة نشاط الخلايا العصبية والذي يؤدي إلى اختلال في مستويات بعض النواقل الكيميائية في المخ، وهذه النواقل الكيميائية هي السيروتونين وهو المسئول عن انقباض الأوعية الدموية في المخ، والببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين وهو المسئول عن توسع الأوعية الدموية في المخ، وحدوث خلل في مستويات هذه النواقل الكيميائية يؤدي إلى حدوث ألم وتورم في المخ مما يؤدي إلى حدوث نوبة الصداع النصفي.
العوامل التي تزيد فرص الإصابة بالصداع النصفي
هناك بعض العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بالصداع النصفي وهي:
- الجنس: النساء أكثر عرضةً من الرجال، حيث تزداد فرص إصابة النساء أكثر ثلاثة مرات من الرجال.
- العمر: تزداد فرص الإصابة من سن 10 سنوات إلى 40 سنة.
- التغيرات الهرمونية: حيث تزداد فرصة الإصابة بالصداع النصفي خلال فترة الطمث والحمل، وتكون أعراضه أشد لذلك فإن بعض النساء تقل إصابتهن بعد انقطاع الطمث أو بعد الولادة.
- التاريخ العائلي: وُجد أن 4 من كل 5 أشخاص يصابون بالصداع النصفي يكون لديهم أفراد في العائلة مصابين به، فإذا كان أحد الوالدين مصاباً فقد تزداد فرصة الإصابة بنسبة 50%، أما إذا كان كلا الوالدان مصابين تزداد احتمالية الإصابة بنسبة 75%.
بالإضافة إلى هذه العوامل يوجد أيضاً بعض العوامل الأخرى التي تحفز الإصابة بالصداع النصفي مثل:
- التوتر والقلق: حيث يؤدي التوتر إلى إفراز مواد كيميائية في المخ تحفز حدوث الصداع.
- التدخين وشرب الكافيين.
- التغيرات المناخية.
- تقلبات النوم، وتغير مواعيده، وعدم النوم لساعات كافية، أو النوم لفترات طويلة.
- المحفزات الحسية: الضوء العالي، والضوضاء العالية، والروائح القوية.
- تناول بعض الأدوية التي تؤدي إلى توسيع الاوعية الدموية في المخ.
- عدم تناول الطعام بانتظام وتفويت الوجبات أو اتباع حمية غذائية قاسية.
لذلك يجب تجنب هذه المحفزات حتى لا تحدث نوبة الصداع وأيضاً تجنبها خلال النوبة حتى لا تزداد حدتها.
اقرأ أيضاً: فترة ما قبل انقطاع الطمث.
اعراض الصداع النصفي
تظهر اعراض الصداع النصفي على هيئة أربع مراحل، وقد لا يمر كل المرضى بكل هذه المراحل، ومعرفة هذه المراحل قد يساعد على تخفيف الألم أو تجنب حدوث النوبات وتشمل المراحل الآتي:
مرحلة البادرة:
تحدث قبل نوبة الصداع النصفي بيوم أو يومين وقد يلاحظ المريض الآتي:
- الإمساك.
- التقلبات المزاجية.
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام وزيادة الشهية.
- زيادة التبول.
- تصلب الرقبة.
- كثرة التثاؤب.
- فرط النشاط.
مرحلة الأورة (اضطراب إدراكي للحواس):
قد تحدث مرحلة الأورة قبل أو بعد نوبة الصداع النصفي، وهي عبارة عن اضطرابات مؤقتة في الجهاز العصبي وغالباً ما تكون اضطرابات بصرية، وقد تحدث هذه المرحلة خلال دقائق وتستمر ساعة على الأكثر، ويلاحظ خلالها المريض الآتي:
- بعض الاضطرابات البصرية مثل رؤية بعض الأشكال، والنقاط المضيئة، والانزعاج من الضوء.
- عدم وضوح الرؤية أو الفقدان المؤقت للبصر.
- صعوبة في التحدث.
- نمنمة في الذراع أو الساق.
- تنميل وألم في جانب واحد من الوجه.
مرحلة حدوث نوبة الصداع النصفي:
تستمر النوبة 4 ساعات وقد تصل إلى 72 ساعة إذا لم تُعالج، ويختلف معدل حدوث النوبات من شخص إلى آخر فقد تحدث نادراً أو تتكرر عدة مرات في الشهر، وخلال النوبة يشعر المريض بالآتي:
- ألم نبضي شديد وغالباً ما يكون في جانب واحد من الرأس.
- الحساسية للضوء والروائح القوية.
- الغثيان والقيء.
- الصعوبة في النوم والشعور بالإعياء الشديد.
مرحلة ما بعد النوبة:
تحدث بعد النوبة وقد تستمر لمدة يوم كامل، ويشعر فيها المريض بالتعب والإرهاق الشديد، وصعوبة في التركيز، وألم في العضلات.
اقرأ أيضاً: الاكتئاب… الأعراض، والأسباب، و5 طرق العلاج.
تشخيص الصداع النصفي
يعتمد الطبيب في تشخيص الصداع النصفي على سؤال المريض بعض الأسئلة عن أعراض النوبات، وحدتها، ومدى تكرارها، ومدة النوبة، ومكان الألم، ويسأل عن التاريخ المرضي في العائلة، والأدوية التي يتناولها المريض.
لذلك فإن متابعة النوبات ومدى تكرارها والمحفزات التي تزيد من حدتها قد يساعد الطبيب في التشخيص.
بالإضافة إلى الأعراض يقوم الطبيب بطلب بعض الفحوصات من المريض لاستبعاد أن هذه الأعراض مرتبطة بأمراض أخرى مثل:
- فحوصات الدم.
- أشعة مقطعية على المخ ورنين مغناطيسي.
اقرأ أيضاً: مرض الزهايمرAlzheimer’s Disease وأعراضه وعلاجه.
علاج الصداع النصفي
لا يوجد علاج معين للصداع النصفي، ولكن يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض عند حدوث النوبات أو منع حدوث النوبات المستقبلية، وتنقسم الأدوية المستخدمة في العلاج إلى:
أدوية لتخفيف الألم: تُستخدم خلال النوبات لتخفيف الأعراض.
ادوية للوقاية: يتم أخذها بشكل منتظم للتقليل من حدوث النوبات وحدتها.
واختيار العلاج يعتمد على حدة النوبات ومدى تكرارها، ويعتمد أيضاً على وجود بعض الأعراض الأخرى المصاحبة للصداع مثل القيء، والغثيان، ومدى تأثير الصداع على الأنشطة اليومية.
- المسكنات: مثل الاسبرين، و الإيبوبروفين، و المسكنات التي تحتوي على الكافيين مع الأسيتامينوفين، وهذه المسكنات تكون مفيدة في حالات الصداع الخفيفة، ولكن الإكثار منها قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، وأيضاً استخدامها بكثرة يجعلها أقل فاعلية في تخفيف الألم.
- تريبتان: تعمل هذه الأدوية على غلق مسار الألم في المخ مما يمنع الشعور بالألم لذلك فهي تخفف الكثير من الأعراض ولكنها غير آمنة للمرضى المصابين بأمراض القلب.
- المسكنات الافيونية: تستخدم مع الحالات الشديدة التي لم تستجب للأدوية الأخرى، ولكن يجب استخدامها بحذر لأنها تسبب الإدمان.
- أدوية الوقاية: تؤخذ هذه الأدوية بانتظام لتخفيف أعراض نوبات الصداع وتقليل حدوثها، مثل بعض مضادات الاكتئاب ومضادات التشنجات وبعض أدوية ضغط الدم.
معظم هذه الأدوية غير آمنة في الحمل، لذلك يجب استشارة الطبيب لمعرفة الدواء المناسب في حالة الحمل.
علاج الصداع النصفي في المنزل
بالاضافة إلى الأدوية توجد بعض العادات والممارسات الصحية التي يمكن للمريض القيام بها لتخفيف الأعراض مثل:
- الراحة في غرفة مظلمة مع إغماض العينين والاسترخاء.
- وضع كمادات باردة على الجبهة وشرب الكثير من السوائل.
- الاسترخاء وتخفيف التوتر عن طريق ممارسة اليوغا والتأمل.
- عمل مساج للرقبة ووضع كمادات ثلج أسفل الرقبة.
- تنظيم مواعيد النوم.
- تجنب بعض الأكلات التي قد تسبب زيادة حدة الأعراض وتناول أطعمة صحية.
- تجنب شرب الكافيين والمشروبات الكحولية.
وقد أثبتت أيضاً العلاجات البديلة فعاليتها في تخفيف وعلاج أعراض الصداع مثل:
- الوخز بالإبر باستخدام إبر دقيقة في مناطق معينة في الجسم.
- العلاج بالتدليك.
- تعلم طرق الاسترخاء للسيطرة على الإجهاد العضلي المتعلق بالتوتر وذلك يسمى بالارتجاع البيولوجي.
- العلاج السلوكي المعرفي.
- العلاج بالأعشاب.
اقرأ أيضاً: نظام الكيتو دايت.. فوائده وأضراره و4 أنواع له.
References
- https://www.nhs.uk/conditions/migraine/
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/migraine-headache/symptoms-causes/syc-20360201
- https://www.webmd.com/migraines-headaches/migraines-headaches-migraines
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/5005-migraine-headaches
GIPHY App Key not set. Please check settings