الصلع الوراثي الأسباب، الأعراض، طرق العلاج

Spread the love

يعد الشعر أحد أهم العناصر المسؤولة عن جمال المظهر، وبالتالي يزيد من ثقة الإنسان بنفسه و يعزز من تواصله مع الآخرين. وغالبا ما يتعرض الشعر لكثير من الأمراض أهمها الصلع الوراثي، حيث أفادت الدراسات أن حوالي 50-70%من الرجال يصابون بالصلع الوراثي خلال حياتهم، بينما يصاب حوالي 30-40 % من النساء، ولفهم طبيعة ذلك المرض لا بد لنا من معرفة دورة حياة الشعر، والمراحل التي يمر بها أثناء تلك الدورة، ومدى كثافته أثناء كل مرحلة.

Table of Contents

دورة حياة الشعر:

مرحلة النمو (Anagen): وهي أطول مرحلة في دورة حياة الشعر، حيث تستمر من سنتين إلى ست سنوات، وفيها تكون بصيلات الشعر نشطة وتنتج خلايا جديدة، وكلما ازدادت مرحلة النمو، ازداد طول الشعر وازدادت كثافته. وتعتمد تلك الفترة بدرجة كبيرة على العوامل الوراثية، ويكون حوالي 85-90% من بصيلات الشعر في مرحلة النمو في آن واحد.

مرحلة الانتقال(catagen): وتستمر هذه المرحلة بضعة أسابيع، عادة ما تستغرق من 2 إلى 3 أسابيع، وفيها تبدأ البصيلة في الانكماش، فيقل تدفق الدم إلى الشعر ويتوقف النمو. تؤثر هذه المرحلة على 1-3% من بصيلات الشعر.

مرحلة الراحة(Telogan): وفيها يتوقف الشعر عن النمو ويبقى في حالة سكون، تستمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويقدر أن حوالي 9% من بصيلات الشعر تكون في مرحلة الراحة في أي وقت، قبل أن يسقط الشعر بشكل طبيعي ويبدأ نمو الشعر الجديد.

مرحلة التساقط (Exogen): وهي المرحلة النهائية، حيث يسقط الشعر القديم ليحل محله الشعر الجديد في بصيلات الشعر، والمعدل الطبيعي أن يسقط ما بين 50-100 شعرة يوميا، ولأن دورة حياة كل شعرة مستقلة عن الأخرى ، فإن هذا التساقط يكون غير ملحوظ، أي أن الشعر الجديد ينمو في الوقت ذاته الذي يتساقط فيه الشعر القديم.

الصلع الوراثي وآلية حدوثه:

يعرف الصلع بأنه فقدان الشعر من فروة الرأس، ويُسمى طبيًا باسم الثعلبة (Alopecia)، ويحدث نتيجة اضطراب في دورة نمو الشعر، حيث يتوقف نمو الشعر الجديد أو يصبح الشعر ضعيفًا وخفيفًا حتى يتساقط نهائيًا.

قد يحدث تساقط الشعر بسبب عوامل مؤقتة مثل سوء التغذية، التوتر الشديد، العدوى الفطرية أو البكتيرية لفروة الرأس أو بعض الأمراض المزمنة. في هذه الحالات يتوقف تساقط الشعر بمجرد علاج السبب الأساسي، وتستعيد فروة الرأس كثافتها الطبيعية، وبذلك يعد هذا النوع من الصلع صلع غير وراثي.

أما الصلع الوراثي(Androgenic Alopecia) فهو التساقط الذي تسببه عوامل جينية وارتفاع مستوى الأندروجينات (الهرمونات الذكرية)، وبالتحديد نوع معين من الأندروجينات وهو هرمون داي هيدرو تستوستيرون Dihydrotestesteron DHT، هو مشتق نشط من هرمون التستوستيرون.

يعد هرمون DHT هو الأكثر قوة وتأثيرا من هرمون التستوستيرون، ويوجد في أجسام الذكور والإناث، ولكن بنسبة أعلى في الذكور.

يعمل هرمون DHT على تساقط الشعر إذا ازدادت كميته في الجسم عن الحد الطبيعي، أو اذا ازدادت حساسية مستقبلات هذا الهرمون الموجودة في فروة الرأس، فيؤثر على بصيلات الشعر، فيرتبط بها بشكل محكم، ويسبب حدوث ما يلي:

انكماش البصيلة، وبذلك لا تصل إليها كمية الدم الكافية، فتخرج منها الشعرة ضعيفة وقصيرة ومعرضة للتساقط.
تحفيز الشعر على الانتقال المبكر من مرحلة النمو إلى مرحلة الراحة وإطالة مدة بقاء الشعر في هذه المرحلة، أي أنه تقصُر مرحلة النمو، وتزداد مرحلة الراحة، فيتساقط الشعر بسرعة دون أن ينمو شعر جديد قوي مكانه.

أهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع مستوى الأندروجين والإصابة بالصلع الوراثي:

العوامل الوراثية: حيث قد يرث المصاب جينات وراثية تسبب زيادة الأندروجين، كما أن وجود جينات معينة قد يحفز نشأة تلك الحالة، إذا أثرت على آلية إنتاج الهرمونات الذكرية وتحولها من نوع لآخر.

اضطرابات هرمونية: كما في حالات تكيس المبايض (PCOS)، أمراض الغدة الكظرية، أمراض الغدة النخامية، أو حتى الاستخدام العشوائي للستيرويدات. تؤدي تلك الاضطرابات إلى زيادة غير طبيعية في الأندروجينات، مما ينعكس مباشرة على صحة الشعر.

اضطرابات الغدة الدرقية: اختلال توازن الغدة الدرقية يمكن أن يسبب خللًا في مستويات الهرمونات الجنسية، ويزيد من تأثير الأندروجينات على البصيلات.

التقدم في العمر:عند التقدم في السن، تتغيّر نسب الهرمونات في الجسم، فتنخفض مستويات الإستروجين عند النساء بعد سن اليأس، وتصبح بصيلات الشعر أكثر عرضة لتأثير DHT.

السمنة: تُفرز الخلايا الدهنية إنزيمات تساهم في تحويل التستوستيرون إلى DHT، ما يؤدي إلى زيادة مستوياته عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وبالتالي تساقط الشعر.

بعض الأدوية والمكملات: يمكن أن يؤدي تناول بعض المكملات أو الأدوية التي تؤثر على الهرمونات إلى زيادة مستويات الأندروجين، مثل المنشطات أو أدوية بناء العضلات.

التوتر المزمن: الإجهاد المستمر يزيد من إفراز الكورتيزول، الذي بدوره قد يسبب خللًا في التوازن الهرموني، ويساهم في رفع مستويات الأندروجين.

أعراض الصلع الوراثي عند الرجال:

غالبًا يبدأ بين سن 18 إلى 30 عامًا، وقد يبدأ أحيانًا في سن المراهقة، ويظهر في صورة:

انحسار خط الشعر من الجبهة تدريجيًا (مقدمة الرأس).
تساقط في قمة الرأس (التاج) حتى تتقابل المنطقتان لاحقًا.
يحتفظ بالشعر على جانبي الرأس ومؤخرة الرأس (نمط “حذوة الفرس”).

أعراض الصلع الوراثي عند النساء:

يبدأ عادة بعد سن الثلاثين، ويزداد وضوحًا بعد انقطاع الطمث بسبب التغيرات الهرمونية، ويظهر في صورة:

خفة الشعر في منتصف فروة الرأس (خط التاج) دون انحسار واضح في خط الشعر الأمامي.
ظهور فراغات بين خصلات الشعر.
نادرًا ما تصل المرأة إلى صلع كامل مثل الرجال.

أفضل الأدوية لعلاج الصلع

تشمل أبرز العلاجات الدوائية للصلع مينوكسيديل الموضعي، الذي يعزز نمو الشعر عن طريق تنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وكذلك فيناسترايد الفموى ، الذي يقلل من تأثير هرمون DHT المسبب لتساقط الشعر. إلى جانب الأدوية، تبرز حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) كخيار فعّال، حيث تُستخرج من دم المريض وتُحقن مباشرة في فروة الرأس لتحفيز بصيلات الشعر وتحسين الدورة الدموية، وتُعد خيارًا آمنًا وطبيعيًا دون آثار جانبية تذكر.

فاعلية زراعة الشعر في علاج الصلع الوراثي

تُعد زراعة الشعر من أكثر الطرق فعالية لعلاج الصلع الوراثي لدى الرجال، خاصة في حالات الصلع المتقدم، حيث تُنقل بصيلات سليمة من مناطق كثيفة إلى المناطق الخالية. أما لدى النساء، فتكون النتائج متفاوتة، إذ أن الصلع الأنثوي غالبًا ما يكون منتشرًا وليس محدودًا، ما يصعّب اختيار مناطق مانحة. ومع ذلك، تُعطي الزراعة نتائج جيدة في بعض الحالات المختارة بدقة.