العلاج البيولوجى (العلاج المناعى)، 4 أسماء لعلاج حديث

    يُعد العلاج البيولوجى أحد أهم الاكتشافات الطبية الحديثة في مجال العلاج للأمراض المعاصرة والمستحدثة التي هاجمت الإنسان فى العقدين الأخيرين مثل اضطرابات الأمراض المناعية والأورام. ويُطلق عليه أيضًا العلاج المناعى أو العلاج الحيوي. ويمثل أملًا لمواجهة تلك الأمراض بعدما عجزت العلاجات التقليدية السابقة في محاربتها. وبالرغم من كونه حديثًا نوعًا ما مقارنةً بالعلاجات الأخرى إلا أن نتائجه تُعد مُبشرة خاصةً مع تطوره المستمر وارتفاع نسبة الاستجابة وتحسن أعراض المرض بل وكعلاج جذري أيضًا. 

ما هو العلاج البيولوجى ( ما هو العلاج المناعى )

    يُشير العلاج البيولوجي إلى أي نوع من العلاج الطبي المشتق من الكائنات الحية مثل البشر أو الحيوانات أو الكائنات الحية الدقيقة. يمكن أن تكون هذه المنتجات في صورة سكريات أو بروتينات أو أحماض نووية أو مجموعات معقدة من هذه الأشياء، بل يمكن أن تكون أيضًا كيانات حية مثل الخلايا أو الأنسجة. وتُستخلص هذه العناصر بشكل طبيعي مُباشرة من الكائنات الحية أو عن طريق تصنيعها في المختبر من خلال تقنية الهندسة البيولوجية. ويُعد الأنسولين الحيواني (المشتق من بنكرياس الخنازير)، أو البشري: أحد أقدم العلاجات البيولوجية التي استخدمت وتميزت في علاج الأمراض.

دور العلاج البيولوجى

    يَستهدف العلاج البيولوجي جهاز المناعة للإنسان مباشرة لمساعدة الجسم على محاربة الأمراض. غالبًا ما يتضمن العلاج البيولوجي استخدام مواد تسمى معدلات الاستجابة البيولوجية (BRMs). يُنْتج الجسم عادة هذه المواد بكميات صغيرة بعد تعرضه للعدوى أو للمرض. وتَمكن العلماء باستخدام التقنيات المختبرية الحديثة للهندسة البيولوجية من إنتاج BRMs بكميات كبيرة لاستخدامها في علاج السرطان والأمراض الأخرى (مثل التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض كرون).

    تلعب هذه المواد أدوارًا مختلفة من حيث تنشيط أو تثبيط (الحد من النشاط) جهاز المناعة تبعًا لطبيعة المرض وما هو الهدف من التدخل بالعلاج:

• تحفيز جهاز المناعة (كما في أنواع الأورام الخبيثة): تقوم بعض العلاجات على تحفيز جهاز المناعة لإنتاج خلايا دفاعية ذاتية (من داخل الجسم)، وتَنشط هذه الخلايا لمحاربة خلايا الأورام، مما قد يساعد في منعها من النمو أو قتلها. وقد تقلل أيضًا من بعض الآثار الجانبية الناجمة عن بعض علاجات السرطان الأخرى. يستهدف العلاج البيولوجي أيضًا جزيئات معينة على سطح الخلايا السرطانية لتدميرها، أو البروتينات التي تسهل نمو هذه الخلايا.

• تثبيط جهاز المناعة (كما في حالات اضطرابات المناعة الذاتية): هنا يكون الدور الخاص بالعلاج البيولوجي هو تثبيط ووقف النشاط الخاطئ لجهاز المناعة في مهاجمة خلايا الجسم ذاته، كما في الصدفية والروماتويد.

اقرأ أيضًا 

مقاومة الانسولين

انواع العلاج البيولوجى

    يأتي العلاج البيولوجي في أشكال عديدة بما في ذلك اللقاحات والبروتينات العلاجية والأجسام المضادة والمستحضرات الصيدلانية الحيوية والعلاج الجيني. تختلف الأدوية البيولوجية عن معظم الأدوية الصيدلانية في أنها مصنعة من كائن حي بدلًا من المركبات الكيميائية. يعمل كل علاج بيولوجي بشكل مختلف، يُمْكن لهذه المنتجات علاج مجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك الأمراض الجلدية وأمراض المناعة الذاتية وأمراض التهاب الأمعاء المزمن والسرطان.

من ضمن تلك الأنواع:

•  منتجات خلايا الدم (مثل الصفائح الدموية، البلازما).
• الخلايا الجسدية أو الأنسجة (مثل الأوتار أو الأربطة أو المواد الأخرى المستخدمة للزرع).
• العلاج الجيني.

• البروتينات العلاجية (مثل الأنسولين أو الإنترفيرون أو الإريثروبويتين).
• الأجسام المضادة (مثل تلك المستخدمة لعلاج أمراض المناعة الذاتية والسرطان).
• اللقاحات والتحصينات.
• مضادات السموم (مثل علاج لدغات الأفاعي).
• البوتوكس.
• علاجات هرمون الستيرويد (مثل هرمون الاستروجين والتستوستيرون).
• الأحماض النووية (مثل تلك التي تم تطويرها لعلاج ارتفاع كوليسترول الدم الجيني).
• علاجات الخلايا الجذعية (كما في بعض أنواع السرطان أو الأمراض الوراثية).
• علاجات الخلايا الأخرى (مثل الخلايا المناعية T cell التائية المستخدمة لعلاج السرطان).
• السيتوكينات.

اقرأ أيضًا

فيبروميالجيا

استخدامات العلاج البيولوجى

 تم تطوير العلاج البيولوجي لعلاج:

• التهاب المفاصل الروماتويدي.
• الصدفية.
• التهاب الفقار Ankylosing.
• مرض كرون.
• التصلب المتعدد.
• اعتلال الشبكية السكري.
• مرض السكري.
• سرطان المعدة.
• سرطان الثدي.
• سرطان القولون.
• بعض أنواع من سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية.
• العقم.
• هشاشة العظام.
• التليف الكيسي.
• الهيموفيليا.
• مرض فقر الدم المنجلي.

اقرأ أيضًا 

هاشيموتو، 13 عرضًا لالتهاب الغدة الدرقية المناعي

طرق تناول العلاج البيولوجى

 يمكن إعطاء العلاج البيولوجي عن طريق الفم أو عن طريق الحقن بالوريد.

انواع العلاج البيولوجى للروماتويد وأمراض المناعة الذاتية

   تُعرف أمراض المناعة الذاتية بأنها أمراض يلعب فيها جهاز المناعة في الجسم دورًا في مهاجمة أنسجته بشكل غير طبيعي مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية ومرض السكري من النوع الأول ومرض كرون.

   تمت الموافقة على العديد من هذه العلاجات من قِبل هيئات طبية عالمية مثل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدامها، حيث أثبتت نتائج جيدة ولا تزال تخضع للمراجعة والتطوير المستمرين، إلا أنها غالبًا ما تكون باهظة الثمن.

• أحد أكثر أنواع العلاجات البيولوجية الحديثة شيوعًا لأمراض المناعة الذاتية هو مجموعة مثبطات أو حاصرات TNF. تمنع جميع هذه الأدوية التأثيرات الالتهابية.

• تم تطوير أنواع أخرى لمنع المستقبلات لجزيئات مناعية مختلفة، وتصميم البعض الآخر لاستهداف الخلايا التائية، وهي خلايا محددة في جهاز المناعة.

•  إنترفيرون بيتا 1. تُستخدم في علاج التصلب المتعدد لتقليل عدد الانتكاسات وتأخير تطور الإعاقة والحد من نشاط المرض الجديد.

انواع العلاج البيولوجى للسرطان

     ولا يزال تطوير العديد من أنواع العلاجات للسرطان، يتم استخدامها كعلاج مبدئي، أو بعد فشل العلاجات الأخرى، أو في المراحل المتقدمة. غالبًا ما يتم استخدامها بالإضافة إلى العلاجات الأخرى، بهدف مساعدة جهاز المناعة على العمل لمكافحة السرطان. توجد عدة أنواع من العلاج المناعي، بما في ذلك هذه الأمثلة:

• مثبطات نقاط المناعة: عندما يتم تثبيط هذه الأجزاء تمنع حدوث استجابة الجهاز المناعي، وتساعد الخلايا المناعية من الاستجابة بقوة أكبر لمواجهة المرض.
• علاج نقل الخلايا التائية: مع هذا الشكل من العلاج، يتم علاج الخلايا المناعية المأخوذة من الورم في المختبر بعد إجراء تعديلات معملية لتعزيز القدرة الطبيعية لهذه الخلايا على محاربة السرطان.
• الأجسام المضادة الأحادية النسيلة: تم تصميم هذه البروتينات للارتباط بالمستضدات أو أهداف معينة على الخلايا السرطانية كوسيلة لتنشيط هذه الخلايا بجهاز المناعة.
• لقاحات العلاج: على عكس اللقاحات التي تساعد في الوقاية من الأمراض، تعزز هذه اللقاحات استجابة جهاز المناعة لمواجهة الخلايا السرطانية.
• مُعدِّلات الجهاز المناعي: يعزز هذا العلاج استجابة الجسم المناعية ضد السرطان.

العلاج البيولوجى والأمراض الوراثية النادرة

     أَثبتت الأبحاث أهمية العلاج البيولوجي الجيني لعلاج الأمراض الوراثية النادرة، حيث يقوم بتعديل جينات الشخص للعلاج عن طريق:

• استبدال بعض الجينات المسببة للأمراض بنسخة سليمة من هذا الجين.
•  أو إيقاف نشاط الجين المسبب للأمراض.
•  أو إدخال جين جديد أو مًعدل.
• تعديل بعض البروتينات المسؤولة عن نشاط المرض.

تكلفة العلاج البيولوجى

   لا تزال أسعار العلاج البيولوجي باهظة وقد لا تخضع للموافقات الإدارية لهيئات الرعاية الصحية إلا بصعوبة.

هل العلاج البيولوجى خطير

   تختلف الآثار الجانبية المحتملة للعلاج البيولوجي، ففي بعض الحالات تكون هذه الآثار الجانبية خفيفة جدًا مثل الطفح الجلدي، وفي حالات أخرى يمكن أن تكون قاتلة. وقد تحدث أثناء تلقي العلاج أو بعده. من هذه المضاعفات:

• ألم، تورم في منطقة الحقن.
• احمرار، حكة، طفح جلدي.
• ارتفاع درجة الحرارة، قشعريرة.
• وهن عام.
• دوخة، غثيان أو قيء.
• آلام العضلات أو المفاصل.
• صداع.
• صعوبة في التنفس.
• انخفاض أو ارتفاع ضغط الدم.
• احتباس السوائل بالجسم.
• خفقان القلب.
• احتقان الأغشية المخاطية والجيوب الأنفية.
• اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإسهال.

العلاج البيولوجى والحمل 

    لا تزال الإجابة على تأثير العلاج البيولوجى لدى النساء الحوامل أو المرضعات قيد الأبحاث الحثيثة لإعطاء دلائل قطعية على منعها أو السماح باستخدامها، وتندرج حتى الآن ضمن قوائم العلاجات الخطيرة على الجنين أو الرضيع.

المصادر

1. https://www.verywellhealth.com/biologics-or-biological-agents-2615117.
2. https://www.medicinenet.com/biological_therapy/article.htm.
3. https://www.arthritis.org/drug-guide/biologics/biologics.
4. https://www.kch.nhs.uk/services/cancer/treatments-for-cancer/drug-and-biological-therapies/.
5. https://www.cancer.gov/publications/dictionaries/cancer-terms/def/biological-therapy.
6. https://dermnetnz.org/topics/biologics.
7. https://dermnetnz.org/topics/biologics.
8. https://www.webmd.com/rheumatoid-arthritis/biologics.
9. https://www.urmc.rochester.edu/encyclopedia/content.aspx?contenttypeid=85&contentid=P00566.