الفشل الكلوي وأضراره وأنواعه و6 طرق للوقاية منه 

ما هو الفشل الكلوي؟

الفشل الكلوي (القصور الكلوي) يعني أن إحدى الكليتين أو كلتيهما لم تعودا قادرتين على أداء وظائفهما بشكل طبيعي. وقد يكون هذا الفشل مؤقتًا ويحدث بشكل سريع يُعرف بالفشل الكلوي الحاد، وقد يكون مزمنًا يتطور تدريجيًا مع مرور الوقت حتى يزداد سوءًا.

وفي بعض الحالات، يتفاقم القصور الكلوي ليصل إلى المرحلة الأشد خطورة، وهي المرحلة النهائية من مرض الكلى (الداء الكلوي في مراحله الأخيرة)، والتي قد تؤدي إلى الوفاة في غياب العلاج. أما في حال تلقي العلاج المناسب، فيمكن للمريض أن يحافظ على نوعية حياة جيدة ويُدير حالته بشكل فعّال.

درجات الفشل الكلوي 

توجد مراحل مختلفة لمرض الكلى تُحدد وفقًا لمعدل الترشيح الكبيبي المقدر (eGFR)، وهو فحص دم يُستخدم لتقدير كفاءة الكلى في تنقية الدم من الفضلات.

يُعبر eGFR عن مدى قدرة الكلى على تصفية المواد من الدم. والقيمة الطبيعية له تكون أعلى من 90. أما أقل قيمة فهي 0، ما يعني غياب أي وظيفة متبقية للكلى.

تنقسم مراحل مرض الكلى إلى خمس مراحل رئيسية:

• المرحلة الأولى (Stage I): يكون معدل الترشيح أعلى من 90. في هذه المرحلة، توجد أذية طفيفة في الكلى لكنها ما زالت تؤدي وظيفتها بصورة طبيعية.
• المرحلة الثانية (Stage II): يتراوح معدل الترشيح بين 60 و89. هنا تتعرض الكلى لضرر أكبر مقارنة بالمرحلة الأولى، لكنها تظل قادرة على أداء وظيفتها بشكل جيد.
• المرحلة الثالثة (Stage III): يتراوح معدل الترشيح بين 30 و59. في هذه المرحلة قد يحدث فقدان خفيف أو متوسط أو حتى شديد في وظيفة الكلى.
• المرحلة الرابعة (Stage IV): يتراوح معدل الترشيح بين 15 و29. وهذا يشير إلى فقدان شديد في وظيفة الكلى.
• المرحلة الخامسة (Stage V): يكون معدل الترشيح أقل من 15. في هذه المرحلة تكون الكلى على وشك الفشل الكامل أو قد فشلت بالفعل. وعادةً يبدأ المريض في هذه المرحلة بظهور الأعراض الواضحة للمرض.

أسباب الفشل الكلوي 

يحدث الفشل الكلوي الحاد (AKI) غالبًا في الحالات التالية:

• انخفاض ضغط الدم لفترة طويلة.
• التهاب الكلى (نتيجة تفاعل دوائي أو عدوى).
• انسداد مفاجئ في المسالك البولية (مثل حصوة الكلى).
• ارتفاع ضغط الدم بشكل شديد ومفاجئ.

وفي حالة AKI، قد تعود الكلى إلى وضعها الطبيعي أو شبه الطبيعي بعد علاج السبب المؤدي للحالة.

أما القصور الكلوي المزمن (CKD) فيتطور تدريجيًا على مدى سنوات، ويؤدي إلى فقدان دائم في وظيفة الكلى. وأكثر أسبابه شيوعًا هي:

• ارتفاع سكر الدم (السكري).
• ارتفاع ضغط الدم.
• أمراض المناعة الذاتية.
• مرض الكلى المتعدد الكيسات.
• انسداد في المسالك البولية.

أعراض الفشل الكلوي 

الفشل الكلوي الحاد (Acute kidney failure):

أول علامة مبكرة للفشل الكلوي الحاد هي انخفاض كمية البول التي يطرحها الجسم.

ويُقسم إلى مراحل مبكرة ومتأخرة:

🔹 الأعراض المبكرة قد تشمل:

• تورم (وذمة).
• زيادة في الوزن.
• تغيرات في نتائج فحوصات الدم.

🔹 الأعراض المتأخرة قد تشمل:

• الشعور بالتعب والإرهاق.
• صعوبة في التركيز.
• ارتباك أو تشوش ذهني.
• تغيرات في نمط التنفس.
• نوبات صرع.

ومع بداية التعافي، يبدأ المريض بطرح كميات كبيرة من البول قبل أن تعود إلى المعدل الطبيعي.

⚠ متى يجب مراجعة الطبيب فورًا؟

إذا لاحظت انخفاضًا مفاجئًا في كمية البول مع وجود أعراض أخرى من أعراض الفشل الكلوي الحاد، فعليك التوجه مباشرة إلى الطبيب أو قسم الطوارئ في المستشفى.

الفشل الكلوي المزمن (Chronic kidney failure):

قد تظهر أعراض مرض الكلى المزمن تدريجيًا، وتشمل:

• تغيرات في البول، مثل الاستيقاظ ليلًا للتبول أو وجود دم في البول.
• التعب والإرهاق المستمر.
• فقدان الشهية، غثيان وقيء.
• تورم وانتفاخ الكاحلين.
• الحكة.
• ضيق في التنفس.
• متلازمة الساقين القلقة.

ومع تقدم المرض، قد تزداد الأعراض وتشمل:

• تشنجات عضلية.
• تفاقم التورم مع تراكم السوائل في الرئتين والبطن.
• تشوش أو اضطراب في التفكير.
• نوبات صرع.
• فقر الدم (أنيميا) واضطرابات في التجلط والنزيف.

وفي النهاية، قد يؤدي الفشل الكلوي المزمن غير المعالج إلى الغيبوبة والوفاة.

مضاعفات الفشل الكلوي 

يمكن أن يؤدي فشل الكلى إلى مشكلات صحية أخرى أو مضاعفات، إذ يعاني كثير من المرضى من واحدة أو أكثر منها. كما يزيد فشل الكلى من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية. ومن أبرز هذه المضاعفات:

• فقر الدم (Anemia): انخفاض عدد كريات الدم الحمراء.
• الحماض الأيضي (Metabolic acidosis): تراكم الأحماض في الدم.
• اضطرابات المعادن والعظام (Mineral and bone disorder): اختلال مستويات الكالسيوم والفوسفور في الدم، مما قد يؤدي إلى أمراض العظام أو القلب.
• فرط بوتاسيوم الدم (Hyperkalemia): ارتفاع مستوى البوتاسيوم في الدم.

وهناك حالات قد تكون في الوقت نفسه سببًا ومضاعفة لمرض الكلى، مثل:

• ارتفاع ضغط الدم.
• أمراض القلب.
• السكتة الدماغية.

ومن المهم إجراء فحوصات دورية منتظمة لمتابعة هذه المضاعفات والكشف عنها مبكرًا.

تشخيص الفشل الكلوي 

يستخدم الأطباء عدة فحوصات لتشخيص فشل الكلى، ومن أبرزها:

• تحليل البول (Urinalysis): يساعد في الكشف عن كمية البروتين أو السكر في البول. كما أن فحص الرواسب البولية يمكن أن يظهر وجود كريات دم حمراء أو بيضاء، أو مستويات مرتفعة من البكتيريا، أو عددًا كبيرًا من الأسطوانات الخلوية.

• قياس حجم البول (Urine volume measurements): قياس كمية البول المطروحة خلال فترة زمنية معينة يساعد على تحديد وجود فشل كلوي. فقلة البول قد تشير إلى أن السبب انسداد في المسالك البولية.
• تحاليل الدم (Blood samples): من أهمها قياس مستويات المواد التي تقوم الكلى بترشيحها عادةً، مثل نيتروجين يوريا الدم (BUN) والكرياتينين. الارتفاع السريع في هذه القيم قد يدل على فشل كلوي حاد.

• الفحوصات التصويرية (Imaging): مثل الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الأشعة المقطعية (CT)، والتي تساعد في إظهار الكليتين والمسالك البولية وتشخيص المشكلات المحتملة.

• خزعة الكلى (Kidney biopsy): حيث يقوم الطبيب بأخذ عينة من نسيج الكلية لفحصها تحت المجهر لتحديد طبيعة المرض ودرجة تلف الكلى.

علاج الفشل الكلوي 

يعتمد علاج فشل الكلى على السبب ومرحلة تطور المرض، وتشمل الخيارات العلاجية الرئيسية الغسيل الكلوي، وزراعة الكلى، والتغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة. 

• الغسيل الكلوي: هو أكثر طرق العلاج استخدامًا، إذ يقوم جهاز خاص بترشيح وتنقية الدم بدلًا من الكليتين. ورغم أنه لا يمثل علاجًا نهائيًا، إلا أن الانتظام في جلساته يساعد على إطالة عمر المريض وتحسين نوعية حياته، شريطة الالتزام بنظام غذائي منخفض الملح والبوتاسيوم.

• زراعة الكلى: تُعد الخيار الأفضل لأنها توفر كلية جديدة قادرة على أداء وظائفها بشكل كامل، ما يلغي الحاجة إلى الغسيل. غير أن العملية ليست متاحة بسهولة للجميع بسبب ندرة الأعضاء المتوافقة، كما أنها قد تفشل أحيانًا. وبعد الزرع، يجب على المريض تناول أدوية مثبطة للمناعة مدى الحياة لتجنب رفض العضو الجديد، وهذه الأدوية لها آثار جانبية قد تكون خطيرة.

• أما التغييرات الغذائية فهي ضرورية لإبطاء تقدم المرض والحد من مضاعفاته، وتشمل تقليل الصوديوم إلى نحو 1500–2300 ملغ يوميًا، والبوتاسيوم إلى حوالي 2000 ملغ، والفوسفور إلى أقل من 1000 ملغ يوميًا. كما يُنصح بتقليل البروتين في المراحل المبكرة وزيادته في حالة الاعتماد على الغسيل الكلوي. 

• وبالنسبة للكحول، فقد يسمح بكميات محدودة، لكنه غالبًا ما يمثل خطرًا بسبب احتوائه على نسب عالية من الفوسفور، مما يجعله غير آمن ويُفضل تجنبه تمامًا.

المصادر 

Kidney Failure: Stages, ESRD, Causes, Symptoms & Treatment

Kidney Failure: Causes, Types, and Symptoms

Kidney failure (ESRD) – Symptoms, stages, & treatment | National Kidney Foundation

Kidney Failure: Symptoms, Causes & Diagnosis – Urology Care Foundation

Kidney failure – symptoms, causes and treatment | healthdirect