ماهو الفيبروميالجيا؟
الفيبروميالجيا هو حالة من الألم العضلي الليفي تسبب ألماً في العضلات على نطاق واسع من الجسم، يصاحبه تعب واضطرابات في النوم ومشاكل إدراكية، غالباً ما يتم تشخيصه بشكل خاطئ.
لا يوجد علاج قاطع، ولكن تناول بعض الأدوية مع ممارسة التمارين الرياضية واتباع العادات الصحية قد يخفف من حدة الأعراض.
لا يسبب الألم العضلي الليفي التهاباً وتلفاً في المفاصل أو العضلات، ولكنه قد يزيد من شعور الشخص بألم المفاصل أو العضلات.
أسباب الفيبروميالجيا
يكون المصابون بالفيبروميالجيا أكثر حساسية للألم من الآخرين، حيث أشارت بعض الدراسات أن هناك تغييرات في الطريقة التي يرسل ويستقبل بها المخ والجهاز العصبي بعض إشارات الألم، وهناك العديد من العوامل التي تؤدي لهذه التغييرات مثل:
- الجينات الوراثية
حيث تلعب الجينات دوراً مهماً في الإصابة بمرض الفيبروميالجيا.
- النساء أكثر عرضة للإصابة بالألم العضلي الليفي من الرجال.
- اضطرابات الصحة العقلية وتقلبات المزاج مثل القلق أو الاكتئاب.
- التعرض للإيذاء الجسدي أو العاطفي، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- وجود تاريخ مرضي لإصابة أحد أفراد العائلة.
وهناك بعض الحالات المرضية التي قد تكون السبب في الإصابة بالألم العضلي الليفي مثل:
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- هشاشة العظام.
- آلام الظهر المزمنة.
- متلازمة القولون العصبي.
- التهاب الفقرات التصلبي.
أعراض الفيبروميالجيا
- ألم في العضلات أو حرقان أو ارتعاش أو ضيق.
- ألم في الذراعين، والساقين، والرأس، والصدر.
- التعب الشديد.
- صعوبة في التركيز والتذكر، وتسمى (الضباب الليفي).
- الأرق، واضطراب النوم.
- الشعور بالتوتر أو القلق أو الاكتئاب.
- آلام البطن، والانتفاخ، والغثيان، والإمساك، والإسهال.
- الصداع المتكرر، والصداع النصفي.
- جفاف الحلق، والأنف، والعيون.
- الحساسية للبرد والحرارة.
- ألم في الحوض، وألم في المثانة.
- تهيج العين، وعدم وضوح الرؤية.
قد يتشابه الألم العضلي الليفي مع مرض التهاب المفاصل أو التهاب الأوتار، ولكن بدلاً من أن يكون الألم في منطقة معينة، يكون الألم والتصلب في جميع أعضاء الجسم.
الفيبروميالجيا والمناعة الذاتية
في أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة، يستهدف الجسم أنسجته السليمة عن طريق الخطأ، حيث يستخدم الجهاز المناعي بروتينات تُعرف بالأجسام المضادة الذاتية والتي تهاجم المفاصل وأنسجة الجسم السليمة، المستويات العالية من الأجسام المضادة قد تشير إلى مرض المناعة الذاتية.
قد تتشابه الأعراض للفيبروميالجيا مع مرض المناعة الذاتية، مثل التعب وصعوبة التركيز، وأحياناً يصعب على المتخصصين التفرقة بينهما، وقد أدى التداخل في الأعراض إلى اعتبار الفيبروميالجيا أحد أمراض المناعة الذاتية ولكن ليس اضطراباً في المناعة الذاتية.
اقرأ أيضاً: عرق النسا
مضاعفات الفيبروميالجيا
قد تختلف الأعراض من شخصٍ لآخر، لكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من الإصابة بمضاعفات مرض الفيبروميالجيا مثل:
- الضغط العاطفي.
- سوء التغذية.
- تغير الهرمونات.
- عدم الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم.
- التوتر والقلق.
- وجود أمراض أو الإصابة بعدوى أخرى.
تشخيص الفيبروميالجيا
يقوم الطبيب المختص بالفحص، إذ لا يوجد اختبار يحدد حتمية الإصابة بالفيبروميالجيا، وبالسؤال عن المشاكل الطبية السابقة، سيقوم الطبيب باستبعاد بعض الحالات المرضية الأخرى التي تتشابه أعراضها مع الفيبروميالجيا مثل:
- التهاب المفاصل.
- مرض الذئبة.
- ألم العضلات الروماتيزمي.
- قصور الغدة الدرقية.
- اضطرابات الغدد الصماء.
- الحالات العصبية.
- التهاب العضلات.
- مشاكل الأنسجة الضامة.
وقد يطلب الطبيب بعض اختبارات الدم المعملية لفحص مستوى الهرمونات، وعلامات الالتهاب، بالإضافة إلى الأشعة السينية.
قديماً كان الأطباء يفحصون ما يسمى Tender Points وهي عبارة عن 18 نقطة محددة في الجسم، للكشف عن عدد النقاط التي تسبب ألماً عند الضغط عليها بشدة، وذلك لتشخيص الألم العضلي الليفي، وتشمل تلك النقاط:
- الجزء الخلفي من الرأس.
- الركبتين الداخليتين.
- المرفقين الخارجيين.
- الرقبة، والكتفين، والظهر.
- الوركين، والأرداف، والفك.
- الجزء العلوي من الصدر.
ولكن حالياً لم يعد المختصون يستخدمون هذه النقاط كأداة تشخيصية، فقد أصبح العامل الرئيسي لتشخيص الألم العضلي الليفي هو الألم المنتشر في جميع أعضاء الجسم لمدة لا تقل عن 3 أشهر.
اقرأ أيضاً: الانزلاق الغضروفي
علاج الفيبروميالجيا
يعتمد علاج الفيبروميالجيا على علاج الأعراض والعمل على تحسين الصحة العامة، قد يصف الطبيب مسكنات الألم ومضادات الاكتئاب، وبعض الأدوية المضادة للنوبات، والأدوية التي تساعد على النوم بشكل أفضل.
وهناك 3 أدوية يعتمد عليها الطبيب في علاج الألم العضلي الليفي وهي:
- دولوكستين (Duloxetine)
- بريجابالين (pregabalin)
- ميلناسيبران (Milnacipran)
لا ينصح باستخدام الأدوية التي تحتوي على مواد أفيونية، لأنها قد تجعل الأمر أسوأ وتؤدي إلى آثار جانبية خطيرة.
الرعاية الذاتية للفيبروميالجيا
- ممارسة التمارين الرياضية باستمرار للسيطرة على الألم العضلي الليفي، حيث تؤدي التمارين الى زيادة مستوى الإندروفين الذي يحارب الألم والتوتر، وتساعد على النوم بشكلٍ أفضل.
- العلاج الطبيعي حيث يخفف الألم والتوتر بتقويم العمود الفقري.
- اتباع عادات النوم الصحية حيث أن الإرهاق من الأسباب الرئيسية للألم العضلي الليفي.
- المحافظة على تناول الغذاء الصحي، وتجنب التدخين وتناول المشروبات الكحولية، والتقليل من الكافيين.
- تجنب الإجهاد الشديد، والحد من التوتر عن طريق ممارسة تمارين التنفس العميق والإطالة والتأمل.
النظام الغذائي للفيبروميالجيا
لا يوجد نظام غذائي موصى به للفيبروميالجيا من قِبل الأطباء، ولكن اتباع نظام غذائي صحي للحفاظ على صحتنا، وحيث أن كثير من الأشخاص الذين يعانون من الفيبروميالجيا يستخدمون المكملات الغذائية، يجب استشارة الطبيب للتحقق من مستويات المعادن في الجسم، ويحدد ما إذا كان المريض في حاجة لتناولها.
- توصلت إحدى الدراسات أن اتباع نظام غذائي منخفض ال FODMAP (وهو عبارة عن السكريات الأحادية والبوليولات القابلة للتخمر)، وهي الكربوهيدرات قصيرة السلسة التي لا يمتصها الجسم جيداً مثل: اللاكتوز، والفركتوز، والفركتانز، يستخدم هذا النظام الغذائي لعلاج القولون العصبي، ويعاني الكثير من الأشخاص المصابين بالفيبروميالجيا من القولون العصبي أو أعراض القناة الهضمية.
- هناك بعض الأنظمة الأخرى مثل النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية، والحمية النباتية، وحمية البحر المتوسط.
ومع ذلك يجب الأخذ بالاعتبار أن الدراسات المتعلقة بالنظام الغذائي والفيبروميالجيا قليلة، ولم يتم التأكد من أن الالتزام بنظام غذائي خاص على المدى الطويل يساعد أم لا، ولكن من المؤكد أن اتباع عادات غذائية صحية تساعد على الشعور بالتحسن.
References
- https://www.webmd.com/fibromyalgia/what-is-fibromyalgia
- https://www.webmd.com/fibromyalgia/fibromyalgia-symptoms
- https://www.healthline.com/health/fibromyalgia
- https://www.medicalnewstoday.com/articles/147083
GIPHY App Key not set. Please check settings