يعد القولون العصبي أحد الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز الهضمي، وهو مرض مزمن يستمر مع الشخص مدى الحياة ويؤثر على حياته اليومية. ليس له سبب محدد ولكن هناك بعض عوامل الخطر مثل بعض الأطعمة، والتوتر، والعوامل الوراثية.
الفرق بين القولون العصبي والقولون العضوي
القولون العصبي هو اضطراب وظيفي يصيب الأمعاء الغليظة، ويؤدي إلى تقلصات في البطن وتغيرات في حركة الأمعاء.
لا يسبب القولون العصبي أي تلف في أنسجة الجهاز الهضمي، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بالتوتر أو تناول أطعمة معينة.
القولون العضوي يشير إلى أمراض التهابية مزمنة مثل مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي.
تسبب هذه الحالات تلفًا حقيقيًا في أنسجة الجهاز الهضمي، وقد تؤثر على أجزاء متعددة من الأمعاء.
اقرأ أيضاً: التهاب القولون التقرحي و4 طرق لعلاجه
أسباب القولون العصبي
1. اضطراب حركة الأمعاء
الانقباضات غير المنتظمة في عضلات القولون تؤدي إلى تغيرات في نمط التبرز، مثل الإسهال أو الإمساك.
2. خلل في التواصل بين الدماغ والأمعاء
يوجد ما يُعرف بمحور الدماغ والأمعاء، وهو شبكة عصبية تربط الجهاز العصبي بالجهاز الهضمي. أي خلل في هذا الاتصال قد يؤدي إلى زيادة حساسية القولون، وظهور أعراض مثل الألم والانتفاخ.
3. التوتر والضغط النفسي
القلق والتوتر من أبرز العوامل التي تفاقم أعراض القولون العصبي. الحالة النفسية تؤثر مباشرة على وظيفة الأمعاء، وتزيد من حدة التقلصات والغازات.
4. العدوى المعوية السابقة
بعض المرضى يُصابون بالقولون العصبي بعد التعرض لنزلة معوية أو تسمم غذائي. هذا النوع يُعرف بـ “القولون العصبي بعد العدوى”، ويحدث نتيجة تغيرات في البكتيريا المعوية أو التهاب مؤقت في الأمعاء.
5. اختلال توازن البكتيريا النافعة
وجود خلل في تركيبة البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء يؤثر على عملية الهضم، ويسبب أعراضًا مثل الانتفاخ، والغازات، وعدم انتظام حركة الأمعاء.
6. فرط حساسية الأعصاب في الجهاز الهضمي
بعض الأشخاص لديهم حساسية مفرطة في أعصاب القولون، مما يجعلهم يشعرون بالألم أو الانزعاج من محفزات بسيطة مثل الطعام أو التوتر.
7. انخفاض مستوى السيروتونين
السيروتونين هو ناقل عصبي يؤثر على حركة الأمعاء. انخفاض مستواه قد يؤدي إلى اضطرابات في الهضم، خاصة في حالات القولون العصبي المصحوب بالإمساك.
8. العوامل الوراثية
وجود تاريخ عائلي للإصابة بالقولون العصبي يزيد من احتمالية الإصابة، مما يشير إلى دور الجينات في استجابة الجسم للمحفزات النفسية والغذائية.
9. التغيرات الهرمونية
النساء أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي، خاصة خلال فترة الدورة الشهرية، مما يدل على تأثير التغيرات الهرمونية على وظيفة الجهاز الهضمي.
أعراض القولون العصبي
تختلف أعراض القولون العصبي في شدتها من شخص لآخر.
1. ألم في البطن
يشعر المريض بتقلصات أو ألم في منطقة البطن، وغالبًا ما يتحسن هذا الألم بعد عملية التبرز. قد يكون الألم خفيفًا أو شديدًا حسب الحالة.
2. الانتفاخ والغازات
يُعاني المصابون من شعور بالانتفاخ المستمر، خاصة بعد تناول الطعام.
3. اضطراب في حركة الأمعاء
تظهر هذه الاضطرابات في صورة إمساك مزمن، أو إسهال متكرر، أو التناوب بين الحالتين.
4. وجود مخاط في البراز
يرى بعض المرضى إفرازات مخاطية شفافة أو بيضاء في البراز، وهي من العلامات المميزة للقولون العصبي.
5. الشعور بعدم اكتمال التبرز
يشعر المريض بعدم الراحة بعد التبرز، وكأن الأمعاء لم تُفرغ بالكامل.
6. الغثيان وفقدان الشهية
في بعض الحالات، يُصاب المريض بالغثيان بعد تناول الطعام.
7. الإرهاق العام
يُعاني كثير من المرضى من شعور دائم بالتعب، حتى دون بذل مجهود كبير، ويرتبط ذلك بتأثير القولون العصبي على النوم والهضم.
8. اضطرابات نفسية
القلق والتوتر من العوامل التي تزيد من حدة الأعراض، وقد يصاحب القولون العصبي حالات من الاكتئاب أو التوتر المزمن.
كيف يتم تشخيص القولون العصبي؟
لا يعتمد تشخيص القولون العصبي (IBS) على اختبار واحد، بل يتم عبر استبعاد الأمراض الأخرى ومراجعة الأعراض بشكل دقيق.
يعتمد الأطباء على مجموعة من الخطوات لتحديد ما إذا كانت الأعراض تشير إلى القولون العصبي، وتشمل:
1. مراجعة الأعراض
يسأل الطبيب عن:
– آلام البطن المتكررة.
– تغيرات في حركة الأمعاء (إسهال، أو إمساك، أو الاثنين معًا).
– الشعور بالانتفاخ أو الغازات.
يجب أن تكون هذه الأعراض مستمرة لمدة 3 أشهر على الأقل لتأكيد التشخيص.
2. استخدام معايير روما (Rome Criteria)
وهي معايير عالمية تشمل:
– ألم بطني متكرر على الأقل مرة واحدة أسبوعيًا.
– مرتبط بالتغوط أو تغير في شكل أو عدد مرات البراز.
3. استبعاد الحالات الأخرى
قد يطلب الطبيب فحوصات مثل:
– تحليل الدم.
– فحص البراز.
– تنظير القولون (إذا كانت هناك أعراض مقلقة مثل فقدان الوزن أو نزيف).
4. التاريخ الطبي والعائلي
يسأل الطبيب عن:
– وجود حالات مشابهة في العائلة.
– نمط الحياة والتغذية.
– التعرض للضغوط النفسية.
5. تحديد نوع القولون العصبي
يُقسم القولون العصبي إلى ثلاثة أنواع رئيسية، بناءً على نمط التبرز السائد لدى المريض:
1. القولون العصبي المصحوب بالإمساك (IBS-C)
يعاني المريض من صعوبة في التبرز، ويكون البراز صلبًا أو متكتلًا. غالبًا ما يصاحب ذلك ألم في البطن يخف بعد التغوط.
2. القولون العصبي المصحوب بالإسهال (IBS-D)
يتميز هذا النوع بحدوث نوبات متكررة من الإسهال، وقد يشعر المريض بالحاجة الملحة للتغوط، خاصة بعد تناول الطعام أو في الصباح الباكر.
3. القولون العصبي المختلط (IBS-M)
في هذا النوع، يتناوب المريض بين نوبات الإمساك والإسهال، مما يجعل التشخيص أكثر تعقيدًا ويحتاج إلى متابعة دقيقة.
العلاج الدوائي للقولون العصبي
يختلف علاج القولون العصبي بالأدوية حسب نوع الأعراض، مثل الإمساك، أو الإسهال، أو ألم البطن والانتفاخ.
1. أدوية لعلاج الإمساك (IBS-C)
– لوبيبروستون (Lubiprostone)
يساعد على زيادة إفراز السوائل في الأمعاء، مما يسهل حركة البراز ويخفف الإمساك.
– ليناكلوتيد (Linaclotide)
يُستخدم لتحفيز حركة الأمعاء وتقليل الألم الناتج عن التقلصات.
2. أدوية لعلاج الإسهال (IBS-D)
– لوبراميد (Loperamide)
يقلل من حركة الأمعاء، ويُستخدم لتقليل عدد مرات التبرز.
– ريفاكسيمن (Rifaximin)
مضاد حيوي يُستخدم لتقليل البكتيريا الضارة في الأمعاء، وفعال في حالات الإسهال المزمن.
– إيلوكسادولين (Eluxadoline)
يعمل على تقليل نشاط الأعصاب في القولون، مما يخفف الإسهال والألم.
3. مضادات التقلصات والانتفاخ
– ميبيفيرين (Mebeverine)
يُستخدم لتقليل التقلصات العضلية في القولون.
– هيوسيامين (Hyoscyamine)
يقلل من نشاط العضلات الملساء ويخفف الألم.
4. مضادات الاكتئاب الخفيفة
– تُستخدم في الحالات التي يكون فيها التوتر عامل رئيسي في ظهور الأعراض.
– تساعد في تقليل الإشارات العصبية بين الدماغ والأمعاء.
تستخدم هذه الأدوية تحت إشراف طبي، لأن كل حالة لها احتياجات مختلفة.
العلاج الغذائي ونمط الحياة لمرضى القولون العصبي
التحكم في أعراض القولون العصبي لا يعتمد فقط على الأدوية، بل على نمط الحياة الصحي والنظام الغذائي المناسب.
1. اتباع نظام غذائي منخفض FODMAP
نظام الـ FODMAP يقلل من تناول أنواع معينة من السكريات التي تتخمر في الأمعاء وتسبب انتفاخا وغازات.
يشمل تقليل:
– البصل والثوم.
– البقوليات.
– منتجات الألبان.
2. زيادة الألياف القابلة للذوبان
تساعد الألياف على تنظيم حركة الأمعاء، خاصة في حالات الإمساك.
مصادر جيدة:
– الشوفان.
– البطاطس المسلوقة.
– الموز الناضج.
اقرأ أيضاً: الألياف الغذائية
3. تجنب الأطعمة المهيجة
تزيد بعض الأطعمة من الأعراض، مثل:
– الأطعمة الدهنية والمقلية.
– الكافيين.
– المشروبات الغازية.
4. شرب السوائل بانتظام
يساعد شرب الماء بكميات كافية على الهضم ويقلل من الإمساك.
5. ممارسة الرياضة بانتظام
تحسن الرياضة حركة الأمعاء وتقلل التوتر، وتخفف الأعراض.
6. إدارة التوتر والقلق
يزيد التوتر أعراض القولون العصبي، فمهم جدًا تهدئة الأعصاب.
طرق فعالة:
– التأمل والتنفس العميق.
– العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
– النوم الجيد.
اقرأ أيضاً: نمط الحياة المتوازن: حقائق علمية حول النظام الغذائي والرياضة نحو صحة أفضل
References
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/irritable-bowel-syndrome/symptoms-causes/syc-20360016
- https://www.healthline.com/health/types-of-ibs
- https://scifusions.com/articles/understanding-nervous-bowel-insights-implications/
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4342-irritable-bowel-syndrome-ibs
- https://www.niddk.nih.gov/health-information/digestive-diseases/irritable-bowel-syndrome/treatment
GIPHY App Key not set. Please check settings