ما هي الوذمة الشحمية؟
الوذمة الشحمية {lipedema } هي تراكم غير طبيعي للدهون في الجزء السفلي من الجسم (الساقين والأرداف)، وهي حالة مزمنة. المصابون بالوذمة الشحمية من النساء أكثر من الرجال. تبدو في أول الأمر أنها مشكلة تجميلية، إلا أنها قد تسبب في النهاية ألمًا ومشاكل أخرى. لا تزال هذه الحالة محاطة بالغموض، رغم التقدم الكبير في مجال الطب.
أعراض الوذمة الشحمية
يُعدّ الألم الشديد في مناطق تراكم الأنسجة الدهنية من الأعراض المميزة لها، وهذا ما يميزها عن السمنة. تتفاوت مستويات الألم بين المرضى، وتتراوح بين المتوسط والشديد.
كما تتميز الوذمة الشحمية بزيادة كتلة متماثلة في كلا الجانبين، ويختلف عن باقي الجسم. ويمكن تمييزها عادةً بعلامة الكفة، وهي فاصل بين الأنسجة الطبيعية في القدمين و الأنسجة غير الطبيعية من الكاحل إلى أعلى. تشمل الأعراض الشائعة الأخرى الشعور بالثقل، والتورم، وعدم الراحة، والتعب، وظهور الكدمات المتكررة، والإرهاق.
يلاحظ علامات أخرى مثل وجود عقيدات تحت الجلد ذات ملمس يشبه ملمس حبوب الأرز، وهي علامة أساسية لتمييز الوذمة الشحمية عن الحالات الأخرى. يجب أخذ التاريخ العائلي لمعرفة الاستعداد الوراثي. يجب السؤال عما إذا كانت المناطق المصابة تحتفظ بالدهون المتراكمة حتى مع فقدان الوزن. كما يجب تقييم التغيرات الهرمونية وأعراض الألم وتأثيرها على جودة الحياة.
أسباب الوذمة الشحمية
قد تكون أسباب الوذمة الشحمية هي:
الهرمونات.
يعتقد الأطباء أن الهرمونات الأنثوية تلعب دورًا هاماً. ولذلك النساء أكثر إصابة، ونبدأ أو تتفاقم في سن البلوغ، أو أثناء الحمل، أو في فترة انقطاع الطمث، أو عند تناول حبوب منع الحمل.
الجينات.
يعتقد العلماء أيضًا أن للجينات دورًا، لأن العديد من النساء المصابات بهذه الحالة لديهن أفراد من عائلاتهن مصابون بها.
السمنة.
مع أن السمنة ليست سببًا للوذمة الشحمية، إلا أن معظم المصابين بهذه الحالة لديهم مؤشر كتلة جسم أعلى من 35.
مراحل الوذمة الشحمية
تحدث الوذمة الشحمية في المرحلة صفر عندما لا تلاحظ أي تورم، ولكن يعاني المريض من آلام عامة وشعور بالثقل.
تمر الوذمة الشحمية بأربع مراحل مع تطورها. وهي:
المرحلة 1:
يبدو الجلد طبيعيًا، ولكن يشعر المريض بوجود شيء تحت الجلد.
المرحلة 2:
يبدو الجلد غير مستوٍ أو مليئًا بالنتوءات، وقد يكون به غمازات.
المرحلة 3:
يوجد عند المريض طيات كبيرة من الجلد والدهون، وقد تبدو الساقان كالبالونات. قد تُصعّب الدهون الحركة على المريض.
المرحلة 4:
لدى المريض كل من الوذمة الشحمية و الوذمة اللمفاوية. قد يكون لدى المريض تورم في جميع أنحاء الجزء السفلي من الجسم، بالإضافة إلى الوذمة الشحمية في ذراعيك.
كيفية الكشف عن الوذمة الشحمية
لا يوجد اختبار واحد يُشخِّص الوذمة الشحمية، لذا يُمكن للطبيب تشخيصها من خلال الاطلاع على التاريخ الطبي وإجراء فحص بدني، والذي قد يشمل تحسس ملمس المناطق المُصابة.
يسأل الطبيب عادة عن أمور شائعة لدى الأشخاص المُصابين بالوذمة الشحمية، مثل: تضخم كلتا الساقين بشكل متماثل، وألم عند الضغط، وسهولة ظهور الكدمات، وإصابة الساقين دون القدمين.
قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء فحوصات للمساعدة في معرفة ما إذا كنت تُعاني من الوذمة الشحمية. قد تشمل هذه الاختبارات:
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، التصوير المقطعي (CT)، الموجات فوق الصوتية.
الوذمة الشحمية ورم شحمي في الفخذ
يحدث أحيانا خطأ في التفريق بين الوذمة الشحمية والورم الشحمي. الورم الشحمي هو كتلة دهنية بطيئة النمو، تقع بين الجلد وطبقة العضلات، ولكن أسفل الجلد. يكون ملمسه ناعمًا ومطاطيًا، وغالبًا ما يكون غير مؤلم. كما أنه يتحرك بضغطة خفيفة من الإصبع. غالبًا ما يتم اكتشاف الأورام الشحمية في منتصف العمر. الورم الشحمي ليس سرطانًا، و يكون غير ضار. ولا حاجة للعلاج ، ولكن إذا كان الورم الشحمي يزعجك، أو كان مؤلمًا أو ينمو، فقد ترغب في إزالته.
الفرق بين الوذمة الشحمية والسيلوليت
يظهر تشابه كبير بين حالتين السيلوليت و الوذمة الشحمية، وذلك
لتأثيرهما التجميلي على الجلد. ولكن، هناك بعض الاختلافات الأساسية، من الناحية مظهرهما، وأعراضهما، وأسبابهما، وعلاجهما.
يمكن أن يُسبب كل من الوذمة الشحمية والسيلوليت ظهور الجلد بغمازات، أو غير مستوٍ. ولكن تُعدّ الوذمة الشحمية حالة طبية أكثر خطورة تتطلب علاجًا.
تميل الوذمة الشحمية إلى التسبب في تغيرات أكثر وضوحًا في الجلد، خصوصاً تورم الأطراف، وخاصةً في الجزء السفلي من الجسم. يجب دائمًا إجراء علاج الوذمة الشحمية تحت إشراف الطبيب. ولا يظُهر السيليوليت أي أعراض إلا في حالات نادرة جدا. هو يشكل مشكلة تجميلية فقط و لا يسبب ألم.
الفرق بين الوذمة الشحمية والسمنة
تختلف الوذمة الشحمية والسمنة، إذ الوذمة الشحمية تختلف عن الدهون الطبيعية في الجسم. كما هو معروف أن الوذمة الشحمية مؤلمة وغير متساوية تحت الجلد. يوجد اختلاف ملحوظ بين المناطق المصابة بالوذمة الشحمية وبين المناطق السليمة في الجسم. وهذا ليس متوفراً في حالات السمنة.
من هو الطبيب المختص في علاج الوذمة الشحمية؟
يتلقى أخصائي العلاج (بما في ذلك أخصائي العلاج الطبيعي والوظيفي والتدليك) تدريبًا في علاج الوذمة الشحمية. ويقدم عادةً علاجات محددة مثل التصريف اللمفي اليدوي (MLD)، وتجهيز ملابس ضاغطة، وبرامج تمارين رياضية. مع أن المعالج لا يستطيع تقديم تشخيص طبي رسمي، إلا أنه ربما يكون أول من يتعرف على الوذمة الشحمية ويوجه المريض إلى طبيب ( طبيب تقويم عظام) للتأكيد.
أخصائي إدارة الألم
يُعد الألم سمةً مميزةً للوذمة الشحمية. يذهب المريض إلى أخصائي إدارة ألم في الحالات المعقدة. تشمل هذه الممارسات مجموعةً واسعةً من المهن، بدءًا من المعالجين المذكورين أعلاه، ووصولًا إلى الأطباء ذوي الخلفيات في التخدير وطب الأعصاب والطب النفسي.
واخيراً، يلجأ مرضى الوذمة الشحمية إلى الجراحة لتخفيف الألم، وزيادة الحركة، وتقليل إجهاد المفاصل، وتحسين جودة حياتهم.
علاج الوذمة الشحمية
لا يوجد علاج واضح للوذمة الشحمية، إلا أن هناك علاج يساعد في تخفيف الأعراض. يشمل علاج الوذمة الشحمية ما يلي:
الحفاظ على الوزن، اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة نشاط بدني منتظم قد يساعد في منع تراكم المزيد من الدهون.
يساعد الحفاظ على ترطيب البشرة المصابة في تقليل جفافها وآلامها الذي قد يؤدي إلى المزيد من المضاعفات.
العلاج بالضغط واستخدام الجوارب الضاغطة أو الضمادات الأخرى على الجلد المصاب قد يساعد في تقليل التورم والألم وعدم الراحة.
قد يساعد شفط الدهون في إزالة تراكم الدهون الزائدة وتحسين الأعراض وجودة الحياة بشكل عام.
وقد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لتقليل الكتلة العضلية.
علاج الوذمة الشحمية بالاعشاب
تساعد الأدوية والمكملات الغذائية والأعشاب المضادة للأكسدة في السيطرة على بعض الأعراض. على سبيل المثال، يُحسّن السيلينيوم الالتهاب، وتُساعد مكملات حرق الدهون على تقليل الدهون.
علاج الوذمة الشحمية بالرياضة
إن ممارسة الرياضة تساعد على تقليل تراكم السوائل، وتعزيز الحركة، والحفاظ على أداء ساقيك أو تحسينه.
علاج الوذمة الشحمية بالمساج
يمكن العلاج بالتصريف اللمفاوي اليدوي أن يُخفف الأعراض المؤلمة. وهو نوع من التدليك يحفز تدفق اللمف حول المناطق المسدودة إلى الأوعية السليمة، حيث يُمكن تصريفه في الجهاز الوريدي. يساعد هذا على تخفيف الألم.
رجيم الوذمة الشحمية
ربما تكون الدهون الناتجة عن الوذمة الشحمية مقاومة لفقدان الوزن من خلال النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة أو جراحة السمنة، لذلك قد لا تنجح الجهود المعتادة لإنقاص الوزن في علاج دهون الوذمة الشحمية.
المصادر
- Lipedema: Symptoms, Treatment, Diet, Causes, and More
- Lipedema: Current Diagnostic and Treatment Evidence
- Lipoma – Symptoms & causes – Mayo Clinic
- Lipedima vs. Cellulite: Key Differences, Symptoms & Treatment
- Finding a Lipedema Specialist — Lipedema Foundation
GIPHY App Key not set. Please check settings