in

الوسواس القهري (OCD) وأعراضه و3 طرق للعلاج

الوسواس القهري
Spread the love

ما هو الوسواس القهري؟

الوسواس القهري، هو اضطراب نفسي تراود المصاب به أفكار أو هواجس مستمرة ومتكررة تثير شعورًا بالضيق أو القلق الشديد أو الخوف، مما يدفعه إلى تكرار سلوكيات قهرية؛ للتخلص من تلك الهواجس وتقليل الضيق والقلق، ويؤثر ذلك بشكلٍ كبيرٍ على علاقاته الاجتماعية وأدائه للمهام اليومية، قد يصيب الوسواس القهري الأشخاص من جميع الأعمار ويستمر عادةً مدى الحياة أو قد تختفي الأعراض أو تتفاقم مع مرور الوقت، ويبدأ ظهور الأعراض عادةً في مرحلة الطفولة أو المراهقة.

دورة الوسواس القهري

يظهر الوسواس القهري كدورة، يعاني المريض فيها من حلقة مفرغة من الهواجس، تؤدي إلى الشعور بالضيق والقلق والخوف، مما يدفع المريض إلى أداء بعض السلوكيات القهرية؛ ليشعر بالراحة، لكن الراحة لا تدوم، يخف القلق مؤقتًا ثم تعود الهواجس مرةً أخرى، وتبدأ الدورة من جديد، ويشعر المريض بالقلق الشديد أو الخوف من حدوث عواقب في حال عدم أدائه تلك السلوكيات، وتستغرق تلك السلوكيات وقتًا طويلاً وتتداخل مع الأنشطة اليومية وتؤثر على العلاقات الاجتماعية للمريض.

يدرك المصابون بالوسواس القهري في كثير من الأحيان أن هواجسهم ليست واقعية أو حقيقية، ولكنهم يجدون صعوبة في إيقافها، وتُزيد محاولات تجاهلها أو تشتيت انتباههم بأنشطة أخرى من الشعور بالضيق والقلق. 

يختلف اضطراب الوسواس القهري عن تلك الهواجس والسلوكيات المؤقتة، مثل إعادة التحقق من الموقد أو الأقفال، والتي تولد شعورًا مؤقتًا بالقلق ثم مواصلة الحياة الطبيعية.

أسباب وعوامل خطر الوسواس القهري

تُعد أسباب الوسواس القهري غير معروفة على وجه التحديد، ولكن قد تساهم بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة به، بما في ذلك:

  • التاريخ العائلي من إصابة أحد الوالدين بالوسواس القهري، وخاصةً إذا كانت الإصابة في الطفولة أو المراهقة.
  • تغيرات كيميائية في الدماغ، مثل نقص السيروتونين.
  • الإصابة بحالات عصبية أخرى تؤثر على مناطق مماثلة من الدماغ، ومنها الشلل الرعاش والصرع.
  • متلازمة بانداس، وهي مجموعة من الحالات تؤثر على الأطفال عقب إصابتهم بعدوى البكتيريا العقدية، مثل التهاب الحلق أو الحمى القرمزية، ويُعد الوسواس القهري أحد هذه الحالات.
  • صدمات الطفولة، مثل الإساءة أو الإهمال، قد تساهم في تطور الوسواس القهري.

تشخيص الوسواس القهري

لا يوجد اختبار لتشخيص الوسواس القهري، ويُجرى تشخيصه عادةً عن طريق  الأعراض والتاريخ الطبي الصحي والعقلي، واستخدام معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وتتضمن تلك المعايير:

  • وجود هواجس أو سلوكيات قهرية متكررة أو كليهما.
  • تستهلك دورة الهواجس والسلوكيات القهرية الكثير من الوقت (أكثر من ساعة في اليوم).
  • تسبب الهواجس أو السلوكيات القهرية ضيقًا شديدًا أو تؤثر سلبًا على الحياة والأنشطة اليومية ومسئوليات العمل.
  • لا تنتج الأعراض عن أدوية أو كحول.
  • لا تنتج الأعراض عن حالة طبية عقلية أخرى، مثل اضطراب القلق العام أو اضطراب الأكل أو اضطراب صورة الجسم.

اعراض الوسواس القهري

يختلف تأثير الوسواس القهري بين الأشخاص إلا أنه يسبب نمطًا معينًا من الأفكار والسلوكيات، وتتمثل أعراض الوسواس القهري في ثلاثة عناصر رئيسية، هي:

الهواجس – القلق الشديد بشأن تلك الهواجس – أداء بعض السلوكيات القهرية للتخلص من الهواجس والقلق.

  • الهواجس أو الوساوس، هي أفكار أو مشاعر غير مرغوب فيها مستمرة ومتكررة تسيطر على التفكير ويصعب التحكم فيها وتثير مشاعر مؤلمة، مثل القلق والضيق والخوف.

تتضمن بعض الهواجس الشائعة في الوسواس القهري، ما يلي:

  • هواجس التلوث والقلق المفرط بشأن النظافة.
  • الخوف من إلحاق الأذى بالنفس أو بالآخرين عمدًا أو عن طريق الخطأ.
  • الخوف من فقدان أو التخلص من شيء مهم.
  • الخوف المفرط من ارتكاب خطأ.
  • القلق المفرط بشأن النظام أو التناسق.
  • القلق المفرط بشأن الدقة والكمال وأداء المهام بشكل مثالي.
  • القلق المفرط بشأن الحاجة إلى التذكر والخوف من نسيان معلومات مهمة.
  • القلق المفرط حول الشريك كونه مناسبًا أم لا أو القلق بشأن عيوبه وصفاته.
  • الاهتمام المفرط بالأخلاق والصواب والخطأ.
  • السلوكيات القهرية سواء الجسدية أو العقلية التي يضطر الشخص للقيام بها استجابةً للهواجس والوساوس للتخلص من القلق والضيق أو الخوف من أن عدم القيام بها بطريقة معينة يسبب ضررًا، وتشمل الأنواع الشائعة منها، ما يلي:
  • الإفراط في التنظيف أو الاستحمام أو غسل الأسنان أو اليدين.
  • الإفراط في ترتيب الأشياء بطريقة معينة.
  • الإفراط في جمع أو تخزين أشياء ليس لها قيمة.
  • الإفراط في تفضيل أو تجنب أرقام معينة أو القيام بمهمة ما لعدد معين من المرات.
  • التحقق مرارًا وتكرارًا من الأقفال والمفاتيح والأبواب.
  • التحقق باستمرار من عدم التسبب في إيذاء شخص ما أو ارتكاب خطأ.
  • تكرار كلمة معينة أو تكرار طلب الطمأنينة من الآخرين.
  • تكرار حركات الجسم مثل النقر واللمس و الرمش.
  • تجنب الأشخاص أو الأماكن أو المواقف التي تثير الهواجس، مثل رفض المصافحة أو لمس الأشياء التي يلمسها الآخرون كثيرًا، مثل مقابض الأبواب أو تجنب الخروج من المنزل خوفًا من التلوث.

اضطرابات الصحة العقلية المرتبطة بالوسواس القهري

تنطوي بعض اضطرابات الصحة العقلية الأخرى على أفكار أو سلوكيات أو رغبات متكررة مشابهة للوسواس القهري، مما يُصعب أحيانًا تشخيص اضطراب الوسواس القهري، ومنها:

  • اضطرابات الأكل، والتي تؤدي إلى تغير في عادات الطعام.
  • اضطراب القلق العام، وهو حالة من القلق من مجموعة واسعة من المواقف.
  • اضطراب الاكتناز، وهو حالة من الإفراط في جمع وتخزين الأشياء، مما يؤدي إلى الفوضى.
  • اضطراب تشوه الجسم (BDD)، هو القلق الوسواسي من عيب أو أكثر في مظهر الجسد.
  • نتف الشعر القهري (CSP)، هو رغبة قهرية متكررة لنتف الشعر لتخفيف القلق. 

اقرأ أيضًا: نوبة الهلع الأعراض والأسباب وطرق العلاج المختلفة

علاج الوسواس القهري

تتضمن خطة علاج الوسواس القهري عادةً السيطرة على الهواجس والسلوكيات القهرية وتقليل تأثيرها السلبي على الحياة عن طريق:

  • العلاج النفسي لاضطراب الوسواس القهري

أهمها العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، وهو العلاج النفسي الأكثر شيوعًا وفعالية لعلاج اضطراب الوسواس القَهري؛ إذ يساعد أخصائي الصحة العقلية أو الطبيب النفسي المريض في فهم وتحديد المشاعر والأفكار والسلوكيات السلبية وتغييرها أو التعامل معها بطرق صحيحة خلال عدة جلسات عن طريق التعرض والوقاية من الاستجابة (ERP) بتعريض المريض تدريجيًا لمواقف غير مرغوب فيها تتعلق بهواجسه، مثل لمس أشياء متسخة ومقاومة الرغبة في أداء السلوك القهري ومنعه من غسل اليدين أو التعرض لموقف مخيف دون حدوث أي شيء سلبي؛ ليصل المريض إلى أن أفكاره المخيفة والمقلقة مجرد أفكار وليست حقيقة ويستطيع التعامل مع الهواجس دون الاعتماد على السلوكيات ويقل القلق مع مرور الوقت.

  • الأدوية المستخدمة لعلاج الوسواس القهري
  • مضادات الاكتئاب، تُعد مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) هي العلاج الأكثر فعالية لعلاج الوسواس القَهري من بين مضادات الاكتئاب الأخرى، وتُستخدم بجرعات أعلى بكثير من الجرعات المستخدمة في علاج القلق أو الاكتئاب، وتتحسن الأعراض خلال 6 إلى 12 أسبوعًا، ومنها: 
  • فلوكستين (بروزاك).
  • سيرترالين (زولوفت).
  • فلوفوكسامين (لوفوكس).
  • باروكستين (باكسيل).
  • التحفيز العميق للدماغ والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، يُستخدم لتحفيز الخلايا العصبية في الدماغ إلى جانب العلاج بالتعرض والوقاية من الاستجابة، في حالة الأعراض الشديدة أو عدم فعالية العلاج التقليدي.

يؤدي عدم تلقي العلاج إلى تغيرات في الدماغ، مما يُصعب كسر دورة الهواجس والسلوكيات القهرية وعلاجها.

اقرأ أيضًا: سيتالوبرام.. و7 آثار جانبية شائعة

الوقاية من الوسواس القهري

لا يمكن منع اضطراب الوسواس القَهري، ولكن يساعد اتباع بعض الوسائل إلى جانب العلاج الدوائي والعلاج النفسي في التحكم في الأعراض، ومنها:

  • الحصول على قسط كاف من النوم.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • تناول نظام غذائي صحي.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل واليوغا والتدليك والتخيل؛ لتخفيف التوتر والقلق الذي يسببه اضطراب الوسواس القهري.
  • الانضمام إلى مجموعات المصابين بالوسواس القهري للحصول على الدعم.

المصادر

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9490-ocd-obsessive-compulsive-disorder

https://www.psychiatry.org/patients-families/obsessive-compulsive-disorder/what-is-obsessive-compulsive-disorder

https://www.nhs.uk/mental-health/conditions/obsessive-compulsive-disorder-ocd/symptoms

https://www.mind.org.uk/information-support/types-of-mental-health-problems/obsessive-compulsive-disorder-ocd/about-ocd

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

أموكسيسيلين مثيل البنسيلين رقم 1

السمنة