تسوس الرضاعة عند الأطفال (Nursing Caries)

تسوس الرضاعة عند الأطفال هو نوع من تسوس الطفولة المبكرة الذي يصيب الأطفال أثناء مرحلة التسنين الأولى، وذلك بسبب تكرار الرضاعة الليلية. قد تختلف الرضاعة الليلة عند الأطفال، فقد تكون رضاعة طبيعية أو صناعية، وقد تكون عصائر أو أعشاب، لكن المحصلة النهائية هي زيادة احتمال الإصابة بتسوس الرضاعة عند الأطفال.

أسباب تسوس الرضاعة عند الأطفال

غالبا ما تكون أسباب تسوس الرضاعة عند الأطفال مرتبطة بأحد العوامل التالية:

• الرضاعة الليلية، وهي خلود الطفل للنوم وبقايا الرضاعة في فمه  سواء كانت رضاعة طبيعية أو صناعية.
• المسارعة بإعطاء الطفل العصائر السكرية لمساعدته على النوم.
• غمس اللّهاية في محلول سكري أو عسل وإعطائها للطفل أثناء النوم.

شكل تسوس الرضاعة عند الأطفال

غالبا ما يصيب تسوس الرضاعة الأسنان اللبنية الأمامية للفك العلوي، لكنه قد يمتد ليصيب أسنان الفك السفلي.

يختلف شكل تسوس الرضاعة من طفل الى آخر، لكن هناك أشكال أكثر شيوعا من غيرها. من الأشكال الأكثر شيوعا لتسوس الرضاعة هي كالتالي:

• ظهور بقع بيضاء علي الأسطح الأمامية  للأسنان القواطع في الفك العلوي.
• ظهور فجوات على الأسطح الأمامية لقواطع الفك العلوي.
• تحول لون الفجوات إلى اللون البني أو الأسود.

أعراض تسوس الرضاعة عند الأطفال

في البداية لا تكون هناك أعراض لتسوس الرضاعة، خاصة عندما يكون سطحياً دون أن يشمل عصب السن. تكون الشكوى المبدئية هي ملاحظة الأم أو الأفراد المحيطين بالطفل تغيراً في لون أسنانه.

مع تطور الحالة وعدم إعطاء الإجراء العلاجي المناسب تحدث تطورات في شكل التسوس وتبدأ الأعراض بالظهور ويبدأ الطفل في الشكوى من ألم الأسنان وعدم القدرة على تناول بعض الأطعمة الساخنة أو السكرية. كما تقل مع الوقت قدرة الطفل على مضغ وقضم الأطعمة القاسية إذا ما امتدت الإصابة للضروس وباقي الأسنان.

مضاعفات تسوس الأسنان عند الأطفال

في بدايته يكون تسوس الرضاعة سطحياً يشمل فقط طبقة ميناء الأسنان. ولكن بما أن التسوس عملية تقدمية مستمرة، فقد يستمر التسوس ويتطور ليشمل طبقة العاج ويصل إلى لب السن (العصب). في هذه الحالة يبدأ الطفل من الشكوى من الألم الذي يكون في بدايته مرتبطاً بالأكل. لكن مع وصول التسوس إلى عصب السن يصبح الألم تلقائياً. وقد تسوء الحالة ليصاب السن بالعدوى وتكوّن خراج في جذر السن.

الفرق بين تسوس الرضاعة والتسوس المتفشي (Rampant Caries)

التسوس المتفشي هو أيضا نوع من أنواع تسوس الطفولة لكنه يصيب الأطفال ما بعد مرحلة الرضاعة. فالتسوس المتفشي يصيب الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وسوء الصحة الفموية، مثل الأطفال في المناطق الفقيرة أو الذين يتناولون طعاما غنيا بالسكريات وفقيرا في الألياف والفيتامينات. كما أنه قد يصيب الأطفال الذين يتعاطون علاجا كيماويا أو إشعاعيا بصورة مكثفة.

الفرق الأساسي في شكل تسوس الرضاعة والتسوس المتفشي هو أن الأول يكون مرتبطا فعليا بالرضاعة ويصيب الأسنان الأمامية في بدايته. أما الثاني فإنه يصيب الأطفال من عمر 2 إلى 6 سنوات ويصيب الأسنان كلها دون تفضيل الأسنان الأمامية على الضروس.

من الشائع أيضا أن يبدأ التسوس بسبب الرضاعة ويتحول إلى تسوس متفشي بسبب عدم العلاج وسوء الصحة الفموية والعادات الغذائية غير السليمة للطفل.

اقرأ أيضا: تعرف على أسباب زراعة الاسنان و مميزاتها وعيوبها

كل ما تحتاج معرفته عن تبييض الاسنان

كيفية علاج تسوس الرضاعة عند الأطفال

يعتمد علاج تسوس الأسنان عند الأطفال على عاملين أساسيين؛ شدة التسوس وعمر الطفل. فكلما كان عمر الطفل أكبر وشدة التسوس أقل يكون العلاج أبسط. ويهدف العلاج في الأساس إلى وقف نشاط التسوس والحفاظ على جسم السن سليما على قدر الإمكان ليقوم بوظيفته على أكمل وجه.

وسوف نقوم بترتيب بعض العلاجات المقترحة حسب شدة التسوس من الأبسط فالأشَدِّ كالتالي:

• في الحالات البسيطة يتم إعطاء الأم بعض النصائح لكيفية العناية بأسنان الطفل وتنظيفها، ويقوم طبيب أسنان الأطفال بعمل جلسات فلورايد  دورية للأسنان المصابة وفقا لعمر الطفل.
• في بعض الحالات قد يستطيع طبيب أسنان الأطفال وضع مادة لإيقاف التسوس إذا كان عمر الطفل لا يسمح بجلوسه فترة طويلة على كرسي الأسنان لتنظيف السن المصاب وحشوه. هذه المادة (SPF) توقف نشاط التسوس فترة من الوقت تصل إلى شهور حتى يتمكن الطبيب فيما بعد من عمل حشوة بطريقة طبيعية عندما يكون عمر الطفل أكثر مناسبة لاستيعاب إرشادات الطبيب أثناء الإجراء الطبي.
• في الحالات المتقدمة ليس هناك بد من إجراء علاجي تقليدي من تنظيف الجزء المصاب في السن وإزالة الأجزاء المصابة من العصب إن وجدت وعلاجها، وإعطاء المضادات الحيوية في حالة وجود عدوى أو خراج. كما أنه من الضروري وضع طرابيش على الأسنان التي تم علاج عصبها لحمايتها من الكسر فيما بعد.
• في بعض الحالات الشديدة يكون الخلع هو الخيار الوحيد المتاح إذا كان التسوس قد أصاب جزءا كبيرا من السن لن يتمكن الطبيب من تعويضه. 
• قد يرى طبيب أسنان الأطفال أن أنسب طريقة لعلاج أسنان الطفل المصابة هي عن طريق تنفيذ الخطة العلاجية تحت التخدير الكلي بإشراف طبيب تخدير أطفال، وذلك عند وجود عدد كبير من الأسنان المصابة في عمرصغير. الهدف من ذلك تقليل زيارات الطفل لعيادة الأسنان وتوتره الناتج عن ذلك والتخلص من كل أسباب الشكوى والعدوى في جلسة واحدة.

كيفية الوقاية من تسوس الرضاعة عند الأطفال

هناك بعض النصائح المفيدة التي يتم إعطاؤها للأهل للوقاية من تسوس الرضاعة وهي كالتالي:

• الفطام الليل التدريجي، وذلك  بعدم السماح للطفل بالخلود إلى النوم بزجاجة حليب صناعي أو عصائر سكرية، أو حتى النوم مع الرضاعة الطبيعية. هذه النصيحة أساسية فور ظهور أول سن في فم الطفل.
• عدم إعطاء الطفل حلويات سكرية سواء كانت طبيعية أو صناعية لتشجيعه على النوم.
• البدء بتطبيق تعاليم الصحة الفموية الجيدة بمجرد ظهور الأسنان في فم الطفل، وذلك عن طريق تنظيف الأسنان بعد كل وجبة سواء بقطعة شاش مبللة أو بالفرشاة المناسبة لعمر الطفل.
• مراجعة طبيب أسنان الأطفال بصفة دورية بداية منذ ظهور القواطع في فم الطفل أو عند إتمام الطفل عامه الأول، فكلما تم اكتشاف الحالة مبكرا كان التعامل معها أسهل.

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK535349/#article-18465.s10

https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC9321968/#:~:text=Rampant%20caries%20is%20frequently%20seen,of%20caries%20is%20highly%20variable.

https://www.stanfordchildrens.org/en/topic/default?id=nursing-bottle-caries-90-P01844#:~:text=What%20is%20nursing%20caries%3F,juice%2D%2Danything%20except%20water.

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/23633832