تصلب الشرايين (atherosclerosis) وتأثيره على القلب: 4 نصائح للوقاية

ما هو تصلب الشرايين؟

تصلب الشرايين هو حالة طبية تتميز بتراكم الدهون والكوليسترول في جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تضييقها وبالتالي تقليل تدفق الدم فيها. يحدث هذا التراكم في العادة نتيجة لعوامل مثل ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وارتفاع الكوليسترول في الدم. 

تلك التراكمات الدهنية التي تحدث، تسمى اللويحات الدهنية. تتكون هذه اللويحات الدهنية في جدران الشرايين مما يعيق تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية.

من الضروري تشخيص تصلب الشرايين مبكراً من خلال الفحوصات الطبية واتباع نمط حياة صحي يتضمن التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني بانتظام. 

اعراض تصلب الشرايين

تكون المراحل المبكرة من هذا المرض خالية من الأعراض، ولا تبدأ هذه الأعراض بالظهور إلا عندما تضيق الشرايين جدا أو تصبح مسدودة بالكامل باللويحات الدهنية. العديد من المرضى لا يكتشفون أنهم مصابون بتصلب الشرايين إلا عند وقوع حدث جلل مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. تختلف الأعراض باختلاف العضو المتأثر بهذا المرض. 

على مستوى القلب:

مرض الشريان التاجي قد يصيب القلب مما يؤدي لظهور أعراض مثل

• ضيق التنفس أثناء النشاط البدني الخفيف.
• ألم في الصدر مصحوب بألم في الظهر، والكتف، والذراعين (بالأخص الأيسر).
• الشعور بالدوار.
• خفقان القلب.

على مستوى الجهاز الهضمي:

نقص تروية المساريقا يؤدي لظهور أعراض والتي كالتالي:

• مغص وآلام في البطن بعد تناول الطعام مما قد يؤدي للخوف من تناول الطعام وبالتالي فقدان الوزن.
• الانتفاخ، والغثيان، والقيء.
• الإسهال.

على مستوى الكليتين:

ضيق الشريان الكلوي يؤدي لظهور أعراض مثل: 

• ارتفاع في ضغط الدم لا يستجيب للعلاج.
• تغيرات في معدل البول.
• تورم في الجسم نتيجة لاحتباس السوائل.
• فقدان الشهية.

على مستوى الساقين والقدمين:

تحدث أعراض القدمين والساقين بسبب مرض الشرايين الطرفية. بعض هذه الأعراض هي:

• العرج المتقطع أثناء المشي.
• الشعور بحرقة وألم في القدمين مع الراحة أو الاستلقاء.
• برودة القدم وتغير لونه، كأن يحدث احمرار. 
• التهابات متكررة وتقرحات في القدم يصعب الشفاء منها. 

على مستوى الدماغ:

مرض الشريان السباتي يحدث نتيجة لتصلب الشرايين وأعراضه تتضمن:

• دوار وصداع شديدين.
• تدلي جانب واحد من الوجه.
• فقدان الإحساس والقدرة على الحركة أو حدوث ضعف في ناحية واحدة من الجسم.
• صعوبة في الكلام.
• فقدان البصر في عين واحدة.

اسباب تصلب الشرايين:

يعد تصلب الشرايين من الأمراض التي لم يكتشف لها سبب محدد إلى الآن، ولكن هناك بعض عوامل الخطر للإصابة به، مثل:

• ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.
• ارتفاع ضغط الدم.
• التدخين.
• مرض السكري.
• السمنة.
• قلة ممارسة النشاط البدني.
• اتباع نظام صحي غير سليم.

اقرأ أيضا: الكوليرا.

علاج تصلب الشرايين

يشمل علاج تصلب الشرايين تغييرات في نمط الحياة، وعلاج دوائي، وأحيانا قد يتطلب الجراحة.

تغييرات نمط الحياة:

تعد تغييرات نمط الحياة خطوة أساسية في إدارة تصلب الشرايين. يمكن تقليل عوامل الخطر مثل التدخين، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وارتفاع السكر في الدم، ونقص النشاط البدني، وارتفاع ضغط الدم.

تتضمن الأدوية المستخدمة لعلاج تصلب الشرايين:

1. الأدوية المضادة للصفيحات: مثل الأسبرين وكلوبيدوغريل، والتي تقلل من قدرة الصفائح الدموية على الالتصاق معًا وتكوين جلطات.
2. مضادات التخثر: تعرف أيضًا بالمسيلات، مثل الوارفارين والهيبارين، التي تقلل من قدرة الدم على التجلط.
3. الأدوية الخافضة للكوليسترول: تُستخدم لتقليل الدهون في الدم، خاصة كوليسترول LDL. تشمل هذه الأدوية الستاتينات، مثل سيمفاستاتين وأتورفاستاتين.
4. أدوية ضغط الدم: تعمل بطرق متنوعة لخفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب.

الإجراءات الجراحية:

توسيع الشرايين التاجية: تتضمن عملية إدخال قسطرة عبر وعاء دموي إلى القلب، حيث يتم نفخ بالون لزيادة فتحة الوعاء، مما يعزز تدفق الدم. تُعرف هذه العملية بالتداخل القلبي عن طريق الجلد (PCI).

أنواع إجراءات PCI تشمل:

• توسيع الشريان بالبالون: يُستخدم لفتح الشريان المسدود.
• استئصال الشريان: إزالة الانسداد بواسطة جهاز صغير.
• توسيع الشريان بالليزر: تبخير الانسداد باستخدام الليزر.
• وضع دعامة: دعامة شبكية تُركب في الشريان المسدود للحفاظ على فتحة الشريان.
• عملية تحويل مسار الشرايين التاجية: تُجرى عادة للأشخاص الذين يعانون من الذبحة الصدرية. يتم فيها زرع قطعة من وريد صحي لتجاوز الانسداد، مما يسمح بتدفق الدم.

اقرأ أيضا: أمراض القلب.

تصلب الشرايين والنظام الغذائي

يلعب النظام الغذائي دورا كبيرا في حدوث تصلب الشرايين وتطوره، مما يستدعي الانتباه إلى ما نتناوله.

 تُعد الدهون المشبعة والمتحولة من أبرز المكونات الغذائية المسببة لتصلب الشرايين. توجد الدهون المشبعة في الأطعمة مثل اللحوم الحمراء، والزبدة، والجبن. هذه الدهون يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، مما يساهم في تراكم الدهون على جدران الشرايين.

أما الدهون المتحولة، فتوجد عادة في الأطعمة المصنعة والمقلية، مثل المخبوزات والوجبات السريعة. هذه الدهون تزيد من خطر التصلب الشرياني بشكل أكبر من الدهون المشبعة، لذا ينبغي تجنبها قدر الإمكان.

الكربوهيدرات المكررة أيضًا تلعب دورًا في تطور تصلب الشرايين. الأطعمة مثل الخبز الأبيض، والأرز الأبيض، والمكرونة المصنوعة من الدقيق المكرر تؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم، مما يساهم في زيادة الالتهابات وتراكم الدهون في الشرايين.

 بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الأطعمة الغنية بالسكريات المضافة خطرًا على صحة الشرايين. المشروبات الغازية، والحلويات، والأطعمة المعالجة تحتوي على كميات كبيرة من السكر، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين.

اقرأ أيضا: التصلب المتعدد.

أهمية النظام الغذائي لمريض تصلب الشرايين

يساعد النظام الغذائي المتوازن على تقليل الالتهابات وتعزيز تدفق الدم، مما يساهم في تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بهذه الحالة.

1. يجب على مرضى تصلب الشرايين التركيز على تناول الفواكه والخضروات، مثل التوت، والتفاح، والسبانخ. هذه الأطعمة غنية بمضادات الأكسدة والألياف التي تدعم صحة القلب. 
2. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الحبوب الكاملة مثل الشوفان والكينوا خيارات ممتازة. 
3. البقوليات، مثل العدس والفاصوليا، هي مصادر جيدة للبروتين والألياف. فبالتالي، تساهم في تحسين مستويات الكوليسترول وتقليل المخاطر القلبية. 
4. يمكن أيضًا إدراج الأسماك الدهنية، مثل السلمون والسردين، في النظام الغذائي، حيث تحتوي على الأحماض الدهنية الأوميغا-3 التي تفيد القلب وتقلل الالتهابات. 
5. تعد المكسرات، مثل الجوز واللوز، خيارات صحية غنية بالدهون الصحية والألياف. 
6. استخدام الزيوت الصحية، مثل زيت الزيتون، وزيت الكانولا، وزيت الأفوكادو، هي خيارات جيدة في الطهي، حيث تساعد في تحسين مستويات الكوليسترول الضار. 

اقرأ أيضا: حساسية المكسرات.

نصائح للوقاية من تصلب الشرايين

1. التغذية المتوازنة: تناول الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، مع تجنب الأطعمة الغنية بالدهون الضارة، والابتعاد عن التدخين.
2. ممارسة الرياضة: الالتزام بممارسة 30 دقيقة من النشاط البدني يوميًا لتعزيز صحة القلب.
3. إدارة التوتر: ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا أو التأمل لتحسين الصحة العامة وتقليل المخاطر.
4. فحص دوري للصحة: مراقبة مستويات الكوليسترول وضغط الدم بانتظام للحفاظ على صحة الشرايين.

المصادر:

1. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/arteriosclerosis-atherosclerosis/symptoms-causes/syc-20350569#:~:text=Atherosclerosis%20is%20a%20specific%20type,leading%20to%20a%20blood%20clot.
2. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/16753-atherosclerosis-arterial-disease
3. https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/atherosclerosis
4. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC8315554/