المضادات الحيوية هي عبارة عن أدوية تُستخدم في علاج العدوى التي تسببها البكتيريا، وتكون آلية عملها عن طريق قتل البكتيريا أو منعها من النمو والتكاثر، يمكن أن تحافظ على الأرواح إذا تم استخدامها بشكل صحيح، ولكن هناك مشكلة متنامية وهي مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
تُعد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية مشكلة صحية عامة عالمية، تحدث عندما تتغير البكتيريا وتقاوم تأثيرات المضادات الحيوية التي كانت تحاربها بكفاءة سابقاً، وتستمر في النمو والتكاثر، وبالتالي يُصبح علاج الأمراض الناتجة عنها صعباً، وقد يكون مستحيلاً، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأمراض مُمِيتة، يُمكن أن تنتشر السلالات المقاومة للمضادات الحيوية من شخص إلى آخر في المجتمع أو من مريض إلى مريض في المستشفى.
أسباب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
تستطيع البكتيريا مع مرور الوقت أن تتكيف وتقاوم المضادات الحيوية، ولكن هناك عدة عوامل تزيد من سرعة ذلك ومنها:
- الاستخدام المُفرِط للمضادات الحيوية وتناولها في حالة عدم الحاجة إليها، على سبيل المثال تُسبب الفيروسات معظم التهابات الحلق، المضادات الحيوية لا تكون نافعة في هذه الحالات لأنها لا تُفيد في علاج العدوى الفيروسية، وبالتالي يزيد استخدامها من خطورة حدوث مقاومة البكتيريا، لذلك لا ينبغي تناول هذه الأدوية دون وصفة طبية.
- سوء استخدام المضادات الحيوية، في حالة نسيان جرعة أو أكثر، أو في حالة وقف المضاد الحيوي بعد فترة قصيرة جدا، أو استخدام دواء شخص آخر، هذه العوامل تُتيح الفرصة للبكتيريا أن تتكاثر، وقد تستطيع التحوُّر أيضا، تكون البكتيريا المتحورة مقاوِمة بصورة كبيرة للمضادات الحيوية، ونتيجة ذلك يستطيع المضاد الحيوي القضاء على البكتيريا التي لم تتحور، ولكن تبقى البكتيريا المتحورة دون علاج.
- طفرة جينية مفاجئة، أحيانا يتغير الحمض النووي للبكتيريا أو يتحور من تلقاء نفسه، لا تستطيع المضادات الحيوية في هذه الحالة أن تتعرف على هذه البكتيريا المتغيرة حديثا، ونتيجة ذلك لا تستطيع استهدافها أو أن هذا التغيير يساعد البكتيريا على مقاومة الدواء والاستمرار في النمو والتكاثر.
- المقاومة المنقولة، قد تنتقل العدوى البكتيرية المتحورة من شخص إلى آخر، فيصبح بذلك لديه عدوى لا تستجيب للمضاد الحيوي.
اقرأ أيضا:الالتهاب الرئوي(pneumonia)
طرق مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
توجد العديد من الآليات التي من خلالها يمكن أن تتطور مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، هذه الآليات تُحدِث تعديلات كيميائية حيوية تؤدي إلى تغيير بعض خصائص الخلايا البكتيرية والتي كانت حساسة سابقا لتأثير المضادات الحيوية.
أمثلة لبعض طرق مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية:
- إنتاج إنزيمات تتسبب في تعطيل المضادات الحيوية.
- تغيير الإنزيم أو البروتين أو المُستَقبِل الذي يستهدفه المضاد الحيوي.
- تفعيل مضخات تتعمد إزالة الدواء من الخلية.
- تغيير بروتينات جدار الخلية لمنع امتصاص الدواء.
بعض البكتيريا تكون مقاومة لأنواع عديدة من المضادات الحيوية، وتسمى البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة، وفي حالات نادرة جدا توجد أنواع من البكتيريا لا تستجيب إلى أي نوع من المضادات الحيوية المتاحة، مما يتسبب أحيانا في وجود حالات ليس لها خيارات علاجية ممكنة.
انتقال البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات
تُستخدم المضادات الحيوية بشكل متكرر في المستشفيات، يعاني العديد من المرضى من حالة صحية سيئة أو يعانون من العديد من الأمراض التي تجعلهم أكثر عرضة للعدوى، ويتطلب ذلك العلاج بالمضادات الحيوية.
تشمل الطرق الشائعة التي يمكن من خلالها انتقال البكتيريا من شخص لآخر ما يلي:
- الاتصال بالأيدي الملوثة للعاملين بالمستشفى.
- ملامسة الأسطح الملوثة مثل مقابض الأبواب والأجراس.
- ملامسة الأجهزة الطبية الملوثة مثل السماعات الطبية وأجهزة قياس ضغط الدم.
يجب اتباع بعض الاحتياطات في المستشفيات لتقليل خطورة انتقال العدوى وتشمل:
- نظافة اليدين قبل وبعد الاتصال بالمريض.
- استخدام معدات الحماية الشخصية مثل القفازات أو الأقنعة أو العباءات الطبية أو تغطية العينين عند توقع ملامسة الدم أو سوائل الجسم.
- التخلص من الأدوات الحادة مثل الإبر بشكل مناسب.
- التنظيف الروتيني للمكان.
- إعادة المعالجة المناسبة للمعدات والأدوات الطبية القابلة لإعادة الاستخدام.
- إدارة النفايات الطبية( التخلص منها بالطريقة الصحيحة وتصنيفها في الحاويات المخصصة لها).
اتباع الاحتياطات القياسية في المستشفيات يقلل من خطر انتقال العدوى من شخص إلى آخر حتى في المواقف عالية الخطورة.
اقرأ أيضا:مرض فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)
انتقال البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المجتمع
يمكن أن تنتقل أيضا البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية من شخص لشخص داخل المجتمع، وأصبح ذلك أكثر شيوعاً.
بعض الاحتياطات التي يجب اتباعها لتقليل خطر انتقال الميكروبات بما فيها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية:
- غسل اليدين جيدا قبل وبعد الأكل وبعد الذهاب إلى المرحاض.
- تغطية الأنف والفم عند السعال والعطس.
- استخدام المناديل لتنظيف الأنف والتخلص منها بشكل صحيح وغسل اليدين جيدا بعد ذلك.
- عدم البصق في الشارع.
- بقاء الشخص في المنزل إذا كان مريضا.
- عدم إرسال الأطفال إلى الروضة أو المدرسة إذا كانوا ليسوا على ما يرام.
- إذا وصف الطبيب المضاد الحيوي يجب الانتهاء من الجرعة كاملةً وعدم التوقف عن استخدامه في حالة الشعور بالتحسن.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
- أشخاص لديهم ضعف في المناعة بسبب بعض الأمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو يتناولون أدوية تؤثر على المناعة.
- يتلقون رعاية طبية مثل إجراء جراحة أو الإقامة في المستشفى.
- كبار السن فوق ٦٥ عاما.
- الرضع، وخاصة الذين وُلدوا قبل الأوان( الولادة المبكرة).
- استخدام المضادات الحيوية لفترة طويلة يزيد من خطورة انتقال البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
اقرأ أيضا:متلازمة غيلان باريه، و2 من أحدث طرق العلاج
دور التطعيم في تقليل خطر الإصابة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
يعتبر التطعيم ضد الأمراض البكتيرية وسيلة لمنع الإصابة بهذه الأمراض لاحقا وعدم الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية التي قد لا تكون فعالة بسبب مقاومة البكتيريا، على سبيل المثال، أدى التطعيم ضد المكورات الرئوية إلى انخفاض كبير في مقاومة هذه الأنواع من البكتيريا للمضادات الحيوية.
الوقاية من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
ستكون هناك دائما مقاومة للمضادات الحيوية لأنها تحدث بشكل طبيعي، ولكن من الممكن مكافحة ذلك عن طريق اتباع بعض الخطوات مثل:
- عدم استخدام المضادات الحيوية في حالة الإصابة بالعدوى الفيروسية.
- لا ينبغي استخدام المضادات الحيوية بدون وصفة طبية وعند استخدامها يجب اتباع التعليمات بعناية.
- عدم مشاركة المريض المضادات الحيوية الخاصة به مع أشخاص آخرين.
- عدم الاحتفاظ بالمضادات الحيوية لاستخدامها في وقت لاحق دون الرجوع للطبيب، وعدم استخدام وصفة طبية لشخص آخر.
- اتباع عادات النظافة التي تساعد على منع انتشار العدوى مثل غسل اليدين جيداً وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
اقرأ أيضا:الانفلونزا، وأكثر 3 معلومات مهمة عنها
الحفاظ على فاعلية المضادات الحيوية الموجودة
ينبغي تقليل استخدام المضادات الحيوية بشكل عام، يجب وصف المضادات الحيوية فقط لعلاج العدوى البكتيرية بالجرعة المناسبة وللمدة الزمنية الصحيحة، ينبغي على الأطباء اختيار المضادات الحيوية ذات الطيف الضيق( التي تستهدف نوعا محددا من البكتيريا) كلما أمكن ذلك لتجنب القضاء على مجموعات البكتيريا النافعة الموجودة في الجسم، ووقف الاستخدامات غير العلاجية للمضادات الحيوية في الزراعة وحيوانات المزرعة.
اقرأ أيضا:اوجمنتين 1جم.. أشكال دوائية أخرى وموانع استعماله
هل يمكن تطوير مضادات حيوية جديدة؟
عملية إنتاج مضاد حيوي جديد مكلفة جدا وتحتاج إلى سنوات طويلة ما يقرب من ١٠ سنوات، الاستخدام المكثف لأحدث المضادات الحيوية قد يؤدي إلى ظهور البكتيريا المقاومة في أقل من عامين، ومع ذلك لا يزال العلماء يبحثون عن مضادات حيوية في أماكن غير معتادة مثل البكتيريا التي تعيش في أعماق سطح الأرض، وفي جلد الضفادع، وفي بعض الحشرات.
محاولات العلماء للتغلب على مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
أحد الطرق التي اتبعها العلماء هي إجراء بعض التغييرات على المضادات الحيوية لتعزيز عملها بحيث لا تستطيع الإنزيمات البكتيرية المسببة للمقاومة من مهاجمتها.
هناك نهج جديد وهو التدخل في الآليات التي تعزز مقاومة البكتيريا بدلا من محاولة القضاء عليها.
المراجع
https://medlineplus.gov/antibioticresistance.html
https://my.clevelandclinic.org/health/articles/21655-antibiotic-resistance
https://www.britannica.com/science/antibiotic-resistance
Institut Pasteurhttps://www.pasteur.fr › antibiotic…Antibiotic resistance
Better Health Channelhttps://www.betterhealth.vic.gov.au › …Antimicrobial resistant bacteria
https://apua.org/what-can-be-done
GIPHY App Key not set. Please check settings