in

تعرف على المكملات الغذائية: الفوائد، الأضرار، وهل نحتاجها حقًا أم  مجرد تسويق ذكي؟

Spread the love

في كل مكان حولنا نجد إعلانات جذابة لعبوات ملونة تحمل وعودًا براقة: طاقة أكثر، وبشرة أنقى، وجسم أقوى!

لكن هل نحتاج فعلًا إلى كل هذه المكملات الغذائية؟ تعرف معنا على المكملات الغذائية، فوائدها وأضرارها، وهل نحتاجها فعلًا أم أن الأمر لا يتعدى التسويق الذكي وسعينا وراء الكمال؟ هذا ما سوف نتعرف عليه سويًا في هذا المقال.

ما هي المكملات الغذائية؟

 المكملات الغذائية هي منتجات مثل الفيتامينات والمعادن والأعشاب، يُروّج لها على أنها تعزز الصحة العامة، ورغم أن كثيرًا منها قد يحقق فوائد مثبتة، إلا أن استخدامها لا يخلو من المخاطر.

فبعض المكملات الغذائية يمكن أن تُسهم في تحسين الحالة الصحية العامة وتقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض، لذلك قد يوصي الأطباء بها للأشخاص الذين يعانون من نقص في بعض العناصر الغذائية أو لديهم استعداد لمشكلات صحية معينة.

ومن  أشهر أنواع المكملات الغذائية تلك التي تحتوي على فيتامينات مثل فيتامين D وB12، ومعادن مثل الكالسيوم والحديد، بالإضافة إلى الأعشاب مثل الإكناسيا والثوم، وكذلك منتجات أخرى مثل الجلوكوزامين والبروبيوتيك وزيوت الأسماك، التي تُستخدم لدعم الصحة العامة والمفاصل والجهاز الهضمي والمناعة.

مقارنة بين النظام الغذائي الصحي والمكملات الغذائية 

الفوائد الأساسية للنظام الغذائي الصحي مقارنة بالمكملات الغذائية تشمل ما يلي:

  • قيمة غذائية أعلى

الأطعمة الطبيعية أكثر تنوعًا من حيث المكونات الغذائية، فهي تحتوي على مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن والعناصر الدقيقة التي يحتاجها الجسم، وليس عنصرًا واحدًا فقط.

فعلى سبيل المثال، تناول ثمرة برتقال لا يمدّك بفيتامين C فقط، بل يمنحك أيضًا البيتا كاروتين والكالسيوم وعددًا من المركّبات الأخرى التي تعمل معًا لتمنح الجسم تأثيرًا صحيًا متكاملًا.

  • مصدر غني بالألياف

الأطعمة الكاملة مثل الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه، والبقوليات، تُعد مصدرًا طبيعيًا للألياف الغذائية، والتي لا تتوفر عادةً في المكملات الغذائية.

تساعد الألياف ضمن نظام غذائي متوازن على الوقاية من أمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني وأمراض القلب، كما تسهم في تحسين عملية الهضم وتقليل الإمساك.

  • مركّبات وقائية طبيعية

تحتوي الأطعمة الكاملة على مركّبات نباتية نشطة بيولوجيًا تُعرف باسم “المواد الكيميائية النباتية” (Phytochemicals)، وهي تلعب دورًا وقائيًا ضد أمراض مثل السرطان وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري.

كما أن الكثير من هذه الأطعمة غنيّ بمضادات الأكسدة، وهي مواد تساعد على مقاومة تلف الخلايا الناتج عن عمليات الأكسدة الطبيعية في الجسم.

فوائد المكملات الغذائية

ما هي فوائد المكملات الغذائية ومتى تكون ضرورية فعلًا؟

رغم أن الغذاء الطبيعي هو المصدر الأفضل للعناصر الغذائية، إلا أن هناك حالات قد تجعل تناول المكملات خيارًا صحيًا وضروريًا تحت إشراف الطبيب.

فالأشخاص الذين لا يتناولون طعامًا متوازنًا أو يستهلكون كميات قليلة جدًا من السعرات الحرارية (أقل من 1600 سعر يوميًا) قد يعانون من نقص في الفيتامينات والمعادن الأساسية.

كذلك، قد يحتاج النباتيون أو من يتبعون أنظمة غذائية محدودة إلى مكملات تعويضية، خاصة فيتامين B12 والحديد وأحماض أوميغا-3 الدهنية.

أما من لا يتناولون الأسماك بانتظام (مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا)، فقد يوصي الخبراء بإضافة مكملات زيت السمك لدعم صحة القلب والدماغ.

النساء اللاتي يعانين من نزيف غزير أثناء الدورة الشهرية قد يستفدن أيضًا من مكملات الحديد للوقاية من الأنيميا، في حين يحتاج الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة تؤثر على امتصاص المغذيات – مثل الإسهال المستمر، أو حساسية الطعام، أو أمراض الكبد والبنكرياس والأمعاء- إلى مكملات خاصة لتعويض النقص الغذائي.

كما أن من خضعوا لعمليات جراحية في الجهاز الهضمي، كجراحات المعدة أو الأمعاء، يجدون صعوبة في امتصاص العناصر الغذائية بشكل طبيعي، وهنا تأتي المكملات كوسيلة مساعدة لاستعادة التوازن الغذائي.

اقرأ أيضا: الاكل الصحي والتغذية الصحية لحياة متوازنة

أضرار المكملات الغذائية

  • تشير الأبحاث الحديثة إلى أن أضرار المكملات الغذائية تنشأ غالبًا  عند تناولها دون وجود نقص فعلي في الجسم.

فبعض الفيتامينات مثل فيتامين ه (E) وفيتامين أ (A) قد تسبب مشاكل عند تناولها بجرعات عالية، مثل اضطرابات الكبد، أو زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، أو هشاشة العظام، بل وقد تؤثر على الجنين عند الحوامل.

أما الجرعات الزائدة من فيتامين B6  فقد تؤدي إلى أعراض عصبية، في حين أن الإفراط في تناول الحديد والمعادن الأخرى يمكن أن يسبب تلفًا في الكبد.

  • أظهرت الدراسات أن أوميغا-3 قد تساعد في تقليل الالتهابات وتحسين صحة القلب والمخ، لكنها لا تزال محل جدل بسبب تضارب نتائج الأبحاث.

بشكل عام، تعتبر مكملات أوميغا-3 آمنة عند تناولها بجرعات معتدلة (حتى 2000 ملغ يوميًا)، لكن يجب الحذر عند استخدامها مع أدوية السيولة لأنها قد تزيد خطر النزيف.

اقرأ أيضاً: فيتامين ب المركب بأنواعه وأهم 10 مصادر له.

 مكملات خسارة الوزن وبناء العضلات

مع زيادة معدلات السمنة حول العالم، أصبح سوق مكملات خسارة الوزن وبناء العضلات ضخمًا جدًا.

لكن رغم انتشارها، ليست هذه المكملات آمنة دائمًا. 

تشير الدراسات إلى أن حوالي 20% من حالات تلف الكبد الناتجة عن الأدوية تكون بسبب المكملات الغذائية، خصوصًا مكملات التخسيس وكمال الأجسام، التي تسببت تقريبًا في نصف هذه الإصابات.

أنواع المخاطر

هناك نوعان من المخاطر:

  1. مكونات فعالة تسبب آثارًا جانبية مثل تسارع ضربات القلب، أو اضطرابات النوم، أو القلق، أو ارتفاع الضغط.
  2. تلاعب في التصنيع، حيث يتم إضافة مواد غير مصرح بها أو أدوية محظورة (زي الستيرويدات أو الأمفيتامينات) دون ذكرها على الملصق.
    هذه المنتجات تُعرف باسم المكملات المغشوشة (Adulterated Supplements)، وغالبًا تكون هي التي تعطي نتائج “حقيقية” لكنها تؤذي الجسم ببطء.

مكملات “الإيفيدرا” Ephedra

كانت مكملات “الإيفيدرا” واحدة من أشهر مكونات حرق الدهون في التسعينات، تحتوي على مواد منشطة مثل الإيفيدرين والسودوإيفيدرين (اللي تُستخدم في أدوية البرد).

الدراسات أظهرت أن الإيفيدرا تؤدي إلى نزول بسيط في الوزن (حوالي 1 كجم في الشهر)، لكنها تسبب زيادة خطيرة في معدل ضربات القلب والضغط، واضطرابات عصبية مثل الأرق والرجفة.

 مكملات كمال الأجسام

أظهرت التحاليل أن حوالي 15% من مكملات كمال الأجسام في الأسواق تحتوي على هرمونات ذكورية صناعية (أنابوليك ستيرويد) دون إعلان ذلك على الملصق.

هذه المواد تؤدي إلى:

  • تلف الكبد (خصوصًا انسداد القنوات الصفراوية).
  • حب الشباب وتضخم الثدي لدى الرجال.
  • اضطراب الدهون في الدم وأمراض القلب.

المكملات العشبية

المكملات العشبية تُعتبر الامتداد الطبيعي للطب التقليدي القديم، وهي الأساس الذي انطلقت منه العديد من الأدوية الحديثة مثل الأسبرين (المستخرج من لحاء الصفصاف) والمورفين (من نبات الخشخاش).

هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لا تصنف هذه المنتجات كأدوية، بل تعتبرها مكملات غذائية، أي أنها لا تخضع لنفس اختبارات السلامة والفعالية الصارمة التي تمر بها الأدوية العلاجية.

ومع ذلك، تحتوي هذه المكملات على مزيج معقد من المركبات الكيميائية النباتية، وعدد قليل منها فقط يكون فعّالًا بيولوجيًا، بينما بعضها الآخر قد يكون سامًا أو يسبب تفاعلات دوائية خطيرة.

فبعض الأعشاب تحتوي على مركبات قد تقلل أو تزيد تأثير الأدوية في الجسم، أو تسبب آثارًا جانبية حادة مثل:

  • اضطرابات الكبد أو الكلى.
  • مشاكل في النزيف أو تخثر الدم.
  • تفاعلات تحسسية أو تسمم حاد.

وفي بعض الحالات، أدت التفاعلات بين الأعشاب والأدوية إلى نقل المرضى إلى المستشفى بسبب مضاعفات خطيرة.

اقرأ أيضًا: أفضل وقت لتناول المكملات الغذائية

1-https://www.healthline.com/health/nutrition/dietary-supplements

2-https://ods.od.nih.gov/factsheets/WYNTK-Consumer/

3-https://sncs-prod-external.mayo.edu/hometown-health/speaking-of-health/multivitamins-and-supplements-to-take-or-not-to-take

4-https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC6380172/

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

 الارق  Insomnia 

الانيميا عند الاطفال: دليل شامل للأسباب، والأعراض، وطرق العلاج