in أمراض

تعرف على مرض النقرس وأسبابه وأعراضه وتشخيصه و 5 طرق للوقاية منه

by 3awqc يوليو 4, 2025, 12:09 م 166 Views

Spread the love

ما هو النقرس؟

النقرس هو نوع من التهابات المفاصل يحدث نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل. وهو يُعرف منذ القدم بـ”داء الملوك”، نظرًا لارتباطه بتناول الأطعمة الغنية بالبروتينات الحيوانية والدهون، التي كانت شائعة في الولائم الملكية. يظهر هذا المرض في شكل نوبات ألم حادة ومفاجئة، وغالبًا ما تبدأ في مفصل إصبع القدم الكبير، لكنها قد تؤثر على أي مفصل في الجسم مثل الكاحل، الركبة، الكوع، أو حتى مفاصل اليد.

النقرس مرض مزمن يظهر على شكل نوبات متكررة، وقد يتطور إلى حالة مستمرة ومؤلمة تُسبب تلفًا في المفاصل إذا لم يُعالج بالشكل المناسب.

أسباب النقرس

السبب الرئيسي وراء هذا المرض هو ارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم. هذا الحمض ينتج طبيعيًا من تكسير مادة البيورين، وهي مركبات توجد في العديد من الأطعمة وكذلك في خلايا الجسم. عندما يكون هناك فائض من حمض اليوريك، أو عندما تفشل الكلى في التخلص منه بشكل كافٍ، يبدأ في التبلور داخل المفاصل.

من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى زيادة حمض اليوريك:

النظام الغذائي: الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء، الكبد، المأكولات البحرية، والمشروبات الكحولية.
السمنة: الوزن الزائد يزيد من إنتاج حمض اليوريك ويُقلل من قدرة الكلى على إفرازه.
تناول بعض الأدوية: مثل مدرات البول (الثيازيدات)، الأسبرين بجرعات منخفضة، وبعض أدوية المناعة.
أمراض مزمنة: مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى المزمنة.
العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للنقرس يزيد من خطر الإصابة.
العمر والجنس: النقرس يصيب الرجال أكثر من النساء، لكنه يصبح أكثر شيوعًا بين النساء بعد سن اليأس.

اعراض النقرس

تظهر أعراض النقرس غالبًا بشكل مفاجئ، وتكون شديدة ومؤلمة. قد يشعر المريض بأنه لا يستطيع تحريك المفصل المصاب، حتى عند ملامسته برفق.

الأعراض الرئيسية:

ألم حاد ومفاجئ في المفصل، غالبًا أثناء الليل.
تورم واحمرار وارتفاع في درجة حرارة المفصل.
صعوبة في تحريك المفصل أو الضغط عليه.
تكرار نوبات الألم على فترات متفاوتة.
ظهور كتل صلبة تحت الجلد (تُسمى توفوس) في الحالات المزمنة، خاصة عند الأصابع، المرفق، أو الأذن.

تشخيص النقرس

يعتمد التشخيص على تقييم الأعراض السريرية، والفحوصات المخبرية والتصويرية.

وسائل التشخيص:

تحليل سائل المفصل: يتم سحب عينة من سائل المفصل المصاب وتحليلها للكشف عن وجود بلورات حمض اليوريك.
فحص الدم: لقياس مستوى حمض اليوريك، لكن هذا الفحص وحده لا يكفي لتأكيد التشخيص.
التصوير بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: للمساعدة في استبعاد أسباب أخرى للألم وتحديد وجود ترسبات.
التصوير المقطعي المزدوج الطاقة (DECT): تقنية متقدمة لتحديد ترسبات حمض اليوريك في المفاصل.

علاج النقرس

ينقسم العلاج إلى مرحلتين أساسيتين: علاج النوبة الحادة، والتحكم طويل الأمد في مستوى حمض اليوريك لتقليل التكرار والمضاعفات.

1. علاج النوبات الحادة:

الهدف هنا هو تخفيف الألم والالتهاب بسرعة. ويشمل:

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين أو نابروكسين.
الكولشيسين: دواء فعال إذا تم تناوله في بداية النوبة.
الكورتيزون (الستيرويدات): يمكن إعطاؤه عن طريق الفم أو الحقن، خاصةً للمرضى غير القادرين على استخدام مضادات الالتهاب.

2. العلاج الوقائي والتحكم طويل الأمد:

بعد انتهاء النوبة الحادة، يتم تقييم ما إذا كان المريض بحاجة إلى أدوية للتحكم في حمض اليوريك على المدى الطويل:

ألوبيورينول (Allopurinol): يقلل إنتاج حمض اليوريك.
فيبوكسوستات (Febuxostat): خيار آخر لتقليل إنتاج حمض اليوريك.
بروبينسيد (Probenecid): يساعد الكلى على التخلص من حمض اليوريك.
تعديلات نمط الحياة: تقليل الوزن، تغيير النظام الغذائي، وزيادة شرب الماء.

من الضروري الاستمرار في هذه الأدوية حتى في حال غياب الأعراض، لأن تركها يعرض المريض لنوبات جديدة ومضاعفات.

النقرس والأكل

يُعتبر الطعام أحد أبرز العوامل المؤثرة على هذا المرض. لذلك، فإن تعديل النظام الغذائي يُعد خطوة أساسية في الوقاية والعلاج.

الأطعمة التي يُنصح بتجنبها:

اللحوم الحمراء والكبد.
الأسماك الدهنية مثل السردين والماكريل.
المشروبات الكحولية، خاصة البيرة.
المشروبات الغازية والسكرية.
الأطعمة المصنعة والغنية بالدهون.

الأطعمة المفيدة:

منتجات الألبان قليلة الدسم.
الخضروات بأنواعها.
الكرز: له خصائص مضادة للالتهاب.
القهوة: بعض الدراسات تشير إلى أنها قد تقلل خطر النقرس.
الماء والسوائل الطبيعية: تساعد في التخلص من حمض اليوريك.

اتباع نظام غذائي متوازن يساهم في تقليل مستويات حمض اليوريك ومنع النوبات.

اقرأ أيضا: الغدة الدرقية

الوقاية من النقرس

تتطلب الوقاية مزيجًا من نمط حياة صحي وتجنّب العوامل المحفزة. إليك بعض النصائح العملية:

شرب كميات كافية من الماء يوميًا (2-3 لترات).
الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة.
تجنب الأطعمة العالية بالبيورينات.
التقليل من المشروبات الكحولية والمُحلّاة.
ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية ووظائف الكلى.
مراقبة الأدوية التي قد ترفع حمض اليوريك بالتنسيق مع الطبيب.
المتابعة الدورية مع الطبيب لضبط الجرعات ومراقبة حمض اليوريك.

مضاعفات النقرس

إذا لم يُعالج هذا المرض بالشكل المناسب، فقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تشمل:

تلف دائم في المفاصل نتيجة الالتهاب المزمن.
تكوّن التوفوس: كتل صلبة تحتوي على حمض اليوريك تتشكل تحت الجلد.
حصوات الكلى: بسبب ترسب حمض اليوريك في المسالك البولية.
تراجع وظائف الكلى في الحالات المتقدمة أو المهملة.

لذلك، من الضروري التعامل مع النقرس بجدية من خلال المتابعة الطبية المنتظمة والعلاج المستمر.

النقرس الكاذب

يُشابه النقرس الكاذب (Pseudogout) النقرس الحقيقي من حيث الأعراض، ولكنه ناتج عن ترسب بلورات بيروفوسفات الكالسيوم بدلًا من حمض اليوريك. يُصيب النقرس الكاذب كبار السن بشكل شائع، ويحدث غالبًا في الركبة أو المعصم.

الفروقات الرئيسية:

البلورات مختلفة في النوع والتركيب.
النقرس الكاذب لا يرتبط بالنظام الغذائي.
العلاج يعتمد على السيطرة على الالتهاب، دون الحاجة لأدوية خفض حمض اليوريك.

ويظل التشخيص الدقيق عبر تحليل سائل المفصل هو الوسيلة الحاسمة للتمييز بين النقرس والنقرس الكاذب.

الخاتمة

النقرس مرض مؤلم لكنه قابل للتحكم والوقاية. يكمن مفتاح النجاح في التعامل معه في التوازن بين العلاج الدوائي المناسب والتعديل الذكي لنمط الحياة. عبر فهم الأسباب، والالتزام بالعلاج، وتجنّب المثيرات، يمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية خالية من الألم والنوبات المتكررة. تذكّر أن زيارة الطبيب ليست فقط لعلاج النوبة، بل لوضع خطة طويلة الأمد تقيك شرور هذا المرض المزمن.