in

تكيس المبايض

ما هو تكيس المبايض؟

تُعد متلازمة تكيس المبايض (Polycystic Ovary Syndrome – PCOS) واحدة من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعًا التي تصيب النساء في سن الإنجاب. هي حالة معقدة، وليست مجرد “أكياس” على المبيض كما يوحي اسمها.

 تؤثر المتلازمة على ما يصل إلى 1 من كل 10 نساء، وتتميز بوجود خلل في الهرمونات التناسلية، وارتفاع في مستويات الأندروجينات (هرمونات الذكورة)، مما يؤدي إلى عدم انتظام التبويض وظهور الأعراض المزعجة.

الأهم من ذلك، أن تكيس المبايض لا يقتصر تأثيره على الخصوبة فحسب، بل هو اضطراب أيضي وهرموني مزمن يمكن أن يؤثر على الصحة العامة للمرأة على المدى الطويل، سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة. فهم هذه المتلازمة والتعامل معها مبكراً هو مفتاح للسيطرة على الأعراض وتجنب المضاعفات.

اقرأ أيضًا: هرمونات المرأة والصحة النفسية

اسباب تكيس المبايض

تُشخّص متلازمة تكيس المبايض بناءً على معايير روتردام، والتي تتطلب وجود اثنين على الأقل من الأعراض الثلاثة التالية:

 * زيادة الأندروجينات (فرط الأندروجينية): تظهر على شكل علامات سريرية (مثل الشعرانية، وحب الشباب الشديد، وتساقط الشعر من فروة الرأس) أو مخبرية (ارتفاع هرمون التستوستيرون في الدم).

 * اضطرابات الدورة الشهرية: غياب أو عدم انتظام الدورة الشهرية (قلة الطمث) نتيجة لضعف أو غياب التبويض.

 * المظهر المتعدد الكيسات للمبيضين (Polycystic Ovaries): يظهر في الموجات فوق الصوتية (السونار) على شكل 12 جريبًا أو أكثر، يتراوح حجمها من 2 إلى 9 ملم في مبيض واحد على الأقل، و/أو زيادة حجم المبيض.

الأسباب وعوامل الخطر

لا يوجد سبب واحد محدد لمتلازمة تكيس المبايض، ولكن يُعتقد أنها نتيجة تفاعل معقد بين عدة عوامل:

 * مقاومة الأنسولين: هي أبرز العوامل. تجعل الخلايا أقل استجابة لهرمون الأنسولين، مما يدفع البنكرياس لإنتاج المزيد منه. المستويات العالية من الأنسولين تحفز المبيضين على إنتاج المزيد من الأندروجينات.

 * العوامل الوراثية: غالباً ما تتكرر المتلازمة في العائلات.

 * الالتهاب منخفض الدرجة: تشير بعض الأبحاث إلى أن النساء المصابات بـ PCOS لديهن حالة التهابية مزمنة منخفضة الدرجة، مما يحفز المبايض على إنتاج الأندروجينات.

اعراض تكيس المبايض للبنات

تتشابه الأعراض الأساسية لمتلازمة تكيس المبايض بين المتزوجات وغير المتزوجات (البنات)، لكن تختلف طبيعة المضاعفات وأولويات العلاج.

*اضطراب الدورة الشهرية: هو المؤشر الرئيسي وتشمل تأخر أو انقطاع الدورة أو فترات بينية طويلة (أكثر من 35 يومًا).

* الشعرانية (زيادة الشعر): نمو شعر كثيف وغير مرغوب فيه في مناطق مثل الوجه، والذقن، والصدر، والبطن.

* مشاكل البشرة: حب الشباب الشديد، خاصة في الوجه والظهر، زيادة دهنية البشرة (الزهم).

* مشاكل الوزن: صعوبة في فقدان الوزن أو زيادة الوزن حول محيط الخصر، حتى مع محاولات الحمية.

* الخصوبة والإنجاب: لا تؤثر بشكل مباشر، لكن قد تظهر صعوبات في الإباضة في المستقبل. 

اعراض تكيس المبايض للمتزوجات

مماثل للحالة السابقة، وقد يكون السبب وراء استشارة الطبيب هو محاولة الحمل الفاشلة.

زيادة الشعر مما يسبب إزعاجاً جمالياً ونفسياً.

تظهر أيضاً مشاكل البشرة، وقد يرافقها تصبغات جلدية داكنة وسميكة في طيات الجلد (مثل الرقبة وتحت الإبط)، وهو ما يعرف بـ (الشواك الأسود) ودليل على مقاومة الأنسولين.

الخصوبة والإنجاب: هي أبرز مضاعفاتها. تؤدي إلى ضعف أو انعدام التبويض، مما يسبب تأخر الحمل أو العقم.

 الأمراض المصاحبة: خطر تطور مقاومة الأنسولين والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب في مراحل متقدمة. 

 يزداد الخطر خاصة مع تقدم العمر وزيادة الوزن، بالإضافة إلى ارتفاع خطر سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل.

الفرق بين تكيس المبايض وكيس على المبيض

الفرق الأساسي هو أن أكياس المبيض هي جيوب مملوءة بالسوائل على سطح المبيض، بينما تكيس المبايض (متلازمة المبيض المتعدد الكيسات) هو اضطراب هرموني شامل يسبب تكوين عدد من الأكياس الصغيرة حول المبيض نتيجة عدم اكتمال نمو البويضات.

 الأكياس غالبًا ما تكون مؤقتة وغير مؤذية، بينما المتلازمة هي حالة مزمنة تتطلب إدارة للأعراض.

علاج تكيس المبايض

يعتمد علاج تكيس المبايض على الأعراض التي تعاني منها المرأة وأهدافها المستقبلية (مثل الرغبة في الحمل أو مجرد تنظيم الدورة).

1. تغيير نمط الحياة: حجر الزاوية في العلاج

في كلتا الحالتين (المتزوجة وغير المتزوجة)، يبقى تغيير نمط الحياة هو الخطوة الأولى والأكثر أهمية. يمكن أن يؤدي فقدان 5% إلى 10% فقط من وزن الجسم إلى تحسن كبير في الأعراض:

 * النظام الغذائي الصحي: التركيز على الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي، الغنية بالألياف، والبروتينات الخالية من الدهون. تجنب السكريات المكررة والكربوهيدرات البسيطة لمكافحة مقاومة الأنسولين.

 * النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام، خاصة تمارين المقاومة التي تزيد حساسية الجسم للأنسولين.

2. علاج تكيس المبايض لغير المتزوجة (التركيز على تنظيم الدورة والأعراض الجمالية)

الهدف الأساسي هو تنظيم الدورة الشهرية وتقليل الأعراض الناتجة عن زيادة الأندروجينات:

 * حبوب منع الحمل الفموية المركبة: تُستخدم لتنظيم الدورة الشهرية وتقليل مستويات الأندروجينات، وبالتالي تحسين الشعرانية وحب الشباب. كما أنها تحمي بطانة الرحم من خطر التضخم أو السرطان نتيجة غياب الطمث لفترات طويلة.

 * الميتفورمين (Metformin): يُستخدم لتحسين حساسية الأنسولين، مما قد يساعد في تنظيم الدورة الشهرية وفقدان الوزن.

 * مضادات الأندروجين: مثل سبيرونولاكتون، تُستخدم لعلاج الشعرانية وحب الشباب الشديدين، ولكن يجب تجنبها عند التخطيط للحمل.

3. علاج تكيس المبايض للمتزوجة (التركيز على الحمل والخصوبة)

الهدف هنا هو استعادة الإباضة الطبيعية لتحقيق الحمل:

 * محفزات الإباضة:

   * كلوميفين سيترات (Clomid) أو ليتروزول (Letrozole): هما الأكثر استخدامًا لتحفيز المبيضين على إنتاج بويضات ناضجة. يُعتبر الليتروزول حالياً الخيار الأول لمرضى تكيس المبايض.

   * حقن الهرمونات المنشطة (الجونادوتروبينات): تُستخدم في حالة عدم الاستجابة للعلاج الفموي، وتتطلب متابعة دقيقة.

 * الميتفورمين: يُستخدم لتحسين معدلات الإباضة لزيادة فرص الحمل، خاصة عند النساء اللواتي يعانين من السمنة أو مقاومة الأنسولين.

 * المنظار الجراحي (تثقيب المبيض): يُلجأ إليه عندما تفشل العلاجات الدوائية. يهدف إلى خفض مستويات الأندروجين وتحسين الإباضة.

 * الإخصاب في المختبر (IVF): هو الخيار الأخير في حال فشل جميع محاولات تحفيز الإباضة.

هل يحدث الحمل مع تكيس المبايض؟ 

الإجابة هي نعم، بالطبع. لا تفقدي الأمل. 

متلازمة تكيس المبايض هي أحد أكثر أسباب العقم شيوعًا التي يمكن علاجها بنجاح.

هل تكيس المبايض خطير؟

من الضروري استشارة طبيب النساء والتوليد إذا لاحظتِ:

  • غياب الدورة الشهرية أو عدم انتظامها لمدة تزيد عن بضعة أشهر.
  • زيادة غير مبررة في نمو الشعر في الوجه والجسم.
  • محاولات فاشلة للحمل بعد عام من الزواج (أو سته أشهر إذا كنتِ أكبر من 35 عامًا).
  • ظهور أعراض مرض السكري مثل العطش الشديد.

علامات الشفاء من تكيس المبايض

علامات الشفاء الجسدية:

  • انتظام الدورة الشهرية: عودة الدورة الشهرية في مواعيدها المعتادة دون انقطاع أو اضطراب شديد. 
  • فقدان الوزن الزائد: استعادة الوزن المثالي وتقليل الوزن الزائد حول منطقة البطن، حيث أن خسارة 5% من الوزن يمكن أن تحسن الأعراض بشكل كبير. 
  • تحسن البشرة: اختفاء حب الشباب تدريجياً وتقليل دهون البشرة. 
  • انخفاض الشعر الزائد: تباطؤ نمو الشعر غير المرغوب فيه في مناطق مثل الوجه والرقبة. 

علامات الشفاء العامة:

  • استعادة النشاط والحيوية: التخلص من الإرهاق والخمول والشعور بزيادة الطاقة والنشاط. 
  • تحسن الحالة المزاجية: استقرار الحالة النفسية والمزاجية وزوال الأرق المرتبط بالاضطراب الهرموني. 
  • القدرة على الإنجاب: استجابة الجسم للعلاج واستعادة القدرة على الإنجاب، إذا كانت هناك مشكلة في الحمل.

تكيس المبايض حالة صحية مزمنة تتطلب متابعة مستمرة وتغييرًا في نمط الحياة، ولكن بالالتزام بالخطة العلاجية الصحيحة يمكن السيطرة على أعراضها بشكل كبير وتحقيق حلم الأمومة لمن ترغب في الحمل.

اقرأ أيضًا: متلازمة تكيس المبايض و 3 طرق للعلاج

اقرأ أيضًا: عن بطانة الرحم المهاجرة وتشخيصها وعلاقتها بالحمل

References

1-https://www.healthdirect.gov.au/polycystic-ovarian-syndrome-pcos

2-https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/polycystic-ovary-syndrome

3-https://medlineplus.gov/polycysticovarysyndrome.html

4-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK459251/

5-https://www.medscape.org/viewarticle/469217_3

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

دوار الحركة Motion Sickness