جهاز تنظيم ضربات القلب: تعريفه، وآلية عمله، وفوائده، وتطوراته

يعد جهاز تنظيم ضربات القلب من الاختراعات الطبية المذهلة التي أسهمت في إنقاذ حياة ملايين الأشخاص حول العالم. هذا الجهاز الإلكتروني الصغير يعد من الحلول الفعالة لعلاج مشاكل القلب المتعلقة بنظم ضرباته. على الرغم من أن هذا الجهاز قد يبدو معقدًا، إلا أنه جزء أساسي من العلاجات الطبية التي توفر راحة ودعمًا للمرضى الذين يعانون من اضطرابات في نظم القلب. 

ما هو جهاز تنظيم ضربات القلب؟

جهاز تنظيم ضربات القلب (بالإنجليزية: Pacemaker) هو جهاز إلكتروني صغير يتم زرعه داخل جسم المريض لمساعدته في تنظيم وتنسيق ضربات القلب. يهدف الجهاز إلى تصحيح اضطرابات نظم القلب، مثل البطء الشديد في ضربات القلب (Bradycardia) أو التسارع غير المنتظم (Arrhythmia)، من خلال إرسال نبضات كهربائية صغيرة تحفز القلب على النبض بشكل طبيعي.

أنواع جهاز تنظيم ضربات القلب

هناك نوعان رئيسيان لجهاز تنظيم ضربات القلب:

1.جهاز تنظيم ضربات القلب المؤقت:

يتم استخدام هذا النوع من الأجهزة في الحالات التي تستدعي التدخل الطبي العاجل أو التي تكون مؤقتة، مثل بعد العمليات الجراحية. يتم تركيب هذا الجهاز بشكل مؤقت، ثم يُزال بعد فترة من الزمن.

2.جهاز تنظيم ضربات القلب الدائم:

هو الجهاز الأكثر شيوعًا ويُزرع تحت الجلد بشكل دائم. يحتوي هذا الجهاز على بطارية وأقطاب كهربائية، ويظل في جسم المريض على مدار الحياة. يتم استخدامه عندما يكون اضطراب نظم القلب طويل الأمد.

آلية عمل جهاز تنظيم ضربات القلب

يعمل جهاز تنظيم ضربات القلب على مراقبة إيقاع القلب بشكل مستمر. إذا اكتشف الجهاز أن ضربات القلب بطيئة جدًا أو غير منتظمة، يقوم بإرسال نبضة كهربائية لتنظيم النبض. تحتوي هذه الأجهزة على مستشعرات لقياس النشاط الكهربائي في القلب، وتعمل على توجيه إشارات كهربائية تتناسب مع الحالة الحالية للقلب.

يتم برمجة الجهاز ليعمل في حالات معينة. على سبيل المثال، إذا كان قلب المريض ينبض ببطء شديد (أقل من المعدل الطبيعي)، يرسل الجهاز نبضة كهربائية لتحفيز القلب على زيادة سرعة الضربات. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر أن يتم ضبط الجهاز لإيقاف نبضات غير طبيعية مثل التسرع القلبي أو الرجفان الأذيني.

فوائد جهاز تنظيم ضربات القلب

تتمثل الفوائد الرئيسية لجهاز تنظيم ضربات القلب في:

1.استعادة النبض الطبيعي للقلب:

يساعد الجهاز على الحفاظ على ضربات القلب ضمن المعدلات الطبيعية، مما يعزز تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والكلى.

2.تحسين نوعية الحياة:

المرضى الذين يعانون من بطء شديد في ضربات القلب أو تكرار حدوث الدوخة والإغماء بسبب اضطراب نظم القلب يمكنهم الاستفادة من جهاز تنظيم ضربات القلب لتحسين حالتهم الصحية والعيش بحياة نشطة أكثر.

3.منع الإغماء المفاجئ:

في بعض الحالات مثل انخفاض ضغط الدم، يمكن أن تؤدي الاضطرابات القلبية الناتجة عن انخفاض ضغط الدم إلى حدوث إغماء مفاجئ أو دوخة. جهاز تنظيم ضربات القلب يمكن أن يقلل من هذه الأعراض بشكل كبير.

4.تقليل المخاطر الصحية:

من خلال الحفاظ على نظم قلب منتظم، يساعد الجهاز في تقليل المخاطر المرتبطة بالجلطات والسكتات الدماغية الناتجة عن تسارع أو بطء غير طبيعي في ضربات القلب.

متى يحتاج المريض إلى جهاز تنظيم ضربات القلب؟

يحتاج المريض إلى جهاز تنظيم ضربات القلب في حالات معينة من اضطرابات نظم القلب. أبرز الأسباب التي قد تستدعي تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب تشمل:

1.بطء ضربات القلب:

عندما لا يكون قلب المريض قادرًا على ضخ الدم بشكل كافٍ بسبب بطء ضرباته، فإن جهاز تنظيم ضربات القلب يكون الحل المثالي لإعادة إيقاع القلب إلى المعدل الطبيعي.

2.التسارع غير المنتظم لنبضات القلب:

في بعض الحالات، يمكن أن يعاني الشخص من تسارع في ضربات القلب يؤدي إلى عدم انتظام في النبضات، مما يسبب مشاكل صحية. جهاز تنظيم ضربات القلب يساعد في تنظيم النبضات الكهربائية للقلب.

3.الرجفان الأذيني:

هو حالة مرضية شائعة قد تؤدي إلى تسارع ضربات القلب غير المنتظم، ويمكن أن يساعد جهاز تنظيم ضربات القلب في تنظيم ضربات الأذينين.

4.مشاكل في العقدة الجيبية:

العقدة الجيبية هي الجزء المسؤول عن إرسال النبضات الكهربائية في القلب. إذا كانت هذه العقدة لا تعمل بشكل صحيح، يمكن أن يزرع جهاز تنظيم ضربات القلب لضمان استمرار عملها بشكل طبيعي.

إجراءات زرع جهاز تنظيم ضربات القلب

إجراء زرع جهاز تنظيم ضربات القلب هو عملية جراحية بسيطة نسبيًا. يتم خلالها زرع جهاز تنظيم ضربات القلب تحت الجلد في الجزء العلوي من الصدر، عادة بالقرب من الترقوة. بعد ذلك، يتم توصيل الأقطاب الكهربائية بالقلب لضمان إرسال النبضات الكهربائية بشكل صحيح. عادةً ما يُجرى هذا الإجراء تحت تأثير التخدير الموضعي، ولا يتطلب عادةً إقامة طويلة في المستشفى.

المخاطر والآثار الجانبية

على الرغم من فوائد جهاز تنظيم ضربات القلب، إلا أن هناك بعض المخاطر والآثار الجانبية التي يجب أن يكون المرضى على دراية بها. قد تشمل هذه المخاطر:

1.الإصابة بالعدوى:

في حالات ضعف جهاز المناعة لدى مريض القلب، قد تحدث عدوى في مكان الزرع أو في الأقطاب الكهربائية.

2.تداخل مع الأجهزة الإلكترونية:

قد يتسبب جهاز تنظيم ضربات القلب في تداخل مع بعض الأجهزة الإلكترونية، مثل أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، لذا يجب على المريض إبلاغ الأطباء عن وجود الجهاز قبل إجراء فحوصات طبية.

3.عدم عمل الجهاز بشكل صحيح:

على الرغم من تطور التكنولوجيا، قد تحدث بعض الأعطال في جهاز تنظيم ضربات القلب، مثل انقطاع الاتصال بين الأقطاب الكهربائية والجهاز.

4.الآثار النفسية:

بعض المرضى قد يعانون من قلق أو توتر بسبب وجود جهاز كهربائي في جسمهم، ولكن مع مرور الوقت يتأقلم معظم المرضى مع الجهاز ويعودون إلى حياتهم الطبيعية.

التطورات المستقبلية لجهاز تنظيم ضربات القلب

شهد جهاز تنظيم ضربات القلب تطورًا ملحوظًا على مر السنوات. في الوقت الحالي، هناك أنواع متطورة من الأجهزة التي تستخدم تقنيات مثل التنظيم عن بُعد، حيث يمكن للأطباء مراقبة نشاط الجهاز عن بُعد عبر الإنترنت. كما يتم العمل على تطوير أجهزة أصغر حجمًا وأكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

يعد جهاز تنظيم ضربات القلب من الأدوات الطبية المذهلة التي ساهمت في تحسين حياة العديد من المرضى حول العالم. بفضل هذا الجهاز، يمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية وخالية من المخاوف المرتبطة بنظم القلب غير المنتظمة. بفضل التطور المستمر في مجال الطب، نتوقع أن نشهد تحسينات مستمرة في تقنيات وأداء هذا الجهاز، مما يزيد من فعاليته ويقلل من المخاطر المرتبطة به.

المصادر: 

https://www.bhf.org.uk/informationsupport/treatments/pacemakers

https://www.heart.org/en/health-topics/arrhythmia/prevention–treatment-of-arrhythmia/pacemaker

https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/pacemaker/about/pac-20384689

https://www.webmd.com/heart-disease/pacemaker-implant