تخيل حين يصبح غذاء أساسي معتاد عدوًا ومصدرًا للتعب وعدم الراحة بل قد يتطور الأمر إلى كونه مصدر تهديد وخطر على حياة الإنسان سواء الأطفال أو الكبار، هذا ما نقابله مع حساسية الالبان عندما يصبح الحليب أكبر عدو وخطر حقيقي.
كيف يتحول طعام بسيط إلى طعام مميت يسبب الخوف والقلق؟ وكيف يمكن تعامل الأمهات والكبار مع هذا الخطر والتعايش معه بأمان؟ هذا ما سيتم التعرف عليه في هذا المقال.
ما هي حساسية الالبان؟
الحساسية هي ردة فعل غير طبيعية الجهاز المناعي للجسم نتيجة تعرضه لمادة غير ضارة عادةً (مسبب الحساسية) والتي يتعامل معها الجهاز المناعي كجسم غريب، وتختلف ردة الفعل وحدتها من شخص لآخر.
من مسببات الحساسية حبوب اللقاح والأتربة وسم النحل ووبر الحيوانات الأليفة، وقد تحدث الحساسية أيضًا بسبب بعض الأدوية والأطعمة التي لا تسبب الحساسية أو ردود فعل عند معظم الناس.
تعد حساسية الالبان من أكثر أنواع الحساسية شيوعًا عند الرضع حيث تصيب بنسبة قد تصل إلى 2.5% لدى الأطفال تحت سن الثلاث سنوات وتعتبر الأكثر شيوعًا عند الكبار أيضًا.
تعرف حساسية الالبان بحساسية حليب البقر (Cow Milk Protien Allergy)، وهي تحسس الجسم تجاه البروتين الموجود بحليب البقرخاصةً الكازين ومصل اللبن.
يكون حليب البقر هو المسبب للحساسية في العادة، لكن حليب الأغنام والجاموس وباقي الثدييات قد تسبب رد فعل تحسسي أيضًا.
اعراض حساسية الالبان
تختلف الأعراض من شخص لآخر ومن طفل لآخر، فقد تظهر بعض الأعراض بعد تناول الأم أو الطفل للبن أو مشتقاته بدقائق أو ساعات وبعض الأعراض قد تستغرق أيام وأسابيع للظهور.
وتختلف أيضًا حدة الأعراض من حالة لأخرى، فأحيانًا تكون أعراض تحسس بسيطة وأحيانًا أخرى قد تتطور لأعراض أو صدمة تحسسية خطيرة قد تهدد حياة الشخص.
اعراض حساسية الالبان عند الرضع
تظهر أعراض حساسية الالبان عند الرضع عادةً خلال الشهور الأولى بعد الولادة،
ويمكن ملاحظتها بعد تناول الأم للحليب أو مشتقاته، وتنقسم الأعراض إلى:
- أعراض جلدية مثل:
- طفح جلدي.
- تورم واحمرار.
- حكة أو إكزيما.
- تورم الفم واللسان والحلق.
- أعراض بالجهاز الهضمي مثل:
- قيئ.
- إسهال.
- مغص وآلام شديدة بالبطن.
- عدم الراحة ورفض للرضاعة.
- أعراض تنفسية مثل: ضيق التنفس، أو العطس، أو السعال، أو سيلان الأنف، أو الصفير.
عادة ما يظهر على الرضيع عدم الارتياح العام والتهيج الشديد والعصبية ورفضه للرضاعة وثبات الوزن.
بعض الأعراض التي تظهر سريعًا مثل: الطفح الجلدي والحكة وتورم الوجه وضيق التنفس.
وبعض هذه الأعراض قد تتطور لأعراض حساسية مفرطة (التأق) وهو حالة طبية طارئة تتطلب العلاج قد تؤدي للوفاة في حال عدم التعامل معها كحالة طارئة (بسبب ضيق مجرى الهواء ويمكن أن يمنع التنفس)، فيجب تلقي الأدرينالين في طوارئ المستشفى مع المتابعة.
وبعضها قد تستغرق وقت للظهور مثل البراز الرخو المصحوب بالمخاط أو الدم والمغص والانتفاخ.
اقرأ أيضًا: يرقان الرضع ( الصفراء عند الرضع) و5 أسباب له وعلاجه
كيف يتم تشخيص حساسية الالبان؟
يعتمد الطبيب في تشخيص حساسية الالبان على التالي:
- الأعراض وتتبعها ومناقشتها مع المريض أو الأم.
فمتابعة الأعراض التي تظهر على المريض وتتبعها وربط إذا ما كانت هذه الأعراض تظهر بعد تناول طعام معين يؤدي إلى الحساسية أمر مهم وهو المفتاح الذي يرشد الطبيب للتشخيص الصحيح، ويساعده في ذلك متابعة الأم الدقيقة.
- الفحص السريري للمريض.
يتابع الطبيب الأعراض بدقة ومدى شدتها ومعدل تكرارها وتوقيت ظهورها.
- معرفة التاريخ الطبي والعائلي.
حيث وُجد أن الحساسية عادةً ما ترتبط بالتاريخ العائلي، فقد يسأل الطبيب عن تعرض أحد أفراد العائلة لأي نوع من حساسية الطعام من قبل وبخاصة حساسية الالبان.
- يمكن أن يطلب الطبيب بعض التحاليل التي سنذكرها لاحقًا والتي لا تجزم تمامًا بتشخيص حساسية الالبان ولكن يمكنها المساعدة في التشخيص.
اقرأ أيضًا: سيتال.. استخداماته، واعراضه الجانبية، و5 أشكال دوائية.
تحاليل حساسية الالبان
قد يطلب الطبيب بعض التحاليل للتأكد من وجود حساسية الالبان ولكنها لا تغني عن الأعراض ومتابعتها التي تعتبر الأمر الحاسم في التشخيص مثل:
- اختبار وخز الجلد.
- فحص الدم لقياس مستوى الأجسام المضادة (IgE) الخاصة ببروتينات الحليب في الدم.
- اختبار تحدي الطعام: وهو إدخال الطعام المحتوي على اللبن المسبب للحساسية بكميات ومتابعة الأعراض.
وأهم الاختبارات التي يجريها الطبيب وتعتبر من الأمور الحاسمة هي اختبار المنع التام أو الاستبعاد لجميع منتجات الألبان ثم إعادة إدخالها بالتدريج مع متابعة الأعراض.
اقرأ أيضًا: نيكسيوم
الوقاية والعلاج من حساسية الالبان
لا يوجد طرق للوقاية من حساسية الالبان ولكن عند التأكد من الإصابة بحساسية الألبان يمكن اتباع بعض النصائح للحد من المضاعفات وأعراض الحساسية.
منع منتجات الألبان التي هي المسبب الرئيسي للحساسية في هذه الحالة يحد من الأعراض ويمكننا من تجنب المضاعفات ومنها إلى علاج الحساسية تدريجيًا.
قد يصف الطبيب بعض الأدوية مضادة للحساسية لمعالجة بعض الأعراض مثل الحكة والاحمرار والتورم، وبعض الأدوية التي تقلل من المغص والأعراض الهضمية حال وجودها.
بدائل الألبان:
- بالنسبة للرضع المعتمدين بصفة رئيسية على الرضاعة الطبيعية:
وُجد أن الرضاعة الطبيعية قد تساهم في التحسن وعلاج حساسية الالبان.
تمنع الأم المُرضعة منتجات الألبان ومشتقاتها والمتابعة مع الطبيب للأعراض التي يتعرض لها الطفل.
يمكن للأم استبدال الحليب بمنتجات أخرى مثل لبن جوز الهند ولبن الصويا ولبن اللوز ولبن الشوفان وغيرها من المنتجات النباتية غير المحتوية على بروتين اللبن مع المتابعة مع الطبيب لمتابعة مستويات الكالسيوم وفيتامين دال.
- الرضع الذين يعتمدون على الحليب الصناعي:
يصف الطبيب أنواع أخرى من الحليب الصناعي المكونة من لبن الصويا أو الأحماض الأمينية.
الفرق بين حساسية الالبان وعدم تحمل اللاكتوز
يعتقد معظم الناس أن حساسية الالبان هي عدم تحمل اللاكتوز أو عوز اللاكتوز وهذا غير صحيح.
فعدم تحمل اللاكتوز هو عدم قدرة الجسم على هضم سكر اللاكتوز الموجود باللبن، ويسبب التقلصات والانتفاخ والإسهال عقب تناول اللبن أو الأطعمة التي تحتوي على سكر اللاكتوز.
ويظهر عدم تحمل اللاكتوز في البالغين أكثر من الأطفال والرضع.
أما حساسية الالبان فهي إظهار الجسم لردة فعل تحسسية شديدة نتيجة تناول اللبن أو مشتقاته وتكون الأعراض أكثر شدة وخطورة من عدم تحمل اللاكتوز، وتكون أكثر شيوعًا عند الأطفال والرضع.
اقرأ أيضًا: الروماتويد، و4 طرق للعلاج
ممنوعات حساسية الالبان
- مصادر اللبن ومنتجات تحتوي على بروتين اللبن المسبب للحساسية مثل:
- اللبن كامل أو قليل الدسم أو منزوع الدسم أو اللبن الرائب.
- الزبادي.
- الجبن والمنتجات التي تحتوي على الجبن.
- السمنة والزبدة والقشطة.
- المثلجات والآيس كريم.
- منتجات مصنعة قد تحتوي على اللبن بصورة خفية مثل:
- الحلويات مثل: الشوكولاته، والكراميل، والنوجا.
- المخبوزات.
- نكهات الزبد والجبن الصناعية.
- مسحوق البروتين.
ينصح الطبيب دائمًا بعدم اللجوء وتجنب الأكل من الخارج لعدم ضمان تلوث الطعام بأي مسبب للحساسية، فالأضمن دائمًا الأكل من المنزل للعناية الشديدة في طريقة إعداد الطعام ومكوناته ومراعاة عدم وجود أي مشتقات الألبان لمريض الحساسية أو الأم المرضعة.
يجب الحرص الشديد عند شراء المنتجات الجاهزة التي تُباع في المتاجر والتأكد من خلو المنتج من أي مشتقات الألبان حتى في حالة وجود ملصق يشير لذلك، فهذا لا يضمن خلوه من منتجات الألبان أو آثارها لوجود بعض خطوط الإنتاج المشتركة لبعض المصانع، فيجب التأكد من المصنع من وجود خطوط إنتاج منفصلة لضمان عدم حدوث أي مضاعفات.
1-https://www.foodallergy.org/living-food-allergies/food-allergy-essentials/common-allergens/milk
2-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK542243/
3-https://bump2babynutrition.com/symptoms-of-cmpa/
5-https://www.childrensnational.org/get-care/health-library/cows-milk-protein-intolerance
6-https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/milk-allergy/symptoms-causes/syc-20375101
GIPHY App Key not set. Please check settings