دعامة القلب: آلية عملها، وأنواعها، وفوائدها الصحية 

يُعد الحفاظ على صحة الشرايين التاجية من الأولويات الصحية ومع التطور الطبي تم ابتكار أساليب وتقنيات علاجية متقدمة من أبرزها دعامة القلب للسيطرة علي مضاعفات انسداد الشرايين التاجية والحد من خطر النوبات القلبية التي تهدد حياة المرضى.

ومع تزايد نمط الحياة غير الصحي مثل قلة النشاط البدني، وتناول الأغذية الغنية بالدهون، والتوتر المستمر أصبحت مشاكل انسداد الشرايين أمرًا شائعا يؤثر على حياة الملايين. في هذا المقال سنناقش كل ما يخص دعامة القلب من أنواعها وفوائدها إلى المخاطر المترتبة عليها.

 ما هي دعامة القلب؟

تلعب الشرايين التاجية دورًا حيويًا في صحة القلب وأدائه لوظيفته بكفاءة، تكمن أهميته في كونه المصدر الأساسي لتزويد عضلة القلب بالدم المحمل بالأكسجين والعناصر الغذائية الضرورية.

دعامة القلب (Stent) تُعد تركيبًا دائمًا فهي عبارة عن أنبوب شبكي سلكي صغير دقيق للغاية، تدعم الجدران الداخلية للشرايين للحفاظ على بقائها مفتوحة، تُترك الدعامة في مكانها بشكل دائم للسماح للدم بالتدفق بسهولة وزيادة تدفق الدم لتقليل فرصة الإصابة بالنوبة القلبية.

 الفرق بين دعامة القلب وقسطرة الشرايين؟

 يُعد كل من دعامة القلب وقسطرة الشرايين إجراءات طبية تُستخدم لعلاج أمراض الشرايين التاجية، لكنهما يختلفان في الغرض والتقنية.

قسطرة الشرايين (Angioplasty): تُستخدم لتشخيص وعلاج انسداد أو تضييق الشرايين حيث يتم إدخال أنبوب رفيع (قسطرة) عبر شريان  في الذراع أو الفخذ وتوجيهه إلى الشرايين التاجية، ويتم نفخ بالون صغير لتوسيع الشريان واستعادة تدفق الدم. 

 أما دعامة القلب (Stent): يتم إدخالها وزرعها داخل الشريان التاجي بعد توسيع الشريان بالبالون أثناء إجراء قسطرة الشرايين. تُثبت الدعامة في مكانها وتبقى داخل الشريان بشكل دائم. فالهدف الأساسي من دعامة القلب هو الحفاظ على الشرايين مفتوحة بعد توسيعها ضمانًا لتدفق الدم بشكل طبيعي إلى القلب وتثبيت الشريان المفتوح بعد التوسيع.وعادةً ما يقوم طبيب القلب بإجراء كلا العمليتين في نفس الوقت.

وفي بعض الحالات تتم جراحة قسطرة الشرايين بدون دعامة، حيث قد تؤدي نتائج القسطرة بالبالون إلى إعادة التضييق في بعض الحالات، بينما تقلل الدعامة هذا الخطر بشكل ملحوظ.

شكل دعامة القلب

أسطوانية الشكل مصنوعة من شبكة معدنية دقيقة، يبلغ طول الدعامات تقريبًا 15-20 ملم وهي الأنواع الأكثر شيوعًا قد تتفاوت من 8-48 ملم، ويبلغ قطر الدعامة 2-5 ملم.

 يختار الطبيب المعالج نوع دعامة القلب المناسبة لكل مريض وفقًا لبعض العوامل ومنها: 

• عمر المريض وحالته الصحية.  
• حجم الضيق ومدى الانسداد في الشرايين .

أنواع دعامة القلب وممَّ تتكون؟

يوجد أنواع رئيسية من دعامة القلب لفتح الشرايين التاجية وبالإضافة إلى استخدامها في الأوعية الدموية يمكن للأطباء استخدمها أيضًا لإبقاء مجري الهواء أو القنوات الصفراوية أو الحالب مفتوحة ومنها:

1. الدعامة المعدنية العارية أو التقليدية (Bare-metal stent): هي أنابيب شبكية معدنية بسيطة، تُصنع من معادن مثل الفولاذ المقاوم للصدأ (Stainless Steel ) أو سبائك الكوبالت والكروم أو النيكل والتيتانيوم وقد يكون لها أيضًا طلاء يسمى البوليمر.

 2. الدعامة المعدنية الدوائية (الدعامات المطلية بالأدوية) (Drug-Eluting Stent): مغلفة بأدوية تُطلق  تدريجيًا داخل الشريان، هي أكثر فعالية من الدعامات المعدنية العارية حيث تُستخدم في 95% من الحالات لإعطاء نتائج أفضل بمرور الوقت.

 3. الدعامة الحيوية القابلة للتحلل (Bioresorbable stent): مصنوعة من مواد قابلة للذوبان تتحلل تدريجيًا بمرور الوقت.

كيف يتم تركيب دعامة القلب؟

يتم تركيب دعامة القلب من خلال القسطرة القلبية وتتضمن الخطوات الرئيسية مايلي:

• التحضير للعملية من خلال تنظيف وتعقيم المنطقة التي ستُجرى فيها القسطرة، وغالبًا ما تكون (الفخذ أو الذراع أو العنق)، وتطبيق تخدير موضعي للمريض.

• يقوم الطبيب بعمل شق صغير في الفخذ للوصول إلى أحد الشرايين، ثم يتم إدخال أنبوب رفيع مرن يسمى (القسطرة) في الشريان عبر هذا الشق الصغير في الفخذ أو الذراع أو الرقبة.

• توجيه القسطرة بدقة نحو الشريان التاجي المسدود باستخدام التصوير بالأشعة السينية حيث يتم حقن المريض بنوع من الصبغة في الأوعية الدموية لمتابعة تدفق الدم وتحديد مناطق الانسداد.

• يتم إدخال بالون صغير محمّل بالدعامة عبر القسطرة، ثم يتم نفخ البالون لتوسيع الشريان المسدود مما يؤدي إلى فتح الدعامة وإلصاقها بجدران الشرايين.

• يُفرغ البالون ويُزال كل من القسطرة والبالون، وتبقي الدعامة في مكانها مفتوحة لتحافظ على تدفق الدم. ويُغلق الشق الصغير في الجلد.

كم تستغرق عملية دعامة القلب؟

 تختلف مدة العملية من مريض إلى آخر، حيث تستغرق عادةً ما بين 30 دقيقة إلى ساعتين حسب تعقيد وشدة الحالة. قد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى لمدة ليلة واحدة لمراقبة حالته الصحية.

الحالات التي تستدعي تركيب دعامة القلب

تُستخدم دعامة القلب في جميع عمليات توسيع الشرايين، ما لم يكن الوعاء الدموي صغيرًا جدًا أو كبيرًا جدًا بحيث لا يمكن وضع الدعامة فيه، أو كان المريض يعاني من حساسية تجاه المادة الموجودة في الدعامة (وهو أمر نادر جدًا). ويأتي القرار بناءً علي تقييم الطبيب للحالة الصحية للمريض، وحجم الانسداد، وأعراضه.

تُعد دعامة القلب الحل الأمثل للأشخاص الذين يعانون من:

• انسداد الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم المحمل بالأكسجين والغذاء ( 70% من الشريان مسدود)  يتسبب هذا الانسداد في تقليل تدفق الدم إلى القلب.

 يحدث ذلك بسبب تراكم الدهون والكوليسترول على جدران الشرايين من الداخل فينتج عنه ارتفاع الكوليسترول الضار (LDL) والدهون الثلاثية في الدم، وأيضًا لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم ومرضى السكري.

• الذبحة الصدرية المتكررة. 
• النوبات القلبية الحادة. 
• تصلب الشرايين المتقدم.
• المضاعفات الناتجة عن الجلطات الدموية.
• ضعف استجابة العلاجات الدوائية مثل مميعات الدم في تحسين تدفق الدم وتخفيف الأعراض.

اقرأ أيضًا الالتهاب الرئوي(pneumonia)

أهمية دعامة القلب

• تخفيف أعراض الذبحة الصدرية مثل آلام الصدر المستمرة وضيق التنفس، التي لا تستطيع الأدوية السيطرة عليها مما يعزز قدرة المريض على القيام بالأنشطة اليومية.

• تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

هل عملية دعامة القلب خطيرة ؟

 علي الرغم من أن دعامة القلب آمنة للاستخدام بشكل عام، إلا أنه من الممكن حدوث بعض المخاطر والمضاعفات أثناء وبعد تركيب دعامة القلب. تظهر تلك المضاعفات لدى الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل قصور القلب أو أمراض الكلى ومرض السكري.

أعراض بعد تركيب دعامة القلب

•  حدوث انسداد في الدعامة فقد يحتاج المريض إلى استبدال تلك الدعامة بأخرى، أو تحرك الدعامة من مكانها.

• تكون جلطة دموية داخلها في حالة التوقف عن تناول الأدوية التي تحمي الدعامة.

• ظهور رد فعل تحسسي من الدواء في حالة الدعامة المغطاة بالدواء أو من المادة المصنوع منها دعامة القلب نفسها أو من الصبغة المستخدمة لإظهار الأوعية الدموية بالأشعة السينية.

• ظهور كدمات أو نزيف في المنطقة التي يتم إدخال القسطرة فيها.

• إعادة تضييق الشريان مرة أخرى مجددًا وعدم انتظام ضربات القلب. 

خطوات قبل إجراء عملية دعامة القلب

قبل البدء في عملية تركيب دعامة القلب يتم مراجعة التاريخ المرضي للحالة من قبل الطبيب المعالج. 

• إجراء بعض الفحوصات والاختبارات الطبية مثل اختبار تخطيط كهربية القلب (ECG) واختبارات الدم للتأكد من وظائف الكلى والكبد ومستوى الكوليسترول.

• إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية التي يتناولها المريض، حيث قد يُطلب التوقف عن بعض الأدوية مثل مميعات الدم قبل الإجراء.

• الصيام حيث يُطلب من المريض الامتناع عن تناول الطعام والشراب لمدة من 6-8 ساعات قبل الإجراء.

نصائح بعد تركيب دعامة القلب

يُوصي الطبيب المعالج المريض ببعض النصائح للحفاظ على عمر الدعامة ومنها: 

• الالتزام بتناول الأدوية التي يحددها الطبيب في المواعيد مثل:

1. أدوية مضادات تخثر الدم (مميعات الدم) مثل الأسبرين، وكلوبيدوجريل مثل (البلافكس) لمنع تكون جلطات الدم وسد الشرايين مرة أخرى. قد يستمر المريض علي هذه الأدوية لمدة عام أو أكثر.

2. أدوية السكري، وخفض ضغط الدم، وأدوية تقليل مستويات الكوليسترول الضار.

• الالتزام بنظام غذائي صحي متكامل خالي من الدهون الضارة والكوليسترول والابتعاد عن الأطعمة المصنعة.

• المحافظة على المتابعة الطبية المنتظمة مع الطبيب وإجراء الفحوصات الطبية بشكل دوري. 

• اتباع نمط حياة صحي مثل ممارسة الرياضات البسيطة مثل المشي، حيث يساهم ذلك في تنشيط الدورة الدموية للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.

• إدارة التوتر وتقليل الضغوطات.

• الإقلاع عن التدخين وتجنب زيادة الوزن.

•  يُنصح بتجنب بذل المجهود الشاق مثل حمل الأوزان الثقيلة أو ممارسة الرياضات العنيفة.

المصادر 

1.https://medlineplus.gov/ency/article/007473.htm.

2.https://www.nhs.uk/conditions/coronary-angioplasty/what-happens/.

3.https://www.webmd.com/heart-disease/what-is-stent.

4.https://www.news-medical.net/health/Risks-and-Side-Effects-of-Heart-Stents.aspx.

5.https://my.clevelandclinic.org/health/articles/22486-stent.

6.https://www.healthline.com/health/angioplasty-and-stent-placement-heart?utm_source=ReadNext#preparation.