in أمراض

رائحة الفم الكريهة: الأسباب الخفية وطرق التخلص منها

by د إيمان رفعت نوفمبر 30, 2024, 9:08 ص 1.6k Views

Spread the love

رائحة الفم الكريهة هي حالة شائعة قد تؤثر على حياة الشخص اليومية، فهي قد تؤثر سلبًا على الثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية، فهي تصيب 1من كل 4 أشخاص.

رائحة الفم الكريهة يطلق عليها طبيًا(Halitosis)، وهي قد تنتج عن عادات صحية سيئة كإهمال تنظيف الفم والأسنان بشكل منتظم أو تناول بعض الأطعمة ذات رائحة قوية، مثل الثوم والبصل، أو قد تكون نتيجة مشكلة صحية في الفم أو الجسم، ففي هذه الحالة تكون أحد أعراض العديد من المشكلات الصحية المختلفة، أو بعبارة أخرى، إنها بمثابة رسالة تحذيرية من الجسم.

إن العثور على السبب الجذري لرائحة الفم الكريهة هو الخطوة الأولى في علاج هذه المشكلة.

Table of Contents

اسباب رائحة الفم الكريهة

سوء نظافة الفم: وهو أكثر الأسباب شيوعًا لرائحة الفم الكريهة، فإهمال تنظيف الفم بالطرق المناسبة مثل التنظيف بفرشاة الأسنان والخيط والتنظيف الروتيني في عيادة الأسنان يؤدي إلى تكاثر البكتيريا الضارة في الفم والتي تتحلل لاحقًا منتجةً مواد كيميائية تتسبب في رائحة الفم الكريهة والتي تشبه رائحة البيض الفاسد أو الكبريت. كما أنها تتسبب في مشاكل أخرى للفم مثل تسوس الأسنان والتهابات اللثة.

الغذاء ورائحة الفم: عند تناول بعض الأطعمة ذات الروائح النفاذة، فإن المعدة تمتص الزيوت من هذه الأطعمة لتمر إلى مجرى الدم ومنه إلى الرئتين والتي تظهر في رائحة النفس. تستمر هذه الرائحة لمدة تصل 72 ساعة حتى يتخلص منها الجسم، ومن أمثلة هذه الأطعمة الثوم، والبصل، والجبن، والبسطرمة، وعصير البرتقال أو الصودا، وبعض أنواع البهارات، والمشروبات الكحولية.

وبالمثل الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا ولا يتناولون الطعام بشكل متكرر قد يعانون من رائحة الفم الكريهة نتيجة تكسير الدهون في الجسم وإفراز مواد كيميائية تسبب رائحة كريهة في النفس.

أمراض الفم: تتسبب بعض المشاكل في الفم في رائحة الفم الكريهة والتي تكون في هذه الحالة مزمنة إلى أن يتم علاج السبب، ومنها:

رائحة الفم الكريهة بعد الخلع نتيجة عدم تكون جلطة دموية مكان الخلع وحدوث التهاب العظم السنخي(Dry Socket) والذي يسبب الألم الشديد ورائحة الفم الكريهة.
التهابات اللثة والجيوب اللثوية، تحدث التهابات اللثة نتيجة طبقة البلاك على الأسنان وهي طبقة لزجة تتكون من الطعام المتراكم على الأسنان لفترة طويلة دون تنظيفه، وتحتوي هذه الطبقة على العديد من البكتيريا الضارة التي تتسبب في التهابات اللثة والتي تظهر في صورة احمرار اللثة وتورمها ونزيف اللثة في بعض الحالات الشديدة، طبقة البلاك من السهل إزالتها باستخدام الفرشاة لكن بإهمالها لفترة طويلة تتحول إلى طبقة من الجير التي يصعب إزالتها بالفرشاة ويجب الذهاب في هذه الحالة لطبيب الأسنان لإزالتها. وجود طبقة الجير على الأسنان يزيد من التهابات اللثة سوءًا وقد يؤدي إلى تكوين جيوب لثوية بين الأسنان والتي يتراكم فيه الأكل مسببة رائحة الفم الكريهة.
جفاف الفم(Xerostomia) نتيجة عدم إفراز اللعاب في الفم والذي يلعب دورًا هامًا في إزالة بقايا الطعام من الفم والحفاظ على نظافته، ومن الأسباب التي تؤدي إلى جفاف الفم، التدخين، وبعض أدوية ارتفاع الضغط، وبعض مضادات الاكتئاب، ومضادات الحساسية، كما يمكن أن يكون نتيجة حالة مرضية مثل متلازمة شوجرن(Sjogren’s Syndrome) وهو مرض مناعي يتسبب في آلام بالعضلات وجفاف العين والفم.

العدوى البكتيرية: مثل التهاب الجيوب الأنفية والتهاب الحلق والالتهاب الرئوي حيث ينتج عن هذه العدوى إفرازات ذات رائحة كريهة.
مرض السكري: الأشخاص المصابون بالسكري يكونوا أكثر عُرضة للإصابة بالتهابات اللثة، كما هناك أيضًا حالات يحدث عنها تراكم للأحماض التي تسمى الكيتونات عندما لا تحصل على ما يكفي من الأنسولين وتتميز رائحة الفم في هذه الحالة برائحة حلوى فاكهية.
حصوات اللوزتين: عندما يعلق الطعام في اللوزتين (في الجزء الخلفي من الحلق) يتصلب أحيانًا ليشكل رواسب من الكالسيوم تسمى حصى اللوزتين.
الارتجاع المعدي المريئي(GERD): وهو أحد الأسباب الشائعة لرائحة الفم الكريهة، يتسبب هذا المرض في عودة السوائل والأحماض من المعدة إلى المريء مسببًا طعماً حامضاً في الفم ما ينتج عنه رائحة كريهة.
أمراض الكلى والكبد: حيث أنها الأعضاء المسؤولة عن تنقية السموم وإخراجه من الجسم، وفي الحالات المرضية تبقى هذه السموم في الجسم وتسبب رائحة الفم الكريهة، فعلى سبيل المثال، في حالات أمراض الكلى المزمنة تصبح رائحة النفس كريهة تشبه رائحة الأمونيا أو البول.

العلاجات الطبيعية للتخلص من رائحة الفم الكريهة للأبد

يعتمد علاج رائحة الفم الكريهة كليًا على السبب الرئيسي لهذه المشكلة، على سبيل المثال إذا كان السبب هو إهمال نظافة الفم فمن المرجح أن الطرق الطبيعية ستساعد بشكل كبير في تحسين الوضع، ومن هذه الطرق:

استخدام فرشاة الأسنان والفتلة الطبية لتنظيف الأسنان بعد الأكل وقبل النوم وبعد الاستيقاظ.
كشط اللسان باستخدام مكشطة خاصة مرة يوميًا وذلك لإزالة البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة.
تجنب التدخين، فهو لا يسبب رائحة الفم الكريهة فحسب بل أيضًا يسبب جفاف الفم.
تجنب العادات الغذائية المسببة لرائحة الفم الكريهة مثل تناول الثوم والبصل والأطعمة المخللة والتوابل بكثرة.
تنظيف أطقم الأسنان المتحركة، تراكم الطعام على الأسنان الصناعية وإهمال تنظيفها من أكثر المسببات لرائحة الفم الكريهة.
تجنب جفاف الفم، عن طريق تناول كمية كافية من الماء وتجنب الكحول والكافيين.
تحفيز اللعاب، بمضغ العلكة الخالية من السكر.
استخدام الوصفات المنزلية: فهناك العديد من العلاجات المنزلية التي قد تساعد في علاج رائحة الفم الكريهة، ومنها:

الشاي الأخضر: فهو يحتوي على مركبات مثل البوليفينول والتي أثبت الباحثون فعاليتها ضد رائحة الفم الكريهة الناتجة من بكتيريا الفم الضارة.
غسول الفم المنزلي المكون من صودا الخبز والماء.
المضمضة باستخدام محلول من الزيوت العطرية والتي لها تأثير مضاد للبكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة، ومنها بشكل خاص زيت شجرة الشاي، هناك أيضًا زيوت أخرى قد يكون لها تأثير فعال مثل الزعتر والآس والأوكالبتوس، والليمون، مع الانتباه جيدًا لعدم بلعها أثناء المضمضة.
مضغ الأعشاب أو البذور، مثل إكليل الجبل أو النعناع أو البقدونس أو الشمر، وهي من الطرق الشائعة لإخفاء الروائح الكريهة والمساعدة في التخلص منها.
تناول الزبادي لما فيها من بكتيريا نافعة تساعد في مكافحة البكتيريا الضارة في الجسم، وأثبتت الأبحاث اختفاء رائحة الفم الكريهة بنسبة 80% في الأشخاص الذين تناولوا الزبادي لمدة 6 أسابيع يوميًا.
تناول الحليب خاصة بعد الوجبات التي تحتوي على الثوم والبصل يمكن أن يحسن بشكل كبير من رائحة الفم الكريهة.
غسول الفم بالخل، والذي يحتوي على حمض طبيعي يقلل من نمو البكتيريا الضارة، ويمكن تصنيعه بإضافة ملعقتين كبيرتين من الخل الأبيض أو خل التفاح إلى كوب من الماء.

العلاج الطبي لرائحة الفم الكريهة

في حالة استمرار رائحة الفم الكريهة خاصةً بعد اتباع طرق تنظيف الفم، في هذه الحالة يجب مراجعة طبيب الأسنان فقد يوصي بعمل تنظيف خاص في العيادة كتنظيف الجير أو كحت الجيوب اللثوية ،أيضًا قد يصف غسول للفم يحتوي على مضاد للبكتيريا، وفي حالة عدم وجود مشكلة بالفم كسبب لرائحة الفمِ الكريهة فسيقوم طبيب الأسنان بتوجيه المريض لاستشارة الطبيب العام للكشف عن وجود أي مشكلة صحية أخرى وعلاجها.