يُعرّف سكري الحمل عادةً بأنه ارتفاع مستوى السكر في الدم يتم تشخيصه أو يتطور أثناء الحمل. وغالبًا ما يُقسَّم سكري الحمل إلى نوعين رئيسيين هما سكري الحمل الذي يتم التحكم فيه من خلال الحمية الغذائية فقط (ويُعرف بالدرجة الأولى A1GDM)، وسكري الحمل الذي يتطلب علاجًا دوائيًا لخفض مستوى السكر في الدم (ويُعرف بالدرجة الثانية A2GDM).
أسباب سكري الحمل
- إفراز الهرمونات المشيمية يؤدي إلى مقاومة ملحوظة للأنسولين، ويُعتبر هرمون اللاكتوجين المشيمي البشري وهو الهرمون الرئيسي المرتبط بزيادة مقاومة الأنسولين؛ ومع ذلك، فإن هذا الهرمون يُسهم أيضًا في زيادة إفراز الأنسولين وتكاثر خلايا بيتا في البنكرياس لتنظيم فرط سكر الدم لدى الأم في حالات الحمل الطبيعية.
- تم العثور أيضًا على أدلة تشير إلى وجود أسباب وراثية في بعض الدراسات حول سكري الحمل (GDM). ورغم أن التركيز الأساسي كان على العلاقة بين داء السكري من النوع الثاني والطفرات الجينية، فقد تم تحديد بعض الشذوذات الجينية المشابهة في حالات سكري الحمل أيضًا.
- تشير التقديرات إلى أن نحو 5٪ من المرضى الذين تم تشخيصهم بسكري الحمل يعانون في الواقع من مرض السكري الناضج عند الشباب (MODY) ، وهو حالة وراثية سائدة تنتقل عبر الجينات (أي ناتجة عن طفرة في جين واحد من أحد الأبوين) وغالبًا ما يتم تشخيصها بشكل خاطئ على أنها سكري حمل.
عوامل خطر الإصابة بسكري الحمل
- زيادة الوزن (مؤشر كتلة الجسم أكبر من 25، أو أكبر من 23 لدى الأمريكيين من أصل آسيوي).
- قلة النشاط البدني من عوامل الخطر أيضا.
- وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بداء السكري.
- الانتماء إلى عرق عالي الخطورة (مثل الأمريكيين من أصل أفريقي، اللاتينيين، الأمريكيين الأصليين، الأمريكيين من أصل آسيوي، سكان جزر المحيط الهادئ).
- وجود تاريخ سابق لسكري الحمل (GDM) ، ولادة طفل وزنه ٤ كجم أو أكثر، أمراض القلب والأوعية الدموية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- انخفاض الكوليسترول الجيد (HDL) لأقل من 35 ملج/ديسيلتر أو ارتفاع الدهون الثلاثية لأكثر من 250 ملج/ديسيلتر.
- متلازمة تكيس المبايض.
- الهيموجلوبين السكري أو ما يُعرف بالسكرالتراكمي(HbA1C) أعلى من 5.7%
- اختبار تحمل الجلوكوز الفموي غير طبيعي.
- وجود علامات واضحة لمقاومة الإنسولين.
أعراض سكري الحمل
عادةً لا تظهر أعراض واضحة، أو قد تظن أن الأعراض ناتجة عن الحمل نفسه.
في الغالب، يتم اكتشاف الإصابة أثناء فحص روتيني، ولكن هناك بعض الأعراض قد تظهر مثل:
- شعور بالعطش أكثر من المعتاد.
- شعور بالجوع وتناول الطعام أكثر من المعتاد.
- تبول أكثر من المعتاد.
اقرأ أيضا: الصداع النصفي
متى يتم فحص سكري الحمل؟
سيقوم طبيبك بإجراء الفحص بين الأسبوعين 24 و28 من الحمل، أو في وقت أبكر إذا كنتِ ضمن الفئة عالية الخطورة.
نسبة سكري الحمل
يُعتبر مستوى السكر في الدم مرتفعًا إذا تجاوز 130–140 ملجم/ديسيلتر (7.2–7.7 مل مول/لتر). وإذا كان أعلى من 200 ملجم/ديسيلتر (11.1 مل مول/لتر)، فمن المرجح الاصابة بسكري الحمل.
المضاعفات
إذا لم يتم التحكم في نسبة السكر المرتفعة في الدم، فقد تسبب مشكلات صحية لكِ ولطفلك.
مضاعفات قد تؤثر على طفلك
إذا كنتِ مصابة بسكري الحمل، فقد يكون طفلك معرضًا لخطر أكبر منها:
- زيادة الوزن عند الولادة، إذا كانت نسبة السكر في دمك مرتفعة، فقد يؤدي ذلك إلى نمو طفلك بشكل مفرط. (حوالي 4 كجم) أو أكثر يكونون أكثر عرضة لأن يعلقوا في قناة الولادة، أو أن يتعرضوا لإصابات أثناء الولادة، أو أن يحتاجوا إلى ولادة قيصرية.
- الولادة المبكرة، قد تؤدي نسبة السكر العالية في الدم إلى زيادة خطر حدوث المخاض والولادة قبل موعد الحمل المتوقع، وهو ما يُعرف بالولادة المبكرة ، أو قد تحتاجين إلى ولادة مبكرة لأن الطفل كبير الحجم.
- صعوبة في التنفس، الأطفال الذين يولدون مبكرًا قد يعانون من حالة تُعرف باسم متلازمة الضائقة التنفسية، تجعل التنفس صعبًا.
- انخفاض نسبة السكر في دم الطفل حيث أحيانًا يُصاب الأطفال بانخفاض سكر الدم بعد الولادة مباشرة،وقد يؤدي النقص الشديد إلى حدوث نوبات تشنج وهي أحد أخطر مضاعفاته.
- السمنةوالإصابة بالسكري من النوع الثاني لاحقًا: الأطفال معرضون بشكل أكبر للإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني في وقت لاحق من حياتهم.
- ولادة جنين ميت في حال لم يتم علاج سكري الحمل، فقد يؤدي إلى وفاة الطفل قبل أو بعد الولادة مباشرة.
مضاعفات قد تؤثر عليكِ
- ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل: سكري الحمل يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأيضًا بحالة خطيرة في الحمل تُعرف بتسمم الحمل، والتي تسبب ارتفاع ضغط الدم وأعراضًا أخرى.
- الولادة القيصرية: فهو يزيد احتمالية الحاجة إلى الولادة القيصرية وهي من نتائجه غير المرغوبة عند البعض.
- الإصابة بالسكري في المستقبل: إذا أُصيبت المرأة بسكري الحمل، فإنها تكون أكثر عرضة للإصابة به في حالات حمل مستقبلية، كما أن خطر إصابتها بالسكري من النوع الثاني مع التقدم في العمر يكون أعلى.
الوقاية
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من سكري الحمل، ولكن اتباع عادات صحية قبل الحمل يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة.
وإذا كنتِ قد أُصبتِ بسكري الحمل سابقًا، فإن هذه الخيارات الصحية قد تعمل على الوقاية أيضًا من خطر إصابتك به مرة أخرى سواء خلال حمل جديد أو بالإصابة بداء السكري من النوع الثاني في المستقبل، وذلك مثل:
- تناول أطعمة صحية: اختاري مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالألياف والقليلة الدهون والسعرات الحرارية، ركزي على تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، واحرصي على تناول كميات مناسبة من الطعام.
- حافظي على النشاط البدني، يمكن أن يساعدكِ النشاط الرياضي قبل الحمل وأثناءه في الوقاية من سكري الحمل.
- حاولي ممارسة نشاط بدني معتدل لمدة 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع، امشي يوميًا بسرعة، اركبي الدراجة، مارسي السباحة.
- وحتى فترات النشاط القصيرة لها فائدة، عند قضاء الحاجات أو أخذ جولات مشي قصيرة على مدار اليوم.
- بدء الحمل بوزن صحي: إذا كنتِ تخططين للحمل، فإن فقدان الوزن الزائد مسبقًا قد يساعدك في الحصول على حمل صحي.
- لا تكتسبى وزنًا أكثر من اللازم، من الطبيعي أن يزداد الوزن خلال الحمل، ولكن زيادة الوزن بسرعة أو بكميات كبيرة قد ترفع خطر الإصابة بسكري الحمل.
اقرأ أيضا: الورم الليفي في الرحم وتأثيره ع الحمل
علاج سكري الحمل
- إذا لم يكن النظام الغذائي وممارسة الرياضة كافيين للحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي، فقد تحتاجين إلى حقن الإنسولين لخفض نسبة السكر، هناك عدد قليل من النساء المصابات بسكري الحمل يحتجن إلى الإنسولين لتحقيق أهدافهن في علاج السكري.
- بعض الأطباء يصفون أدوية تُؤخذ عن طريق الفم للتحكم في مستويات السكر، بينما يعتقد آخرون أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث للتأكد من أن هذه الأدوية آمنة وفعالة مثل حقن الإنسولين في حالات سكري الحمل.
اقرأ أيضا: متلازمة تكيس المبايض وطرق العلاج
إذا كنتِ مصابة بسكري الحمل، ستحتاجين إلى ضبط مستوى السكر في الدم والحفاظ عليه تحت السيطرة لحماية صحتك وصحة جنينك، وسينبغي عليكِ إجراء بعض التغييرات في نمط حياتك لتحقيق ذلك.
في أغلب الحالات، يختفي سكري الحمل بعد الولادة، لكن تبقى المرأة في خطر متزايد للإصابة بـ السكري من النوع الثاني لاحقاً، لذا يجب فحص السكر بعد الولادة بـ 6 إلى 12 أسبوعًا، ثم كل سنة أو ثلاث سنوات.
اقرأ أيضا: الغدة الدرقية واضطراباتها و٧ تحاليل لتحقيق التوازن الهرموني
References
1-https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK545196/
2-https://www.webmd.com/diabetes/gestational-diabetes
3-https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/gestational-diabetes/symptoms-causes/syc-20355339
4-https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/gestational-diabetes/diagnosis-treatment/drc-20355345
GIPHY App Key not set. Please check settings