in أمراض

فقدان الشهية العصبي (anorexia nervosa) و 4 أسباب له

by د شيماء جمال أغسطس 8, 2024, 10:12 ص 1.8k Views

Spread the love

فقدان الشهية العصبي هو اضطراب غذائي خطير يتميز بفقدان الوزن المفرط، والخوف الشديد من زيادة الوزن، وتصوّر مشوّه لجسم الشخص. يعتبر هذا الاضطراب شائعًا بين المراهقات، ولكنه يمكن أن يؤثر على أي شخص بغض النظر عن العمر أو الجنس. في هذا المقال، سنستعرض أسباب فُقدان الشهية العصبي، وأعراضه، وطرق تشخيصه، وعلاجه، بالإضافة إلى تأثيره على المراهقات.

Table of Contents

ما هو فقدان الشهية العصبي؟

فُقدان الشهية العصبي هو حالة نفسية تؤدي إلى تقييد شديد في تناول الطعام، مما يؤدي إلى نقص الوزن بشكل غير طبيعي. يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من قلق مفرط بشأن وزنهم وشكل أجسامهم، مما يدفعهم إلى اتباع أنظمة غذائية صارمة أو ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط. قد يترافق فقدان الشهية العصبي مع مجموعة من المشكلات الصحية الأخرى، بما في ذلك اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق.

اسباب فقدان الشهية العصبي

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى فُقدان الشهية العصبي، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1. العوامل النفسية: تشمل القلق، والاكتئاب، وضعف تقدير الذات. قد يشعر الشخص بأنه غير كافٍ أو غير جذاب، مما يدفعه إلى محاولة التحكم في وزنه.

2. العوامل الاجتماعية: تتضمن الضغوط المجتمعية المرتبطة بالجمال والنحافة، حيث يتم تصوير النحافة كمعيار للجمال في وسائل الإعلام.

3. العوامل الوراثية: يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا في زيادة خطر الإصابة بفقدان الشهية العصبي، حيث يمكن أن يكون هناك تاريخ عائلي من اضطرابات الأكل.

4. التجارب الشخصية: مثل فقدان شخص عزيز أو تعرضه لصدمة نفسية، مما قد يؤدي إلى تطوير سلوكيات غذائية غير صحية.

اعراض فقدان الشهية العصبي

تظهر أعراض فقدان الشهية العصبي بشكل واضح، وقد تشمل:

فقدان الوزن المفرط: انخفاض الوزن بشكل ملحوظ قد يصل إلى 15% أو أكثر من الوزن المثالي.
القلق بشأن الوزن: شعور دائم بالخوف من زيادة الوزن، حتى عند كون الشخص نحيفًا.
تغييرات في العادات الغذائية: تجنب تناول الطعام، أو تناول كميات صغيرة جدًا، أو اتباع أنظمة غذائية صارمة.
تأثيرات جسدية: مثل تساقط الشعر، وجفاف البشرة، وهشاشة الأظافر، وانقطاع الدورة الشهرية لدى النساء.
الشعور بالبرد: نتيجة لنقص الدهون في الجسم، قد يشعر الشخص بالبرد بشكل متكرر.

تشخيص فقدان الشهية العصبي

تشخيص فقدان الشهية العصبي يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل متخصص في الصحة النفسية. تشمل خطوات التشخيص:

1. التاريخ الطبي: يقوم الطبيب بجمع معلومات عن الأعراض، والتاريخ الغذائي، والصحة النفسية.

2. الفحص البدني: يتم تقييم الوزن، والطول، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، بالإضافة إلى فحص العلامات الجسدية المرتبطة بفقدان الشهية.

3. اختبارات الدم: قد تُجرى اختبارات للبحث عن أي نقص في العناصر الغذائية أو مشاكل صحية أخرى.

4. استبيانات نفسية: يمكن أن تُستخدم استبيانات لتقييم الحالة النفسية وتحديد مدى تأثير الأعراض على الحياة اليومية.

علاج فقدان الشهية العصبي

علاج فقدان الشهية العصبي يتطلب نهجًا متعدد التخصصات، ويشمل:

العلاج النفسي: يُعتبر العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أكثر العلاجات فعالية، حيث يساعد المرضى على تغيير أنماط التفكير والسلوك المرتبطة بفقدان الشهية.
الدعم الغذائي: قد يتطلب الأمر العمل مع أخصائي تغذية لوضع خطة غذائية تضمن استعادة الوزن بشكل صحي.
الأدوية: في بعض الحالات، قد يُوصى باستخدام أدوية مضادة للاكتئاب أو مضادات القلق للمساعدة في معالجة الأعراض النفسية.
الدعم الأسري: يشمل دعم العائلة والأصدقاء في عملية التعافي، مما يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير.

فقدان الشهية العصبي والمراهقات

فقدان الشهية العصبي شائع بشكل خاص بين المراهقات، حيث تتعرض الفتيات في هذه المرحلة العمرية لضغوط اجتماعية كبيرة تتعلق بالمظهر والجمال. قد تؤدي هذه الضغوط إلى تطوير سلوكيات غذائية غير صحية، مما يجعل من المهم التعرف على العلامات المبكرة لفقدان الشهية.

تعتبر المراهقات أكثر عرضة للإصابة بفقدان الشهية العصبي بسبب التغيرات الهرمونية والنفسية التي تحدث خلال فترة البلوغ. من الضروري تقديم الدعم والمساعدة للمراهقات اللاتي يعانين من هذه الحالة، حيث يمكن أن تؤدي التدخلات المبكرة إلى تحسين فرص التعافي.

هل فقدان الشهية العصبي خطير؟

نعم، فقدان الشهية العصبي هو اضطراب خطير ويجب أخذه على محمل الجد. هناك عدة أسباب تجعل هذه الحالة خطيرة:

فقدان الوزن الشديد: يمكن أن يؤدي التقييد الشديد للطعام إلى فقدان وزن خطير، مما قد يهدد حياة المريض.
مضاعفات صحية خطيرة: قد يؤدي نقص التغذية إلى مشاكل في القلب والكلى والعظام والجهاز التناسلي والهضمي.
ارتفاع معدل الوفيات: إذا لم يتم علاجه، فإن فقدان الشهية العصبي له أعلى معدل وفيات بين جميع الاضطرابات النفسية.
الانتكاسات: حتى مع العلاج، يمكن أن يعود المرض مرة أخرى، مما يتطلب متابعة مستمرة.
التأثير على الحياة اليومية: يمكن أن يؤثر فقدان الشهية العصبي بشكل كبير على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية والأداء الأكاديمي أو المهني.

لذلك من الضروري البحث عن المساعدة الطبية والنفسية في أقرب وقت ممكن إذا ظهرت أي أعراض لفقدان الشهية العصبي. العلاج المبكر يزيد من فرص التعافي الكامل.