in

كل ما تحتاج إلى معرفته عن اضطراب الشخصية الحدية

Spread the love

اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب عقلي يتميز بتقلبات عاطفية شديدة، وسلوك اندفاعي، وخوف مفرط من الهجر. في هذه المقالة، سنتعرف أولاً على اضطراب الشخصية الحدية، ثم نناقش أسبابه وأعراضه، بالإضافة إلى طرق تشخيصه وعلاجه.

ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟

وفقًا للدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5)، يُصنف اضطراب الشخصية الحدية ضمن اضطرابات الشخصية من المجموعة “ب”، التي تشمل اضطرابات أخرى ذات خصائص مشابهة، مثل السلوك غير المتوقع والشعور المشوه بالذات.

جمع الاضطراب مع اضطراب الشخصية النرجسية، واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، واضطراب الشخصية الهستيرية، بسبب تشابه الأعراض، لأنه يصعب أحيانًا الحصول على تشخيص دقيق.

أسباب اضطراب الشخصية الحدية

يصاب المريض باضطراب الشخصية الحدية بسبب مزيج من عدة عوامل، ويبدأ عادةً ظهور المرض في أواخر المراهقة أو أوائل مرحلة البلوغ.

1. الاستعداد الوراثي

تزداد احتمالية الإصابة باضطراب الشخصية الحدية إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين مصابًا به. ومع ذلك، لا يعني ذلك بالضرورة أن كل فرد من العائلة سيصاب بهذا الاضطراب.

عادةً ما يصاب الأشخاص بالاضطراب عندما يتعرضون أيضًا لأسباب أخرى للمرض.

2. التغيرات في الكيميائية وتطور الدماغ

لوحظ أن الأشخاص المصابين بالاضطراب لديهم مستويات غير منتظمة من السيروتونين، وهو ناقل عصبي يلعب دورًا هامًا في تنظيم المزاج والتحكم في الانفعالات.

تشير دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي إلى أن المصابين بالشخصية الحدية يمتلكون لوزة دماغية، وحُصينًا، وقشرة جبهية مدارية أصغر حجمًا، وهذه المناطق مسؤولة عن التنظيم العاطفي، وضبط النفس، واتخاذ القرار.

3. العوامل البيئية

يصاب كثير من الأشخاص باضطراب الشخصية الحدية بعد التعرض لمستويات عالية من التوتر والقلق، ولا سيما في مرحلة الطفولة. التعرض لتجارب صادمة، مثل الاعتداء الجنسي أو الجسدي، أو فقدان أحد الوالدين أو كلاهما، أو وجود والد مدمن، قد يزيد من احتمالية الإصابة بالاضطراب.

حتى في الأسر التي لم تعاني الفقد، يمكن أن يؤدي الإهمال العاطفي إلى مشكلات تؤثر على النمو النفسي للأطفال.

اقرأ أيضا: 5 حقائق عن الاكتئاب الموسمي وعلاقته بفيتامين D

ما هي اعراض الشخصية الحدية؟

يتساءل الكثير من الناس، ما هي مميزات الشخصية الحدية؟ الأعراض التالية شائعة:

  • تغيرات مزاجية حادة.
  • سلوكيات تخريبية للذات، مثل ترك الوظائف أو الرسوب في الامتحانات عمداً أو الطلاق دون مبرر قوي.
  • علاقات غير مستقرة مع الأزواج، والأصدقاء، وأفراد الأسرة.
  • خوف مفرط من الهجر، مما يؤدي إلى تصرفات تحكمية بالآخرين.
  • إيذاء النفس أو التهديد بذلك.
  • سلوك متهور، مثل ممارسة الجنس من دون وقاية أو تعاطي المخدرات أو القيادة الخطرة.
  • الشعور بالفراغ الداخلي.
  • وجود صورة مشوهة عن الذات، وتتغير بسرعة غالبًا. يفتقرون إلى فهم واضح لأنفسهم.
  • مشكلات في الغضب وصعوبة في التحكم به.

لا يعاني جميع المصابين بالاضطراب من جميع الأعراض المذكورة. إذا كان لدى الشخص كثير منها، فمن الجيد التحقق مع طبيب نفسي.

اقرأ أيضا: علم النفس الإيجابي

تشخيص اضطراب الشخصية الحدية

يتم تشخيص اضطراب الشخصية الحدية من قِبل متخصصي الصحة العقلية (الأطباء النفسيين، علماء النفس)، من خلال إجراء مقابلات موسعة لتحليل حياة المريض وسلوكه.

سيطلبون من المريض أن يخبرهم عن التاريخ العائلي للمرض العقلي، وكيف يتصرف المريض مع ضغوط الحياة، وكيف يضبطون انفعالاتهم. في بعض الأحيان، قد يتحدث المعالج أيضًا مع أفراد أسرة المريض للحصول على مزيد من المعلومات حول الحالة.

في كثير من الأحيان، يكتشف المعالجون اضطراب الشخصية الحدية لدى الأشخاص بالصدفة عندما يأتون وهم يعانون الاكتئاب أو القلق نتيجة لحياتهم غير المستقرة. وذلك لأنه من الصعب عليهم إدراك أن ما يمرون به ليس طبيعيًا وأن هناك طريقة بديلة وأفضل للعيش.

يُستخدم الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية (DSM-5) كمرجع رئيسي لتشخيص اضطراب الشخصية الحدية واستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض.

اقرأ أيضا: انفصام الشخصية.. الأنواع والأعراض وطريقة التشخيص

اختبار اضطراب الشخصية الحدية

هناك العديد من الصفحات التي تقدم اختبارات اضطراب الشخصية الحدية عبر الإنترنت. لقد قمنا بربط أحدها في المراجع الموجودة أسفل هذه المقالة (5). يجب أن تنتبه أن هذه الاختبارات ليست مخصصة لتقديم تشخيص ولكن للعلم فقط.

إذا كنت تشك في إصابتك بالمرض، فيجب عليك طلب التشخيص المناسب من أخصائي الصحة العقلية.

اقرأ أيضا: نوبة الهلع الأعراض والأسباب وطرق العلاج المختلفة

مضاعفات اضطراب الشخصية الحدية

قد يعاني المصابون باضطراب الشخصية الحدية من اضطرابات إضافية، منها:

علاج اضطراب الشخصية الحدية

1. العلاج النفسي

العلاج بالكلام، والذي يُسمى أيضًا العلاج النفسي، هو الطريقة الأساسية لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، حيث يساعد المريض على تحديد مشاعره غير المريحة وتعلم كيفية التعامل معها. العلاج السلوكي الجدلي (DBT) والعلاج السلوكي المعرفي (CBT) من الأساليب الشائعة لتحسين الاستقرار العاطفي.

من خلال العلاج، يكتسب الأشخاص طرقًا أكثر صحة للتواصل مع الآخرين. بشكل أساسي، يساعد العلاج النفسي على تحسين قدرة الأشخاص على العمل جيداً في حياتهم.

بالإضافة للجلسات الفردية، قد يطلب الطبيب النفسي العلاج الأسري. يمنح هذا أفراد الأسرة المهارات اللازمة للتعامل مع الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية في منزلهم.

2. الأدوية

لا تستخدم الأدوية بشكل أساسي للعلاج، ومع ذلك، قد يصف الطبيب النفسي أدوية مثل مضادات الاكتئاب للتعامل مع بعض الأعراض مثل القلق والاكتئاب التي قد يعاني منها مريض اضطراب الشخصية الحدية.

3. العلاج في المستشفى

في الحالات الحادة، مثل الانهيار العقلي أو الأفكار الانتحارية أو إيذاء النفس، قد يتم إدخال المريض إلى المستشفى حتى تتحسن حالته.

في كثير من الحالات، تتحسن أعراض اضطراب الشخصية الحدية مع التقدم بالعمر وقد تختفي تمامًا بعد سن الأربعين

ماذا يحدث إذا لم يُعالج اضطراب الشخصية الحدية؟

لسوء الحظ، يعيش كثير من الأشخاص باضطراب الشخصية الحدية غير المشخص لأنهم يفتقرون إلى الوعي أو لم يطلبوا المساعدة أبدًا. إذا تُركوا دون علاج، فقد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من العيش في حياة مليئة بالفوضى. فيما يلي بعض العواقب إذا لم يتم العلاج:

  • علاقات متوترة وغير مستقرة.
  • تغييرات متكررة في الوظائف.
  • مشكلات قانونية وسلوكيات إجرامية.
  • زيادة خطر الانتحار (8-10% من المصابين بالاضطراب يموتون بالانتحار).

اقرأ أيضا: الادمان لدى المراهقين: أعراضه، وأساليب فعالة في العلاج، و 4 طرق مهمة للوقاية منه

كيف تتعامل مع الشخصية الحدية؟

قد يكون وجود شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية في عائلتك أو مكان عملك أمرًا صعبًا، خاصة إذا كنت تقضي وقتًا طويلاً معه أو تضطر إلى التفاعل معه بانتظام. إليك بعض النصائح لمساعدتك على إبقاء الأمور تسير بسلاسة:

  • تعرّف على المرض لفهم ما يمرون به.
  • اطلب دعمًا نفسيًا. من الأفضل أن تجد طبيبا مختلفًا عن الذي يعالج قريبك المريض.
  • قدّم الدعم العاطفي وأخبرهم أنك موجود من أجلهم.
  • شارك في جلسات العلاج الأسري إذا اقترحها المعالج.

References 

  1. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/borderline-personality-disorder/
  2. https://www.nhs.uk/mental-health/conditions/borderline-personality-disorder
  3. https://www.nimh.nih.gov/health/topics/borderline-personality-disorder
  4. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9762-borderline-personality-disorder-bpd 
  5. https://psychcentral.com/quizzes/borderline-test
  6. https://www.webmd.com/mental-health/borderline-personality-disorder-bipolar-disorder 

What do you think?

Written by رزان بركات

Razan is a medical content writer, editor, and proofreader
She specializes in SEO content writing, ghostwriting, original human written content, and AI assisted writing.
Razan is bilingual in English and Arabic

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

كل ما تحتاج معرفته عن تبييض الاسنان

الدرن كيف ينتشر وكيف تحمي نفسك منه؟