ينتاب كل منا الشعور بالشك هل أصبت بالزكام أو الحساسية؟ خاصة مع دخول فصل الشتاء وعند تغير الفصول، فعند ظهور الأعراض مثل: العطاس واحتقان الأنف يطرح السؤال نفسه دائمًا هل هذا زكام أم حساسية؟ الفرق بين هذين الحالتين قد لا يكون واضحًا دائمًا، إلا أن فهم الاختلافات الأساسية بينهما يُعد أمرًا حاسمًا لتحديد العلاج المناسب.
يعرض هذا المقال الفرق بين الزكام والحساسية، ويتناول تعريف كل منهما والأسباب والمحفزات لكل حالة، ويقدم نظرة شاملة عن الفرق بينهما للتعرف على العلاج الأمثل لكل حالة.
الفرق بين الزكام والحساسية
يختلف كل من الزكام والحساسية في أعراضهما وأسبابهما، كما يتمتعان بخصائص متباينة تمكّن المريض من التمييز بينهما، وفيما يلي مقارنة تعريفية عن كليهما:
الزكام
المعروف أيضًا بنزلة البرد، وهو ينتج عن فيروسات متعددة ويظهر بأعراض منها الرشح والسعال وانسداد الأنف، وينتقل هذا الفيروس عبر التواصل المباشر مع المصابين، وعادة ما يقوم الجهاز المناعي بمحاربته وتختفي الأعراض خلال أسابيع قليلة.
الحساسية
من ناحية أخرى تعتبر الحساسية رد فعل غير طبيعي من الجهاز المناعي تجاه عناصر بيئية غير ضارة، مثل: الغبار أو حبوب اللقاح. هذا الرد يتضمن إفراز الهيستامين وغيره من المواد الكيميائية، مما يسبب العطس، والسعال، وانتفاخاً في الجيوب الأنفية.
ويجدر هنا التنويه إلى أن تحديد الفروقات بين الزكام والحساسية يعتبر خطوة مهمة لتحديد العلاج المناسب.
الفرق بين الزكام والحساسية
يتم التمييز بين الزكام والحساسية من خلال ملاحظة الأعراض عند الإصابة بكل منهما، كما تشترك كلتا الحالتين في بعض الأعراض المتشابهة ولكن تظل هناك علامات في التمييز بينهما وبالتالي في التشخيص.
أعراض الزكام
يتميز الزكام بأعراض منها:
- سيلان الأنف.
- التهاب الحلق.
- خشونة في الحلق.
- إفرازات أنفية ذات لون أصفر، أو أخضر، أو شفاف.
- السعال، أو الأزيز، أو ضيق في التنفس.
- العطاس.
- الشعور العام بالتعب.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- بحة في الصوت.
- سيلان الإفرازات الأنفية إلى الحلق.
- الحمى (خاصة عند الأطفال).
أعراض الحساسية
تظهر أعراض الحساسية على شكل:
- احتقان الأنف.
- العطاس.
- الألم أو التهاب حول الجبهة، أو العينين، أو الخدين.
- السعال.
- ضيق في التنفس.
- الطفح الجلدي أو الحكة.
- تورم العيون، أو الشفاه، أو الفم، أو الحلق.
- سيلان مخاطي شفاف من الأنف.
- التهاب الحلق.
وتعد مدة الأعراض مؤشرًا رئيسًا لتوضيح الفرق بين الزكام والحساسية، ففي حالة الزكام غالبًا ما تزول الأعراض خلال 7 إلى 10 أيام، وعند تجاوز هذه المدة فمن الضروري استشارة الطبيب لأن الفيروسات قد تتسبب في مضاعفات، مثل: الالتهاب الرئوي، أو التهاب الشعب الهوائية.
أما الحساسية فتستمر لفترات أطول ما دام المسبب موجودًا، وعادة ما تستمر الأعراض الفصلية بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
الفرق بين الزكام والحساسية من حيث التشخيص
يختلف تشخيص الحالتين من قبل الطبيب المعالج. وفيما يلي بعض التفاصيل حول الفرق بين الزكام والحساسية في التشخيص في الآتي:
تشخيص الزكام
عادة لا يلزم زيارة الطبيب عند الإصابة بالزكام، ولكن يُنصح بطلب المشورة الطبية إذا استمرت الأعراض لأكثر من 10 أيام، أو في حالة ظهور أعراض شديدة، أو إن كان الشخص المصاب معرضاً لخطرمرتفع للمضاعفات بسبب أمراض مزمنة أو جهاز مناعي ضعيف.
إذا اشتبه الطبيب في وجود عدوى بكتيرية، مثل: التهاب الحلق البكتيري أو الالتهاب الرئوي قد يحتاج إلى إجراء فحوصات إضافية، مثل: مسحة الحلق، أو الأشعة السينية للصدر.
تشخيص الحساسية
قد يحتاج الأمر إلى زيارة طبيب الرعاية الأولية، أو طبيب الأنف والأذن والحنجرة، أو أخصائي الحساسية، حيث سيبدأ الطبيب بالاستفسار عن الأعراض، كما يمكن أن يلجأ إلى اختبارات متعددة للتشخيص، مثل: اختبار الجلد لتحديد مسببات الحساسية.
وفي بعض الحالات قد يستخدم الأطباء فحوصات الدم لتشخيص الحساسية، بناءً على العمر والحالة الصحية العامة للمريض.
الفرق بين الزكام والحساسية في العلاج
يلزم الانتباه إلى الفروقات الأساسية في علاج كل من الزكام أو الحساسية.
علاج الزكام
تشمل خيارات علاج الزكام ما يلي:
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
- الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب السوائل بكثرة.
- استخدام مزيلات الاحتقان.
- تناول الأدوية المهدئة للآلام والأوجاع، مثل: الأسيتامينوفين والأسبرين للأعمار 18 وما فوق.
علاج الحساسية
ويتضمن العلاج في حالة الحساسية ما يلي:
- تجنب التعرض للمواد المثيرة للحساسية.
- تناول الأدوية المضادة للهيستامين، ومزيلات الاحتقان واستخدام بخاخات الأنف الستيرويدية.
الفرق بين الزكام والحساسية من حيث الوقاية
يمكن الوقاية من نزلات البرد والزكام من خلال اتباع عدة خطوات أساسية كما سيوضّح:
الوقاية من الزكام
يُعد غسل اليدين بانتظام وبشكل صحيح والحفاظ على النظافة الشخصية من الإجراءات الأساسية واللازمة لتجنب الإصابة بالفيروسات، خاصة بعد اللمس المباشر للأسطح أو بعد السعال أو العطاس، كما يُنصح بتجنب الاقتراب من الأشخاص الذين يعانون من أعراض البرد لمنع انتقال العدوى.
الوقاية من الحساسية
يمكن الوقاية من الحساسية من خلال تجنب التعرض للمواد المثيرة للحساسية قدر الإمكان، حيث يجب على الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه حبوب اللقاح، أو عث الغبار المنزلي، أو العفن، أو بر الحيوانات الأليفة، أو غيرها اتخاذ إجراءات لتقليل التعرض لهذه المحفزات.
فروقات أخرى بين الزكام والحساسية
توجد فروقات أخرى بين الزكام والحساسية تساعد في التمييز بينهما، على سبيل المثال:
- للزكام أن يحدث في أي وقت من السنة، على الرغم من أنه يُعد أكثر شيوعًا خلال فصل الشتاء والطقس البارد. أما موسم الحساسية فيختلف تبعًا لنوع المواد المسببة للحساسية، حيث تبدأ حساسية حبوب اللقاح في فصل الربيع وتستمر حتى نهاية فصل الصيف، وفي المناخات الدافئة أو الاستوائية قد تستمر الحساسية لفترة أطول نظرًا لتوفر الظروف المناخية الملائمة لنمو النباتات والمواد المسببة للحساسية.
- يتميز الزكام بكونه معديًا بشكل واسع، حيث ينتقل الفيروس بسهولة عبر الاتصال المباشر مع إفرازات الشخص المصاب أو بواسطة قطرات تنتشر في الهواء، أما الحساسية فلا تنتقل من شخص لآخر، إذ هي استجابة تفاعل الجسم مع مسببات الحساسية، ولا يمكن لشخص نقل الحساسية إلى آخر.
يعد معرفة الفرق بين الزكام والحساسية جزءًا مهماً في تحديد الطريقة الصحيحة للعلاج والتعافي. وينصح دائما الطبيب بمراقبة الأعراض التي يشعر بها المصاب، سواء كانت مرتبطة بالزكام أو الحساسية، والتحقق من طبيعتها ومدى استمراريتها معه.
المراجع
https://www.healthline.com/health/allergies/allergies-or-cold
https://www.webmd.com/cold-and-flu/common-cold-or-allergy-symptoms
https://newsinhealth.nih.gov/2014/10/cold-flu-or-allergy
https://www.verywellhealth.com/cold-vs-allergies-8715710
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/allergies/symptoms-causes/syc-20351497
GIPHY App Key not set. Please check settings