لغز شلل النوم: هل هو حالة طبية أم وحش غامض؟

by رزان بركات يناير 1, 2025, 10:03 ص 425 Views

Spread the love

هل تعلم أن حوالي 20% من الناس قد يعانون من شلل النوم مرة واحدة على الأقل في حياتهم؟ في العديد من الثقافات، يُعتقد أن الجاثوم وحش أو شيطان يزور الناس في أحلامهم. وعند الاستيقاظ، يقوم هذا الكائن الشرير بشل حركة الشخص بحيث لا يستطيع المقاومة. كما يضغط عليه بشدة مما يسبب شعورًا بثقل على الصدر وصعوبة في التنفس.

لحسن الحظ، كل هذه مجرد خرافات، فشلل النوم أكثر بساطة مما يبدو. في هذا المقال، سنناقش الجانب الطبي لشلل النوم، أنواعه، وأعراضه، وأسبابه، وكيفية علاجه. هيا نبدأ!

Table of Contents

ما هو شلل النوم؟

الجاثوم هو اضطراب نومي يتمثل بفقدان مؤقت للسيطرة على العضلات عند الخلود للنوم أو عند الاستيقاظ. يمكن أن تكون هذه النوبات مخيفة ومزعجة لأنها تحدث أثناء الوعي والانتقال بين النوم واليقظة.

تحديدًا، تحدث هذه النوبات أثناء مرحلة النوم بحركة العين السريعة، وتسمى أيضا بنوم الريم وهي المرحلة التي نرى فيها الأحلام. وبالتالي، شلل النوم اضطراب في نوم الريم، حيث يحدث عند الدخول أو الخروج من هذه المرحلة.

طبيعيًا، تُعطل عضلاتنا أثناء النوم لمنعنا من تحريك أجسادنا حسب ما نراه في أحلامنا. يحدث هذا دون وعي منا وينتهي فور الاستيقاظ. لكن المشكلة تظهر عندما يكون الشخص واعيًا ولكنه لا يستطيع التحكم بحركاته أو كلامه.

اقرأ أيضا: اضطرابات النوم عند الأطفال

أنواع شلل النوم

يُميز الخبراء أنواع الاضطراب بناءً على عدد مرات حدوثه وما إذا كان مرتبطًا بمرض التغفيق أم لا. التغفيق هو اضطراب عصبي يسبب شعورًا بالتعب المفرط ويجعل الشخص ينام في أوقات عشوائية خلال النهار.

شلل النوم المعزول

يحدث عندما يعاني الشخص من نوبة واحدة غير مرتبطة بأي اضطراب أساسي. قد يكون ذلك بسبب التوتر، أو تعاطي المواد المخدرة، أو عوامل أخرى.

شلل النوم المتكرر

يحدث عندما يعاني الشخص نوبات متعددة من الجاثوم نتيجة إصابته بالتغفيق.

شلل النوم المعزول المتكرر

هو مزيج من النوعين السابقين. يعاني الشخص من نوبات شلل نوم متكررة ولكنه لا يعاني من التغفيق.

أعراض شلل النوم

العلامة الرئيسية للجاثوم هي فقدان السيطرة على العضلات أثناء الوعي. يمكن أن تستمر هذه الحالة من بضع ثوانٍ حتى عشرين دقيقة، ولكن في معظم الأحيان تنتهي خلال بضع دقائق. وهنا أعراض أخرى:

عدم القدرة على التحرك، التحدث، أو فتح العينين (رغم أن البعض يستطيع فتح عينيه أثناء النوبة).
الإحساس بشيء ثقيل على الصدر.
الهلوسة وهي رؤية أو سماع أشياء غير موجودة.
القلق والخوف.
الشعور بالحبس.
صعوبة في التنفس.
الإحساس بوجود شيء شرير في الغرفة.
الشعور وكأنك خرجت من جسدك.
الشعور بالإرهاق في اليوم التالي للنوبة.

اقرأ أيضا: ألم الأسنان…وطرق علاجها

اسباب شلل النوم

الأسباب المحددة لشلل النوم غير معروفة، لكن الخبراء ربطوا بين عدة عوامل لها تأثر بهذه الحالة:

التغفيق: يعاني المصابون بالتغفيق من مشكلات في مرحلة نوم الريم، مما يجعلهم أكثر عرضة للجاثوم.
انقطاع النفس أثناء النوم: الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم أكثر عرضة لشلل النوم المعزول مقارنةً بمن ينامون بشكل طبيعي.
التوقف المفاجئ عن تناول مضادات الاكتئاب أو الكحول: يجب أن يتم التوقف عن مضادات الاكتئاب تحت إشراف الطبيب وبالتدريج لتجنب الآثار الجانبية، مثل اضطراب وشلل النوم.
الحرمان من النوم أو جداول النوم غير المنتظمة: السهر طوال الليل للدراسة أو السفر يمكن أن يسبب الجاثوم بمجرد النوم. وينطبق الأمر نفسه على تغيير المناطق الزمنية أو أنماط العمل.
الاضطرابات النفسية: الأشخاص الذين يتعرضون لضغط نفسي أو جسدي أكثر عرضة للجاثوم، وكذلك المصابون باضطراب ما بعد الصدمة، والقلق الاجتماعي، واضطراب الهلع.
آثار جانبية للأدوية: تم العثور على أن بعض أدوية اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط تسبب النعاس أثناء النهار واضطرابات النوم الأخرى.
تعاطي المواد المخدرة: بعض العقاقير الترفيهية مثل القنب، الكوكايين، الأفيونات، والكحول تؤثر على أنماط النوم. الإفراط في الجرعة أو تعاطي عدة مواد معًا يمكن أن يكون مميتًا، ولكنه قد يسبب أيضًا آثارًا غير مرغوبة مثل شلل النوم.

هل شلل النوم خطير؟

في حد ذاته، شلل النوم ليس خطيرًا. لكنه قد يكون مؤشرًا على حالات صحية كامنة تتطلب عناية طبية مثل التغفيق. في حوالي 10% من الأشخاص، قد تكون النوبات المتكررة للجاثوم مقلقة للغاية لدرجة أنها تجعلهم يخافون من النوم، ويمكن أن يؤدي هذا القلق المرتبط بالنوم إلى الأرق والإرهاق.

تشخيص شلل النوم

يمكنك التحدث مع طبيب عام أو معالج نفسي عن مشكلات النوم التي تعاني منها. سيطلب منك الطبيب وصف نوباتك، وجودة نومك، ومدته. كما سيسألك عن التاريخ العائلي لاضطرابات النوم، والأدوية التي تتناولها، وما إذا كنت تمر بفترة توتر.

قد يطلب منك الطبيب الاحتفاظ بمذكرة نوم لبضعة أسابيع أو يحيلك إلى أخصائي نوم. في مركز النوم، يمكن إجراء اختبار تخطيط النوم لمراقبة التنفس، ونشاط الدماغ، ونبضات القلب أثناء النوم. يهدف هذا الاختبار إلى مراقبة الجسم أثناء نوبة شلل النوم أو اكتشاف انقطاع النفس أثناء النوم.

اختبار آخر هو اختبار الكمون المتعدد للنوم الذي يراقب القيلولة أثناء النهار. يقيس هذا الاختبار سرعة النوم ومدى سرعة دخولك في مرحلة نوم الريم. يمكن أن يكشف هذا الاختبار عن التغفيق.

علاج شلل النوم

لا يوجد علاج مباشر لشلل النوم، لكن الطبيب سيعمل على علاج الحالات الصحية الأساسية التي قد تسبب النوبات المتكررة. على سبيل المثال، قد يصف لك أدوية لعلاج القلق أو اضطراب الهلع.

إذا كنت تعاني من الكثير من التوتر، يمكن أن تساعدك جلسات العلاج النفسي على التركيز والاسترخاء.

بالإضافة إلى ذلك، تحسين عادات النوم يمكن أن يعزز جودة نومك، مما قد يقلل من تكرار نوبات الجاثوم.

نصائح لتحسين عادات النوم

النوم في نفس الوقت كل يوم.
وضع روتين مريح قبل النوم مثل الكتابة وأخذ حمام دافيء.
تجنب الشاشات والكافيين في المساء.
تقليل إضاءة البيت في المساء.
عدم تناول وجبة ثقيلة قبل النوم.

اقرأ أيضا: الصرع أعراضه وأسبابه

ماذا تفعل أثناء نوبة شلل النوم؟

إليك بعض الأشياء التي يمكنك فعلها أثناء نوبة الجاثوم:

ابقَ هادئًا وذكّر نفسك أنك في أمان.
أدرك أنك تمر بنوبة وستزول قريبًا.
ركّز على تحريك إصبع واحد، ثم اثنين، حتى تستعيد السيطرة على جسمك.
فكّر في شيء إيجابي وركّز عليه.
ذكّر نفسك أن الهلوسات ليست حقيقية.

باستخدام هذه النصائح، يمكنك تقليل القلق المرتبط بالنوم مع زيادة الشعور بالاطمئنان تجاه النوبات.

References

What do you think?

1 Point

Upvote Downvote

Written by رزان بركات

Razan is a medical content writer, editor, and translator
She specializes in SEO content writing, ghostwriting, and translation of medical documents.
Razan is bilingual in English and Arabic