الزُهري هو مرض بكتيري مُعدٍ تسببه بكتيريا Treponema pallidum، وينتقل في الغالب عبر الاتصال الجنسي. يتطور المرض في مراحل متعددة ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُعالج. يُعتبر الزُهري واحدًا من أقدم الأمراض المنقولة جنسيًا التي عُرفت تاريخيًا، وما زال يمثل مشكلة صحية كبيرة في العصر الحديث.
الزهري العيني (Ocular Syphilis)
هو نوع من أنواع مرض الزهري الذي يؤثر على العينين. يحدث عندما تنتشر البكتيريا المسببة للزهري (Treponema pallidum) إلى أنسجة العين. يمكن أن يحدث الزهري العيني في أي مرحلة من مراحل مرض الزهري، ولكنه غالبًا ما يرتبط بالزهري الثانوي أو المتأخر.
الأعراض الشائعة للزهري العيني تشمل
التهاب العين: قد يصاب المريض بالتهاب في الطبقات المختلفة من العين، مثل التهاب القزحية (التهاب في الجزء الأمامي من العين).
احمرار العين: العين قد تصبح حمراء ومتهيجة.
ألم في العين: قد يشعر المريض بألم في العين.
تشوش أو ضعف الرؤية: قد يسبب الزهري العيني تدهورًا في الرؤية، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى العمى.
حساسية الضوء (رهاب الضوء): قد يشعر المريض بعدم الراحة عند التعرض للضوء الساطع.
اقرأ أيضا: تعرف على الحمى القرمزية
أسباب الإصابة بمرض الزهري
السبب الرئيسي للإصابة بالزهري هو الاتصال الجنسي المباشر مع شخص مصاب. يمكن أن ينتقل المرض أيضًا من الأم الحامل إلى جنينها، وهو ما يعرف بـ الزهري الخلقي وهو حالة خطيرة قد تؤدي إلى تشوهات خلقية أو وفاة الجنين.
تنتقل البكتيريا عبر الجروح أو التقرحات التي قد تكون غير مرئية بالعين المجردة.
أعراض مرض الزهري
مرض الزهري يمر بمراحل متعددة، وكل مرحلة لها أعراضها الخاصة:
الزهري الأولي: ظهور قرحة غير مؤلمة تُسمى “الشنكر”، تظهر في مكان العدوى (عادةً في الأعضاء التناسلية، الشرج أو الفم).
الزهري الثانوي: قد يظهر طفح جلدي على راحة اليدين أو القدمين، مع أعراض أخرى مثل الحمى، وألم في العضلات، وتضخم العقد الليمفاوية.
الزهري الكامن: خلال هذه المرحلة، تختفي الأعراض وقد تستمر البكتيريا في الجسم لعدة سنوات دون أي أعراض واضحة.
الزهري الثالثي: في هذه المرحلة المتأخرة، يمكن أن يؤثر المرض على الأعضاء الحيوية مثل القلب، الدماغ، الأعصاب، وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل العمى، أو الخرف، أو الموت.
طرق الوقاية من الزهري
العلاقات الجنسية الآمنة: استخدام الواقيات الذكرية أو الأنثوية بشكل صحيح يمكن أن يقلل من خطر الإصابة.
الامتناع عن الاتصال الجنسي مع أشخاص غير موثوقين: الحفاظ على علاقات جنسية مع شريك واحد غير مصاب.
الفحص الدوري: إجراء الفحوصات المنتظمة للكشف عن الأمراض المنقولة جنسياً خاصة للأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيين متعددين.
مضاعفات مرض الزهري
إذا تُرك الزهري دون علاج، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل:
تلف الأعضاء الحيوية مثل القلب، الأوعية الدموية، الدماغ، الأعصاب، العظام.
العمى: نتيجة تأثر الأعصاب البصرية.
الخرف: قد يحدث تلف في الدماغ يؤثر على الذاكرة والتركيز.
الشلل أو الموت نتيجة تأثير الزهري على الأعضاء الرئيسية.
اقرأ أيضا: مرض الزهايمر
من يُصيب مرض الزهري أكثر؟
يمكن أن يُصيب الزهري أي شخص نشط جنسيًا، ولكن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم:
الأشخاص الذين يمارسون الجنس غير المحمي.
الأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيين متعددين.
الأشخاص الذين يعانون من أمراض منقولة جنسيًا أخرى.
الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال لديهم نسبة إصابة أعلى.
تأثير الزهري على الجنين عند المرأة الحامل
تنقل المرأة الحامل المصابة بالزهري العدوى إلى جنينها عبر المشيمة. هذا يُسمى الزهري الخلقي ويمكن أن يؤدي إلى:
الإجهاض.
ولادة جنين ميت.
تشوهات خلقية خطيرة.
مضاعفات صحية طويلة الأمد للطفل مثل العمى أو الصمم أو مشاكل عصبية.
يجب أن تخضع المرأة الحامل لفحوصات دورية خلال فترة الحمل للتأكد من عدم إصابتها بالزهري أو أي عدوى منقولة جنسياً.
اقرأ أيضا: متلازمة هز الرضيع
التشخيص
تشخيص الزُهري يتم عبر اختبارات دم خاصة للكشف عن الأجسام المضادة التي تُنتج استجابة للعدوى البكتيرية. تتضمن هذه الاختبارات فحص(VDRL)
يستخدم للكشف عن مرض الزهري، (RPR) يستخدم هذا الفحص أيضا للكشف عن مرض الزُهري عن طريق اكتشاف الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم استجابة للبكتيريا المسببة للمرض، وتستخدم لتحديد وجود العدوى في المراحل الأولى، بالإضافة إلى اختبارات أكثر دقة مثل(FTA-ABS) وهو فحص الامتصاص للأجسام المضادة اللولبية المضيئه لتأكيد التشخيص.
في بعض الحالات، قد يُجرى فحص سائل النخاع الشوكي للتأكد من عدم وجود إصابة بالزُهري العصبي إذا كان المريض يُظهر أعراضًا عصبية.
العلاج
يُعالج الزُهري بفعالية باستخدام المضادات الحيوية، وعلى رأسها البنسلين، وهو الدواء الأكثر فعالية في القضاء على البكتيريا المسببة. تعتمد جرعات العلاج على مرحلة المرض، حيث قد يحتاج المريض إلى جرعة واحدة من البنسلين في المراحل المبكرة، بينما تتطلب المراحل المتقدمة علاجًا أطول يمتد لعدة أسابيع.
في حالة وجود حساسية للبنسلين، يمكن استخدام بدائل مثل الدوكسيسيكلين أو التتراسيكلين. يجب أن يخضع المريض للفحص الدوري بعد العلاج للتأكد من القضاء على العدوى.
العلاج بالاعشاب
تُستخدم العلاجات العشبية لتقوية الصحة العامة أو تخفيف بعض الأعراض البسيطة، إلا أن مرض الزهري لا يمكن علاجه بالأعشاب. الزهري هو عدوى بكتيرية خطيرة تحتاج إلى علاج طبي باستخدام المضادات الحيوية، وخاصة البنسلين، الذي أثبت فعاليته في قتل البكتيريا المسببة للمرض.
فيما يلي بعض الأعشاب التي يعتقد البعض أنها قد تساهم في تحسين المناعة لكنها ليست بديلاً عن العلاج الطبي
الثوم.
إشنسا.
الشاي الأخضر.
الزنجبيل.
من المهم جدًا عدم الاعتماد على العلاجات العشبية في علاج مرض الزهري. العلاج الطبي الفوري بالمضادات الحيوية هو الحل الوحيد الفعّال لمنع المضاعفات الخطيرة للمرض.
الوقاية
تعتمد الوقاية من الزُهري بشكل أساسي على ممارسة الجنس الآمن باستخدام الواقيات الذكرية وتجنب الاتصال الجنسي مع الشركاء غير المعروفين أو المصابين. كما تُعتبر الفحوصات الدورية للأمراض المنقولة جنسيًا خطوة مهمة للحد من انتشار المرض.
الزُهري الخلقي
يُعد الزُهري الخلقي من أخطر أشكال المرض، حيث يُنقل من الأم المصابة إلى الجنين أثناء الحمل. يمكن أن يؤدي إلى تشوهات خلقية، مشاكل في النمو، أو حتى وفاة الجنين. لذا، يُنصح بإجراء فحوصات روتينية للأمهات الحوامل لاكتشاف الزُهري وعلاجه مبكرًا لمنع انتقال العدوى إلى الجنين.
مضاعفات الزُهري
يمكن أن يؤدي الزُهري إلى العديد من المضاعفات الخطيرة إذا تُرك دون علاج. تشمل هذه المضاعفات:
الزُهري العصبي
يُصيب الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى مشاكل في الحركة، التوازن، الذاكرة، وقد يتطور إلى الشلل التام.
الزُهري القلبي
يُسبب مشاكل في القلب والأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى تمدد الشريان الأورطي أو فشل القلب.
الزُهري الجلدي
يؤدي إلى ظهور تقرحات جلدية عميقة وتشوهات في الجلد.
تأثيرات الزُهري على الصحة العامة
يمثل الزُهري تحديًا كبيرًا للصحة العامة في العديد من الدول، خاصة مع الارتفاع الملحوظ في الحالات الجديدة خلال السنوات الأخيرة. يؤثر الزُهري بشكل خاص على الأفراد الذين لا يحصلون على الرعاية الصحية اللازمة أو يفتقرون إلى الوعي الكافي حول الوقاية.
اقرأ أيضا: مرض الجدري و جدري الماء الأسباب والعلاج
الخلاصة
الزُهري مرض معدٍ خطير إذا لم يُعالج مبكرًا. مع التطورات الحديثة في الطب، أصبح من الممكن القضاء على المرض بسهولة باستخدام المضادات الحيوية المناسبة. الوقاية والتوعية حول الزُهري تُعتبر من الأدوات الأساسية للحد من انتشاره وحماية الأفراد من مضاعفاته الخطيرة.
1-https://www.healthline.com/health/std/syphilis
2-https://www.medicalnewstoday.com/articles/eye-syphilis#diagnosis
3-https://www.webmd.com/sexual-conditions/conenital-syphilis
4-https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/syphilis/diagnosis-treatment/drc-20351762
GIPHY App Key not set. Please check settings