in

متلازمة تكيس المبايض و4 أسباب وطرق العلاج

تكيس المبايض
Spread the love

​تُعدّ متلازمة تكيس المبايض (PCOS) واحدة من أكثر الاضطرابات الهرمونية شيوعاً التي تصيب النساء في سن الإنجاب، حيث تؤثر على ما يقارب 1 من كل 10 نساء. على الرغم من شيوعها، إلا أنها غالباً ما تكون محاطة بسوء فهم كبير، وقد تتأخر عملية التشخيص لسنوات طويلة. لا يقتصر تأثير تكيس المبايض على الصحة الإنجابية فحسب، بل يمتد ليشمل الصحة الأيضية والجسدية والنفسية بشكل عام.

​ ما هي متلازمة تكيس المبايض؟ 

​​متلازمة تكيس المبايض هي اضطراب في الغدد الصماء يتسم بثلاثة جوانب رئيسية وفقاً لمعايير روتردام (المعيار الأكثر شيوعاً للتشخيص)، حيث يجب توفر اثنين من ثلاثة لتأكيد التشخيص:

  1. خلل الإباضة (Anovulation أو Oligo-ovulation): عدم انتظام أو غياب الدورة الشهرية، مما يشير إلى عدم إطلاق البويضة بشكل منتظم.
  2. فرط الأندروجينية (Hyperandrogenism): ارتفاع مستويات هرمونات الذكورة (الأندروجينات) في الدم، أو ظهور علامات سريرية لهذا الارتفاع مثل الشعرانية (نمو الشعر الزائد) وحب الشباب.
  3. المظهر متعدد الكيّسات للمبايض (Polycystic Ovaries): وجود 12 جُريب (كيس) صغير أو أكثر بقطر 2-9 ملم في مبيض واحد أو كلاهما، يُشاهد عبر الموجات فوق الصوتية.

​من المهم التأكيد على أن مصطلح “تكيس المبايض” قد يكون مضللاً، فالـ”تكيسات” هنا ليست أكياساً بالمعنى المعتاد، بل هي جُريبات صغيرة لم تصل إلى مرحلة النضج ولم تتحرر منها البويضة.

متلازمة تكيس المبايض

الأسباب المعقدة وراء متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

​السبب الدقيق لمتلازمة تكيّس المبايض غير معروف بشكل قاطع، ولكنه ناتج عن مجموعة من العوامل المتداخلة:

1.مقاومة الأنسولين و فرط الأنسولينية (Insulin Resistance and Hyperinsulinemia)

هو المحور الأساسي الذي يربط بين العديد من أعراض المتلازمة. عندما تصبح خلايا الجسم أقل حساسية للأنسولين (وهو الهرمون المنظم لسكر الدم)، يضطر البنكرياس إلى إنتاج المزيد من الأنسولين لخفض سكر الدم. 

المستويات العالية من الأنسولين في الدم (فرط الأنسولينية) تُحفز المبايض على إنتاج كميات أكبر من الأندروجينات (هرمونات الذكورة)، مما يعطل الإباضة ويزيد من ظهور الأعراض مثل الشعرانية وحب الشباب. تعد مقاومة الأنسولين وتكيس المبايض علاقة ثنائية الاتجاه تتطلب اهتماماً خاصاً في خطة العلاج.

2. العوامل الوراثية

​تشير الدراسات إلى أن تكيّس المبايض يميل إلى الانتشار في العائلات، مما يشير إلى وجود أساس وراثي أو استعداد جيني للإصابة به.

3. الالتهاب منخفض الدرجة (Low-Grade Inflammation)

​تُظهر العديد من النساء المصابات بالمتلازمة زيادة في الالتهاب المزمن منخفض الدرجة، والذي قد يُحفز المبايض أيضاً على إنتاج الأندروجينات.

​4. زيادة مستويات الأندروجين

​المستويات المرتفعة من هرمونات الذكورة هي السمة المميزة للمتلازمة، وهي المسؤولة عن معظم الأعراض الخارجية التي تعاني منها النساء.

أعراض متلازمة تكيّس المبايض: ما الذي يجب أن تنتبهي إليه؟

​تتنوع أعراض تكيس المبايض بشكل كبير من امرأة لأخرى، وقد تتغير شدتها مع مرور الوقت. تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً:

الفئةالأعراض التفصيلية
اضطرابات الدورة الشهريةقلة الطمث (Oligomenorrhea): دورات متباعدة (أكثر من 35 يوماً بين الدورة والأخرى)، أو انقطاع الطمث (Amenorrhea): غياب الدورة لمدة أربعة أشهر أو أكثر، مما يشير إلى ضعف أو غياب الإباضة.
الجلد والشعرالشعرانية (Hirsutism): نمو مفرط للشعر في مناطق ذكورية (الوجه، الصدر، الظهر). حب الشباب: شديد ومزمن. تساقط الشعر: ترقق في شعر فروة الرأس أو صلع نمط ذكوري (Androgenic Alopecia). الشواك الأسود (Acanthosis Nigricans): بقع جلدية داكنة وسميكة في ثنايا الجلد (الرقبة، الإبط، الفخذ) نتيجة لمقاومة الأنسولين.
الأيض والوزنزيادة الوزن والسمنة: وخاصة تراكم الدهون حول البطن (السمنة المركزية). صعوبة في فقدان الوزن: بسبب مقاومة الأنسولين.
الخصوبةصعوبة الحمل: بسبب عدم انتظام أو غياب الإباضة. زيادة خطر الإجهاض: في حال حدوث الحمل.
الصحة النفسيةالقلق، والاكتئاب، وضعف في صورة الجسم (Body Image).

تشخيص متلازمة تكيس المبايض

لا يوجد اختبار واحد حاسم لتشخيص متلازمة تكيس المبايض بدلاً من ذلك، يعتمد التشخيص على استبعاد الحالات الطبية الأخرى التي قد تسبب أعراضاً مشابهة (مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو فرط برولاكتين الدم) واستيفاء معايير التشخيص (غالباً معايير روتردام).

​1. التاريخ الطبي والفحص البدني

​يبدأ الطبيب بمراجعة شاملة للتاريخ الطبي والدورة الشهرية، وفحص العلامات السريرية لفرط الأندروجينية (الشعرانية وحب الشباب).

​2. الاختبارات المعملية (تحاليل الدم)

  • مستويات الهرمونات: قياس مستويات هرمونات الذكورة (التستوستيرون)، الهرمون الملوتن (LH)، الهرمون المنبه للجريب (FSH)، والبرولاكتين.
  • اختبارات الأيض: فحص مستويات السكر والأنسولين في الدم (مثل اختبار تحمل الجلوكوز) لتقييم مقاومة الأنسولين، وكذلك مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.

3. الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار المهبلي)

​يُستخدم لتقييم حجم المبيضين وعدد الجريبات الصغيرة (الكيّسات) الموجودة تحت القشرة الخارجية للمبيضين.

متلازمة تكيس المبايض

الحمل ومتلازمة تكيس المبايض: تحديات وحلول

تعد صعوبة الإنجاب التحدي الأكبر لنسبة كبيرة من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض بسبب غياب أو عدم انتظام الإباضة ومع ذلك، لا تعني المتلازمة العقم الدائم.

1.تحسين الإباضة بالنمط الغذائي: يعد فقدان الوزن وتحسين حساسية الأنسولين الخطوة الأولى والجوهرية لعودة الإباضة الطبيعية.

2.الأدوية المحفزة للإباضة: كما ذكرنا سابقاً، تُستخدم أدوية مثل ليتروزول (Letrozole) أو الكلوميفين (Clomiphene) لتحفيز المبيضين.

3.تقنية الإخصاب في المختبر (IVF): في حال فشل الأدوية الفموية، قد يتم اللجوء إلى الحقن الهرمونية أو التلقيح الصناعي (IVF).

4.جراحة كي المبيضين (Ovarian Drilling): إجراء جراحي بالمنظار يمكن أن يخفض مستويات الأندروجين ويحفز الإباضة في حالات مختار.

مضاعفات تكيس المبايض على المدى الطويل

إذا لم تتم إدارة متلازمة تكيس المبايض بشكل فعال، فإنها تزيد من خطر الإصابة بمضاعفات صحية خطيرة على المدى الطويل، معظمها مرتبط بمقاومة الأنسولين:

  • داء السكري من النوع الثاني: أكثر من 50% من النساء المصابات بـ تكيّس المبايض يُصبن بمرض السكري أو تحمل الجلوكوز قبل سن الأربعين.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول غير الصحي.
  • انقطاع التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea): أكثر شيوعاً في النساء البدينات المصابات بالمتلازمة.
  • سرطان بطانة الرحم (Endometrial Cancer): بسبب التعرض المطول لهرمون الإستروجين دون وجود هرمون البروجسترون المقابل (نتيجة لغياب الإباضة).

علاج تكيس المبايض

لا يوجد علاج تكيس المبايض واحد يناسب الجميع؛ بل يجب تخصيص خطة العلاج بناءً على أعراض المريضة وأهدافها (سواء كانت ترغب في الحمل أم لا) تشمل الخيارات:

1. تعديلات نمط الحياة (حجر الزاوية في العلاج)

تعتبر التعديلات على نمط الحياة هي خط العلاج الأول والأكثر أهمية، خاصةً للتحكم في مقاومة الأنسولين.

2. النظام الغذائي الصحي: اتباع نظام غذائي لتكيس المبايض منخفض المؤشر الجلايسيمي (Low-GI)، غني بالألياف والبروتينات والدهون الصحية (مثل حمية البحر الأبيض المتوسط). التركيز على الكربوهيدرات المعقدة وتجنب السكريات المضافة والمشروبات الغازية.

3. النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (3-5 مرات في الأسبوع) تزيد من حساسية الخلايا للأنسولين، وتساعد في علاج تكيس المبايض والسيطرة على الوزن.

4.إدارة الوزن: حتى فقدان نسبة صغيرة من الوزن (5-10%) يمكن أن يحسن بشكل كبير من أعراض الدورة الشهرية والإباضة ومستويات الأندروجين.

5. العلاجات الدوائية 

يصف الأطباء مجموعة من أدوية تكيس المبايض للسيطرة على الأعراض:

  • حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة الشهرية وتقليل خطر سرطان بطانة الرحم.
  • الميتفورمين يساعد على خفض الأندروجين وتحسين الإباضة حيث يزيد من حساسية الأنسولين ويقلل إنتاجه. 
  • مضادات الأندروجين تمنع عمل هرمونات الذكورة على المستقبلات في الجلد وبصيلات الشعر.
  • كلوميفين سترات أو ليتروزول يستخدم لتحفيز المبيضين على إطلاق بويضة.                                                 
  1.  https://ocrahope.org/news/science-made-simple-ovarian-cysts-and-ovarian-cancer/
  2. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/9133-ovarian-cysts   
  3. https://www.nhs.uk/conditions/ovarian-cyst/
  4.   https://www.singhealth.com.sg/symptoms-treatments/ovarian-cysts                                                    

What do you think?

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

GIPHY App Key not set. Please check settings

التهاب السحايا عند الأطفال: الأسباب والأعراض وطرق التشخيص المبكر لحماية طفلك

بخاخ نازونكس

 بخاخ نازونكس (Nasonex): دليلك الكامل لعلاج حساسية الأنف والزوائد الأنفية